الإمبراطورة السريانية السورية تيودورا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمبراطورة السريانية السورية تيودورا


    #الإمبراطورة السريانية السورية #تيودورا
    ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
    الإمبراطورة "ثيوذورا" امرأة عظيمة سوريّة شهيرة جداً على المستوى العالمي ومجهولة جداً في المناهج التدريسية في مدارس سورية وجامعاتها
    وهي إحدى شهيرات العالم القديم اللواتي دخلن التاريخ من بواباته الواسعة، ولعبن أدواراً مرموقة حَفِظتها لنا ذاكرته.
    .
    اسمها ثيوذورا (من اليونانية Θεοδωρα=عطية الله أو هبة الله). فمن كانت ثيوذورا هذه؟ ومتى أصبحت إمبراطورة لبيزنطة؟ وما هي مآثرها؟
    هي ابنة مدينة “منبج” السريانية السورية العريقة ، اعتلت عرش احدى أكبر إمبراطوريات التاريخ شريكة لزوجها في إدارة شؤون البلاد والعباد ، وكانت عنواناً للشرف والأخلاق والقيم .
    .
    ولدت “تيودورا” عام 500 للميلاد
    وعاشت فترة لم تتجاوز نصف قرن لكنها كانت حافلة بالنشاطات والإنجازات ..
    .
    كان أبوها قسيساً سريانياً رباها تربية صالحة على القيم والأخلاق العالية فكانت مثالاً يحتذى به في حياتها ..
    .
    كانت "تيودورا" فتاة رائعة الجمال زينها الله بمحاسن النفس والاخلاق ، فكانت لها شهرة واسعة في مدينتها ونظر إليها مواطنوها نظرة احترام.
    .
    نشأت في بيئة متواضعة وكانت تعمل لتكفل نفسها .
    .
    يقال أن القيصر "جوستنيان" وهو بطريقه إلى محاربة الفُرس بهرته أخبار جمالها وفضائلها وذكائها ، فقرر الزواج منها وطلب يدها من والدها هو شخصياً .
    .
    تزوجها القيصر في عام 522م..وقد كان مازال ولياً للعهد وبهذا كان قد عارض بالفعل كل قواعد القصر التي تمنع زواج العائلة المالكة بعامة الشعب ..
    .
    تشير بعض المصادر أنها كانت تكبره سناً وحنكة سياسية .
    وعند تعيينه إمبراطوراً في عام 527 م ، كانت تيودورا بالفعل أقوى نفوذاً عليه ..
    .
    كان الدستور البيزنطي يخول للقيصرة جميع الحقوق التي يتمتع بها القيصر نفسه ، لذلك نجد "جوستنيان" يمنح صلاحيات عظمى لزوجته ..
    تصدر الأمور بحسب ما تراه مناسباً ، ولها الحق في النظر في جميع الشؤون ، حتى يصفها بعض المؤرخين بأنها كانت إمبراطورة مطلقة الصلاحية ...
    .
    كان ل"تيودورا" فضلاً واضحاً في إعانة زوجها على الحكم ، حيث كانت ساعده الأيمن ،
    وكان لها دور مباشر في إدارة الإمبراطورية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ...إنها امرأة ذات رؤية سياسية واسعة ..
    .
    تعددت الروايات عن حياة "تيودورا" ولكنها كلها أجمعت على أنها لعبت دوراً مهما للغاية في إعادة بناء مدينة "القسطنطينية" ، بعد الدمار الشامل الذي لحقها ..
    .
    كما أنها لعبت دوراً مهماً للغاية في مسألة حقوق المرأة وكفالتها ،
    فكانت أول قاضية في سورية وبيزنطة ..
    وأول من ارتدى الثوب الأسود في التاريخ القضائي ،
    .
    كما أسهمت في وضع الدساتير والقوانين وتطويرها فيما عرف بقانون ( جوستنيان )
    .
    ▪︎مآثرها:
    -----------------------
    إن ما نقله المؤرخون لنا عن مآثرها، بما في ذلك ما أورده خصمها بروكوبيوس في الأنيكدوتا يصوِّرها امرأة شديدة الفضيلة، عالية القدر من الذكاء والفطنة والمقدرة والجمال،
    .
    كانت "ثيوذورا" شديدة الحرص على الأخلاق في العاصمة وخارجها، فحاربت الرذيلة وأهلكت العابثين بالأخلاق وشجبت أعمالهم وأبادت خمسمئة منهم كانوا يعيثون فساداً في قلب العاصمة. فأنقذت الجيل من شرورهم إنقاذاً كاملاً.
    كما أنها كانت تعاقب الزوجات الخائنات لأزواجهن وتعاقب الأزواج الذين لا يحسنون معاملة زوجاتهم فتصدر الأوامر الشديدة بعودتهم إلى خدمة البيت والأولاد.
    .
    ويسجل التاريخ مأثرة لم يسبقها إليها أحد من قبل. فيذكر أنها أول الحكام الذين اعترفوا بحقوق المرأة بإصدارها قوانين صارمة لمنع الإتجار بالفتيات وتغيير قوانين الطلاق لتصبح في صالح النساء.
    .
    ومن أعمالها أيضاً أنها حوَّلت مقر كلية الحقوق في بيروت(سورية القديمة) ونقلته إلى القسطنطينية العاصمة ويذكر أن كلية الحقوق في بيروت كانت قد أسستها "جوليا دومنا" قبل زمن "ثيوذورا" بقرنين وثلث القرن.
    وقد استأثرت نتيجة لعملية النقل هذه بالمؤسسات العلمية وجعلتها تعمل على مقربة منها. ولعل أبرز ما تمخضَّت عنه هذه الخطوة هو صدور مجموعات "جوستينان" التشريعية الأربع والتي تمَّ توحيدها كلُّها في المأثرة التاريخية القانونية المعروفة جيداً اليوم باسم Corpus juris Civilis أو منظومة التشريع المدني
    .
    وقد عملت على اصدار Digestum أي "المختارات الجامعة" كما أصدرت مجموعة تعليمية بعنوانInstitiutiones أي "كتاب المبادئ والإرشادات القانونية" وأخيراً مجموعة:
    Constitutiones post Codicem Novellae أي "الدساتير الجديدة اللاحقة" وقد وُحِّدت هذه المجموعات الأربع تحت اسم Corpus juris Civilis الملمح إليه أعلاه.
    .
    وللإنصاف التاريخي:
    تختتم الموسوعة البريطانية حديثها عن ثيوذورا بما حرفيته: "شكلت وفاة ثيوذورا (عام 548م)، ربما بسبب السرطان أو الغرغرينا، صدمةً قاسية لجوستنيان, وقد ظهرتْ أهميتها في الحياة السياسية البيزنطية في حقيقة أن النذر اليسير فقط من التشريعات يرجع إلى الفترة ما بين وفاتها وبين وفاة زوجها جوستنيان 565م". أي أن الأعمال الجليلة كلها تمت في حياتها.
    .
    بعد موتها ظل جوستنيان على وفائه بعهدها لفترة طويلة .. واستمر في إصلاحات كانت تنادي وتقوم بها ..
    .
    هي بذلك تعد من أفضل السياسيات اللاتي أنجبتهن الإمبراطورية البيزنطية وإن لم تكن هي“الإمبراطورة" رسمياً .
    .
    توفيت "تيودورا" ، في 28 حزيران سنة 548 للميلاد في الثامنة والأربعين من عمرها ،
    ودُفن جثمانها في كنيسة الرسل المقدسين في القسطنطينية .
    .
    بعد ذلك بسنوات نقل جثمان "تيودورا" و"جوستنيان" إلى الكنيسة التي تعرف اليوم باسم “بازيليكا سان يتاله” في إيطاليا ،
    التي اكتمل إنشاؤها قبل عام من وفاتها .
    ==================================
    منقوول (بتصرف)






يعمل...
X