مدينة فيالون البولندية..أول مدينة تعرضت لقصف جوي مدمر بالحرب العالمية الثانية

46 ألف كيلوغرام من القنابل:


إلى ذلك، تصنف مدينة فيالون (Wieluń) البولندية، من قبل عدد هام من المؤرخين، كأول مدينة تعرضت لقصف جوي مدمر بالحرب العالمية الثانية. فعلى حسب التقديرات أسفر القصف الألماني يوم 1 سبتمبر 1939 على فيالون عن تدمير نحو 75 بالمائة من المدينة.

وعقب دخولها للأجواء البولندية خلال ساعات الصباح الأولى يوم 1 سبتمبر 1939، اتجهت طائرات سلاح الجو الألماني نحو مدينة فيالون الواقعة قرب الحدود الألمانية البولندية. وفي حدود الساعة الرابعة وأربعين دقيقة صباحا، بلغت الطائرات الألمانية هدفها لتبدأ على إثر ذلك بإلقاء قنابلها على المدينة. وفي الأثناء، تواصل القصف الجوي على فيالون، بشكل متقطع، حوالي 9 ساعات ألقت خلالها طائرات سلاح الجو الألماني ما لا يقل عن 46 ألف كيلوغرام من القنابل على أهداف مدنية. وبالتزامن مع هذا القصف على فيالون، شهدت المناطق الحدودية مناوشات بين القوات البولندية ونظيرتها الألمانية عقب تدخل الأخيرة بشكل مباغت بأراضي بولندا.

صورة لعملية تحطيم مركز حدودي بين النمسا وألمانيا عقب الأنشلوس

مئات القتلى:

إلى ذلك، مثلت مدينة فيالون منطقة غير محصنة بسبب افتقارها للدفاعات الجوية. وعلى الرغم من عدم تواجد قوات عسكرية بولندية بها، واصلت الطائرات الألمانية قصفها لفيالون عقب حصولها على تقارير استخباراتية خاطئة تحدثت عن تمركز أحد فيالق المشاة البولندية بها.
وبشكل مخالف للأعراف الدولية، عمدت الطائرات الألمانية لاستهداف مستشفى فيالون، الذي كان واضحا من الجو، وطوابير المدنيين الفارين من المدينة. وبالتزامن مع ذلك، تعرضت بعض القرى الأخرى المحاذية لفيالون لبضعة غارات جوية أوقعت خسائر مادية وبشرية.

أسفر القصف على فيالون عن تدمير 75 بالمائة من مباني المدينة. وبينما تحدثت السلطات المحلية عن سقوط 127 قتيل، رجحت مصادر أخرى مقتل المئات، حوالي 500 شخص، جراء الغارات الجوية الألمانية على فيالون.

مثل القصف على فيالون أولى جرائم الحرب الألمانية بالحرب العالمية الثانية. فبتلك الفترة، خالف الألمان معاهدة لاهاي لعام 1907 التي حرمت التدخل عسكريا ضد دولة أخرى دون إعلان حرب رسمي.

قسم من فيالون عقب القصف الألماني