بريـشـة الخطاط يوسف صالح .. دعاء خالص لوجه الله .. والوطن..اللهم إكفني شر الحمير

Yousef Saleh


٢١ فبراير ٢٠١٨ ·
محنتي مع الخط ولجان القطاع العام
.
كان الخطّاطون ينتظرون المناسبات الوطنية وانتخابات البرلمان والإدارة المحلية, لما فيها من مظاهر احتفالية ومسيرات تتطلب الزينات واللافتات القماشية الملونة بأطوالها المختلفة.
وسرّ الفرحة التي تنتاب الخطّاط عند كتابة اللافتات, هو لأنها:
1 – خفيفة : يستغرق زمن كتابة اللافتة الواحدة (4-5) أمتار بألوانها وظلالها أقل من ساعة.
2 – لطيفة : لا يملّ الخطّاط من الكتابة, لأنّ عبارات " الصدق " تعجّ بكل لافتة أكثر من الأخرى.
3 – ظريفة : أرباحها ممتازة قياساً لزمن كتابتها وموادها الأوليّة.
ولا أذيع سرّاً إن قلت أنني وزوجتي - بداية زواجنا - كنا نضع خطط سنوية لشراء أساسيات البيت, فكل قطعة كهربائية أو مفروشات أو .... إلا واقترن شراءها بمناسبة وطنية أو استحقاق انتخابي
وكان من تقاليد وطقوس المهنة, ترك هامش مقبول بالنسبة للجان القطاع العام بحجة شراء العصي والحبال وبعض الزينة. وللأمانة كان بعضهم يرفض أي هامش ربح وهم قلة قليلة
لكن الذي أفسد عليّ هذا العمل هو وجود رؤساء لجان [ قل أعوذ بربّ الفلق من شرّ فمه الذي يشبه " البالوعة " بدون مصفاة أو غطاء, وما ينبعث منها من روائح كريهة ] وكل واحد منهم مقتنع أن اللافتات ( من مفاتيح الرزق ) كونها تُصرف بلا تدقيق رقابي, وإليكم بعض الأمثلة:
- أحدهم كان يطلب تخطيط 20 لافتة وتحميل الفاتورة 60 لافتة, وقبل الرفض أوالاعتذار أسأله عن السبب , فيجيبني بشفافية عالية : ( مرت المعلّم حابّي تغير طقم غرفة الضيوف ).
- الأخر يريد إهداء بيت معلّمه ( فريزة كبيرة ) وغيره صوبيا " أولمر " وآخر يريد إرضاء " فرن الحزب " بالضيعة, وغيره وغيره ..... والقائمة تطول
إلا أنّ أحدهم كاد أن يتسبب لي بالهلع والجنون في شتاء عام 1994 وقد اتشحت سوريا بالسّواد, وإذ " بضبع صغير " يدخل مكتبي وهو يتأبط عدة درْجات من القماش الأسود الفاخر ( الدرجة حوالي 40 متر مزدوج ) وطلب كتابة 10 لافتات وتحميل الباقي على الفاتورة, وقد دار بيننا الحوار التالي:
■ هذا القماش لا يصلح للتخطيط .. بإمكانك استبداله بنوع آخر خفيف وبسعر أقل بكثير.
□ أعلم ذلك .. بصراحة يا أستاذ " مرت معلّمنا مديرة مدرسة وبدها تفصّل طقم أسود لكل معلمة بالمدرسة بهالمناسبة الحزينة, وقلت لحالي: صايرة وصايرة بفصّل لمرتي شي طقمين.
■ يا رجل .. وكله بضهر 10 لافتات وع حساب هالمناسبة الحزينة ؟؟!!.. بدّك تعذرني والله
□ وليش مستغرب ؟؟ ما حدا رح يدقق .. لشو خايف ؟؟
■ ماني خايف .. بسّ أنا ما بشتغل هالشغلة .. شوف غيري ..
□ وبرأيك " فلان " بيخدمنا بهالشغلة؟
■ شوفو .. بيجوز يخدمك ويحمّلك الفاتورة طقم لكل معلمة و" فروة " صوف لزوجها
ثم انصرف وقد تسبب لي باكتئاب شبه دائم.
أما بالنسبة للمرشحين بالانتخابات, بعضهم كان يسدد سلفاً كامل المبلغ, والبعض الآخر يدفع جزء والباقي " كنّك زلمي حصّل ليرة " في حال رسوبه أو نجاحه. لهذا السبب توقفت عن تخطيط اللافتات منذ دورة عام 2003 , وأيضاً بسبب دخول عدد من المتطفلين على هذه المهنة الرّاقية.

المعذرة للإطالة .. أحببت أن أقدّم نموذج بسيط عما حدث معي من خلال مهنة فنيّة متواضعة, فكيف سيكون الأمر في عملية إعادة الإعمار ولجانه وحيتانه ؟؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
الصورة : تشرين الثاني 1995 في العيد الفضي للحركة التصحيحية
م. يوسف أحمد صالح
21/2/2018


Youssef Elkhatib
نبذة مختصرة


لكل مواطن الحق في أن يعرب عن رأيه بحرية وعلنية بالقول أو الكتابة أو بوسائل التعبير كافة
.. الدستور


يعمل لدى ‏مهندس ميكانيك‏

درس في ‏جامعة حلب‏

درس في ‏ثانوية الشهيد نزار خليل الرسمية بحمص " الفارابي "‏

يقيم في ‏حمص‏

من ‏حمص‏

متزوج من ‏‎Hana Younes‎‏

يتابعه ‏‏٣٦٨‏ شخصًا‏
************************


١٢ أبريل ٢٠١٩ ·
بُورِكَتْ تِلْكَ اليَراعَةُ الَّتِي سوَّيْتَها بيدَيْك ، و نفخْتَ فيها من رُوحِك ، و غمَسْتَها في حِبْر حنانِك ، و حرَّكْتَها بأطراف بَنَانِك ، ففاضَ عنها نورُ الحَرْفِ ، و بهاءُ الرَّسْم ، وجمالُ الخطّ ، وكمالُ الهَيْئةِ ؛ فسُبْحان واهبِ المواهب!
— مع ‏‎Yousef Saleh‎‏.