مهنة الفرواتي صديقة الشتاء حرفة شارفت على الاندثار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مهنة الفرواتي صديقة الشتاء حرفة شارفت على الاندثار


    مهنة الفرواتي صديقة الشتاء حرفة شارفت على الاندثار
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    "الفرواتي" مهنة يدوية قديمة يتلخص عملها الأساسي بتحويل جلد الخراف إلى لباس شعبي تسمى "العباية " و"النصية". بعد ان تخضع تلك الجلود لمراحل تصنيعية عدة حتى تصبح جاهزة للحياكة والاستخدام للوقاية من البرد.
    يستخدمها البعض على سبيل الزينة أو لفرشها في أرضيات المنازل، في الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن جلود الخراف المعالجة تمنح طاقة ايجابية حين يتم تعليقها على جدران المنزل.
    تعد مهنة "الفرواتي" صناعة الفرو الطبيعي من أقدم المهن وتحتاج الكثير من الصبر والإتقان وبالرغم من منافسة الفرو الصناعي وغلاء أسعاره الا ان الإقبال على اقتنائها مازال جيدا رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها السوريين.
    وقد شارفت مهنة "الفرواتي" على الاندثار لتراجع عدد حرفييها ودخول الفرو الصناعي كمنافس قوي يلبي رغبة الكثير من الزبائن.
    وتعد هذه المهنة صديقة فصل الشتاء، تمنح منتجا استثنائيا من الصعوبة مجاراته، لأن الفرو الطبيعي يعطي دفء لا يميزه إلا من لبس منه.
    في هذه الأثناء، يحاول "الفرواتي" تجميع ما يمكنه من قطع تعرضت للمعالجة ولأشعة الشمس، وبعد ذلك ترضخ للحياكة لتتحول إلى العباءة العادية، التي تغطي كامل الجسد ما عدا الرأس، أو النصية، أي نصف جسم الرجل.
    وبعد حياكة الفرو السميك بطريقة دقيقة وبشكل متين، يتم تلبيس هذه العباءات بأقمشة تتفاوت بين (السادة) من دون أي إضافات أو (المطرزة) .
    .
    وثمة أنواع واظب الفرواتي على تطويرها عبر أنواع وأشكال جديدة، فيما بقي لهذا اللباس أسماء عديدة ك"عباءة الشيوخ" أو "عباءة الراعي" لكن ما يسمى "عباءة الوردة" هي أفضل الأنواع
    .
    و لا يقتصر تحويل فرو الخراف إلى عباءات وملابس للشتاء فحسب، بل إنها تتحول إلى قطع تزيين في الغرف السكنية أو المكتبية أو الأماكن المغلقة، لما تمنحه من إحساس بالدفء.
    .
    تحتاج مهنة الفرواتي الى جهد وتعب وصبر في إعداد الجلد وتجهيزه ليصلح لخياطه الفروة ثم إلى درايه وحرفيه في تجميع وخياطه قطع الجلد وضمها لبعضها وهنا تستوجب ملاحظة دقيقه كي لا يفرّط بأي قطعه ولو اقصوصه من الجلد.
    إنها مهنة تكاد تطعم وتستر لكنها لا تغني ..وقديما كان زواج الفرواتي صعب لأن اهل البنت العروس يعرفون أن العريس الفرواتي "معتر وفقير".
    .
    وقد جمعت مهنة الفرواتي بعض الأمثال الشعبية:
    ▪︎ فإذا ذم أحدهم شخصا ونم عليه قيل "شقشق أو نتف فروته" ..
    ▪︎ وإذا أراد أحدهم ان يعبر كنايه عن بحث قضيه ما قال "سأبحث عن هذه الفروة كم عدد جلودها" ..
    ▪︎ومثل اخر ابو فروة بيحسد ابو جاعد او ابو فروة بيلبد ل ابو جاعد ..
    ▪︎ثم مثل "الدروة خير من الفروة" حيث البرد الشديد يكثر في الأربع أيام الأخيرة من نهاية شباط.
    .
    خف كثيرا لبس الفروة واستعيض عنه بلبس "المانطو" و "الترانشكوت المطري" وغيره من تقليعات هذا الزمان الوافدة الينا من صرعات الغرب وما أكثرها.
    .
    وفي الوقت ذاته، يحاول من بقي من "الفرواتية" على قلّتهم في سوريا، البلد الذي عاصر الحرب وهاجر حرفيوه إلى الخارج، أن يعملوا بكل طاقتهم وينافسوا الآلات للبقاء، وتبدو المنافسة صعبة مع الفرو الصناعي الذي يتميز برخص سعره، مقارنةً بالفرو الطبيعي، بالتالي أخذت ورش "الفرواتية" تغلق الواحدة تلو الأخرى بعد أن ضاقت بهم الدنيا.





يعمل...
X