بقلم:عبد الله أحمد.بابا تجوز بعد موت أمي بشهرين.عيشوا الحياه اللي نفسكم تعيشوها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم:عبد الله أحمد.بابا تجوز بعد موت أمي بشهرين.عيشوا الحياه اللي نفسكم تعيشوها

    منقول ?
    بابا أتجوزها بعد موت أمي بشهرين ​ . عمري وقتها كان ست سنيين كرهت بابا وكرهتها قبل ما تدخل بيتنا.. و كرهتها بعد ما دخلته برغم إن عمرها ما عاملتني بطريقة تضايقني بالعكس ! كانت بتهتم بيا و بتراعيني زى ما أكون أبنها.
    كل يوم بكبر فيه بعرف عنها حاجة عرفت إنها اتطلقت عشان مبتخلفش
    بابا اختارها عشاني عشان مش عايز ابن أو بنت ينافسوني ف حبه ليا.
    الأيام عدت بينا بسرعة رهيبة ! بابا دايماً مشغول هي دايما موجودة.
    ذكريات دراستي كلها عبارة عن دخولي البيت، ريحة الأكل اللى بحبه مالية الصالة، خروجها من المطبخ بتضحك وهي بتسألني عملت إيه النهارده ؟!
    ردي السخيف عليها تجاهل سخافتي تماماً وهى راجعة المطبخ عشان تحضر لي الغدا عقبال ما أغسل أيدي.
    عشرين سنة علمت نفسي أكرهها عمري ما قلتلها ماما عمري ما ناديت عليها أصلاً ! كانت دايما قدامي.
    بابا تعب و مات فجأة فضى البيت عليا و عليها حسيت إن وجودي معاها غلط مع أنه مفرقش كتير
    عن وقت وجود بابا اللى مكنش موجود !
    بلغتها إني هاسيب البيت و أستقل بحياتي مفهمتش نظرة عينيها بس مقدرتش تعترض.
    نقلت ف شقة قريبة وكنت كل مدة بروح بيت بابا آخد بقية حاجتي.
    ف يوم دخلت ملقيتهاش ! يمكن لأول مرة من ساعة ما دخلت بيتنا !
    شوية و لقيتها بتفتح الباب و شكلها تعبان
    بعد إصرار
    مني وعين مليانة قلق عرفت إنها بدأت رحلة علاج من فترة وإن صحتها بدأت تتدهور.
    اليوم ده حسيت بالخوف حسيته لأول مرة في حياتي.
    طلبت منها تديني مواعيد زيارة الدكتور عشان أكون موجود معاها رفضت أصريت قالتلي إني مش مضطر أعمل حاجة زى كده ! ( أنا مش أمك ).
    قاسية ! كانت قاسية وتعبانه
    ومقدرتش تقاوح معايا كتير.
    اتكررت زيارات الدكاترة وجلسات العلاج وتدهور حالتها موقفش لحد ما ف يوم جالي تليفون إنها انتقلت للمستشفى جريت عليها و لأول مرة أفكر إنها ممكن تموت !
    أول ما استقرت حالتها وقدرت أدخلها وأول ما عيني وقعت عليها قولت جملة واحدة بس:
    (أنا معرفش أم غيرك
    ف الدنيا ومش عايزك تموتي).
    شفت ف عينيها نفس النظرة اللى شفتها يوم لما سيبت البيت بس المرة دي كانت مع ابتسامة ابتسامة باهتة ووعد.. وعد إنها هتفضل معايا.
    ليلتها سهرنا للصبح ف أوضة المستشفى نتكلم نضحك نحكي.
    غريبة قوي أن الواحد بيتفرض عليه ف الحياة دي أزاى يحس يتفرض عليه
    يتصرف إزاى ويحب مين ويكره مين ويزعل على مين يتفرض عليه يعيش مع مشاعر كدابة وسكة كدابة لمجرد إنها المفروض والصح والمقبول !
    أمي ماتت وأنا عندي ست سنيين مش فاكر نصهم مش فاكرها بس عيشت حزين على غيابها !
    عايش محروم وأنا عندي أم حقيقية من لحم ودم قصادي لأكتر من عشرين سنة !
    بس أزاى! لازم أزعل على أمي اللى معرفهاش ! لازم أحب أبويا اللى مش فاكر عنه غير غيابه !
    لازم أحزن على غيابه مع أنه مكنش موجود في الأصل.
    ليلتها بس حسيت إني عمري ما كنت محروم ! أنا كنت غبي ومش شايف وعايش متساق للمجتمع اللى فرض عليا أحب مين وأكره مين وأحزن أزاى.
    صحتها اتحسنت وخرجت
    من المستشفى و رجعت أعيش معاها كملنا جلسات العلاج قربنا من بعض أو أنا سيبت نفسي أقرب منها هى طول عمرها قريبة.
    حبيبتى هى اللى عرفتني عليها حددنا ميعاد الجواز كانت بتعمل معايا كل حاجة وبتحضر لي كل حاجة بتحضرها بين جلسات علاج وزيارات دكاترة مبتقفش.
    ف يوم تاني بعد كام سنة
    جالي نفس التليفون جريت على المستشفى بنفس الخوف.
    دخلت عليها طلبت مني إني أحلها من وعدها إنها تعبت ومحتاجة ترتاح ومش هاتمشي إلا لما اسمحلها.
    رميت نفسي ف حضنها لأول مرة في حياتي وبكيت... وحليتها من وعدها.
    ماتت بعدها بيومين واتجوزت أنا بعد موتها بشهرين..
    بعد سنة كان معايا بنوتة بنوتة شايلة إسمها إسمها اللى بنادي عليه طول اليوم.
    بلاش تعيشوا حياة المفروض تعيشوها..... عيشوا الحياه اللي نفسكم تعيشوها

    "منقول"
    بقلم / عبد الله أحمد
يعمل...
X