الشعب المرجانية .. تصنعها حيوانات صغيرة .. في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشعب المرجانية .. تصنعها حيوانات صغيرة .. في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    الشعب المرجانية تصنعها حيوانات صغيرة

    والشعب المرجانية صخور لاشك من الكلس ، لكنها من صنع أحياء ، وهي أحياء حيوانية حية ما بقيت في الماء ، فاذا أخرجت عنه تموت .

    وهي أحياء صغيرة . ويبدأ الحي منها حياته وله قوام الفالوذج ، بيضاوي الشكل . طوله جزء من البوصة . وله شعرات يسبح بها في الماء .

    ( الى اليمين : مرجانية فردة ، من اللاتي تعيش وحدها ، ترى فيها هيكلها وقد انتظم شرائح جميلة ذات تماثل محوري الطيف . والصورة اليسرى تبين مستعمرة مرجانية ، عاشت أفرادها الحية ، وهي غاية في الصفر ، في شبه فناجين تضاهيها صفرا ودقة وهي تظهر كالحبوب على أفرع من شجر )

    انه حيوان ذو حركة .
    ثم يبدو له أن يستقر .
    وعندئذ يحط على الصخر حيث كان من البحر : ثم يبدأ يبني لنفسه بيتا . وهو يصنع قاع هذا البيت أولا ، طبقة يفرزها من الكلس ) كربونات الكلسيوم ) تكون بينه وبين الصخر ، هي قاعدة البيت . وطبقة يفرزها من الكلس أيضا لتدور حول جسمه . ويتخذ الجسم الشكل المقبب ، واسع الأدنى ، ضيق الأعلى .

    ويبحث العالم هذا الجسم فيجده شيئا كالكيس .
    لا فتحة له الا في أعلاه ، هي فمه . وفوق الفم زوائد متحركة ، تعرف بالملامس ، عددها ستة من المرجانيات الأصيلة ، تحس الطعام الذي في البحر، وتحمله الى جوف الكيس . وبهذه الملامس خلايا تفرز السم تحمله منها الى الضحية الصغيرة الطافية في البحر شعرات تخرج من هذه الملامس ، فتقتلها قبل أن تلتهمها .

    وهو كيس فارغ من الأحشاء يتلقف الطعام ، فيهضمه ما يتحلب من جدران الكيس الداخلية من عصارة هاضمة .

    ويقوم هذا الحي ، بكيسه هذا ، في هيكله الكلسي الذي يكسوه ، الا رأسه ، وحدة قائمة بذاتها .

    ويسميها العلماء بالبوليب Polyp وأصلها Polypodus‏ وهي لفظ اغريقي معناه الكثير الأرجل . وما الأرجل الا الزوائد المتحركة التي عند فمه . وقد تراها انت أيادي ، ولكن واضع هذا اللفظ الأول ، رآها أرجلا .

    ولذا عمد بعض علماء العرب الى تعريب البوليب بأنه المرجلة ، أي صاحبة الأرجل ، كما تقول المحسنة أي صاحبة الاحسان الكثير . والمطعمة والكاسية. وبذلك نصنع مصطلحا يحمل صفة في هذا الحيوان أصيلة ، وله باللفظ الافرنجي ، الذي هو مصدر العلم الحاضر صلة غير مقطوعة .

    - وحدات ، تتكرر فتصنع المستعمرات

    وتقوم هذه الحيوانات ، بعضها الى بعض ، بلايين بلايين ، فتكون المستعمرات . وتموت هذه الأحياء ، فيخلفها غيرها ، ثم غيرها .

    وبهذا تتكون الشعب المرجانية في البحار ، على الأجيال والقرون ..

    وقد تحيا هذه الوحدات من هذه الحيوانات حياة متكافلة ، فتقوم بينها قنوات تحمل الطعام من حي الى حي ، فكل يصيد ، وكل يتغذى ، وكل يحيا وبعض تسد دونه المنافذ الى ماء البحر ، ومع هذا يأتيه رزقه رغدا .

    على كل حال هذا وصف خاطف ، لا يشمل كل ما
    يقال من صفات المرجانيات ، وتوالدها ، واختلافها
    صنوفا .

    ( مستعمرة مرجانية ، على شكل المروحة ، لونها أرجواني داكن )

    - صخور تجري عليها الحياة وئيدة ، فيحسبها الناظر اليها كسائر الصخور جامدة وبسبب صفر هذه الأحياء ودقتها ، وبسبب استقرارها وعدم انتقالها ، وبسبب قلة جرمها منسوبا الى الجرم الهائل الذي قبعت عليه من صخور صنعتها اجدادها منذ أزمان طوال ، بسبب كل هذا ، لا ترى عين الرجل العادي في هذه الصخور ما يشعره بوجود حياة ، الا أن يجد له مظهر النبت المجتمع ، فيحسبه نباتا ، ففيه الجذوع ، وفيه ما يشبه الأوراق والأزهار .

    وهي عنده صخور ملونة أجمل تلوين. وهو يحسب أن اللون جاء من البحر . وما جاء اللون الا من حياة هذه الأحياء ، فهي التي صنعته .

    وهذه الأحياء المرجانية صنوف . ولكل صنف منها
    لون مختار .
    و تخرج الصخور عن الماء فيذهب أكثر لونها .

    ( مستعمرة أخرى من مرجانيات حية ترى فيها المرجانيات المفردة وقد مدت بزوائدها الحساسة (ملامسها) خارج احقاقها وهي من كلس )

    - الصخور المرجانية لا تكون الا حيث الدفء

    والصخور المرجانية تكثر في المحيط الهادي وفي المحيط الهندي ، وهي لا توجد الا حيث الماء ضحل ، فلا يزيد عمقه عن ٤٠ أو ٥٠ مترا ، والا حيث الماء رائق دافيء ، فلا تهبط حرارته دون درجة ٢٠ مئوية . وتوجد كذلك ناحية خليج المكسيك وجزر الهند العربية .

    ولا ننسى البحر الأحمر . والحق أن به كثرة من
    هذه الصخور جعلت الملاحة فيه ذات خطر على غير الخبراء من الملاحين . فالذي يجنح عن الطريق المعبد لا يدري ما سوف يلقى ، فلعل جزيرة مرجانية مغمورة تلقاه فجأة وهو لا يراها .

    وكل دارس للجغرافيا لاشك سمع عن السد المرجاني الكبير عند استراليا ، وهو يمتد نحو ۱۰۰۰ ميل في محاذاة الشاطيء الشرقي للقارة الاسترالية ، بشمال ، ويتراوح عرضه بين عشرة أميال وتسعين ميلا .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢٠.٣١_1(2).jpg 
مشاهدات:	19 
الحجم:	112.8 كيلوبايت 
الهوية:	192717 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢٠.٣١_1(3).jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	80.6 كيلوبايت 
الهوية:	192718 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢٠.٣٤_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	96.1 كيلوبايت 
الهوية:	192719 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢٠.٣٤_1(2).jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	93.6 كيلوبايت 
الهوية:	192720 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢٠.٣٤_1(3).jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	142.5 كيلوبايت 
الهوية:	192721

  • #2

    تعليق

    يعمل...