فريد شنكان ".. الإحساس بروح التراث الدمشقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فريد شنكان ".. الإحساس بروح التراث الدمشقي


    فريد شنكان ".. الإحساس بروح التراث الدمشقي
    -----------------------------------------------------------------
    للتراث مكانتة الكبيرة في ذاكرته البصرية لأنه يرى بأن التراث إرث وكنز تاريخي وحضاري غني يُعبّر عن العراقة والأصالة لكل أمة أو بلد في هذا العالم وهو مقياس حضارتها..
    وكونه عمل في هذا المجال الفني والتراثي فقد وظّف هذا الفن التراثي العريق في لوحته التشكيلية كونه تميّز به وأخذ حيّزاً كبيراً من عشقه له... .
    .
    يحاول "شنكان"جاهداً أن يقدّم الحضارة الدمشقية العريقة بشكل أو بآخر إلى العالم لأن دمشق قدّمت للعالم الحب والسلام والعلوم في كافة المجالات عبر العصور
    .
    الرسم عنده يشبه الفصول الأربعة بألوانها المتنوعة، فلكل لون حكاية ورمز وفرح وحزن، وصوت ورؤى، ولكل موضوع ألوانه التي تتناسب معه، فأحياناً يجد التعبير باللونين الأبيض والأسود يخدم موضوعه الحزين أكثر من الألوان الأخرى..
    .
    استخدم في أعماله الفنية جميع تقنيات الرسم والألوان المختلفة، كالأكريليك والألوان الزيتية والفحم والألوان المائية، وأحياناً ورق الذهب والفضة، إضافة إلى أن اللوحة البيضاء تعدّ بالنسبة له المساحة المقربة للانغماس في عالمه الخيالي، التي يزرع فيها كل خواطره وأحلامه، فلوحته هي الأنثى التي يبوح لها بهواجسه من دون أن تتذمر منه؛ إنها ملاذه دوماً.
    .
    وكانت البيئة الدمشقية مصدر إلهام للفنان التشكيلي "فريد شنكان"، فقد جسّد رؤيته الجمالية عن طريق التداخل بين الخط والتشكيل. ومن خلال أعماله احتضن روح الحارات الدمشقية العريقة، وجسّد حضاراتها بهدف توثيق التراث الدمشقي، فرسم بصمته الخاصة.
    وكانت وأهم مواضيعه تلك التي رسمها من البيئة الدمشقية الشعبية والتراثية
    بداياته الأولى كانت في السابعة من عمره، حيث اكتشف جمال الرسم حينها من خلال مدرّس مادة الرسم ، كما أحب الخط الجميل من خلال ما شاهده من جارهم الخطاط..، وكان في الحي رسام عجوز يرسم المناظر الطبيعية الجميلة، فتأثر به كثيراً..
    وفي المرحلة الإعدادية كان الفضل الكبير للاستاذ "أديب يحيى" وهو من الرواد،الذي درسه الفن التشكيلي وكان يوجهه، و كانت أول رسمة له على قطعة خشب من الموزاييك ليشارك فيها بالمعرض التربوي...
    .
    أدخل الزخرفة وعناصر البيئة، كالبيوت والأشجار والسماء، والأشخاص وتعابير وجوههم إلى أعماله، وكل ما يخدم لوحته لإكمال رسم طقوسها الدمشقية والسورية بوجه عام..
    .
    الفنان "فؤاد شنكان" لا ينتمي إلى أي مدرسة من المدارس التشكيلية المعروفة، بل يحاول أن يجسّد مدرسته الخاصة؛ من خلال رؤيته الشخصية للمشهد البصري الذي بناه بخبرته المهنية في الفن الزخرفي الشامي، وبعض الفنون التطبيقية الأخرى، كالفسيفساء، والرسم على الزجاج، وعالم الديكور الواسع،
    حيث جسّد رؤيته الجمالية للوحة عن طريق التداخل والتناغم بين الخط العربي والتشكيل وتوزيع عناصر النص البصري بما يتناسب مع الغاية؛ التي ترضي المشاهد وتجعله يتابع ويقرأ ما يرسمه ويشعره بالمتعة..
    .
    يعدّ التراث الدمشقي فناً خالصاً اختزل فن التصوير في بلاد الشام، وهو من أبرز اهتمامات الفنان "فؤاد شنكان"، حيث يسعى من خلال لوحاته إلى الحفاظ عليه، وخصوصاً أن هذا الفن تمتد جذوره عبر التاريخ، ويعدّ اختزالاً لفن التصوير؛ وهو ما جعله يتوجّه إليه للاستفادة منه وتوظيفه فنياً في لوحته التشكيلية،
    كما أن أعماله الفنية والتطبيقية تنوعت بفن الزخرفة التراثية الشامية، والفسيفساء وأعمال الديكور الشرقي والترميم الزخرفي في البيوت الدمشقية، فكل سقف تراثي في "دمشق" هو لوحاته، وكل قاعة دمشقية رممها أو رسم على أحد جدرانها تعدّ لوحة فنية متكاملة،
    .
    ويعدّ التشكيلي "فريد شنكان" فناناً متنوع الاتجاهات، وهو مهتم أساساً بالتراثيات الدمشقية وفنونها اليدوية، كخبير واستشاري استطاع تطويع التقنيات والمواد المختلفة، والجمع بين عوالم الفن التشكيلي وفنون الديكور الداخلي، من منطلق دراسته وخبرته الطويلة في هذا المجال..
    .
    ففي لوحاته ورسوماته يعتمد تقنيات التشكيل العفوي بالزيت والأكريليك و"الغواش" والمساحيق المختلفة على القماش والورق والخشب والسطوح المستوية والمحفورة والنافرة. يعمل ضمن إطار اظهار إيقاعات الخطوط الرفيعة في العديد من لوحاته، حتى حدود الاكتفاء بحركات خطية سريعة ومختصرة، حيث يتحول الأنف أحياناً إلى حركة مستقيمة طويلة، وقد يظهر الوجه والشجرة ضمن تكوين دائري، لهذا ليس هدفه الوصول إلى اللوحة الخطابية بجمالياتها الاتباعية، وإنما الارتكاز على روحها وإشاراتها وحركاتها المترسخة في الذاكرة والوجدان كبصمة لا تغيب،
    وهذا لا يمنعه أحياناً من العودة إلى الواقعية، لكن بإحساس عفوي ولمسة ماهرة وواثقة، يجسّد من خلالها حركة الأطفال في أزقة المدينة القديمة،،
    .
    وقد استطاع خلال تجربة طويلة، تنقّل خلالها بين "إيطاليا" وعدة بلدان عربية، كشف غنى حركة الزخارف العربية، وقدرتها على التواصل مع تطلعات الحداثة التشكيلية، وبذلك فهو يتطلع دائماً إلى بناء لوحة تلامس جوهر التراث...
    .
    يذكر أن التشكيلي "فريد صبحي شنكان" من مواليد "دمشق" عام 1963، خبير واستشاري في مجال التراث الفني العربي "الأرابيسك" والفسيفساء والخط العربي، ويعمل حالياً في ترميم البيوت التراثية الشامية، وله عدة أعمال في "دمشق القديمة"، شارك في العديد من المعارض المحلية، وعدة نشاطات فنية عالمية في مختلف دول العالم، ورشّح اسمه لنيل المركز الأول لجائزة أفضل مبدع عربي في "لندن" عام 2018.
    =================================
    نجوى عبد العزيز محمود - مدونة وطن





يعمل...
X