
الحلقة التاسعة عشرة: رجال اعمال.. أم أصحاب مواقع؟ 19/21
المليار دولار، خلف الباب
رجال اعمال حقيقيون هم أصحاب هذا العمل الفعليون في هذه العملية! تحدثنا في وقت سابق عن تأسيس موقع الفيس بوك، وكيفية عمله، وكيفية تطويره، لكن من يقف خلف هذا العمل الضخم؟
رجال اعمال ومستثمرون أذكياء، هم من صمَّم الفكرة-المشروع وقاموا بوضع النظام المتين، ومن ثم إغواء ملايين الأشخاص بالخدمة المجانية لينجزوا بالتالي العمل الصعب بدلاً عنهم، ويبنوا الهيكل عبر استخدام هذا الموقع الذي سيقدَّر ثمنه لاحقاً في الأسواق المالية عبر تقييم قيمة وسعر كل من مستخدميه! هذا الموقع لا يساوي شيئاً من دون مستخدميه الذين يشكلون رافعته ويمنحونه قيمة، ومن قام بالاستثمار فهم رجال اعمال ومستثمرون ليعود عليهم بأضعاف أضعاف المبالغ التي استثمروها في شركتهم الخاصة، قبل تحويلها إلى شركة عامة وطرح أسهمها للاكتتاب في أسواق الأوراق المالية في لحظة الذروة.
هذه الأسهم ستجد العديد من الأشخاص الطامحين للاستثمار في شركات ناجحة بالفعل، والمقامرين نوعاً ما، وهم بالتأكيد ليسوا رجال اعمال محترفين، لكنهم سيؤمّنون الأرباح الطائلة للمستثمرين المتمرسين الأصليين!

هل يستثمر في هذه الأسواق رجال اعمال محترفون؟
لا يتداول رجال اعمال ومستثمرون محترفون، الأسهم في أسواق الأوراق المالية ولا يلعبون في هذه المنطقة الخطرة إلا كبائعين، بالإضافة إلى إمكانية قيامهم أو إدارتهم لبعض العمليات التي يتحكمون بمفاصلها جيداً! لا يلعب ضمن سوق الأسهم إلا رجال اعمال غير محترفين! فسوق الأسهم هي سوق مفتوحة على العديد من التجاذبات المتداخلة، الاقتصادية منها والسياسية والعسكرية وغيرها، وتتأثر بقرارات دول وجِهات لا تحصى، ما يعني أن السيطرة الفعلية على مسار الأمور مفقودة، والمخاطر قائمة وممكن أن تكون شديدة الخطورة! هذا بالإضافة إلى أن الأرباح، عند طرح الأسهم في هذه الأسواق، تكون قد تحقّقت حينها وانتهت إلى صالح مستثمرين ورجال اعمال حقيقيين، وإن أية أرباح إضافية يمكن تحقيقها بعد إطلاق الأسهم لا تتعدّى بعض النسب المئوية المحدودة، وتُعتبر ضئيلةً جداً بالنسبة إلى ما تحقّق لحظة إطلاق الأسهم.

علماً أن “العرض العام الأولي “Initial Public Offering” أو “IPO” هي عملية تحول شركة خاصة إلى شركة عامة من خلال عرض أسهم هذه الشركة للشراء من قبل عامة الناس (معتقدين أنهم بذلك أصبحوا رجال اعمال!). تستعين معظم الشركات التي تقدم على إطلاق سوق الأوراق المالية بمصارف استثمارية للحصول على ضامن سندات، إذ توفّر عدة خدمات بينها المساعدة بتقدير قيمة الأسهم الحقيقية وتأسيس سوق عامَّة للبيع الأولي، وهي عملية طويلة، معقدة، ومكلفة إلى حد ما! أحد أبرز الأمثلة على اعتماد الشركات ورجال اعمال الانترنت لهذه الطريقة هو إطلاق سوق الأوراق المالية لشركة “غوغل Google” من حيث حجم العملية ومشاركة عامة الناس فيها.
هذا ما حققه مؤسسو الفيس بوك الذين تحوّلوا بفضله إلى رجال اعمال! هل ينطبق هذا الحديث على رجال اعمال يقفون خلف مواقع وتطبيقات أخرى؟