الطب الصيني عبر التاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطب الصيني عبر التاريخ

    الطب الصيني عبر التاريخ
    في خضم الحضارة و الامواج المتلاطمة و السعي الدؤوب لمواكبة التطور ، اصاب النسيان او التناسي العالم نشأة الطب الصيني مثلما اصاب الكثير من انواع العلاج التقليدي . و لكن يجب العلم أن سر اكتشاف الاعشاب و الطب يعود الى ثلاثة اباطرة اسطوريين ، امبراطور يعالج بطريقة وخز الابر و مزارع ناسك و امبراطور اصفر . عندما كانت الحياة على هذه البسيطة و كان يعيش اول امبراطور و هو ( فو- زي ) الذي اعطى الصنينيين الحكمة الكونية ليحللوها ثم ليفسروا الظواهر الطبيعية كان اول من عالج بوخز الابر . خلف فو- زي ( شين - نونغ ) المزارع الناسك و كان اول من علم في بيئته الجنس البشري كيف يزرع الحبوب حيث كان يتذوق مئات الانواع من الاعشاب ليتأكد من الخواص الشفائية لها . و كان الحاكم الثالث ( هوانغ - دي ) او الامبراطور الاصفر و هو الذي قدم الموسيقى و الطب و الرياضيات و الكتابة و الاسلحة ، و تشير المعتقدات الصينية الى ان هذه الشخصيات الاسطورية عاشت بين العام ٢٥٠٠ و ٤٠٠٠ سنة قبل الميلاد المسيح عليه السلام ،و برغم من عدم معرفتنا الان بحقيقة وجود هذه الشخصيات فإن الدراسات حولها قد حفظت و صففت من قبل الاجيال اللاحقة لها .
    ان فلسفة ( با- غوا ) ل ( فو- زي ) عن العزمات الثلاثة لا تزال تشمل الاسس ل ( اي تشينغ ) المستعملة في التنجيم و الغيبيات او العرافة لتوجيه عملية اخذ القرار . اما علم الاعشاب التقليدي و هذا الذي يهمنا للمزارع الكاهن او ما يسمى باللغة الصينية ( شين - نونغ بان كاوجنغ ) فهو من اقدم المجموعات المفصلة عن العلاج الصيني بالاعشاب و لا تزال مصنفة حتى يومنا هذا في حين ان عمل ( هوان دي ) ( ناي جنغ سوون ) و يعني قانون الطب الداخلي و يحتوي على مناقسات حول المرض و التشخيص اجراها مع وزيره ( وو- ينغ ) و هو جوهر كتاب النصوص للاطباء الصنيين عبر الاجيال . و يرجع الدارسون عادة هذه الكتب القديمة الى ٤٠٠ الى ٥٠٠ سنة قبل الميلاد تقريبا و مع انها قائمة على تقاليد اقدم من ذلك بكثير فإن تقنية المعالجات و الشفاء التي يقدمونها لا زالت مستعملة حتى يومنا هذا و هي عائدة لتنظيم الدورة الشهرية ، اما نبتة الايوفيدرا ( ما - هوانغ ) فهي لمعالجة الربو . يستعمل الاطباء حاليا الايوفيدرين اصلا من عشبة الايوفيدرا لعلاج مجموعة كبيرة من الاضطربات النفسية . شاعت الفلسفة الطاوية في الصين بشكل كبير في تلك الحقبة من الزمن و هي فلسفة مبينة على الفضيلة كطريقة مثلى للوصول الى الرخاء و طول العمر و هي تعني الفضيلة و التوافق مع الطبيعة و العيش بتناغم ووئام مع كل شيء فيها و هذه المشاركة الحميمة مع عالم الطبيعة تعتبر رافدا مهما يجري من خلال المقاربة الصينية تجاه الصحة و الطب التي يمكن رؤيتها بسهولة في العناصر الخمسة . و نظرية العناصر الخمسة انه عندما كانت الفلسفة الغربية القديمة تؤمن بأن العالم مصنوع من اربعة عناصر هي الارض و الهواء و النار و الماء ، ادرك الصينيون وجود خمسة مواد جوهرية ازلية مرتبطة برباط وثيق مع العالم الطبيعي الذي شاهدوه من حولهم . بينما كان المفكرون الصينيون يشاهدون تعاقب الفصول اخذوا يكتشفون نماذج من الظواهر الطبيعية مثل المطر الشديد في الشتاء المتسبب بظهور النباتات في الربيع التي تجف خلال فصل الصيف بسبب الحرارة الشديدة فتؤدي الى احتراق الغابات مخلفة رمادا يعيد النباتات الى الارض من جديد بما يعرف بمصدر المعادن الخام الثمينة و يوصل سطح المعادن الحرارة و لهذا فالمعادن تميل الى البرودة و بتلتالي تسبب تكثيف الماء معيدة الدورة الطبيعية الى بدايتها مرة اخرى حيث الامطار في فصل الشتاء تجعل النباتات تنموا . تطورت هذه الملاحظاتالى ما يطلق عليه اسم المراحل الخمسة او نموذج العناصر الخمسة و لكن عقلية الصينين المنهجية لم تحجم هذا النموذج بعناصر خمسة بسيطة ووعي أن كل الاشياء الموجودة في الطبيعة كانت شيئا واحدا فإن كل الاشياء الموجودة في الطبيعة لا بد و ان تتطابق مع هذا النموذج و هكذا بدأت سلسلة معقدة من خمس بالترابط مع العناصر الخمسة الاسباب الخمسة و الاتجهات الخمسة و الالوان الخمسة و اعضاء الجسم الصلبة الخمسة ، فالعواطف الخمسة و المذاقات الخمسة و الاصوات الخمسة و الروائح الخمسو هكذا . و كما كان الحال في الغرب كان في الصين إذا لم يكن هناك فهم حقيقي في ذلك الزمان لعلم التشريح البشري و لا لعلم وظائف الاعضاء ( الفيسيولوجيا ) و كان يوجد القليل من الجراحة بمفهومها الحاضر . و لم يستطيع اطباء ذلك الزمان الا استغلال المعلومات الظاهرة لتقدير الأداء الداخلي لوظائف الجسم ،و لم يكن هناك تصور لوجود كائنات حية مجهرية تتسبب في المرض .و بدلا من ذلك و من خلال الطريقة الطاوية كانوا ينسبون المرض و الصحة الى البيئة المحيطة بهم و هو اشبه بما كان يفعله ابقراط في الغرب و هكذا . كانو ينظرون الى الامراض على شكل شرور خارجية و الى عدم توازن داخلي في طريقة تدفق الطاقة داخل قنوات او خطوط طويلة و تشبه نسبيا شبكة الدورة الظموية التي نعرفها الان و هذا ما تخيلوا وجوده داخل الجسم ، و في القرن الرابع قبل الميلاد وضع ( كين يو ايرين ) و يعرف ايضا بإسم ( بيان كويه ) لاول مرة طرق التشخيص الاربعة و التي لا تزال تستخدم من قبل المعالجين الصينيين حتى يومنا هذا ، يجب ان تتلائم الادوية مع ( الين- و اليانغ ) مثل ملائمة الأم للطفل او ملائمة بين الاخوة .....يتبع
يعمل...
X