السفينة أبولو ١١ .. يتقاطع مسارها ومدار القمر حول الأرض .. كتاب في سبيل موسوعة علمية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السفينة أبولو ١١ .. يتقاطع مسارها ومدار القمر حول الأرض .. كتاب في سبيل موسوعة علمية

    السفينة أبولو ١١ يتقاطع مسارها ومدار القمر حول الأرض

    وتبلغ السفينة مدار القمر حول الأرض بعد زمن من اطلاقها من فلوردة يتراوح بين ٦٢ و ٧٦ ساعة ( ٣ أيام = ۷۲ ساعة ) وقد بلغته سفينة أبولو ١١ هذه فعلا في ٧٥ ساعة و ٥٧ دقيقة ، متأخرة ٣ دقائق عن الموعد وهي ساعات ، قضاها رجالها ، في غير ما ذكرنا من أعمال ، في النوم والطعام ، وممارسة العيش قدر الامكان ، ثم المداومة على اختبار أجهزة السفينة ، ثم اختبارها ، والاتصال لاسلكيا بمركز المراقبة في بلدة هوستن بالولايات المتحدة . وهذا الاتصال لاسلكيا المحسوب بالأرض ، على هذا المدى البعيد ، بعض الأعاجيب .

    ويسمع رجال المراقبة أصواتهم واضحة ، كما لو سمعوها من قريب . وكذلك يسمع رجال السفينة رجال الأرض. ويتهيأ رجال السفينة للدوران في فلك يختارونه حول القمر .

    - النزول بالسفينة الفضائية الى مدار حول القمر :

    ان السفينة الفضائية وصلت الى القمر وهي تسير . بسرعة ٩٠٠٠ كيلومتر في الساعة .

    ولكي تدور السفينة حول القمر ، وفي فلك قريب من سطحه ، وجب تخفيض هذه السرعة الى السرعة التي تتفق والفلك الذي نريده للسفينة . فالمعروف بالطبع أن السرعة كلما نقصت ، ضاقت دورة الفلك ، وكلما زادت ، اتسعت دورة الفلك .

    وللنزول بالسفينة الى فلك يرتفع عن القمر ۱۱۲ كيلومترا وجب النزول بسرعة الى سرعة ٥٨٠٠ كيلومتر في الساعة .
    فكيف نصنع ذلك ؟

    صنعوه بالمحرك الصاروخي الذي هو داخل وحدة الخدمة المتصلة بمركبة المراقبة . انهم اشعلوه ليدفع السفينة في عكس الاتجاه الذي هي ماضية فيه ، أي والسفينة في وضع يجعل الصاروخ ينزل بسرعتها لا يزيدها . انه بذلك عمل عمل المحرك الصاروخي الكابح.

    وحصلوا على مدار اهليلج أي بيضاوي . وأعادوا اشعال الصاروخ فحصلوا منه في المرة الثانية على مدار حول القمر أقرب الى الدائرة ، ارتفاعه ۱۱۲ کیلومترا وتراءى القمر للرجال عندئذ واضحا . انه لا هواء فيه ولا سحب تحول دون وضوح الصور . وظلوا ينقلون ما رأوا الى أهل الأرض ، عبر مركز المراقبة على الأرض ، كما سبق أن فعلوا وسوف يفعلون . ونقلوا كذلك صورا من القمر بالتلفاز الى الأرض .

    وبعد الاستيقان مما بلغوه ، والوضع الذي هم فيه خرج اثنان من الرواد ، هما أرمسترنج والدرين من مركبة القيادة الى المركبة القمرية عبر النفق الذي بينهما ، واطمأنا الى أن كل الأجهزة فيها تعمل ، وأمداها بالضغط اللازم والتكييف ، اعدادا لها وللنزول بها . ثم غادراها وعادا الى المركبة الأم يأكلون وينامون . لقد كان التعب بلغ بهم ما بلغ .

    انهما دارا حول القمر مرارا . واطلعا رأي العين على ذلك الجانب من القمر الذي لا يراه أهل الأرض أبدا . وهم كلما داروا اليه انقطع ما بينهم وبين الأرض من اتصال ، فجسم القمر يقطع اللاسلكي ويحجبه ، وتصبح السفينة ورجالها في عزلة تامة .

    - الهبوط على سطح القمر :

    وتقترب اللحظة الحاسمة .
    يعود الرجلان ، أرمسترنج والدرين ، الى المركبة القمرية ، استعدادا للنزول بها الى سطح القمر ، ويظل الرائد كولنز في مركبة القيادة ، المركبة الأم ، لا ينزل الى القمر أبدا . انه يظل يفلك بها حول القمر حتى يعود اليه الرائدان .

    ( النصف الأعلى من المركبة القمرية ، وفيه الرائدان القمريان أرمسترنج والدرين ، وقد اشتعل صاروخه ، ففصله عن نصف المركبة الأسفل الذي بقي على سطح القمر ، وارتفع النصف الأعلى ليدور في فلك حول القمر مرة أخرى للالتحام بمركبة القيادة التي ما زالت هناك تفلك )

    وتنفصل المركبتان عندما تشتعل الصواريخ في المركبة القمرية فتدفع بها بعيدا عن المركبة الأم . وتسير المركبتان معا نحو ربع دورة قمرية ، وبينهما عشرات الأمتار .

    ثم يطلق رجال المركبة القمرية الصاروخ المسمى بصاروخ النزول ( اي الذي يسبب نزولها الى القمر )
    يطلقونه طلقة قصيرة ، فيعمل ضد سير المركبة ، فهو اذن ينقص من سرعتها ، واذن يصغر من فلكها ، واذن هي تقترب من سطح القمر .

    ان الصواريخ عندما تطلق تزيد في السرعة اذا عملت مع مسيرة الجسم ، وهي تقلل منها اذا عملت ضد مسيرة الجسم وعندئذ تعمل عمل الفرملة الكابحة ، كما سبق أن ذكرنا .

    وتبلغ السفينة القمرية في هبوطها الى ارتفاع ١٥٠٠ متر من سطح القمر . عندئذ يعود قائدها فيشعل صاروخ النزول بها ليزيدها هبوطا . وهنا ينظر الرائدان ليتعرفا على البقعة التي يريدان النزول عليها من سطح القمر ، الأربع ان كان عندهما سابق علم بها ، أو هما يتخيرانها مبسوطة بعيدة عن المخاطر .

    واذ تبلغ المركبة سطح القمر تكون أرجلها اعتدلت واستقامت فتحط على السطح بلطف وفي هوادة و تمسه مسا رفيقا .

    - اللحظة الحاسمة :

    كنا عند ذلك في عاصمة الولايات المتحدة .
    و فرغت الطرقات من المارة أو كادت .

    ذلك أن كلا جلس الى مستقبلة تلفازية يرى و يسمع ، و ذو المنزل هرع الى منزله ، وذو الفندق أسرع الى فندقه . وذو النادي الى ناديه .

    لا في واشنطن فحسب ، ولا في أمريكا فحسب ، ولكن في أوروبا ، وفي آسيا ، وفي كل قطر دبروا لحمل الصور القمرية اليه حملا حيا ..

    وضربوا لنا هناك موعدا في الثانية بعد منتصف الليل ، يبدأ فيه مركز المراقبة ، في بلدة هوستن ، بوصل أهل القمر ، ورحاب القمر ، بأهل الأرض ، ورحاب الأرض .

    وأخيرا تلطفوا فجعلوا الموعد العاشرة مساء. وعلمنا أن ذلك حدث بسبب أن المفروض كان أن ينام رجلا القمر ، في مركبة القمر ، على سطح القمر ، ساعتين أو أكثر ليستريحا قبل الخروج منها للذي أصابهما من اجهاد ، لعله كان اجهاد أعصاب أكثر من اجهاد أجساد . ولكنهما لم يستطيعا أن يصبرا وهذا سطح القمر حاضر يدعوهما الى تسجيل حدث التاريخ الأكبر .

    ( ترى في هذه الصورة رجل الفضاء ادوين الدرين Edwin Aldrin‏ وهو يمشي على سطح القمر ، وترى في مقدمة الصورة آثار اقدامه مرسومة على تربة القمر . وترى كذلك ما انعكس في واجهة الخوذة التي يلبسها رجل الفضاء من أشياء ، منها رجل الفضاء الأول ( نيل آرمسترنج ) Neil Armstrong ، وكمرته الفوتغرافية ، وكذلك علم الولايات المتحدة ، وكمرة التلفاز غير الملون ، وجزء من المركبة القمرية التي حطت على القمر ، وذلك في الهبوط التاريخي عليه الذي وقع في ۲۰ يوليو ١٩٦٩ وفقا لمشروع أبولو ۱۱ )

    وقضينا الفترة من بعد الفترة ، نستمع الى الحديث الذي كان يجري بين رجال مركز المراقبة على الأرض ، ورجال المركبة فوق القمر . ويخيم الصمت ، ثم يعود الحديث . وترقبنا حتى بدأ القلق يحل محل الترقب .

    وبغتة ظهرت المركبة القمرية وعليها شيء يتحرك انه سلمها المؤدي الى القمر ، وانه رجل الفضاء ظهر لنا ظهره وهو يخطو بقدم من بعد أخرى هابطا على مدارج السلم ، ولكن في حذر شديد . واذ اقترب من السطح نزل بقدمه اليه ، وخلناه يتحسسه في بطء ثم اذا هو يمسه .

    وعندئذ صاح صائح التلفاز صيحة مدوية ، زادت النظارة ما هم فيه من توتر اعصاب . صاح : هذي هي اللحظة التاريخية الحاسمة . انها قدم اول انسان تمس سطح القمر .

    ودار رجل القمر حول نفسه ينظر فيما حوله قبل أن يخطو خطوة ثانية . ورويدا رويدا يمرن على السير فيسهل السير . ورأينا حذاءه يطبع آثار نعله الثقيل على التربة . وتمضي فترات طويلة وكأنها لمحات .
    وينزل رجل القمر الثاني من المركبة القمرية فيلتقي الرجلان على سطح القمر . ويتحدثان معا باللاسلكي ، فليس على القمر هواء يحمل الصوت ويتحدثان مع مركز المراقبة على الأرض . ونسمع كل هذا الحديث .

    ويرتاد الرجلان ما حولهما من أرض أغلبها البسيط سوى كتل من حجر هنا وهناك ، وعدة من تقر ليست بالعميقة . ويصوران . ويوزعان الأجهزة العلمية هنا وهنا ، وهم تاركوها لتعمل وترسل بنتائجها الى الأرض بالأمواج الكهربائية المغناطيسية . وعلم الولايات المتحدة يغرزون عصاه في أرض القمر . وشيء آخر لعله أعظم خطرا ، ذلك جمع عينات من تربة القمر ومن حجره ، ارطالا ، يحملونها الى التحاليل في مختبرات الأرض .

    ( الصعود فوق سطح القمر : المركبة القمرية التي كانت هبطت على القمر ، تتراءى في الصورة وهي تصعد فوق سطح القمر ، وفقا لبرنامج أبولو ١١ ، وقد حملت رجلي الفضاء أرمسترنج والدرين ، لتلحق بمركبة القيادة التي ظلت تدور في فلك لها حول القمر ، وبها رجل الفضاء ميكل كولنز Michael Collins كان هذا في ٢١ يولية ١٩٦٩ .
    وفي الصورة تراءت صورة الأرض ، وكأنها وجه من وجوه القمر وقد تنصف . ولا يفوتنا أن نقول ان المركبة القمرية هذه صعدت بنصفها الأعلى فقط عن سطح القمر وتركت على هذا السطح النصف الثاني الأسفل وذلك للفراغ من الحاجة اليه )

    ( رجل الفضاء ادوين الدرين وهو يهبط بواسطة سلم المركبة القمرية الى سطح القمر ، وقد كاد يطوه بقدمه . أخذ هذه الصورة رجل الفضاء أرمسترنج اثناء وجوده على سطح القمر )

    ( في الصورة يظهر رجل الفضاء لأبولو ۱۱ ، ادوين الدرين ، وقد حمل الصرة التي تحتوي على أجهزة التجارب السسمية ( الارتجاجية ) ، وحمل في يده اليسرى العاكس اللازاري Laser ، وذلك لتوزيعها على سطح القمر . والذي أخذ هذه الصورة رجل الفضاء الآخر نيل ار مسترنج . وهما تركا هذه الأجهزة على سطح القمر يوم انطلقا عن سطح القمر يوم ٢١ يوليو ليلتقيا برجل الفضاء الثالث ، میکل کولنز الذي بقي في مركبة القيادة )

    ( حيث هبطت المركبة القمرية لأبولو ۱۱ : هذا منظر شاهده رجال الفضاء من المركبة القمرية ، وهي لا تزال مرتبطة بمركبة القيادة ، وهما يدوران معا في فلك حول القمر . والموضع الذي هبطت فيه المركبة يوجد في الصورة ، في أوسط أعلاها ، حيث يبدأ الظلام . وترى الفوهة المسماة مشكلين Maslelyne Crater في أقصى اليمين من أسفل . أما الوادي هاباتيا Hypatia Rille ( U.S.I ) فيوجد في الأوسط اليساري العلوي ، والى بمينه مباشرة فوهة ملتكه Miltke . ويمتد كل من وادي سیدوندر Sidewinder Rille ووادي ديامندباك Diamondback Rillo من اليسار الى اليمين عبر الوسط . وهذا الجزء الجنوبي الغربي من بحر الهدوء Sea of Tranquility يقع في عمومه في الجهة الغربية من القمر )

    ( رجل الفضاء ادوين الدرب ن يمشي على سطح القمر قرب رجل من ارجل المركبة القمرية اثناء رحلة أبولو ۱۱. أخذ هذه الصورة رجل الفضاء أرمسترنج ، لاحظ آثار الأقدام الواضحة في مقدمة الصورة )

    ( صورة رائد الفضاء ادوين الدرين وقد وقف الى جوار علم الولايات المتحدة بعد دكه في سطح القمر في رحلة أبولو ۱۱ ، وترى المركبة القمرية أمام رجل الفضاء ، كما ترى آثار أقدامه واضحة وضوحا بينا في مقدمة الصورة . أما الذي أخذ الصورة فهو رجل الفضاء أرمسترنج ) .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٩-٠٤-٢٠٢٤ ١٨.٥٧_1(2).jpg 
مشاهدات:	41 
الحجم:	88.4 كيلوبايت 
الهوية:	202140 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٩-٠٤-٢٠٢٤ ١٩.٤٥_1.jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	85.8 كيلوبايت 
الهوية:	202141 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٩-٠٤-٢٠٢٤ ١٩.٤٥_1(2).jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	79.9 كيلوبايت 
الهوية:	202142 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٩-٠٤-٢٠٢٤ ١٩.٤٧_1.jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	93.1 كيلوبايت 
الهوية:	202143 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٩-٠٤-٢٠٢٤ ١٩.٤٧_1(2).jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	93.6 كيلوبايت 
الهوية:	202144

  • #2

    تعليق

    يعمل...