سكورسيزي يفتح بفيلمه الجديد "الجرح النازف" لسكان أميركا الأصليين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سكورسيزي يفتح بفيلمه الجديد "الجرح النازف" لسكان أميركا الأصليين

    سكورسيزي يفتح بفيلمه الجديد "الجرح النازف" لسكان أميركا الأصليين


    قصة الفيلم تتمحور حول العنف والعصابات الإجرامية والحب لكنه قد يكون أيضا أحد أكثر الأفلام السياسية للمخرج.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    فيلم إنساني لا يرتبط بفترة أو فكرة واحدة

    باريس – اعتبر المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي أن طريقة التعامل مع السكان الأصليين في القرون التي أعقبت استيطان الأوروبيين للقارة الأميركية “لا تزال جرحا نازفا”، وذلك في مقابلة معه قبيل طرح فيلمه “كيلرز أوف ذي فلاور مون”.

    يتناول الفيلم المقرر طرحه في دور السينما الأميركية والعالمية الأسبوع المقبل، موضوعات سكورسيزي الكلاسيكية، إذ تتمحور قصته حول العنف والعصابات الإجرامية والحب، لكنه قد يكون أيضا أحد أكثر الأفلام السياسية للمخرج.

    ويصوّر سكورسيزي في هذا العمل طرد رجال بيض أفرادا من شعب “أوسايج” الأميركيين الأصليين من أراضيهم بعد العثور على نفط فيها خلال عشرينات القرن الماضي.


    أحداث الفيلم تدور في أوكلاهوما في عشرينات القرن الماضي


    وقال مارتن سكورسيزي خلال عرض الفيلم خارج المنافسة في مهرجان كان السينمائي “ربما من خلال معرفة تاريخنا وفهم أين نحن، يمكننا إحداث فرق والارتقاء إلى مستوى ما يُفترض أن تكون عليه بلادنا”، مضيفا “دعونا فقط نعرض القصة ونرى ما سيحدث”.

    وتابع سكورسيزي “لا أعتقد أنه فيلم يرتبط بفترة زمنية معينة. الأسئلة التي يطرحها لا تزال قائمة حتى اليوم. آمل أن تستمر الديمقراطية على الرغم من أنها في بعض الأحيان مصدر انقسام كبير. لكنّ البلاد لا تزال يافعة، ولا تزال تعاني من جراح شبابها. هذا الفيلم طريقة للاعتراف بذلك على الأقل”.

    وفيما تدور أحداث الفيلم في أوكلاهوما في عشرينات القرن الماضي، يعتقد سكورسيزي أن أعمال العنف والجرائم التي صُورت يمكن أن تحدث أيضا في أيامنا الحاضرة. لكنه يحرص على الإشارة إلى أن العمل الجديد ليس “فيلما ذا رسالة” يتوجه بها حصرا إلى أشخاص ذوي قناعات محددة و”يبتعد عن إنسانية” الشخصيات.

    الفيلم مقتبس من كتاب واقعي يحمل الاسم نفسه ويروي القصة الحقيقية لجرائم القتل والاختفاء التي تعرض لها أعضاء من جماعة (Osage Nation)، قبيلة أوسيدج، في العشرينات من القرن الماضي على الأراضي الغنية بالنفط في ولاية أوكلاهوما بوسط الولايات المتحدة.

    العمل الذي بلغت كلفته 200 مليون دولار من بطولة ليوناردو دي كابريو في دور إرنست بوركهارت، وهو رجل يقع في حب امرأة أميركية من السكان الأصليين (تلعب دورها ليلي غلادستون) ويجد نفسه متورطا في مؤامرة دبرها قطب الماشية المتعطش للنفط ويليام هايل الذي يجسد دوره روبرت دي نيرو. يتم تكليف عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي) جيسي بليمونس، بحل لغز جرائم القتل.

    أوضح سكورسيزي أن الفيلم يتعلق “بصدام حضارات وسوء فهم لبعضنا البعض، وشعور بأن كل شيء مستحق لبعض الأشخاص – وقد يكون لا يتعلق بالأميركيين فحسب”.

    وأضاف مخرج “عصابات نيويورك” (Gangs of New York) و”سائق التاكسي” (Taxi Driver)، “من الجيد أن نروي هذا النوع من القصص الآن لأن الناس يحاولون الابتعاد عن هذه الأشياء. اعرضوها، تحدثوا عنها”.

    وقال الكاتب الأميركي ديفيد غران الذي استند الفيلم إلى كتابه، إن القصة تتناول “واحدة من أبشع الجرائم والظلم العنصري والتي ارتكبها المستوطنون البيض بحق الأميركيين الأصليين سعيا للحصول على أموال النفط”.

    وأضاف الصحافي في “نيويوركر” أن “محور الفيلم بشكل أساسي هو ما يحصل حين يندمج الجشع مع تجريد الآخرين من إنسانيتهم”، و”ما أدى إلى ذلك هو جرائم الإبادة الجماعية هذه”.



    وعبر غران عن اعتقاده بأن تاريخ قبيلة أوسيدج، والعديد من الأميركيين الأصليين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، قد “تم محوه إلى حد كبير من ضميرنا”، وقال “لم يتم تدريسها في أي من كتب الدراسة التي كنت أقرأها. لم أتعلم عنها أبدا”.

    من ناحيته يؤكد سكورسيزي على أهمية السينما في انفتاحه على العالم. قائلا “لقد جئت من زمن، في أميركا خلال خمسينات القرن العشرين، حين لم يكن بوسعنا أن نقول أشياء معينة”، إلى أن جاء جيل جديد من صانعي الأفلام “أخذوا بعض الأمور على عاتقهم” وتطرقوا إلى “موضوعات لم نكن نتحدث عنها لعامة الناس”.

    وأضاف “لقد ولدت في عائلة مهاجرة (من أصل إيطالي) من دون أي كتب في المنزل. لذلك، وجدت معلوماتي الأولى في الشارع، ثم في دور السينما، وقادتني الأفلام إلى الموسيقى والكتب”.

    يقول سكورسيزي إنه كان يحلم منذ فترة طويلة بإنجاز عمل سينمائي من نوع الويسترن، وهو أسلوب من الأفلام وصل إلى ذروته “في القرن العشرين ولم يعد موجودا اليوم”.

    ويتابع المخرج قائلا “لقد أحببت أفلام الويسترن، فهي تعكس هويتنا في ذلك الوقت وجزءا من هذه الهوية اليوم في بعض النواحي”.

    يقارب فيلم “كيلرز أوف ذي فلاور مون” (“Killers of The Flower Moon”) هذا النوع، إذ يقلب معسكري الخير والشر مع وصول راعي بقر (كاوبوي) إلى المدينة ليؤدي دورا غامضا للغاية.

    وقال مارتن سكورسيزي مازحا “أحب رموز أفلام الويسترن وأسلوبها. كنت أتحمس جدا عندما كنت أرى الخيول. لكنني كنت خائفا من الاقتراب منها”.


    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X