الممثل المغربي رشيد الوالي: فيلم "الوريث" عمل إنساني بامتياز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الممثل المغربي رشيد الوالي: فيلم "الوريث" عمل إنساني بامتياز

    الممثل المغربي رشيد الوالي: فيلم "الوريث" عمل إنساني بامتياز


    الكلب هو البطل لأول مرة في السينما المغربية.
    الجمعة 2024/04/05
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    قصة كوميدية عن الميراث

    بين التمثيل والإخراج تتنوع تجربة الفنان المغربي رشيد الوالي، الذي جمعنا به حوار لصحيفة “العرب” يوضح فيه تفاصيل تجربته السينمائية الأخيرة في فيلم “الوريث” الذي يعرض في شهر رمضان على التلفزيون المغربي، إلى جانب ملامح أعماله السينمائية والمواضيع التي يهتم بها في أعماله.

    الرباط - تدور أحداث فيلم “الوريث” للمخرج عبدالرحمن التازي حول حارس فيلا يثق به صاحبها الثري فيعطيه كل ما يملكه على أساس أن يعتني بكلبه، وتتوالى الأحداث بعد ذلك فتجد أسرة الثري بعد وفاته أن الإرث الذي تركه للعائلة سيتم تقاسمه مع الحارس والكلب، وهو ما يولد الصراعات.

    وتشهد أحداث العمل العديد من المغامرات والمواقف المشوقة بسبب رفض عائلة الرجل الثري الراحل تقاسم الثروة التي تركها مع الحارس الذي لا تربطها به أي قرابة ومع الكلب، وذلك في قالب اجتماعي كوميدي خفيف ينقل من خلاله المخرج عبدالرحمن التازي قصة إنسانية واقعية بطابع لا يخلو من الأحاسيس النبيلة.

    يعرض الشريط التلفزيوني ضمن برامج رمضان 2024 على القناة المغربية الثانية، وهو من بطولة كل من رشيد الوالي والصديق مكوار ورجاء لطفين وفريد الركراكي وحسناء مومني ورجاء خرماز وأسماء فنية أخرى.

    يتحدث الممثل المغربي رشيد الوالي في حوار مع صحيفة “العرب” عن دوره في الشريط التلفزيوني “الوريث” قائلا “هو عمل تلفزيوني ممتع للغاية، جاء في وقت كنت في حاجة إلى عمل كوميدي، وخاصة بعد شوقي للعمل مع المخرج عبدالرحمن التازي، لأنني اشتغلت معه من قبل في سلسلة ‘الحسين والصافية’، التي أتمنى أن تستمر في أجزاء أخرى لأنها سلسلة شيقة. أما ‘الوريث’ فهو عمل إنساني بامتياز، لأنه يناقش ضغوط الإنسان الفقير من خلال شخصية حارس فيلا يجد نفسه في يوم وليلة وريثًا للفيلا التي يحرسها عندما مات صاحبها، لكنه يجد نفسه مرتبطا بكلب يرث معه أملاك سيده المتوفى بتوصية منه، فالعمل يجعلنا نفكر في مكان سعادة الإنسان، هل في المال أم في القناعة، ويناقش أيضًا الوفاء والطمع العائلي في الميراث”.


    أتمنى أن يكون الشريط مثل فيلم "محاين الحوسين" الذي تحول من فيلم تلفزيوني إلى سلسلة ممتعة


    ويتابع “أعتقد أن العمل سينال إعجاب الجمهور المغربي، لأنه يحتوي على مواقف جميلة أتقنها المخرج عبدالرحمن التازي، بالإضافة إلى مديرة التصوير كنزة ابنة المخرج عبدالرحمن التازي التي اتبعت طريق والدها في بداية مشواره، كما التقيت بمجموعة من الممثلين الذين كان لي شرف العمل معهم، وأتمنى أن يكون هذا الشريط مثلما حققه فيلم ‘محاين الحوسين’ الذي تحول من فيلم تلفزيوني إلى سلسلة ممتعة، فنحن بحاجة إلى مثل هذه الأعمال البعيدة عن الضغوط التي نراها”.

    ويقول الممثل إنه “لأول مرة في الأفلام المغربية نرى كلبًا له دور حيث يساعد شخصية حارس الفيلا، إذ أنه سيبهر الجمهور المغربي لأنه فعلًا يشعر بالمواقف التي يمر بها الكلب بعد وفاة سيده، فنحن ممتنون لهذا العمل التلفزيوني الرائع”.

    الممثل رشيد الوالي هو أيضا مخرج، وعرض آخر أفلامه السينمائية “الطابع” في مهرجان طنجة في دورته الأخيرة، والتي قال عنها “بالنسبة إليّ كانت هذه الفعالية فاتحة خير عليّ، لأنها شهدت مشاركتي في فيلم ‘سارق الأحلام’ في أول أدواري البطولية إلى جانب رشيد فكاك، حيث في نهاية المهرجان فوجئت بحصولي على جائزة أفضل ممثل عن الدور الثاني، وبالتالي كان بداية جيدة لفتح أبواب قلوب الناس وعقول المخرجين، فمن خلال المهرجان تلقيت العديد من السيناريوهات، وهذا كان بمثابة بداية جيدة، بالإضافة إلى أفلامي السابقة التي شاركت في المهرجان وحصلت على جوائز، مثل فيلمي ‘إيما’ و’نوح لا يعرف العوم’، وفيلمي الثالث تم ترشيحه أيضًا، إذ تم هذه السنة اختيار خمسة عشر فيلمًا فقط، وكنت سعيدًا بأن فيلمي كان من ضمنها، كما عُرض الفيلم في مهرجان وجدة أيضا ونال استحسان الجمهور والجالية المغربية في الخارج، والجدير بالذكر أن الفيلم تم تصويره في فرنسا”.

    ويضيف حول اختياره قصة المغاربة الذين هاجروا إلى فرنسا “هناك عدة أسباب، أولاً بسبب كل ما يحصل من عنصرية تجاه المغاربة والمسلمين المهاجرين في أوروبا وخاصة في فرنسا، ومن خلال احتكاكي بمجموعة من الأقارب والأصدقاء في فرنسا قررت أن أرد الاعتبار ولو قليلاً لهذه الفئة التي هاجرت وكوّنت نفسها في الخارج، ولم تجد في المقابل إلا النكران، فحوالي 99 في المئة من المغاربة الذين تقترب آجالهم يختارون أن يدفنوا في المغرب، فرأيت أن الأمر مهم، فقمت أنا والمخرج هشام العسري بكتابة السيناريو”.


    العمل يناقش الوفاء والطمع وسينال إعجاب الجمهور المغربي لأنه يحتوي على مواقف جميلة أتقنها المخرج عبدالرحمن التازي


    ويتحدث الوالي عن الغاية التي كان يأمل في نقلها من خلال هذا الفيلم بشكل خاص قائلا: “في الحقيقة كل جزء من الفيلم يحمل رسالة أو معنى لشخص معين داخل المجتمع، أو يدعوه إلى التفكير، والحمد لله من خلال الخمسة عشر عرضًا أمام الجمهور تلقيت ردود فعل حول علاقات الأب بالأبناء، أو علاقات العمال المغاربة في فرنسا، أو علاقات الصداقة بين زملاء العمل سواء بين المسلمين واليهود أو النصارى، وهذه مهمة جدا بالنسبة إلي، ثم هناك فترة تم نسيانها وهي عندما كان يأتي فيليكس مورا إلى المغرب ويختار الشباب كي يهاجروا ليعملوا في فرنسا أو تلك الحالات كمن تقاعد عن العمل ولم يجد معينًا”.

    ويتمكن رشيد الوالي من بناء موضوع موثوق وواقعي للفترة الزمنية التي يناقشها الفيلم، إذ يبين “أولاً في الكتابة اعتمدنا على مصادر تاريخية، ثم كان هناك تواجد فيليكس مورا الذي كان يعمر في المناطق الجنوبية، بالإضافة إلى العديد من الأصدقاء والزملاء الذين عاشوا تلك الفترة، إذ أخذنا من قصصهم ما يكفي للكتابة عن هذا الفيلم، كما تم التركيز على أداء الممثلين وكأننا أمام مشاهد واقعية”.

    وواجه المخرج مجموعة من التحديات أثناء تصوير المشاهد في الديار الفرنسية، وقد ذكرها قائلا “أولها جائحة كوفيد – 19، وأظن أن العالم كله عانى منها في تلك الفترة، إذ فرضت علينا مجموعة من القيود والتنازلات التي جعلتنا نستغني عن مشهد الباخرة التي تحمل الجالية، لأنني كنت في حاجة إلى باخرة تتحرك وسط البحر، والبواخر في فترة كوفيد كانت متوقفة، ولكن حاولنا قدر الإمكان التعامل مع الظروف بما توفر لنا من الإنتاج البسيط حيث لم نكن نستطيع توفير معدات التصوير الضخمة، لكن استطعنا فقط توفير احتياجات التقنيين والفنانين، هذه كلها قيود منعتني من العمل بحرية تامة، ودائماً العائق الأكبر للمخرجين في المغرب هو العائق المادي”.

    ويعرض فيلم “الطابع” عدة جوانب من معاناة المغاربة في دول المهجر، وعن الأبعاد الإنسانية والاجتماعية التي اكتشفها المخرج من خلال هذه الأحداث يقول “حقيقة استمتعت واكتشفت وتعلمت من خلال عملية التصوير، لأنّ الكتابة شيء والإخراج شيء آخر، فعندما تكتب تظن أنك تبالغ في بعض الأشياء، ولكن سرعان ما تكتشف أن ما كتبته وتم تصويره يتطابق مع الواقع بشكل كبير، وخاصة الجانب الإنساني في المعاملات مع الناس الذين يعيشون بين أوروبا والمغرب، لكن الجميل هو أن في المغرب مازالت هناك علاقات الأب والأبناء، وعدم وجود دور العجزة، والتي بالمقابل منتشرة في أوروبا”.

    ويضيف “المغاربة يتميزون بالتسامح مثل شخصية العربي الذي بلغ رسالة مهمة إلى الخارج من سداد الديون وإخراج الزكاة والتسامح مع الآخرين، وهذه قليلة جدًا في أوروبا، كما أننا في المغرب نتميز بتعدد الديانات ونعيش كشعب واحد، وهذا التنوع عشته أيضًا مع المرحوم محمد إسماعيل في فيلم ‘وداعًا أمهات'”.

    ويتابع “أظن أن الفيلم يقوم بدوره، فهناك عدة جمعيات في أوروبا تحتضن الفيلم من أجل النقاش، وربما حتى على المستوى السياسي، إذ أن مجموعة من الناس تعاني فقدان حقوقها وخاصة العجزة، ومازلت أتلقى لقاءات كثيرة من أجل المطالبة ببعض الحقوق لهؤلاء المهاجرين، وهذا من أهم الأدوار التي يقوم بها شريط ‘الطابع’ كدبلوماسية موازية لأن العديد من القناصلة كانوا يحضرون للنقاشات حول الأفكار التي عالجها الفيلم. وأهم شيء هو أن يتمتع الإنسان بالفيلم ويحاول أن يلامس شخصياته في الواقع، وبالتأكيد سيجد البعض نفسه في الكثير من الأحداث لا على مستوى تجاهل الأبناء للآباء العجزة ولا على مستوى تجاهل الآباء للأبناء في الهجرة، إذ أن الفيلم يسافر بنا نحو فترة معينة من تاريخ المغرب التي تم نسيانها ونأمل من المشاهدين أن يشاركوه مع الأجيال القادمة”.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    عبدالرحيم الشافعي
    كاتب مغربي
يعمل...
X