أبوظبي تحتفي بالفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبوظبي تحتفي بالفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة

    أبوظبي تحتفي بالفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة


    نوري الجرّاح: حضور متزايد للمرأة في مشروع ارتياد الآفاق.
    السبت 2024/05/04

    جائزة تدعم حركة النشر العربي

    يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الحالية بالفائزين بأهم الجوائز الأدبية، ومن بين هؤلاء، من فازوا بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة الذين جمعهم لقاء مهم مع جمهور المعرض، لاستعراض مواضيع مؤلفاتهم وما يميزها، إلى جانب التعريف بهذه الجائزة المهمة ودورها في إثراء الإبداع العربي.

    أبوظبي - على مدار يومي الجمعة والسبت، تحتفي العاصمة الإماراتية أبوظبي بالفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة لعام 2024، التي يمنحها المركز العربي للأدب الجغرافي “ارتياد الآفاق”، ومقره بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، والعاصمة البريطانية لندن، ويرعى الجائزة الشاعر والأديب الإماراتي محمد أحمد السويدي، ويُشرف عليها الشاعر السوري نوري الجراح مدير عام المركز.

    وقد استضاف معرض أبوظبي للكتاب، الجمعة، ندوتين حول الجائزة، أدارهما الشاعر نوري الجرّاح، مدير عام مركز ارتياد الآفاق، والطائع الحدوي عضو لجنة التحكيم. خصصت الندوة الأولى لتعريف جمهور المعرض بالجائزة، فيما خصصت الندوة الثانية للتعريف بالأعمال الفائزة.


    الشاعر نوري الجرّاح نوّه بحضور الغرب والأندلس بطريقة مركّزة في الأعمال الفائزة في دورة هذا العام


    وخلال الندوتين، تحدث الشاعر نوري الجرّاح، عن أهمية أدب الرحلة، وعن جهود المركز في التعريف بهذا النوع الأدبي ونشره، وتشجيع الباحثين والكتاب على العمل في حقوله المختلفة.

    ونوّه الجرّاح بحضور الغرب والأندلس بطريقة مركّزة في الأعمال الفائزة في دورة هذا العام، كما لفت إلى أن مشاركة الباحثات والكاتبات بالجائزة وبمشروع “ارتياد الآفاق” يتزايد عاما بعد عام.

    ثم بدأ بعض الفائزين الحاضرين في التعريف بأعمالهم الفائزة في فروع الجائزة المختلفة، حيث أشار الكاتب التونسي حسونة المصباحي، صاحب كتاب “أيام في إسطنبول” الفائز بالجائزة في فرع اليوميات، إلى أن كل كتاباته في مجال الرحلات تنتمي لكتابة الذات، وأنه كان يحلم بالكتابة عن إسطنبول في كل زيارة يقوم بها لتلك المدينة التي اعتبرها سرة تختصر جزءا كبيرا من تاريخ العالم.

    وقال المصباحي إنه روائي وليس مؤرخا، وأنه يُحب الكتابات التي تحضر فيها الذات، وأنه حين يتجوّل في المدينة يستحضر تاريخها، ويستحضر الكتاب الذين كتبوا عنها ويستحضر نفسه وهو يتجوّل فيها.

    ثم تحدّث المغربي الدكتور محمد خليل، صاحب كتاب “هكذا عرفت الصين: مذكرات أول طالب مغربي”، والفائز بالجائزة في فرع الرحلة المعاصرة، حيث أشار إلى أن كتابه يتفق مع شعار معرض أبوظبي للكتاب هذا العام “هُنا تروى قصص العالم”، حيث يروي الكتاب قصته مع الصين ومشاهداته كأول طالب مغربي في الصين وما تضمنته تلك المشاهدات من قصص ومغامرات.

    ثم تحدث السوري عماد الأحمد، مُترجم كتاب “حجر الدم” لتيم ماكنتوش سميث، والفائز بجائزة فرع الرحلة المُترجمة، حيث أشار إلى أن الكتاب أذهله، وأن “حجر الدم” هو رحلة مُتخيّلة لابن بطوطة وخادمه سنان إلى غرناطة بكل ما فيها: القصور والحدائق والجواري والموسيقى والغناء، وأنه كما يقول مؤلف الكتاب تيم ماكنتوش سميث، فإن الأدب هو أن تملأ فجوات التاريخ، حيث أخذ المؤلف شخصيات وبنا لها حكايات وجعلها من لحم ودم، وأكد على أن تلك الرواية هي بمثابة لغز شعري وفيها الشعر والعمارة والكيمياء والحضر والصحراء، وكل ما يُقدّمه الأدب من جماليات.
    استضاف المعرض ندوتين حول الجائزة خصصت الأولى لتعريف الجمهور بالجائزة، فيما خصصت الثانية للتعريف بالأعمال الفائزة

    كما تحدث تيم ماكنتوش سميث، مؤلف الكتاب، حيث وجه الشكر للمترجم عماد الأحمد، واصفا ترجمته لكتبه بأنها ترجمة موفقة وجميلة وسلسلة، وأن سبب تأليفه للكتاب هو تعلقه بابن بطوطة الذي اقتفى أثره لسنوات طويلة، فكان يعتبر نفسه تلميذا لابن بطوطة وكأنه هو شيخه، وأنه حين قرأ خبر وفاته وهو يتتبع سيرته ورحلاته: “كيف يموت شخص مثل ابن بطوطة”، وأنه في روايته تلك التي ترجمها عماد الأحمد “حجر الدم” استحضر ابن بطوطة وخادمه سنان، في رحلة متخيّلة إلى غرناطة.

    ثم تحدّث الطايع الحادي، الذي كان يُدير الجلسة، وعرّف بكتاب “تخوم غرامشي العابرة: بين السدرة الأولى والقوائم الآخرة”، لموسى إبراهيم من ليبيا، والفائز بالجائزة في فرع الرحلة المعاصرة، والذي غاب مؤلفه عن الندوة، حيث قال الحادي إن هذا الكتاب هو يوميات عن الناس والأمكنة.



    وبعدها تحدثت أحمديّة إبراهيم النعسان من سوريا، صاحبة كتاب “سْلِيَّة الغريب في كل أمر عجيب”، “رحلةٌ إلى البرازيل من 1282هـ/ 1865م إلى 1288هـ/1871م لعبدالرحمن بن عبدالله البغدادي الدمشقي المَدَنيّ الحَسَني – الحُسَينيّ”، والفائز بالجائزة في فرع تحقيق المخطوطات، حيث أشارت إلى أن الكتاب الذي قامت بتحقيقه لكاتب فريد من نوعه، عاش في القرن التاسع عشر، وولد في بغداد، ونشأ في دمشق، وتوفي في المدينة المنوّرة، كان مولعا بالسفر والترحال، وأن رحلته إلى البرازيل جاءت في نص بديع وجميل واتسم بأنه أقل توتراً وأقل احتداما من رحلات العرب والمسلمين باتجاه بلاد الغرب.

    ثم تحدّث المغربي، نورالدين بلكودري عن كتاب “التخييل في الرحلة العربية المعاصرة، مقاربة تداولية”، والفائز بالجائزة في فرع الدراسات، حيث أشار إلى أن كتابه يدرس الرحلة العربية الحديثة من خلال أربعة رحّالة عرب معاصرين هم: خليل النعيمي، ووارد بدر السالم، وشعيب حليفي، وأحمد المديني، لافتا إلى أن الدراسة تستكشف ما دخل على بنية الرحلة المعاصرة من عناصر جديدة على أيدي كتابها المعاصرين.

    وبعده تحدثت القطرية عذبة المسلماني، صاحبة كتاب “الأُفُقُ الأندلسيُّ القَصيُّ، الخطابُ السرديّ في رحلتي: الغسانيّ والوردانيّ. مقاربةٌ نقديَّةٌ في ضوء نظريَّة ما بعد الاستعمار”، والفائز بالجائزة في فرع الدراسات، حيث أوضحت أن دراستها تصدر عن تصوّر يرى أن الخطاب الرحلي يمثل بنية ثقافية متعددة المعارف، تستدعي تقديم تصوّر معرفي يُدرج السرد ضمن أنساق الثقافة والتخيٌل. وأن دراستها اعتمدت على مقاربة رحلتين مقاربة نقدية في ضوء نظرية ما بعد الاستعمار.

    ثم تحدّث المغربي محمد رضى بودشار، صاحب كتاب “الأندلسيون الأواخر في الرحلات الأوروبية إلى إسبانيا 1494 – 1862″، والفائز بالجائزة في فرع الدراسات، حيث أشار إلى أن تلك الدراسة تسعى إلى تسليط الضوء على فئة من الأندلسيين التي بقيت في إسبانيا وأفلتت من الطرد، أو عادت إليها بطريقة سريّة، وأن الدراسة غطّت المرحلة الممتدة من 1494 إلى 1862 من حياة الأندلسيين.



    وشهدت الندوة التعريف بكتاب “المَغْربُ النَّاسُ والبِلادُ” لإدموندو ماريو ألبرتو دي آميتشيس (1864 – 1908)، وقد ترجمه إبراهيم بن محمَّد البطشان من السعودية، والذي فاز بالجائزة في فرع الرحلة المترجمة، حيث قال المُترجم إنه يعتبر أن الترجمة هواية وأنه مهتم بالرحلة لأنه قضى نصف عمره مسافرا، واعتبر أن تلك الرحلة التي قام بترجمتها هي حجر الأساس في العلاقات الإيطالية المغربية، وأنها كانت من طنجة إلى فاس.

    كما تم التعريف بكتاب “بحثا عن الطَّوارق المُلَثَّمين” لويليام جوزيف هاردينغ كينغ، وترجمه الليبي احسين حمد احسين محمود، والذي فاز بالجائزة في فرع الرحلة المترجمة، وهو كتاب ينتمي إلى زمن الرحلات الكُبرى، ويعكس الولع الأوروبي بالشرق، ويمزج الكتاب في أسلوبه بين السرد الأدبي والوصف الميداني.

    وعرّفت الندوة أيضا بكتاب “سَفيرُ المرُتَاد ورَائدُ الإسعادِ: رحلة الزيارة لحضرة سيد الأسياد وحبيب رب العباد 1089 – 1090هـ / 1678 ـ 1679م، لعليّ بن يحيى بن أحمد الكيلاني القادري الحموي”، للمصريين أحمد جمعة عبدالحميد ويحيى زكريا السودة، والفائز بالجائزة في فرع تحقيق المخطوطات، حيث تكتسب هذه الرحلة أهميتها من كونها أول رحلة شاميّة مكيّة مفردة للحج وحده، ووصولها إلينا من تراث الحادي عشر الهجري، السبع عشر الميلادي. والمعروف أن الرحلات التي يرجع تاريخها لهذا القرن قليلة جدا، وغالبا ما تكون رحلة الحج من طواف أكبر.

    يُذكر أن جائزة ابن بطوطة، التي توج بها كتاب وباحثون من سبع جنسيات عربية هذا العام، قد تأسست في العام 2000، ومنحت للمرة الأولى سنة 2003، وتقدم سنويا لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاما مع طموحات المركز العربي للأدب الجغرافي في إحياء الاهتمام العربي بهذا الأدب.


    حجاج سلامة
    كاتب مصري
يعمل...
X