صورة اناس عند تمثال القائد سيبتيموس سيفيروس- طـﮧ ڪريوي.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صورة اناس عند تمثال القائد سيبتيموس سيفيروس- طـﮧ ڪريوي.

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1709138655714.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	70.2 كيلوبايت 
الهوية:	193189
    وجدت هذه الصورة في منشور لدى إحدى الصديقات، وحقيقة لا أود ذكر إسمها، حرصاً على خصوصيتها والتي من الواضح تحفظها في عدم جعل منشورها هذا للعامة، والنص المرافق للصورة في منشورها يقول:


    ​​​​​​​"هي الصورة حلوة والمكان ولا أجمل والزمن روعة والقائد سيبتيموس سيفيروس متألق والناس نازكيين متأنقين ...
    لكن نموت ونعرف الحويرة اللي مطبسين علي شن يقصقصوا وأكيد من عويلتنا مش روامة ... "

    وبعد سؤالي عن مصدر الصورة، تبين على ما يبدوا أنه مجهول المصدر، بالرغم وعد صديقتنا من محاولة البحث في مصدر الصورة، وكذلك بعد إستئذاني منها لإعادة نشر الصورة، ووضع تصوري للرد على تلك التساؤلات في المنشور، وغيرها من تساؤلات قد تخطر على البال بمجرد رؤية الصورة.

    أولاً : الموقع (مكان الصورة)
    إحداثيات الموقع: 32.89497279696458, 13.180432073058315 ?

    أمام تمثال الإمبراطور الروماني (الليبي الأصل) لوشيوس سيبتموس سيفيروس (Lucius Septimius Severus)، مقابل ميدان الشهداء بقلب العاصمة الليبية طرابلس، ومن خلفه القوسين الرابطين بين السرايا الحمراء ومدخل المدينة القديمة، حيث القوس الأول، يؤدي لما كان يعرف سايقاً بطريق الخندق، وما هو معروف اليوم بسوق الذهب، والثاني مدخل سوق المشير، والذي أيضاً تحول لا حقاً إلى سوق للذهب.

    ثانياً: تاريخ (إلتقاط الصورة)
    الصورة ملتقطة بالضبط بعد سبتمبر 1977، وتقريباً في بداية صيف 1978 ، وما يؤكد كلامي هو اليافطة (اللوحة) الصفراء في الخلفية، أعلى القوس الملاصق للسريا الحمراء، والمؤدي إلى ما يعرف حالياً بسوق الذهب.
    مكتوب في اليافطة (العيد الثامن لثورة الفاتح العظيمة) أي بعد سيتمر 77 والصورة في الصيف هذا معناه الصورة ملتقطة في صيف 78 قبل العيد التاسع.

    ثالثاً (توطئة)، للمشهد وإلقاء نبذة تاريخية عن تلك الفترة الزمنية:

    في تلك المرحلة بدأ تطبيق سلطة الشعب بعد الإعلان عنها في مارس 1977 وألغيت الجمهورية العربية الليبية وأصبح الإسم الرسمي للدولة الليبية هو : الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية.

    وفي تلك السنة 1977 و بداية 1978 تحديداً كان تم البدء في تطبيق ما يمسى (الزحف) والمقصود به زحف الثوار على كل شركات القطاع الخاص في كل المجالات وتأميمها لصالح الدولة تحت مسمى الزحف الثوري وأن كل شيء بات مملوكاً للشعب شيئاً فشيئاً.

    في تلك الفترة وحتى لسنوات لاحقة كانت ليبيا تعتبر جنة بالنسبة للأجانب، فالأسعار رخيصة جداً جداً إن لم نقول زهيدة، وذلك بسببين، الأول أن سعر الدينار الليبي يساوي 3 دولار و 30 سنت في تلك المرحلة.
    ثانياً أن كل البضائع التي يتم إستيرادها وهي تقريباً 98% من المواد في السوق، لا يتم دفع ضرائب على إستيرادها وجماركها غالباً ما تكون قيم لا تذكر، وبالتالي فأسعار كل المنتجات رخيصة جداً مقارنة بمعظم دول العالم.

    وكان بإستطاعة الأجانب أن يقوموا بتحويل نصف مرتباتهم إلى بلدانهم، والنصف الأخر يكفيهم للعيش بل يفيض، ما يجعلهم يتسابقون على شراء المنتجات المستوردة، وكل ذلك مع ما يضمن العيش بشكل معقول، نتيجة إنخفاض تكاليف الحياة في ليبيا وقتها.

    للأهمية والرمزية التي يحملها موقع تمثال سيبتيموس سيفيروس، في ذلك الحين أصبح النقطة الرمزية (الأيقونة) التي يحتفي بها أي شخص يود إلتقاط صورة تخلد ذكرى وجوده بطرابلس (كبرج إيفل في باريس، أو الكوليسيوم في روما)، أي أن ذلك المكان بالإضافة إلى ميدان الغزالة أصبحا نقطتي الجذب لأي سائح أو زائر لليبيا قادماً من الخارج، وكذلك من داخل ليبيا سواء من المدن أو القرى والأرياف، فتلك المواقع كانت تعد العلامة الفارقة التي سيحرص على كل من يزور طرابلس أن يلتقط بها الصور.

    ولذا نجد في الصورة الرجل مع السيدتين يتموضعون أمام الكاميرا لإلتقاط هذه الصورة التي بين يدينا اليوم، في حين أن مجموعة من الشباب خلفهم يتحلقون لمشاهدة شيء ما، وهنا سأتي بإجابة سؤال أختنا صاحبة المنشور.

    لو كانت الصورة ملتقطة بعد سنة أو سنتين أي في نهاية 1979 وبداية 1980 أو أكثر بقليل، في نفس المكان لكنت قلت أن الشباب الجالسين، كانوا يبيعون السجائر، التي أصبحت شبه مفقودة في السوق في تلك المرحلة بعد وقف الإستيراد ومنعه عن القطاع الخاص، وتأميم الشركات، ولصبح المكان الوحيد المستورد للتبغ والسجائر ، هو الشركة العامة للتبغ، وليصبح المعروض أقل بمراحل من المطلوب في السوق، وليتحول بعض الشباب الذين يحصلون على السجائر بالسعر الرسمي المنخفض من محلات توزيع شركة التبغ، لبيعه بثلاثة أضعاف السعر وأربعة أحياناً.

    ولو كانت تلك الصورة في حدود عام 1984 في نفس المكان لوجدنا في الصورة سيدات كبيرات في السن يرتدين الفراشيات البيضاء (ما يعرف بالملاية في مصر أو السفساري في تونس) يتفرشن الآض ويبيعن قطع من الحلى الذهبية( سلاسل، خواتم، أقراط) تم شرائها من المنشأة الوطنية وهي "الشركة العامة للذهب والمعادن الثمينة"، بسعر منخفض، ولبيعها في السوق على الأرصفة بما يقارب عشرة أضعاف السعر، طبعاً في ظل وجود طلب عالي حتى مع إرتفاع السعر بالذات من قبل الأجانب بإعتبار أن حتى أسعار السوق السوداء تلك تعتبر منخفضة بمقارنتها مع أسعار الخارج.

    رابعاً الخلاصة :
    نعود للصورة والشباب المتحلقين، والتي أكاد أجزم بأنهم متحلقين لمشاهدة صورة تم إلتقاطها قبل لحظات، حيث كانت تقنية التصوير الرائجة في تلك الفترة الزمنية، هي التصوير بكاميرات وأفلام البولورويد Polaroid سريعة الظهور.

    في ما يخص السيدتين والرجل الأجانب في الصورة هم بالتأكيد من إحدى جنسيات أوروبا الشرقية العاملين في ليبيا آنذاك، حيث كانت الجالية البولندية و البلغارية و الرومانية واليوغسلافية هي الأكثر تواجداً.

    في ما يخص تمثال سبتيموس سيفيروس، تم نقله في منتصف الثمانينات إلى المتحف ولاحقاً أعيد نصبه في مدينة لبدة الأثرية (لبتس ماغنا Leptis Magna ) الملاصقة لمدينة الخمس حالياً، ولسظل التمثال هناك حتى يومنا هذا.

    ملاحظة: بعد إجراء بحث عكسي على الصورة وجدت أن صفحة ورفله - Werfalla - ⵡⵔⴼⴰⵍⵍⴰ نشرت نفس الصورة بتاريخ 18 يوليو 2020
    رابط المنشور: https://shorturl.at/gqv26

    وكذلك صفحة History of Libya سبق أن نشرت نفس الصورة بتاريخ 01 أغسطس 2021
    رابط المنشور : https://shorturl.at/mrxQR

    طـﮧ ڪريوي Taha Krewi
    28 فبراير/ شباط / فيفريي 2024م
يعمل...
X