الطاقة الميكانيكية Mechanical Energy .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطاقة الميكانيكية Mechanical Energy .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    الطاقة الميكانيكية Mechanical Energy

    ان أمر القوة ، وما تبعها من معنى الشغل والقدرة والطاقة ، كل هذا لم يشغل بال بني الناس فيهتموا به اهتماما جديا الا منذ عهود قريبة كما ذكرنا .

    ولعل اشتغالهم به بدأ بعهد العالم الباحث الايطالي جاليليو في القرن السادس عشر، وقفز قفزته الكبرى باكتشاف القوة المحركة التي ببخار الماء ، فباكتشاف الآلة البخارية حول عام ١٧٦٠ .

    وبتعدد الآلات ، واختلاف المحركات ، صار حتما وضع كل المعاني التي تتصل بالحركة ، بحيث تصلح لا لدقة فهم عند التخاطب فحسب ، ولكن كذلك لدقة أرقام عند الحساب .

    واتصلت مظاهر الطاقة الأولى كلها بالحركة ، فسمیت بالطاقة الحركية Kinetic Energy‏ .

    ولكن ظهر أيضا أن هذه الطاقة قد تكون محتملة ، وينتفع بها ، ولكن يمنعها من ذلك مانع . مثال ذلك : حجر فوق جبل . انه لو سقط لاكتسب بالجاذبية قوة ، فطاقة . ولكن يمنع من ذلك أنه فوق جبل .

    وكذلك الوتر الذي يدفع السهم ، أنت تشده ، فتختزن فيه طاقة محتملة ولكنها لا تظهر حتى تدعه ينطلق .
    كذلك زنبرك الساعة وهو مشدود على نفسه (ملآن) فيه طاقة حبيسة تريد أن تنطلق .

    هذا النوع من الطاقة ، سموه طاقة كامنة أو طاقة محتملة ‏Potential Energy .

    والنوعان ينتهيان بالحركة ، وهي المعنى الضخم الذي خرج من معنى الآلة في فجر العصر الصناعي الحاضر ، فكان اسم هذين النوعين من الطاقة ، الطاقة الميكانيكية Mechanical Energy .

    والميكانيكا لفظ مشتق من لفظ اغريقي معناه الآلة فلو أننا سمينا هذه الطاقة الميكانيكية ، الطاقة الآلية ، ما أبعدنا .

    - الحرارة ، كالحركة ، طاقة :

    تركزت دراسة الطاقة في القرن السادس عشر ، فالقرون التي تلته ، كما سبق أن ذكرنا ، في الطاقة التي تحدث شغلا عن طريق الحركة . أعني الطاقة الميكانيكية بنوعيها الظاهر والكامن .

    واتجه النظر الى الحرارة ، ما هي ؟ ما كنهها ؟ وأجرى العلماء تجارب دلت على أن الطاقة الحركية عندما يظهر أنها تفنى ، هي في الحقيقة لا تفنى ، وانما تتحول الى حرارة .

    كان الكونت رمفورد Rumford ( ١٧٥ - ١٨١٤م ) يقوم بتجويف ماسورة مدفع يصنعه في أحد المصانع الحربية . وهاله مقدار الحرارة الناتجة من حركة الأداة الحافرة . واخذ يفحص ويجمع ، ويعد ، ويحسب ، واخذ يقارن هذا بأشباه له ، وخرج على أن هذه الحرارة ما خرجت الا من هذه الحركة .

    وجاء من بعد رمفورد السير همفري دافي Davy‏ ( ۱۷۷۸ - ۱۸۲۹ م ) ، العالم الانجليزي الشهير . وأجرى مثل ذلك على قطعتين من الثلج . حرك احدى القطعتين فوق القطعة الأخرى . والنتيجة حرارة أساحت الثلج الى ماء .

    وانت ، نعم انت ، عندما تحرك كفا فوق كف : يحتر الكفان . انها الحركة ولدت حرارة .

    تجارب ومفورد ، وتجارب دافي وغيرها ، أثبتت أن الحرارة تنشأ من الحركة . اذن فهما من حيث الطبيعة سيان . هما طاقتان ، اختلفتا مظهرا ، ولكن صدقتا نسبا .

    ومع هذا بقيت في القلب ريبة .
    هذه الريبة كانت تزول أو أنهما أثبتا كذلك أن المقدار الواحد من الطاقة الحركية ينتج دائما مقداراً ثابتا من الطاقة الحرارية .

    ( خفاقة تمزج صفار البيض بزلاله . تحركها يد . وفي الوعاء ترمومتر يسجل درجة الحرارة التي اليها يرتفع الخليط ، تلك الحرارة الناتجة من تحول الطاقة الحركية اليها ، أي الى طاقة حرارية . أما أصل الحركة ، فهي من عضلات اليد والساعد ، وهذه من طاقة كيماوية ، تنتج من احتراق الأغذية في خلايا ساعد السيدة التي تحرك الخفاقة )

    فهذا الاثبات بقي ينتظر مجيء العالم الانجليزي الفيزيائي جول Joule ( ۱۸۱۸ - ۱۸۸۹ ) وهو هو الذي اثبت أن المقدار الواحد من الحركة ، اذا تحول كله الى حرارة ، انتج منها مقدارا معادلا المقدار الحركة . اذن تمت المطابقة بين الحركة والحرارة من حيث التحول كيفا ، وكما . ولا يتحول شيء الى شيء الا أن يكون من طبيعة واحدة .

    فالحرارة اذن طاقة تصنع شغلا ، كالحركة تماما . وكذلك الحرارة تتحول الى حركة . اليست قوة القاطرة البخارية ، وهي قوة محركة ، نشأت من حرارة؟! و صنعت ( شغلا ) نافعا .

    لقد زل اللسان فقال شغلا نافعا . وما أخطأ فالعلماء يفرقون بين ( الشغل ) النافع الذي ينتج عن الطاقة ، و « الشغل » غير النافع . فان كان هذا المثل الذي ذكرنا من الشغل النافع ، فالحرارة التي نتجت من تجويف ماسورة مدفع الكونت رمفورد ، هي طاقة : صنعت ( شغلا غير نافع ) . حرارة تبددت في الهواء لم ينتفع بها أحد .

    - الكهرباء طاقة :

    وبنفس الطريقة أثبت العالم جول Joule ، في عام ١٨٤٠ ، أن الحرارة طاقة ، أثبت أن التيار الكهربائي . الذي يجري في سلك ، ولا يعمل شغلا من نوع ما ، يتحول الى حرارة ، مقدارها يحمل نسبة ثابتة الى مقدار الكهرباء المستهلكة .

    - وصنوف من الطاقة أخرى :

    مثالها الضوء ، وهو ينتج من الكهرباء ، فهما من طبائع متشابهة . ونسبة التحول بينهما ثابتة .

    والطاقة الكيماوية، ومثلها اشتعال عود من خشب. فمادة الخشب تتحول اتحادا بأكسجين الهواء الى مواد أبسط تركيبا ، وتتحول بذلك طاقتها الكيماوية الى طاقة حرارية ، وطاقة ضوئية .

    والطاقة الكيماوية من أقدم الطاقات التي استخدمها الانسان على هذه الأرض عندما اكتشف النار .

    ولا ننس الطاقة النووية ، طاقة القنبلة الذرية ، وفيها تنشق نواة الذرة فتنتج من صنوف الطاقة اشتاتا.
    وهناك صور أخرى من الطاقات كثيرة تلتقي بالذي ذكرنا منها ، والتي ذكرنا هي أهمها وأخطرها .

    - الطاقة لا تنعدم :

    الفنا القول بأن المادة لا تنعدم . وان تراءى لنا أنها تنعدم ، فهي انما تتحول من شيء ظاهر الرؤية الى شيء أخفى .

    كحريق الخشب الذي ذكرنا ، لا يبقى منه ما يرى بعد الحريق غير الرماد ، وأكثره يتحول الى غازات تذهب في الجو ، لا نراها ، ولكنها هناك ، لا شك في هذا .
    وكذلك الطاقة .
    ونعود الى حريق الخشب مرة اخرى . انها طاقة كيماوية تحولت الى طاقة حرارية محسوبة المقدار . ثم اختفت فأين ذهبت ؟ هل انعدمت ؟ الجواب : لا . ان الطاقة ، كالمادة ، لا تنعدم . وانما هي انتشرت في الهواء المحيط بها ، تزيد جزيئات غازاته حركة . فهي هناك على صورة طاقة حركية توزعت على جزيئات الهواء .

    - هذا الكون :

    مادة وطاقة
    جسم وروح ... ،
    هذا الكون ، على ضخامة أجرامه ، وتباعد أطرافه ( هذا ان يكن له طرف يساق في حديث ) ، له وجهان :
    مادة
    وطاقة
    ثنائية كثنائية الانسان والحيوان .

    ( الكون ، وبه من النجوم عدد الرمل ، ومن الشموس ما يحتوي ألف شمس ، ليس الا مادة تتقمصها طاقة ، كالأبدان تتقمصها الأرواح )

    جسم
    وروح ...
    فان شئت قلت ان المادة الكونية جسم ، وطاقتها روحها .
    والطاقة كالروح .
    انها لا ترى .
    وهي لا توزن .
    وهي لا تذاق .
    انما هي تتقمص الأشياء والأشياء تدركها الأبصار ، والطاقة لا يدركها بصر .

    هذه الكرة الصغيرة المتدحرجة ، أنا أراها تتحرك ، واقول ان بها حركة ، ولكنك اذا سألتني ما الحركة ، فكانما سألتني ما الروح . علمها عند ربي .

    وهذا النجم ، بل هذه النجوم ، بل هذه المجرات تسلك مسالكها في الكون هائلة ، تدفعها طاقة ، بل طاقات ، نحس آثارها نظرا ، ولكنا لا ندركها جوهرا .

    وكالحركة الحرارة .
    من منا رأى حرارة . من منا وزن حرارة فثقلت او خفت في ميزان كما تثقل وتخف الأجسام .

    وكالحرارة الضوء .
    وكالحركة ، وكالحرارة والضوء، سائر صنوف الطاقات .
    أن هذا العالم ، ان كان قد تجسم فيه من المادة ما تجسم ، فقد سيطرت على كل هذه المادة الطاقات .

    الطاقات هي المحرك الأول والآخر ، وهي البواطن لكل هذه الظواهر . انها الأرواح لكل هذه الأبدان .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ١٢-٠٣-٢٠٢٤ ٢٠.٤٠_1(3).jpg 
مشاهدات:	22 
الحجم:	96.0 كيلوبايت 
الهوية:	196417 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ١٢-٠٣-٢٠٢٤ ٢٠.٤٤_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	78.3 كيلوبايت 
الهوية:	196418 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ١٢-٠٣-٢٠٢٤ ٢٠.٤٤_1(3).jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	77.0 كيلوبايت 
الهوية:	196419 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ١٢-٠٣-٢٠٢٤ ٢٠.٤٨_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	66.6 كيلوبايت 
الهوية:	196420 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ١٢-٠٣-٢٠٢٤ ٢٠.٤٨_1(2).jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	83.6 كيلوبايت 
الهوية:	196421

  • #2

    تعليق

    يعمل...