تعاود مجلة «الحداثة» الصدور بعد عقدين لتواكب الحراك الثقافي المتسارع بالسعودية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعاود مجلة «الحداثة» الصدور بعد عقدين لتواكب الحراك الثقافي المتسارع بالسعودية


    «النص الجديد»... مجلة «الحداثة» تعاود الصدور بعد عقدين
    رئيس تحريرها يقول إنها ستواكب الحراك الثقافي المتسارع في السعودية
    -3 يناير 2024 م
    قبل ثلاثين عاماً، كان لا صوت يعلو عن حِراك الحداثة في الملاحق الثقافية السعودية، بكل ما يرافقها من مناوشات فكرية آنذاك؛ مما دعا مجموعة من الحداثيين السعوديين إلى تأسيس مجلة «النص الجديد»، التي صدرت عام 1993، وقد خاض مؤسّسوها والقائمون عليها في تلك الفترة رهاناً صعباً، إلا أنها توقفت عن الصدور في عام 2003.
    واليوم، تعود المجلة بعد 23 عاماً من الغياب، لتكون فصلية (ربع سنويّة)، وإلكترونية بالكامل، وتأتي ضمن مبادرة دعم مجلات الآداب والفنون، التابعة لهيئة الأدب والنشر والترجمة في وزارة الثقافة. وستحاول المجلة مواكبة الحراك الثقافي والفني المتسارع في البلاد، بسبغة أدبية رصينة.
    يقول رئيس تحريرها أحمد الملا: «إن هذا المشروع هو امتداد للمجلة التي أسسها الشاعر والأديب السعودي علي الدميني في أوائل التسعينات من القرن الماضي، الذي غيّبه الموت في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وهو كما معروف من الشعراء المجددين واستمرت إبداعاته حتى وفاته، مساهماً بفاعلية في تأسيس الحركة الشعرية الحديثة في السعودية، حتى أصبح عنواناً بارزاً لمشروع الحداثة».
    وكان الدميني، كما يضيف الملا، قد استشرف المستقبل باكراً، عندما قرأ المشهد الثقافي ورأى كيف ضاقت المساحة على الملاحق الثقافية التي كانت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي هي المتنفس للحركة التنويرية والحداثية في الأدب والثقافة، كما رأى حينها أن الملاحق الثقافية في الصحف بدأت تضمر وتتراجع، وحينها آمن بضرورة أن تكون هناك مجلة، وليس ملحقاً ثقافياً، لتكون أكثر بقاءً وعمقاً».
    ومن هذه النقطة، يفيد الملا، «التقى الدميني عبد الله الخشرمي، بوصفه إدارياً جيداً، واتفق معه على مشروع (النص الجديد) التي صدر تصريحها من قبرص، واستمر الدميني حينها في دوره التحريري الذي اشتغل عليه عام 1993، حين صدر أول عدد إلى أن توقفت المجلة في 2003، ثم قرر الدميني تأسيس موقع إلكتروني بعنوان (منبر الحرية والإبداع)، لفترة بسيطة ثم توقف أيضاً».

  • #2
    نهج المجلة:

    ويشير الملا إلى أن عودة «النص الجديد» بعد عقدين من الزمان، تتزامن مع التحوّلات الثقافية الكبرى التي تشهدها السعودية حالياً، بشكل سريع ومختلف. وبسؤاله عن الفرق ما بين المجلة بشكليها القديم والحالي يوضح، أن «اسم المجلة يشي بما هو لحظي، وكذلك روح المجلة التي تتعاطى مع اللحظة الراهنة والمتغيرات الجديدة، وليس حسب الأدوات والممارسات السابقة. وبالتأكيد، فإن توجه المجلة اليوم مختلف، بالنظر إلى تغيّر الظروف فهي ليست (النص الجديد) الذي كان مطروحاً في التسعينات».

    ويتابع: «هناك تحرّك نحو المستقبل؛ لذا فإنه على المجلة أن تبحث في الثقافة السعودية بعناصرها الممتدة والكثيرة، وطرح التجديد، بالارتكاز على أصالة الثقافة السعودية». ومع ظهور عدد من المنصات الثقافية المعنيّة بالأدب والفنون، يبرز السؤال عن الجديد الذي ستقدمه هذه المجلة، ويجيب الملا: «نحن نحاول الوصول إلى القارئ المهتم بالاطلاع والمعرفة والفضول نحو الثقافة الجديدة في السعودية. طبعاً، آلية العمل في المنصات الإلكترونية المتخصصة بالشأن الثقافي؛ تتطلب ثقافة من الأدوات الرقمية نفسها، بحيث لا يتم التعامل مع المنصة الإلكترونية وكأنها مجلة ورقية، ومن الضروري الاهتمام بالجانب البصري والتفاعل، بما يحقق وصولاً كبيراً للقراء».

    من هو القارئ المستهدف؟

    منذ العدد الأول، ضمت المجلة مجموعة من الكُتاب السعوديين، مثل سعد البازعي ومعجب الزهراني وعبده خال وغيرهم، إلا أن هذه الأسماء قد تشير إلى نخبويّة المجلة، وبسؤال الملا عن ذلك وماهية القارئ المستهدف، يقول: «المجلة تعمل في اتجاهين، الأول يتعلق باستقبال طلبات الراغبين في الكتابة عبر الموقع الإلكتروني؛ وذلك لاكتشاف أسماء جديدة، والاتجاه الآخر يتناول الاستكتاب بعناية شديدة وخطة واضحة. عندما أدخل إلى معارض الكتب السعودية، فإني ألمح قراءً من مختلف الأعمار والتخصصات والاختيارات، وأعتقد أن لدينا مخزوناً كبيراً من القراء في السعودية، بالنظر لما نراه في معارض الكتب التي تحظى بأكبر شريحة مهتمة بالقراءة على مستوى الدول العربية، وهو الذي نستهدفه... القارئ المطلع والمهتم بمختلف الفنون والأدب والثقافة».

    تعليق


    • #3
      من هو القارئ المستهدف؟:

      منذ العدد الأول، ضمت المجلة مجموعة من الكُتاب السعوديين، مثل سعد البازعي ومعجب الزهراني وعبده خال وغيرهم، إلا أن هذه الأسماء قد تشير إلى نخبويّة المجلة، وبسؤال الملا عن ذلك وماهية القارئ المستهدف، يقول: «المجلة تعمل في اتجاهين، الأول يتعلق باستقبال طلبات الراغبين في الكتابة عبر الموقع الإلكتروني؛ وذلك لاكتشاف أسماء جديدة، والاتجاه الآخر يتناول الاستكتاب بعناية شديدة وخطة واضحة. عندما أدخل إلى معارض الكتب السعودية، فإني ألمح قراءً من مختلف الأعمار والتخصصات والاختيارات، وأعتقد أن لدينا مخزوناً كبيراً من القراء في السعودية، بالنظر لما نراه في معارض الكتب التي تحظى بأكبر شريحة مهتمة بالقراءة على مستوى الدول العربية، وهو الذي نستهدفه... القارئ المطلع والمهتم بمختلف الفنون والأدب والثقافة».


      تعليق


      • #4
        الصحافة الثقافية:
        ولأن الملا اشتغل لسنوات في الصحافة الثقافية وشغل منصب رئيس تحرير جريدة سعودية يومية، سألناه عن الاختلاف بين الصحيفة اليومية والمجلة، فأجاب: «تحرير المجلات يختلف عن العمل في الصحافة اليومية، إضافة إلى أن الإدارة التحريرية في المجلة تحتاج إلى مهارات مختلفة، خاصة مع كون (النص الجديد) مجلة مختصة وفصلية، بمعنى أن هناك إيقاعاً مهنياً مختلفاً تماماً عن العمل الصحافي اليومي».

        وأخيراً، كيف يرى الملا وضع الصحافة الثقافية في السعودية، الورقية والإلكترونية؟ يقول: «بعد التحول الرقمي في الـ15 سنة الأخيرة، تغيرت الكثير من المفاهيم في الصحافة، وقلت حظوظ الصحافة الورقية، لكن معظم الصحف الورقية التي تحولت للجانب الإلكتروني ظلت تعمل بنفس الروح السابقة، كما أن الذهنية لم تتغير، ما عدا قلة منها، مثل صحف (الشرق الأوسط) و(عكاظ) و(الرياض)».

        وبالسؤال عن نطاق «النص الجديد» وما إن كانت تُصنف كمجلة سعودية أو عربية، يفيد رئيس تحريرها بأن التحولات الكبرى التي تعيشها السعودية الآن تحتاج إلى مجلة تُعنى بالجانب الثقافي والأدبي مع مجاراة هذه التحولات، وما دام محتوى المجلة باللغة العربية فمن الضروري أن تسهم في الثقافة العربية بنسبة لا تزيد على 30 في المائة، والحصة الكبرى المتبقية (70 في المائة) للشأن السعودي والكُتاب السعوديين».

        ويشير الملا إلى أن «(النص الجديد) تضم هيئة تحرير مُنتقاة من شباب ومخضرمين، ومن خبرات اشتغلت في عدد من المجلات، مثل مدير تحريرها عبد الوهاب العريض، علاوة على هيئة استشارية من أسماء قريبة من المجلة، رافقتها منذ البدايات، وهي أسماء مؤثرة في المشهد الأدبي والثقافي السعودي».

        تعليق

        يعمل...
        X