فَأْرُ المِسْك .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فَأْرُ المِسْك .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    فَأْرُ المِسْك

    كذلك فأر المسك ، ليس فيه مسك يجنى . انهما غدتان تحت الذيل تفرزان ما يعطي رائحة المسك .

    وافتقد الانسان فيه المسك ، ولكن وجد فيه ما هو أغلى : الفرو الجميل ، ومع الفرو الجميل وجد اللحم المأكول . والحق أن هذا الحيوان بغير الفئران من صنوف الحيوان أشبه . وهو أعطى للانسان معنى رائعا في كيف يكون التحيل للحياة، والعمل الشاق المتصل في الظروف الطبيعية القاسية . واليك البيان :

    هذا الحيوان يعيش في المستنقعات ، وفي كل ماء هادىء . وهو منتشر في أمريكا الشمالية ، يبدأ شمالا من حيث تبدأ الأشجار في الظهور رغم البرد القارس ، وينتهي عند حدود المكسيك ، وهو يأكل كل نبات ينبت في الماء ، ويستطيب كذلك اللين من حيوان الماء .

    و جسم هذا الحيوان مبني بحيث يتفق والعيش في الماء . ففروه بني اللون يميل الى الحمرة ، وهو دافيء ولا يتبلل بالماء . وطول هذا الجسم قدم ، وطول ذيله عشر بوصات . وهو ذيل عجيب ، فهو ليس ذو شعر وانما ذو قشور ، وهو مفرطح ، فكأنما ضغطه ضاغط من جانبيه . وهو بسبب ذلك يعمل في الماء عمل المجداف تماما ، يتحرك به الحيوان في الماء ويتوجه .

    رجلاه الخلفيتان تعدلتا بحيث تصلحان للسير في الماء ، فقد اتصلت أصابعهما بنسيج يفترف الماء ويدفعه الى الوراء ، فيدفع الحيوان الى أمام كما يصنع البط والأوز .

    وبيت هذا الحيوان من أغرب المنازل . ان هذا الحيوان يأتي في المستنقع الضحل الذي لا يزيد عمقه على قدمين أو نحوهما ، ويأخذ يبني فيه كومة من أفرع للشجر يجمعها من الأرض ، ومن الطين .. ثم هو يرتفع بهذه الربوة الصغيرة ، وحشوها الأغصان ، ثلاثة اقدام أو أربعة فوق سطح الماء . ثم هو يبدأ من تحت سطح الماء يصنع نفقا يصل به الى داخلها . فاذا بلغ داخل
    الربوة الى ما فوق مستوى الماء ، بدأ يفرغ فيها ، وهو الحيوان القارض ، حجرة هي له سكن . وقد يكون له في هذا البيت حجرتان فأكثر . وقد يكون له ولمن معه أكثر من نفق يصل الداخل بالخارج . وما الخارج هنا الا الماء. والفأر يسبح الى بيته في الماء من الأرض اليابسة وهو بذلك في مأمن من كل معتد من الحيوانات الضارية ، فهي لا تستطيع ان تعبر الماء اليه .

    وفي هذه الحجرات تولد الأطفال وتربى ، وتعتني الفأرة الأم بنظافتها أي عناية، وهي تفرشها بورق الشجر الجاف .

    وقد ينظر الناظر الى البركة أو المستنقع فيرى بارزا في الماء طائفة من هذه القباب . فهذه هي بيوت هذه الحيوانات . وقد ترى في الماء حركة الفئران وهي تسبح الى بيوتها .

    وهذه الفئران لا تنام نومة الشتاء . ويشتد البرد ، وتظل تعمل .

    ويتصل الذكر منها بالأنثى فتلد من بعد شهر . وتلد من الأربعة الى الاثني عشر ولدا . والأنثى تستطيع أن تلد أربع مرات أو خمسا في العام . والولد قادر على الايلاد بعد ستة أشهر من ولادته . وكذا الأنثى فهذا الحيوان مخصب كثير الاخصاب .

    وهذا له خطره من الوجهة الاقتصادية . فالناس تصنع لهذه الفئران الحقول في البرك والمستنقعات لتهيىء لها الحياة الطيبة ، لتجني منها الفرو ، وهو من أحب الفراء عند أهل الغرب . وفوق الفراء اللحم ، فهو يؤكل، وهو كلحم الأرنب .

    والولايات المتحدة تصيد فوق الاثني عشر مليونا من هذه الحيوانات في العام الواحد . وتجني منها ثروة طيبة . والفرو يباع على لونه الطبيعي أو يصبغ .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢١.٠٧_1(2).jpg 
مشاهدات:	25 
الحجم:	176.7 كيلوبايت 
الهوية:	193906 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢١.٠٧_1(3).jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	100.8 كيلوبايت 
الهوية:	193907 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢١.٠٩_1.jpg 
مشاهدات:	17 
الحجم:	89.7 كيلوبايت 
الهوية:	193908

  • #2

    تعليق

    يعمل...