أبومُكْنِف زيد الخيل Zayd al-Khayl.شاعرسيد في قومه فارس من نمط فريد خطيب مُفَوَّه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبومُكْنِف زيد الخيل Zayd al-Khayl.شاعرسيد في قومه فارس من نمط فريد خطيب مُفَوَّه

    زيد خيل

    Zayd al-Khayl - Zayd al-Khayl

    زَيْد الخيل
    (…ـ 9هـ/… ـ 630م)

    أبو مُكْنِف زيد الخيل بن مُهَلْهِل بن زيد الطائي من بني نَبْهان بن عمرو ابن الغوث بن طيّئ، فهو نبهاني طائي قحطاني.
    يكنى أبو مُكْنف، ولُقب زيد الخيل لكثرة خيله التي اشتهر منها أفراس ستة ذكرها في شعره وهي: الهَطَّال ووَردٌ ودَوُول ولاحق وكامل والكميت، وقيل: لكثرة طراده، وربما لقب فارس الهطال، إذ كان يساويه بابنه مٌكْنِف، فيقول:
    أُقربُ مَرْبَط الهَطَّال إني
    أرى حرباً ستلقح عن حِيَال
    أسويه بمُكنِف إذ شتونا
    وأوثـره عـلى جُلّ العِيَال
    واختلف في عدد أولاده، فقيل: اثنان، مكنف وحُرَيْث (أو الحارث) وقد أسلما وصحبا النبيr وشاركا في حروب الردّة مع خالد بن الوليد، وكان حريث شاعراً... وقيل: هم ثلاثة، والثالث اسمه عُرْوة، وكان شاعراً وفارساً وقد شارك في حرب القادسية. وقد ذكرت المصادر القديمة شعراً له فيها، كما ذكرت شعراً للحُرَيث في حروب الرِّدَّة.
    ولاتعرف سنة ولادته، ولايعرف عمره بالتحديد، ولكن أخباره وأشعاره تثبت معاصرته للحارث بن ظالم، وكان قد أسره مع امرأته وأطلق سراحهما دون فداء، ومعاصرته لعمرو بن الإطنابة وزهير بن أبي سلمى.
    وقد حباه الله بَسْطة في الجسم، فكان من أطول الناس جسماً، وأجملهم وجهاً، حتى عُدَّ في الرجال الذين تقنعوا مخافة العين والحسد. فضلاً عما كان يملكه من الهيبة والوقار والحلم والذكاء والشجاعة والقدرة، والشهامة والمروءة، فكان مضرب المثل في الأخلاق النبيلة.
    وروي أنه وفد في قومه على الرسول الكريم عام الوفود (9 هـ/630م) معلناً إسلامه، وقيل: أسلم قبلهم بقليل، ولمَا رآه المصطفى أعجب به فقال له: «ما ذكر لي رجل من العرب بفضل، ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كل ما فيه». ثم سُرَّ به، وأطلق عليه «زيد الخير»، وكتب له كتاباً أقطعه فيه فَيْداً وما حولها من القرى.
    وأصيب زيد بالحمَّى قبل أن يغادر المدينة ـ وكانت وَبئة ـ إذ مكث فيها سبعة أيام، ولما شعر باشتداد المرض عليه استأذن النبي بالخروج إلى أهله فأذن له، ولكنه ما لبث أن توفي في الطريق عند ماء يقال له (فَرْدة) في نهاية السنة التاسعة للهجرة، ولما شعر بدنو أجله رثى نفسه بأبيات أربعة منها:
    أَمُرْتَحِلٌٌ صحبي المشارق غُدْوةً
    وأُترك في بيت بفرْدة مُنْجِـدِ
    وقيل إنه توفي في خلافة عمر بن الخطاب، وهذا غير صحيح.
    وزيد الخيل سيد في قومه، فارس من نمط فريد، وخطيب مُفَوَّه ـ وإن لم يصل من خطبه شيء ـ وهو شاعر مخضرم أسلم وله صحبة. وقد دخل بعض شعر ولده في شعره، على الرغم من أنه شاعر.
    ولزيد الخيل ملاحاة ومناقضة مع كعب بن زهير وغيره، فضلاً عن أبيات في الهجاء أو اللوم والعتاب، أو الطرد، أو الرثاء، أو وصف ناقته.
    وكان شعره ذاتياً قبلياً، امتزجت فيه النزعة الفردية بالقبلية وفيه بعض المبالغات.
    وكان أكثره بيتاً أو اثنين أو ثلاثة، ثم جاءت المقطعات التي قلّت عن عشرة أبيات، واتسمت قصائده بالقصر، فلم تبلغ عشرين بيتاً بأي حال من الأحوال.
    واتسم شعره بالوضوح والتكرار في الألفاظ والأساليب، وابتعد عن التعقيد والتكلف، مثله مثل الشعر الذي قيل في الفروسية والحروب.
    وقد جمع شعره ضمن مجموعة «شعراء إسلاميون»، ثم ظهرت طبعة لديوان «شعر زيد الخيل الطائي» لأحمد مختار البزرة في دمشق سنة 1988م.
    حسين جمعة
    مراجع للاستزادة:
    ـ الأصفهاني، الأغاني (دار إحياء التراث العربي، بيروت) «نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية».
    ـ بطرس البستاني، الشعراء الفرسان (دار المكشوف، بيروت 1966م).
    ـ نوري حمودي القيسي، شعراء إسلاميون (عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية، بيروت).
يعمل...
X