مختار قلعة المضيق:علي الرعدون.لمدة 36 سنة.خاطرة من الذاكرة - أرشفة:مصطفى رعدون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مختار قلعة المضيق:علي الرعدون.لمدة 36 سنة.خاطرة من الذاكرة - أرشفة:مصطفى رعدون


    خاطرة من الذاكرة

    ولد أبي : رعدون علي الرعدون
    في العام (1921 ) في حارة الرعادنة داخل الأسوار في قلعة المضيق ،
    ونشأ وترعرع في بيت علي الرعدون مختار القلعة لمدة ( 36 ) سنة متواصلة ،
    تبدأ بعد الإنتهاء من الحرب العالمية الأولى ( سفر برلك )
    وبعد عودته سالما من حروب السلطنة مع الإنكليز في غزة ،
    وكان بيت المختار مزدحما بالناس والضيوف وأصحاب الحاجة ،
    من الرائحين والغادين ، وأوضته عامرة بالزوار ليلا نهارا ،
    وخصوصا زواره ومحبيه ،
    وفي سهرات الأوضة كانت تدار القصص والحكايات والأحاديث ، ذات العبر ،،،
    في البيت والأوضة كان الحمل كبيرا على أم رعدون ،
    فويلها في خدمة أولادها وتربيتهم وتلبية حاجاتهم ،
    أو في القيام في أودالضيوف ، والزوار الكثر ،
    إلى أوضة علي الرعدون فكانت تنقل الماء بالخلقين من عين العمارة على رأسها
    كل تلك المسافة ،
    أو بالراوية المحمولة على الدابة من البركة الى تلك الحارة الداخلية ،
    حيث يجب أن تبقى الخابية الكبيرة مليئة بالماء تحسبا للطوارئ ،
    وكان عليها أن تحضر خبز التنورلأسرتها ،
    وتعمل حساب الضيفان الكثر ،
    أما كل طبخها فكان على موقد التفية ( موقد الشتاء أيضا ) ،
    حيث لم تكن البوابير متوفرة بعد ،
    ومواد التدفئة للتفية والتنور مكونة من الحطب والقصرين والجللي وعيدان الجرزون ،
    وكان لديهم قدور نحاسية بمقاسات متعددة ،
    لإستخدام المناسب منها بالوقت المحدد ،
    وكذلك صواني نحاسية متعددة المقاسات مسطورة ،
    فبعضها تحتاج لرجلين لحملها ،
    أما في أوضة علي الرعدون ،
    ففيها منقل نحاسي كبير ، بأرجل نمر ،
    وإثنا عشرة دلة قهوة نحاسية تبدأ بالصغيرة العادية ،
    وتنتهي بالكبيرة بالتدريج ،
    مسطرة بجانب المنقل وبجوار مصب الطبخ الأزرق المزجج ( التشينكو ) كأنه أمير عرب ،،،،،
    وقد كنت أحتفظ بمرسمي بمجموعة كبيرة من أدوات جدي علي الرعدون كالمهباج الخشبي ، والمحماص الحديدي وقمطته رحمه الله ، ومجموعة كبيرة من ملاعقه النحاسية الكبيرة التي كان يبيضها كل عام. عند أبو محمد المبيض ، الذي يزور القلعة موسميا في كل عام ،
    أما رعدون الطفل فكان مدلل البيت ،
    حيث تهتم به أخته زهدة ،
    أيما إهتمام ، فهو شغلها الشاغل ،
    وهو حصتها من العمل ، ورفيقها الدائم ،
    وهي مسؤولة عن إطعامه وإلباسه ونظافته ،
    وهي التي تبقى في إعالته عندما تذهب أمه زينب إلى الحقول
    في بعض شؤون الأسرة ،
    كان رعدون أشقر الوجه ، أزرق العينين ، جميل المحيا
    كأنه ملاكا في ثوب طفل ،
    وكانت أمه زينب تخاف عليه من الهوا الطاير ،،،
    وتخاف عليه من عيون الحاسدين ،
    وتشرح لإبنتها زهدة عن حسد الحاسدين للطفل الجميل ،
    وكيف يصيبونه بالعين فيمرض ،
    وقد يموت من عيونهم ،
    فكانت زهدة تسحب بإصبعين من أصابعها على قفى طنجرة الطبخ ،
    لتدهن وجه أخيها إشارات ببعض الشحوار ،
    إتقاء عيون الحاسدين ،
    وهي تقرأ له سورة الكرسي ( حفظا له ) وتقول :
    ( عين الحاسد تبلى بالعمى )
    ( عين الحسود فيها عود ) ،،،
    وبحسها الفطري كانت تقول :
    عليك أن لا تخبر الناس بكل شيئ جميل تملكه ،
    فليس الجميع لديهم حسن النوايا ،،،
    ،بل معظمهم لديه الحسد والغيرة
    كما كانت تتابع في شرحها فتقول :
    لاتحكي للناس جراحك حتى لا تكون
    أنت وألمك قصة للترفيه ،
    أو أحاديث الآخرين ، لأن بعض البشر يتراقصون على أنغام جراحك ،
    وكانت عمتنا ،،نذهب إليها عندما كبرنا
    فتتلقانا بترحاب وإبتسامة
    وترعانا حق الرعاية ،
    وهي التي ربت إبنها الشيخ علي الحسن الرعدون
    أبا حسن على الأخلاق العالية والسلوك القويم ،،،
    وذات سهرة بجانب التفية ( موقدها المفضل )
    وهو موقد الشتاء والطبخ ،
    قبل أن توجد بوابير الكاز
    حكت لي عن أبي عندما كان صغيرا ،
    كيف كانت العيون بالحارة تتلقفه لجمال وجهه وزرقة عينيه،
    فكان أشبه بملاك صغير ،
    وكيف كانت تدهن وجهه بشحوار الطنجرة لتدرأ عنه الإصابة بالعين ،
    وقالت ( العين حق ) وذات مرة ذهبت أمهما إلى الحقل
    في يوم الحصاد فهي موكلة بزوادة الفعالة في الحقل ،
    فهي مسؤولة عن طعامهم وسقايتهم ،
    حيث تنقل لهم ماء الشرب من عين وادي الجفار ، ( الخرايق )
    وتركت زهدة عند أخيها لتدير شؤونه وترعاه ،
    حق الرعاية ، وظلت توصيها به حتى صارت خارج حوش الدار ،
    وأثناء النهار ، وبعد أن سودت له وجهه بالشحوار
    ولاعبته كثيرا ، خطر على بالها خاطر فحملته على رقبتها ،
    ودلدلت له رجليه من على كتفيها ،
    وأمسك هو برأسها ،
    ثم خرجت إلى أرض الدار لبعض شأنها ،
    وبعد مرور الوقت وقد غاب عن ناظريها ،
    نسيت أنه على كتفيها ،
    وبدأت بالبحث عنه ،
    ثم إنها بدأت تنوح عليه لإفتقادها له ،
    وخرجت تجاه بيت العم بالحارة فلم تجده ،
    وعادت إلى حوش الدار فلم تجده ،
    وإزدادت لوعتها ، فخرجت ثانية ،
    وواجهت زوجة عمها قماشي ،
    التي سألتها بدورها عن سر بكائها ،
    فقالت لها لقد ضيعت رعدون ،
    وردت قماشي على الفور :
    (يا عتاري ، ماو ليكيه على كتافك ) ،،،
    وقتها أحست زهدة بأخيها على كتفيها
    وهو ساكت لا يفهم لماذا تبكي أخته ،
    وقفلت راجعة الى البيت ،
    وهي تؤنبه بأنه لم يتحرك ، أو يصيح ، أو يبكي ليشعرها بوجوده ،
    رعدون أبو محمد والدي ،
    بقي العمر كله يشعر بالوداد لأخته زهدة ،
    ويزورها بين الفينة والأخزى ،
    أليست هي التي ربته وكانت الأم الصغرى له،
    وبقي كذلك حتى
    فرق الموت بينهما ،،،،
    مصطفى رعدون

  • #2
    مختار قلعة المضيق:علي الرعدون.لمدة 36 سنة.خاطرة من الذاكرة - أرشفة:مصطفى رعدون
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1715178036004.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	54.7 كيلوبايت 
الهوية:	208874 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٤٠٥٠٨-١٧٢٠٥٥_Facebook.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	52.6 كيلوبايت 
الهوية:	208875 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1715178112993.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	44.2 كيلوبايت 
الهوية:	208876 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1715178128278.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	60.9 كيلوبايت 
الهوية:	208877

    تعليق

    يعمل...
    X