تحولات العاشق - " أدونيس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحولات العاشق - " أدونيس

    د.حسان هولا

    تحولات العاشق - " أدونيس"

    يرى أدونيس أن الاتحاد بين المحبّ وحبيبه يمكن أن يتمّ عن طريق الحب الجسدي ، كما تعبّر عن ذلك قصيدته ( تحولات العاشق ) ، حيث يمكن أن يولدَ من هذا الاتحاد نفسه كلُّ شيء : الطبيعة ، الفصول ، الأطفال ، والحب الآخر في الحب ... يقول أدونيس :

    طامحٌ جسدي كالأفق .. وأعضائي نخيل
    تدورين فيَّ
    أقطفُ تحت صدركِ ، أيبسُ وأنت ريحاني والماء
    كل ثمرةٍ جرحٌ .. وطريقٌ إليك
    أعبركِ .. وأنت سكناي ،، وأسكنكِ وأنت أمواجي
    جسدكِ بحر .. وكل موجةٍ شراع
    جسدكِ ربيع .. وكل ثنيةٍ حمامةٌ تهدلُ باسمي .

    فالحب الجسدي عند أدونيس يختصر كل عجائب الكون ، وكل قوى الوعي ، وكل اهتزازات الشعور ، وهو الذي يمكّنُ المحب من مبارحة ذاته والخروج من الحب النرجسي :

    أتبرّأ من الأرض ..
    وأجيئهُ وحيدا عالقاً بنفسي .

    والمرأة في هذا الحب قادرةٌ على أن تصبح حقيقة متألهة ، إلا أن أدونيس يضيف إلى ذلك حركة مضادة ، إذ يجعل الرجل قادراً على الخلق أيضاً ..

    كما خلقتكِ اشتهيني ..
    كما شئتكِ .. انسكبي فيّ ...

    وفي مثل هذه المواقف يصل المرء إلى نتيجة واحدة ، وهي أن الحب والموت سيان ، فإذا لم يكونا كذلك فهما منطقتان متجاورتان بالمتعة …

    ماذا أسميك يا موت ؟؟
    بيني وبين نفسي مسافة .. يرصدني فيها الحبّ
    يرصدني الموت ,, والجسد عمارتي
    من أعماق الأشياء الفانية أعلن الحب !!!

    _________________
يعمل...
X