عبد الرسول الغريافي مؤرخ القطيف يوثق 80000 صورة.للحداثة الصناعية،انقرض منها 400 حرفة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد الرسول الغريافي مؤرخ القطيف يوثق 80000 صورة.للحداثة الصناعية،انقرض منها 400 حرفة



    أحدى الحرف المنقرضة
    ثمانون ألف صورة.. وثقها مؤرخ للقطيف منذ الستينات

    وثقت الحداثة الصناعية، وانقرضت خلالها ما يقارب 400 حرفةالعربية.نت - مريم آل عبدالعال
    نشر في: 11 يناير ,2024م
    ثمانون ألف صورة لمحافظة القطيف، ولدت باحثاً مؤرخاً لحقبة امتدت من الستينات وما بعدها من حداثة صناعية، انقرضت خلالها ما يقارب 400 حرفة.
    عبد الرسول الغريافي نشأ في أسرة تجارية، أثمرت تنقلاته مع والده وعمه بين دول الخليج والهند عن ابن متفحص يتعلق بالمكان وتفاصيله، بدأ التصوير منذ نعومة أظفاره في ربيع الثامنة، ولم يكن يدري أن هوس التصوير سيقوده إلى التأريخ، والفنون المتحفية.
    وقال في حديثه مع "العربية.نت": التصوير فتح لي آفاقا كثيرة، ولم يكن التصوير بالنسبة لي بمعناه السطحي، أو لإظهار مهاراتي أو البروز على الواجهة. فأنا لم أكن أهوى التصوير كما الكثيرين يمارسونه للمتعة، بل نشأ عندي كرغبة من حيث لا أشعر، فلم أكن منتبهاً عندما بدأت طفلاً أن توجهي للتصوير هو بهدف التوثيق".
    وعبر الغريافي عن بداياته: "بدأت القصة في يوما ما حين وجدت نفسي في إحدى غرف المنزل التي يجتمع فيها والدي ووالدتي، وكان في جانب منها صندوق مليء بصور العائلة، وبالجدار المقابل حقيبة معلقة كانت لأكبر إخوتي مليئة هي الأخرى بالصور، وكنت أراه بين الحين والآخر يحمل كاميرا، يلتقط لنا بها العديد من الصور أيضاً، ولم أكن أعرف ما هو التصوير وما الغرض منه، ولا أني سألحقه يوماً ما بهذا الهوس".

    صور تاريخية لمزراع القطيف

  • #2
    الحنين للماضي:

    وكان يراود الغريافي شعور بالحنين الدائم وكأنه يستشعر دور الحداثة في تغيير ملامح المكان: "الحياة الاجتماعية التي كنت أعيشها بين عائلتي داخل المنزل وفي الأماكن العامة، كنت أشعر أن كل ما أعيشه سيندثر، من مبانٍ وأسواق، خاصة حين أرى السياح والبعثات الأميركية عندما تزور القطيف تكون حريصة على التصوير، وكنت أغبطهم فهؤلاء حملوا ذاكرة المنطقة بواسطة لقطاتهم كأنهم حملوها فأصبحت في أيديهم، وأنني غداً قد لا أحملها في يدي، وصادف بعدها بفترة أن شهدت إزالة بعض المعالم أو المباني، وكنت أشعر بحسرة، خاصة حين تكون ذات طراز تراثي، وحين أرى زوالها أشعر كأنها مأخوذة من قلبي، وكان لسان الحال لو أن عندي كاميرا وصورتها".

    لم تكن الكاميرا الأولى التي اقتناها بماله أو طلبها تحديداً حيث قال: "كنت في ذلك العمر في الصف الثالث ابتدائي، أي في الثامنة من عمري، وكان الوقت يصادف نهاية الستينات. كنت أملك دراجة هوائية وكنت محبوباً بين أهل الحي، واعتدت لبس الساعة التي كانت بالنسبة لي كائنا عجيبا في ذلك الزمن، إلا أن الكاميرا كانت شيئا آخر، جاءت هدية نجاحي من أخي، لقد كنت أسبق عمر المدرسة بعام، وكنت متفوقاً أي بالمرتبة الثانية على زملائي الذين كانوا يبلغون من العمر خمسة عشر سنة في حفظ القرآن والإملاء".

    ارشفة الصور القديمة

    تعليق


    • #3
      بدايات التصوير:

      وأوضح الغريافي بقوله: "كانت هذه الكاميرا بداية انطلاقتي في التوثيق، كنت ألتقط الصور بالأبيض والأسود لكل شيء يقع أمامي، إلا أن التحدي كان في توفير "فيلم" التصوير الذي كان يبلغ مبلغاً مرتفعاً وقتها، لشريط يكفي لالتقاط 12 صورة. لقد بدأت عندنا حقبة الصور الملونة في العام 1969م، وكان مكلفاً جداً، وأوائل من عمل به استوديوهات في مدينة الخبر، كانت تشحن فيلم الكاميرا إلى شركة AGFA المعروفة بتصنيع الكاميرات والأفلام في ألمانيا، وذلك للتحميض ويتم استلام الصور من ألمانيا بعد شهر مع ألبوم هدية".

      وذكر الباحث: "لم يكن من أقراني أحد يحمل كاميرا، وأغلب من يصور يكبرني بالعمر الكثير، وكان نادراً ما يكون هنالك أحد من أهالي القطيف وقتها يوثق بالتصوير، لم يكن هناك غير مشاهد تمثيلية تنقل المواقف التي تحدث كمشهد قصصي، فلم تكن ظاهرة التصوير منتشرة بشكل ممتهن وواضح، ثم لحقتها مرحلة انتشار كبير للتصوير في زمن الصحوة في القطيف أكثر من أي منطقة أخرى حيث كان محظوراً".

      وعلل الغريافي أنه لم يكن التصوير بمعناه الآلي للكاميرا مقتصراً على هذا المعنى في القطيف، بل كان النحت والتجسيم والرسم هو تصويرا أيضا في المفهوم العام، حيث كان ماثلاً في الحضارات القديمة التي تعاقبت عليها، بالإضافة إلى ارتباطهم بالأمريكان المتوافدين كسياح ورحالة أو في البعثات التي تعمل في شركة الزيت أرامكو، وهو ما جعلهم ينطلقوا في هذا المجال في زمن الصحوة.

      الباحث عبدالرسول

      تعليق


      • #4
        أرشفة الصور:

        بدأ الغريافي توثيق وأرشفة الصور بمعلوماتها، في الصف الخامس، حين اهتم بتدوين أسماء الحرف ومصطلحاتها وأدواتها وطريقتها، فابتكر طرقه الخاصة لجدولة الصورة أو عكس الصورة في مجموعات فيلمية معلمة برقم تسلسلي، ونتج عن هذه الأرشفة 13 مجلدا موسوعيا.

        وقال عن هوسه بالتصوير: "نبع هذا الهوس من كثرة تخيلي لنفسي أمتطي آلة الزمن وأعود إلى السنوات الماضية"، حيث كان البدراني وهي منطقة زراعية معروفة في القطيف قديماً وهي مزروعة بالأرز الأحمر الذي كان دارجاً زراعته وقتها لوفرة المياه، وحادثة سنة الطبعة التي كانت حدثاً فارقا على مستوى الخليج العربي، واحداث كثيرة سمعنا بها ولم نرها رأي العين، وأوثقها، كنت مصاباً بالنوستالجيا "الحنين إلى الماضي" والذي يعتبر في علم النفس هوساً، كنت أجد أن كل شيء سيزول دون عودة، بالإضافة إلى أنني أعتبر الزمن الذي أعيشه ذهبيا ومتميزا ولن يعيشه الأجيال بعدنا".

        فاهتم الغريافي كذلك بالنحت والتجسيم، والتي جاءت كذلك في بوتقة واحدة مع التصوير لتكمل رسالته التوثيقية للتراث المادي في القطيف.

        ويأتي اهتمام الغريافي بالنحت من مهاراته التي تنشق من الفنون الاثنوغرافية، وهي فنون متحفية، تقوم على وصف الحياة الاجتماعية عبر المهن والعادات والتقاليد ، إذ اتجه إلى النحت والحفر على الأخشاب والجبس، وتطويع المعادن.

        صور تاريخية

        تعليق


        • #5
          إنشاء قرى تراثية:

          وسخر هذه الفنون في توثيق وإنشاء قرى تراثية في المهرجانات الضخمة كمهرجان الدوخلة في جزيرة تاروت ومهرجان الجنادرية في العاصمة الرياض، حيث فاز قسم المنطقة الشرقية الذي كان من تنفيذ فريقه بالمركز الأول في أربع نسخ، كذلك فازت أعماله بالمركز الأول في معرض الأسر المنتجة للخليج والدول العربية الذي أقيم عبر نسخ متعددة في قطر والكويت والبحرين. كما ساعد في تصميم بعض المتاحف المحلية الخاصة والرسمية، وكان أبرزها قاعة الأمير محمد بن فهد في المتحف الإقليمي بالدمام.

          وثق الغريافي ما يقارب 400 حرفة بالصورة والتوصيف الكتابي مختصة في البحر والزراعة والاحتياجات المنزلية، انقرض معظمها بعد الثمانينات بعد أن غزت الصناعات العالمية لتحل محلها، إلا ان بعض الحرف ما تزال تقاوم، ويتم تفضيلها على الصناعات والتقنيات الحديثة.

          كما وثق ما يقارب 400 عين من عيون السيح التي كانت منتشرة وتعرف بها القطيف، حيث كانت الأعلى في عدد العيون على مستوى الخليج العربي، والتي نضبت في التسعينات، وكان قد وثق المدفون منها والناضب.

          استمر الغريافي في الأرشفة الكتابية، كان يعرف أن لديه رسالة يقدمها من خلالها، وبدأ بالكتابة في المجلات الثقافية منها مجلة قافلة الزيت التابعة لشركة أرامكو، والصحف المحلية، ومرشداً سياحياً للعديد من الوافدين الأجانب والزيارات الرسمية للمنطقة.

          تخرج من جامعة الملك سعود قسم اللغة والأدب الإنجليزي مع مرتبة الشرف، وسافر إلى كاليفورنيا وتخصص في علم اللغة التطبيقية، ثم أكمل الماجستير بجامعة كرست تشرش دراسات في طرق تدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين لها، وعمل محاضراً في جامعة الملك سعود بالرياض كمعيد ثم التحق بالتدريس في سلك التعليم العام.

          تعليق

          يعمل...
          X