أسباب الخوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسباب الخوف

    أسباب الخوف
    إذا ما نظرنا إلى الخوف بطريقة سطحية لوجدنا أن ثمة أسبابا عديدة لأنواع عدة من الخوف ، و لكن ما إن نتعمق إلى داخله حتى نجد أن كل هذه الأسباب تعود إلى الجذور التالية .
    التعلق و الإعتماد على الأشياء الخارجية : إن كنا نعتمد على الأشياء الخارجية و على الأشخاص لنشعر بوجودنا و بقيمتنا الذاتية فإننا عندها نختبر الخوف عن طريق توقع خسارة هذا الشيء أو ذلك الشخص ، فمن دون عادة التعلق هذه لن تشعر بالخوف لأننا نسمح للأشياء و التجارب بالمرور مرور الكرام في حياتنا ، و العكس صحيح إذ إننا حين نعتمد بشكل كبير على أمر ما فسنخاف من فقدانه لا محال . التعلق بالامور هو بمثابة السباحة عكس التيار و الصراع ضد قانون التغير الاساسي الذي يسود الكون . كل شيء في الحياة عرضة للتغير و عوضا عن تقبل هذا الواقع ببساطة نحاول التعلق بيأس بالأشياء و التجارب . و إن كان هذا موقفنا فبالطبع سيساورنا الخوف و لكننا سنضطر عاجلا أم آجلا إلى التخلي عن مثل هذه المواقف : فسيارتنا الجديدة ستتوقف في النهاية عن العمل كما أن أولادنا سيكبرون و سيغادرون المنزل بحثا عن مستقبل أفضل . علينا التحرر من هذا التعلق الخاطئ إذا ما أردنا التحرر من الخوف و علينا أن نعي أنه لا يمكننا الإعتماد عل. العالم الخارجي للشعور بالسعادة و الفرح . فالأشياء الخارجية ليست سوى مؤقتة و لن تقبع معنا إلى الابد . و لن نتوصل إلى التحرر من مخاوفنا إلى حين ندرك أن مصدر رضانا لا يأتي إلا من الداخل . حين نوجه إنتباهنا نحو الداخل نبحث هناك عن الفرح سنعثر على الرضا النفسي . سنتعلم تدريجيا رؤية العالم الخارجي بطريقة جديدة حين نتوصل إلى هذا المفهوم الجديد . و حينها نستطيع قبول كل الأمور التي تقابلنا في الحياة و التمتع بها دنما الحاجة إلى التعلق بها إذ إن خوفنا يدل على تعلقنا الزائد إما بالأشياء و إما بالاشخاص . لا يمكن التخلص من هذا التوتر إلا عن طريق التخلي نفسيا عن موقفنا الإستحواذي و حين نتعلم القيام بذلك سنعثر على أحد أسرار الحياة في ما يتعلق بإختبار السلام و السعادة و الذي غالبا ما يرافقه شعور بالإنفتاح و التنور ، كما سنكتشف أن ما نكسبه أعظم مما نخلفه وراءنا
    الشعور بالإنفصال : شعورنا بالإنفصال عن الأخرين و عن الله هو سبب جذري آخر لشعورنا بالخوف . فنحن لا ندرك ان ثمة علاقة طبيعية تربطنا بالأخرين و نعيش حياتنا على أننا منفصلين عن الاخرين و لهذا كل ما نعتبره منفصلا عنا يصبح مصدرا للخوف . نحن نعيش في عالم يعتد مفهوم الإزدواجية ( ما هو ملكي ) و (ما هو ليس ملكي ) لقد أوجدنا لأنفسنا مفهوما خاصا ، نوعا من الإنفصال النفسي الذي يقصي باقي العالم . هذا الإنفصال و هذه الإزدواجية يسببان الشعور بعدم الإرتياح و التناغم ، يؤديان أحيانا إلى شعور بالوحدة و الإنعزال . كلما كان مفهومنا عن هويتنا محدودا كلما شعرنا بإنعدام الأمان و بالصغر و قلة الأهمية في هذا العالم الذي يبدو كبيرا و خطيرا ، مثل هؤلاء الاشخاص يسعون إلى الشعور بالامان و إهتمامهم الأولي ينصب في حماية انفسهم إذ أنهم يعتبرون أنهم كائنات منعزلة عن الاخرين تحاول الصراع ضد باقي العالم و يرون إلى كل ما يقع ارج حدود ذاتهم عل. انه غريب عنهم .
    عدم الإيمان بالله و النظام الكوني : إنه أحد أسباب الخوف الاساسية . فإن لم نؤمن بوجود حاكم يسود العالم وفقا لنظام كوني و لقوانين إلهية من المحتم علينا الشعور بالخوف لأننا حينها سنميل إلى التفكير بأنه سيصيبنا أي شيء و في اي وقت دونما أي سبب ظاهر او إشارة جلية . و عندها سنعتمد على الفرص و الحوادث لضمان أماننا في هذا العالم و من خلال هذا الموقف سنعيش في حالة من الخوف و الشعور بإنعدام الأمان المتواصلين . إن لم نؤمن بالله سنخسر أساسا مهما في حياتنا يساعدنا على تخطي الأزمات و المحن
    الشعور بالقصور الذاتي : يظن العديد من الناس انهم لا يستطعون القيام بما يقوم به الآخرون و ذلك لأنهم لة يثقون بقدراتهم و إمكاناتهم و يعتبرون أنفسهم أناسا بلا قيمة ، كما يشعرون بأنهم ليسوا جيدين ما لم يقوموا بكل شيء على أكمل وجه فيطورون بذلك عقدة نقص و تبقى ثقتهم بأنفسهم مزعزعة أمام الاخرين . هؤلاء الأناس يخافون دائما من التعرض للسخرية من قبلهم لذا يتفادون الإنخراط في المجتمع و يعانون تبعات الوحدة ، الشعور بالقصور الذاتي المتواصل يقلل شيئا فشيئا ثقتهم بأنفسهم و يخلق بالتالي حلقة مفرغة من الخوف المتزايد . و السبب الرئيسي الذي يكمن وراء ذلك هو قلة الثقة بالنفس ، و إذا ما أردت التخلص من المخاوف المرتبطة بهذا العامل عليك إستعادة ثقتك بنفسك
يعمل...
X