كتب الباحث:رامي الدويري..يعرفنا على السوق المقبي أوالسوق المسقوف بحمص القديمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الباحث:رامي الدويري..يعرفنا على السوق المقبي أوالسوق المسقوف بحمص القديمة


    رامي الدويري - حمص قصة عشق لاتنتهي

    صورة من تراث مدينة حمص القديمة السوق المقبي أو السوق المسقوف لمحة في سطور
    تعد الأسوق المسقوفة الأبرز بين أسواق حمص من الناحيتين التاريخية والاقتصادية، وتعرف محلياً باسم “السوق المقبي” وهو أكبر أسواق حمص وأقدمها. ويعد معلم أثري بامتياز، وهو مخصص للمشاة فقط، يضم العديد من الأسواق الصغيرة التي تشكل بمجموعها ما يسمى السوق المسقوف (وذلك لأن العديد من أجزائه مسقوفة). وشيدت هذه الأسواق في جزء كبير منها في العهدين الأيوبي والمملوكي، وأجزاء أخرى تعود إلى العهد العثماني.
    وقد أخذت هذه الأسواق تسمياتها بحسب المهنة المزاولة فيها والمنتجات والبضائع التي تقدمها. وقد مرت بالعديد من الحوادث الطبيعية والبشرية المصدر كالزلازل والحرائق والتخريب والإهمال وغيرها، كما شهدت فترات من الازدهار والنمو بسبب موقع المدينة على طريق القوافل التجارية وتوسطها البلاد.
    وقد كان السوق المسقوف في بداياته ملتقى ومكان تتجمع فيه القوافل القادمة من أماكن مختلفة، كما كان تجمعاً لأصحاب المهن اليدوية والباعة الذين يأتون من القرى والأرياف المحيطة بالمدينة ليبيعوا منتجاتهم. وتطور هذا السوق ليصل إلى شكله الحالي وكان يضم في مطلع القرن العشرين عدداً من البنوك والمصارف، أبرزها بنك “سلوم” الذي لم يعد موجوداً اليوم. وكانت تمر في بعض أجزائه السيارات والحافلات ثم أغلق ليصبح للمشاة فقط.
    تقسم الأسواق المسقوفة داخل سوق حمص الأثري، إلى عدد من الأقسام والأسواق الفرعية، والتي تختص بتقديم أنواع محددة من المنتجات والسلع.
    ونبدأ بـ”سوق النوري” حيث كان يعرف بسوق “القوافة” أو “الصرماتية” لإشغاله من قبل بائعي الأحذية وخاصة الأحذية (الصرامي) الحمر التي كانت رائجة قبل الأربعينات من القرن الماضي، ثم أصبح يقدم عدداً من البضائع المتنوعة التي بدأت تدخله منذ الخمسينات كالفاتورة والنوفوتيه وغيرها. وتحول الآن لبيع الملابس والذهب والسكاكر، وعلى امتداد سوق النوري لجهة الغرب في سوق الحسبة توجد محلات متنوعة لبيع المواد الغذائية والمكتبية والمنزلية والحلويات والأسماك واللحوم.
    أما “سوق البازرباشي”، فقد كان يعرف باسم “سوق النسوان” وذلك لأن النسوة كانت تتولى بيع الأشياء القديمة أو المستعملة، وبهذا نستنتج أن المرأة كانت تشارك في الحياة الاقتصادية قديماً. واستمرت هذه العادة في إحدى فروع سوق حمص حتى الستينيات وكانت بضاعة النساء تتألف من الألبسة النسائية والمصنوعات اليدوية كالقماش المطرز وبعض المأكولات المنزلية والثياب المستعملة. وأخذت هذه الأسواق بالتمدد والانتشار حتى وصلت إلى وضعها الحالي، وكان هذا التوسع ضرورياً نظراً لتطور الحياة وتعدد الصناعات والحرف. وحالياً هو تجمع لعدد من المحلات التجارية التي تبيع الأقمشة والذهب.
    ونأتي إلى سوق المنسوجات والصاغة، حيث تتفرع منه أسواق صغيرة لبيع الأنسجة والحرير ولوازم الخياطة، وكانت تنتشر في سوق المعصرة ممارسة عصر الدبس فيه وهو ما منحه اسمه. وتظهر في الجهة الشمالية الشرقية منه داخل إحدى المحال التجارية آثار المعصرة الحجرية لزبيب العنب.
    وتحول السوق الآن إلى محلات تجارية، استخدم الطابق العلوي حتى عام 1959 لأصحاب مهنة الخياطة ثم لبيع النوفوتيه والأقمشة ومستودعات المنسوجات، ويتألف طابقه الأول من ثلاثة عشر محلاً تجارياً.
    أما “سوق القيسارية”، وهو فرع من فروع سوق حمص فقد لعب دوراً تجارياً هاماً، ويعد مركزاً لاستراحة المسافرين وممارسة النشاط التجاري وتبادل السلع والبضائع عدا عن كونه بمثابة الخانات القديمة أو الفنادق الحديثة التي يبيت فيها الغرباء. كان يتركز نشاطه التجاري على تجارة الحرير الطبيعي وتصنيع وبيع منتجاته بالإضافة إلى حياكة الشراشف والستائر الموشاة بالخيوط الذهبية والشملات الحريرية والمآزر ونسج العباءات على تلك الأنوال اليدوية. يزاول أغلب أصحاب المحلات حالياً تجارة الألبسة والأقمشة الجاهزة.
    وفي “سوق العبي والخياطين”، تنشط مهن الخياطة العربية وتنجيد وبيع البسط، وكان يدعى سابقاً “سوق القطن”.
    وفي “سوق العطارين”، الذي أخذ تسميته من تجارة العطورات فيه، نجد أن المواد التي يتم بيعها في المحلات هي النباتات الطبيعية كالبابونج والكمون والكزبرة وحبة البركة والشمر والسماق والزيزفون والزنجبيل والورد الجوري والبنفسج والزعتر البري بأنواعه، حيث يضم أكثر من خمسة آلاف صنف ما بين أعشاب ونباتات وتوابل وزيوت وعطورات. وفي “سوق العرب” يباع فيه الفرو والخيوط المختلفة والحبال.
    حمص قصة عشق لا تنتهي
    رامي الدويري عضو الجمعية التاريخية السورية




يعمل...
X