الحصان والحمار أبناء أعمام .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحصان والحمار أبناء أعمام .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    الحصان والحمار أبناء أعمام ..

    الحصان والحمار من أصل واحد

    والحق أن الخيل في مجموعها الآن قد تصنفت . هي قد تصنفت منذ أجيال طوال ، منذ عشرات الألوف من السنين .

    ولو أننا ذهبنا في الأصول بعيدا لجمعنا بين الحصان والحمار في آباء عتيقة واحدة . ولا تعجب من أن الحمار والحصان أبناء أعمام . انهما افترقا في الخلق حتى كاد أن ينقطع ما بينهما ، ولكنه لم يكد . ودليل ذلك أن الحصان يتصل بالأتان ( الحمارة ) فتلد البغال . وحتى الحمار قد يتطلع الى مراتب أعلى ، فيتصل بفرسة ، وقد تلد ، ولو أنه يندر حدوث هذا .

    ان من الدلائل على وحدة الجنس امکان حدوث التوالد بين طائفتين من الحيوان . ولقد كان هذا من الأدلة القاطعة على وحدة البشر ، فما من رجل ، بأي بقعة من الأرض ، يتصل بامرأة ، بأية بقعة من الأرض أخرى ، على اختلاف شكل ، واختلاف لون ، الا أولدها غلاما أو غلامة .

    وأنت لا تستطيع أن تجمع على مثل هذا فرسا وناقة ، ولا نمرا ولبوة . وذلك لاختلاف الجنس .

    الخيل والحمير اذن كانت جنسا واحدا ثم افترقت . بهذا يحدثنا العلماء .

    - والخيل ، كبني الناس ، صنوف متباينة

    والخيل جنس ، قد تفرع الى صنوف ، كما يتفرع الجنس الواحد ، وفقا للأرض التي وقع عليها أو التي رحل إليها ، ووفقا للمناخ ، ووفقا لما عودها الانسان من عادات تتصل بحاجات الانسان نفسه ، حاجات عيشه ، وأهداف هذا العيش .

    - الخيل اتخذت أول الأمر طعاما

    واتخذ الانسان الخيل ، أول اتخاذ ، من أجل لحومها . والى اليوم هي تؤكل . تجدها في أسواق باريس وأسواق لندن وعواصم الغرب خاصة . وهكذا انا وجدتها ، ووجدت لها هناك عقب الحرب العالمية الماضية دكاكين جزارة خاصة ، وقف الجمهور أمامها ينتظر كل دوره في الشراء .

    - الأفراس الخفيفة

    ومن الأفراس الخفيف . والفرس الخفيف صنوف . منه الذي يصلح للجري السريع فللسباق ، فهو طويل السيقان . ومنه الذي يصلح لرعاة الأبقار .

    ومنه الذي يصلح للبولو ، ووجب أن يكون حيوانا أصفر ، ليس الاندفاع أول صفاته ، ولكنه يقدر على السير الباغت ، والتوقف الباغت ، والالتواء السريع عن أي من جانبيه . واختصارا هو كما وصفه امرؤ القيس :

    مگر مفر مقبل مدبر معا
    كجلمود صخر حطه السيل من عل

    والمرجح أن كل هذه الأصناف الخفيفة ، التي هذه صفاتها ، انحدرت أول الأمر عن الفرس العربي . حتى الاغريق والرومان ، وقد تركوا من خيولهم تماثيل قائمة بيننا الى اليوم ، نجد نحن فيما خلفوا من ذلك أشباها كثيرة للفرس العربي الأصيل ، لا سيما فيما يتصل بالرأس وعلو الجبهة وانضمام الجسم .

    ومن الأفراس الخفيفة صنوف عديدة أخرى نسلوها وفقا لما يريدون منها من خدمات .

    - الخيول الثقيلة العظيمة

    والخيول الثقيلة تتميز قطعا عن الخيول الخفيفة في اصولها . وهي خيول غريبة الحجم في نظر الشرقي ، وقد ادهشتنا عندما رأيناها قديما في أوروبا أول مرة .

    وأصلها في أوروبا ، وعلى الأخص أرض هولندا وبلجيكا والشمال من فرنسا .. وهي هي الخيول التي كان يركبها فرسان أوروبا في القرون المتوسطة ، وعليهم الدروع الفولاذية الثقيلة ، وركبها الصليبيون في غزو الشرق ولم يكن للشرق بها علم .

    واخترع البارود فصارت هذه الخيول الثقيلة لا - تنفع في الحروب ، فأحيلت الى المزارع تعمل للجر ، ولجر الثقيل من الأحمال خاصة . وتفننوا في تنسيلها ، فعادت - تنقسم هي الأخرى صنوفاً أخرى . منها الشير Shires‏ والسفلك Suffolks ، والبرشرون Percherons وكلها أسماء افرنجية لأن النسائل افرنجية وموطنها أوروبا .

    - قوة عشرين ومائة حصان ...

    واستخدام الخيول في جر الأثقال يذكرنا باتخاذ
    الحصان وحدة لتقدير القوى ، حتى في عصر المكنات فنحن الى اليوم نقول ان هذه السيارة قوتها عشرة أحصنة وتلك قوتها عشرون حصانا . ونقول هذه المكنة قوتها أربعون حصانا ، وتلك مائة .

    والدقة العلمية تغلب علينا هنا ، وتحملنا على التنبيه الى أن استخدام لفظ ( القوة » هنا استخدام خاطيء . فهي « القدرة » لا القوة .

    ولكن ما علينا من هذه الدقة .
    ان من فخر الحصان اعتراف الانسان بنفعه له ، وذلك باتخاذ قدرته وحدة لقدرة الطاقات جميعا ، ورحم الله جيمس وط James Watt : المخترع الاسكتلندي ( ۱۷۳٦ - ۱۸۱۹ م ) الشهير المعروف بتنشئة الآلة البخارية ، الذي تحمل اسمه الوحدة الكهربائية التي تذكرها حين تقول ان هذا المصباح قدرته ٦٠ واطا أو مائة أو مائتان . رحمه الله اذ هو الرجل الذي اتخذ من قدرة الحصان مقياسا للقدرات جميعا : جاء بحصان من معمل البيرة الذي كان بجواره . وثبت بكرة ( انظر الشكل ) .

    وأجرى على البكرة خيطا ، أجرى نصفه افقيا حتى ربطه بهذا الحصان ، وأجرى نصفه الآخر عموديا يهبط الى أسفل ، وقد حمل ثقلا مقداره ۱۰۰۰ رطل . وأمر الحصان أن يمشي . ومشى الحصان ورفع الثقل ، رفعه ۳۳ قدما في الدقيقة الواحدة . قال وط عندئذ : فلتكن هذه هي الوحدة التي تقاس بها القدرة . أي قدرة ، لانسان ، الحيوان ، لآلة . واتخذ معاصروه هذا الحصان ، بهذه المقدرة ، وحدة . واتخذه من جاء من بعدهم من أجيال .

    ولست أنكر أن هذه القدرة هي فوق قدرة الأحصنة في مجموعها . ذلك أن وط اختار حصانا قويا أقوى من العادة . ولكن هذا لا يضر . ان الاتفاق على أنها الوحدة هو ما يكسبها القوة ، وهو الذي أعطى قبيل الخيل الفخر ، وأعطى الانسان الاحساس بنعمة الله التي انعم عليه بها ، تلك نعمة الخيل .

    ( حصان ( وط ) ، وقد رفع ۱۰۰۰ رطل مسافة قدما في الدقيقة . وقد اتخذت هذه القدرة وحدة تقاس بها قدرة المكنات )

    ( الزبرا : أو الحمار المخطط . وهو للحصان نسيب . وموطنه أفريقية ، وهو لم يستأنس أبدا ليخدم الانسان )

    - الخيول الصغيرة ، الأقزام

    وهناك خيول صغيرة أشبه بالأمهار ، وما هي بها . انها صغيرة تشبه المهر صفرا ولكن المهر يكبر ، ولكن هذا هو غاية نمائها . كما تجد في الرجال الأقزام تماما . غير أن القزامة ليست في هذه الخيول بعاهة .

    والفرس الصغير من هذا الصنف يعرف بالانجليزية باسم بوني Pony ، وهو كذلك بالفرنسية Poney . ولا أعرف له اسما عربيا ، ولعل هذا لأن العرب لم تعرفه . وموطن هذه الأفراس الغرب وهي صنوف تسعة أشهرها صنفان متمیزان .

    اقزام شتلاند Shetland Ponies

    اقزام ويلز Welsh Ponies

    أما أقزام شتلاند فيبلغ ارتفاعها نحو متر وعشرين سنتمترا ، ووزنها نحو ٢٢٥ كيلوجراما ، وأصلها من جزائر شتلاند ، وهي في الشمال من اسكتلندة . وهي جزائر بها البرد والقحط . ولعل هذا كان أصلا سبب وقوف نمو هذه الأفراس عند أحجامها تلك .

    وهي على كل حال لا تصلح للسباق ، ولا لحمل الأثقال . ولكن لحمل الأطفال في الملاعب وحدائق الحيوانات .

    ومثل أقزام شتلاند اقزام ويلز . انها أكثر ارتفاعا وأثقل . فارتفاعها يبلغ مترا ونصفا ، وثقلها قد يبلغ ٣٥٠ ك . جم .

    من أجل هذا هي أشد ، وهي للصبية الكبار ركوبة ذلول .

    ولكنها في مناجم الفحم ببلاد ويلز ( ببريطانيا ) تستخدم لجر الأثقال في هذه المناجم تحت الأرض . انها تجر عربات الفحم محملة ، من حيث يستعدنون الفحم ، الى حيث يرفع الى الأرض .

    ولهذه الأفراس أتعس حظ . فهي قد لا ترى النور أبدا . منها ما ينزل الى المنجم صغيرا ، ثم يكبر فلا يسهل اخراجه ، فيظل حيث هو حتى يأتيه الأجل .

    - خبر قرأته

    أذكر أني قرأت خبرا ، عن قرية في ويلز ، بها مناجم للفحم . وتعطلت مناجمها لسبب ما ، وطال التعطل ، فأخرجوا أقزامها من الخيل الى سطح الأرض . وظلت ترعى في حقولها أياما طالت . ثم بدأت المناجم تعمل ، وحان للأقزام أن تعود . فحدث أن أحد هذه الخيول أبي العودة . ويلاحقونه فيفر . ويمسكون به ، حتى اذا بلغوا به مدخل المنجم اهتاج ، وعنف ، وفر . وأخيرا لم
    يجدوا للموقف حلا الا أن أطلقوا عليه الرصاص فمات .
    والسبب ، أنه جن !!
    هكذا يحكم الناس .
    عندهم أن طلب الحرية ، يطلبه ابن آدم ، عقل أما طلب الحرية ، يطلبه حصان قزم ، فجنون .

    - الدنيا تضيق بالخيل

    اننا لو عدنا بالخيل ، بضعة قرون من التاريخ الى الوراء ، لوجدنا أن الدنيا كانت ، لمعشر الخيل ، كلها زين .
    ولوجدنا الانسان يعطي الخيل أكبر عناية . ذلك لأنها كانت حاملته في الحرب ، مسرعة به عند هجوم ، مسرعة به اذا تأزمت الحال وكان لا بد له من هروب . وترتفع به الى قمم الجبال . وتهبط به الى الحضيض من الوديان . وان كان ماء في الطريق مرقت فيه ، وقد تسبح .

    والخيل كانت على السلم خادمة الانسان ، تعمل في حقل ، وتحمل الأثقال في طريق ، وكانت بعض زينة الانسان .

    ثم تغيرت الدنيا ، فتغيرت الحال بالخيل . في الحقل حلت محل الخيل الجرارات ، تمهد الأرض وتحرث ، وتبذر وتحصد . وفي الطريق قامت السيارات مقام العربات التي تجرها الخيل . السيارات تنقل الناس . والسيارات تنقل البضائع .. واقتصر عمل الخيل على الجر القريب المتقطع . وذلك في الأمم المتقدمة . أما الأمم المتخلفة فقد احتفظت بالخيل تقيم به فقرها ، وتعطيها من فقرها . وفي الحروب صارت الخيل هدفا سهلا ،
    ولهذا استبعدت وحلت محلها الدبابات .

    ان المدنية الحديثة ترمي بالخيل وراء حدودها . ولو اطرد الحال ، اذن لجاء أعقاب لنا بعد عشرة أجيال ، يسألون عن الخيل ، فيقال لهم : تجدونها في السرك ، أو في حدائق الحيوانات .. أو في ميادين السباق . هذا ان كان الانسان عندئذ لا يزال يلهو بسباق الخيل .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٣٧_1(5).jpg 
مشاهدات:	21 
الحجم:	88.3 كيلوبايت 
الهوية:	193632 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٤٦_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	78.9 كيلوبايت 
الهوية:	193633 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٤٨_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	80.3 كيلوبايت 
الهوية:	193634 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٤٩_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	79.3 كيلوبايت 
الهوية:	193635 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٤٩_1(2).jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	79.2 كيلوبايت 
الهوية:	193636

  • #2

    تعليق

    يعمل...