قبيلة قريش Quraysh tribe هي إحدى القبائل المتفرّعة من قبيلة كنانة،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قبيلة قريش Quraysh tribe هي إحدى القبائل المتفرّعة من قبيلة كنانة،

    قريش (قبيلة ـ)

    قبيلة قريش هي إحدى القبائل المتفرّعة من قبيلة كنانة، وسياق نسبها كالآتي:
    قريش (فِهر) بن مالك بن النَّضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس ابن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان.
    وقد اختلف النسّابون في سبب إطلاق اسم قريش على هذه القبيلة، قيل: إنها سُميّت قريش باسم رجل منهم اسمه قريش بن بدر بن يخلد، كان دليل قومه في الجاهلية في تجارتهم؛ فكان يقال: قدمت عِير قريش، فسُميت قريش من هذا الفعل؛ لأنها تقرّشت، أي تجمّعت، وقيل: إن قريشاً اسم دابّة في البحر لا تدع دابة إلا أكلتها، فجميع الدوابّ تخافها، (ويرجح أنها ما يعرف اليوم بسمك القرش). والأدنى إلى الصواب أنها سميت بذلك من الجمع والكسب؛ لأن قريشاً كانت تعمل في التجارة.
    وتتفرّع قريش إلى بطون وعشائر، ومن بطونها الكبيرة بنو مُرّة بن كعب ابن لؤي. ومنها بطون ثلاثة مشهورة، هم بنو كلاب بن مُرّة، ويقظة بن مُرّة، وتَيم بن مُرّة.
    فمن بني كلاب بن مُرّة: قُصيّ بن كلاب، وزُهرة بن كلاب. فمن قصي بن كلاب: بنو عبد مناف، وبنو عبد العُزّى، وبنو عبد الدار.
    فولد عبد مناف بن قصي: عَمْراً، وهو هاشم، والمطَّلب، وعبد شمس، ونوفل.
    فولد هاشم بن عبد مناف: شيبة، وهو عبد المطَّلب، ولم يبق لهاشم عقب إلا منه.
    ومن ولده أيضاً: نضلة، وأبو صيفي، وأسد، وقد انقرضت أعقابهم الذكور.
    فولد عبد المطلب بن هاشم: عبد الله، وأبا طالب، وأبا لهب (واسمه عبد العُزّى)، والزبير، والمقوَّم، والحارث، وحمزة، والعبّاس، وبنين غيرهم، وهؤلاء هم أعمام الرسولr.
    فولد عبد الله بن عبد المطلب محمداًr، ولم يكن لعبد الله ولد غيره.
    فولد رسول اللهr من الذكور: إبراهيم، والطّيب- أبو الطاهر- والقاسم، ومن الإناث: زينب- وهي كبراهن- ورُقَيّة، وفاطمة، وأم كلثوم. وجميع ولد رسول اللهr من خديجة، ما عدا إبراهيم، فأمه مارية القبطية التي أهداها إليه المقوقس، صاحب مصر.
    وولد العباس بن عبد المطلب: عبد الله (أبا العباس)، وعبيد الله، وقُثم، ومعبداً، والفضل. والعقب من ولد العباس لعبد الله وعبيد الله ومعبد. ومن ولد العباس خلفاء الدولة العباسية.
    وولدُ أبي طالب بن عبد المطلب: جعفر، وعلي، وعُقيل، وطالب.
    ومن ولد عليt كانت الشيعة الإمامية، وولدُ علي: الحسن، والحسين، ومحمد بن الحنفية، وآخرون. هؤلاء وأعقابهم كلهم من ولد عبد مناف بن هاشم من قصي بن كلاب.
    من بطون قريش رجال مشهورون، أسلم أكثرهم بعد ظهور الإسلام.
    فمن بني تَيم بن مُرّة بن كعب: عبد الله بن جُدعان، سيد قريش في زمانه، وفي بيته عُقد حلف الفضول قبل الإسلام. وأبو بكر الصدّيقt، واسمه عبد الله بن أبي قحافة، وابنه محمد ابن أبي بكر، كان له شأن في زمن علي ابن أبي طالب، فقد ولاّه مصر، ثم قتله أنصار معاوية بن أبي سفيان، ومنهم: عائشة أم المؤمنين ابنة أبي بكر زوج رسول اللهr، وأختها أسماء، زوجة الزبير بن العوّام. ومنهم: طلحة بن عبيد الله؛ أحد العشرة المبشّرين بالجنة، ثار مع عائشة فقُتل في وقعة الجمل، وعبيد الله بن معمر بن عثمان، من أجواد قريش وفرسانها، استشهد في فتوح فارس.
    ومن بني عدي بن كعب بن لؤي: الخليفة الثاني عمر بن الخطاب؛ وأخوه زيد بن الخطاب؛ قُتل يوم اليمامة؛ وزيد بن عمرو بن نُفيل الذي رفض الأوثان في الجاهلية؛ وابنه سعيد بن زيد بن عمرو؛ أحد العشرة المبشرين بالجنة؛ وحفصة بنت عمر بن الخطاب التي حفظت عندها صحف القرآن؛ وعبد الله بن عمر بن الخطّاب، الصحابيّ الجليل والمحدّث الثقة.
    ومن بني محارب بن فهر: الضحّاك ابن قيس الفهري الذي تزعم أنصار الزبيريين زمن مروان بن الحكم، وقُتل في معركة مرج راهط.
    ومن بني الحارث بن فهر أبو عبيدة ابن الجرّاح، واسمه عامر بن عبد الله، أحد الصحابة الأجلاء وأحد قادة عمر ابن الخطاب في فتح دمشق.
    ومن بني سَهم بن عمرو بن هُصيص ابن كعب: عمرو بن العاص بن وائل، فاتح مصر وأحد الصحابة الأجلاء، وعبد الله بن الزِّبَعرى الشاعر الذي كان يؤذي رسول اللهr بشعره.
    ومن بني زُهرة بن كلاب: سعد بن أبي وقّاص، فاتح بلاد فارس. وابنه عمر ابن سعد، ومحمّد بن مسلم، وهو الفقيه المشهور المحدّث أبو بكر الزُّهري، وعبد الرحمن بن عوف، صاحب رسول اللهr.
    ومن بني عبد شمس بن عبد مناف: أمية الأكبر، وله اثنا عشر ولداً ذكراً. ستة منهم يعرفون بالأعياص، والستة الآخرون يعرفون بالعنابس. فمن ولد أبي العاصي بن أمية: عثمان بن عفّانt، ومروان بن الحكم، ومن ولده كان جل خلفاء بني أمية: عبد الملك ابن مروان وأولاده، وملوك بني أميّة في الأندلس. ومن بني حرب بن أمية: أبو سفيان بن حرب، سيد قريش في زمنه، وابنه معاوية، الخليفة الأول من بني أميّة وولده.
    ومن بني يقظة بن مُرّة بنو مخزوم، وهم من بطون قريش المشهورة، ومنهم: الوليد بن المغيرة. من سادة قريش، وعمرو بن هشام بن المغيرة، الملقّب بأبي جهل، من أعداء رسول اللهr والقائد العظيم خالد بن الوليد بن المغيرة؛ سيف الله، وابنه عبد الرحمن.
    ومن بني عبد العُزّى بن قصي: أسد ابن عبد العُزّى، ومن خُويلد بن أسد: خديجة أمّ المؤمنين، والعوّام بن خويلد ومن ولده: الزُبَير؛ حواريّ رسول اللهr، وابنه عبد الله بن الزبير أمير المؤمنين؛ وأخوه مصعب؛ والي العراقين الذي قتله عبد الملك بن مروان.
    لمحة تاريخية
    إن موطن قبيلة قريش هو مكة المكرمة، ولكن سبقت قريش إلى استيطانها جماعات أخرى. وأول من استوطنها وبنى الكعبة فيها إبراهيم ابن آزرu. فقد اختار الحجاز موطناً له ولأسرته بعد نزوحه من بلاد الشام، فقدم مكّة ومعه ابنه إسماعيل وامرأته هاجر، فبنى الكعبة وجعلها مثابة لمن آمنوا برسالته. وقد جاء ذكر ذلك في القرآن في قوله تعالى: ]وإذ قال إبراهيمُ ربِّ اجعلْ هذا بلداً آمِناً وارزُقْ أهلَه منَ الثَّمراتِ من آمَنَ منهم باللهِ واليومِ الآخِر[ (البقرة 621). وقوله أيضاً: ]وإذ يرفَعُ إبراهيمُ القواعدَ من البيت[ (البقرة 721). ثمّ انصرف إبراهيم إلى الشام وترك إسماعيل وأمّه هاجر في مكّة.
    ويذكر الأخباريون أن أول من نزل مكة قوم من العماليق، وهم ـ فيما يذكرون ـ من عرب اليمن. ثمّ حدث ما جعلهم يفارقون مكة، ويعودون إلى بلاد اليمن.
    واتفق أن مرّت جماعة من قبيلة جُرهم بمكة؛ وهي من قبائل العرب البائدة، فأعجبهم المقام فيها، وأصهر إسماعيل إليهم بزواجه من ابنة سيد جرهم؛ الحارث بن مضاض، فتعلم لغتهم، وأقام بينهم إلى حين وفاته. ومن نسل إسماعيل كان العرب العدنانيون، وفقاً لرواية الإخباريين.
    ثمّ قامت حرب بين قبيلة جرهم وقبيلة خُزاعة التي قدمت من اليمن. وأسفرت الحرب عن انتصار خزاعة وجلاء جرهم عن مكّة وعودتها إلى بلاد اليمن. وكان سيد خزاعة عمرو بن لحي هو أول من غيَّر دين إبراهيم وأدخل الأصنام إلى الكعبة. وقد أُثر عن رسول اللهr قوله: «عُرضت عليّ النارُ فرأيت فيها عمرو بن لُحي بن قَمعة بن خِندف يجرّ قُصْبَه في النار، وهو أول من غيَّر دين إبراهيمu» (القُصب جمع أقصاب وهي الأمعاء).
    وقد ظلّت لخزاعة ولسيدها عمرو ابن لحي السيادة على مكة والبيت حقبة من الزمن، وكان آخر من تولاها منهم حُليل بن حبشيّة بن سلول، فتزوج سيد قريش قُصي بن كلاب ابنته حُبّى. وكانت خزاعة تتولى أمور البيت والحكم. وفي عهدها حاول أحد تبابعة اليمن الاستيلاء على مكة و إخراب البيت، فردّته خزاعة، وأعادته مهزوماً إلى اليمن.
    ولما حانت وفاة حليل بن حبشيَة أسلم أمر مكّة والكعبة إلى صهره قصي ابن كلاب، ولكن خزاعة أبت التخلي عن سلطانها لقصيّ، فنشبت لذلك حرب بين خزاعة من جانب ومن ساند قصياً من قريش وقضاعة من جانب آخر. وكان سيّد قضاعة رزاح بن ربيعة أخا قصي لأمّه. ولما طال القتال بين الفريقين حكّموا رجلاً من أشراف كنانة يدعى يَعمر بن عوف، فحكم لقُصيّ بتولي أمر مكة والكعبة، إنفاذاً لوصية حليل بن حبشية.
    ولما تولّى قصي بن كلاب رئاسة قريش صرف عنايته إلى جمع بطون قريش، وكانوا متفرقين في ظهر مكة، فأنزلهم الأبطح وبطن مكة، وأطلق عليه لذلك لقب المجمِّع، قال الشاعر:
    أبوكم قُصَيٌّ كان يُدعَى مُجَمِّعاً
    بـه جمـــعَ اللهُ القبــائلَ مـنْ فِهرِ
    ومنذ ذلك الحين صار أمر مكة إلى قريش، فتولّت أمر مكة والبيت، وظلَت جماعة منها نازلة بظهر مكة، وهم قريش الظواهر.
    وكانت الكعبة في الجاهلية معبداً وثنياً لقريش ولقبائل أخرى، وكان بها أصنام أكبرها هُبَل. فكانت القبائل تحجّ إلى مكة، وكانت قريش تتولّى أمور الحجّ، وهي (الحجابة) أي حجابة الكعبة، و(الرفادة) وهي تقديم الطعام إلى الحاجّ؛ لتأكله الفقراء، و(السقاية) وهي سقاية الحاج، وقد تولى بنو عبد الدار الحجابة والرفادة، وتولى بنو عبد مناف السقاية.
    وكان لقريش دار يجتمع فيها رؤساؤها لتبادل الآراء فيما يعرض لهم من أمور، وعرفت بدار الندوة. وعلى مقربة من مكّة كانت تعقد سوق؛ عرفت بسوق عكاظ، كانت القبائل تفد إليها في الأشهر الحُرم لشراء ما تحتاج إليه، وكانت تعقد في تلك السوق مفاخرات ومنافرات، ويلقي الشعراء قصائدهم فيها.
    وبعد سيطرة قريش على مكة والكعبة وقع نزاع بين بطونها، فتحالفت طائفة منها على بطون أخرى، فتحالف بنو عبد مناف وأسد وزهرة وتيم والحارث بن فهر، ودُعي حلفهم بحلف (المطّيبين)، لأنهم غمسوا أيديهم في طيب، وتحالف بنو عبد الدار وبنو مخزوم وعديّ وجُمَح وسهم، ودُعي حلفهم بـ(الأحلاف). ولما نشأ حلف الفضول جمع الحلفين معاً.
    ولكي يستتبّ الأمن بين بطون قريش، وبينها وبين القبائل الأخرى عقد بينها حلف عرف بحلف (الفضول)، ولم يعرف حلف أفضل منه، فاجتمعت بنو هاشم وبنو المطّلب وبنو زهرة وبنو تيم في دار عبد الله بن جُدعان، فتحالفوا على أن لا يُظلَم بمكة أحد إلا نصروا المظلوم على الظالم، سواء أكان منهم أم من غيرهم. وقد حضر رسول اللهr هذا الحلف قبل أن يوحى إليه بخمس سنوات، وقد أُثر عنه قوله: «لقد حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً من حلف الفضول ما أحبّ أنّي نقضته؛ وأنّ لي حُمر النَّعم، ولو دعيت إليه اليوم؛ لأجبت». وقد دعي بحلف الفضول؛ لأنه خرج من حلف المطّيبين والأحلاف، فكان فضلاً عليهما. وقد أنصف هذا الحلف جماعة كانوا ظُلموا أو اعتُدي عليهم.
    وكانت حياة قريش قائمة على التجارة، فكانت قوافلها تتجه إلى الشام تارةً وإلى اليمن تارةً أخرى. وقد ذكر القرآن الكريم ذلك في سورة قريش في قوله تعالى: ]لإيلاف قريشٍ& إيلافهم رحلةَ الشتاء والصيف[(قريش 1ـ2).
    وقد نشبت قبل الإسلام حروب بين قريش وقبائل أخرى عرفت بحروب الفجار؛ لأنها وقعت في الأشهر أو في الأماكن التي يحرم القتال فيها، وهي أربع حروب.
    وقد تعرضت مكة قبل الإسلام لحملة قام بها جيش الحبشة، بقيادة أبرهة الأشرم، وذلك في زمن عبد المطلب بن هاشم، فاضطرت قريش إلى أن تلجأ إلى الجبال والشعاب خوفاً من بطش الحبشة، فأرسل الله عليهم طيراً قذفتهم بالحجارة، فهلك أكثرهم، وانهزم باقي الجيش، وهذه الحملة هي التي ذكرها القرآن في قوله تعالى: ]ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُك بأصحابِ الفيلِ& ألمْ يجعلْ كيدَهم في تضليلٍ & وأرسـلَ عليهم طيراً أبابيل& ترميهم بحجارةٍ من سِجّيلٍ & فجعلَهم كعَصْفٍ مأكولٍ[ (سورة الفيل).
    فلما جاء الله بالإسلام كان رسوله من قريش، فلما آذته قريش هاجر إلى المدينة، واستعان بالأوس والخزرج (الأنصار) في قتاله مشركي قريش، وبعد غزوات بدر وأُحد والخندق وغزوات أُخر تم فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، ودانت قريش بالإسلام.
    ومنذ ذلك الحين توطّد سلطان قريش، فكان منها الخلفاء الراشدون وبنو أميّة في المشرق والأندلس وبنو العباس، والسلالة الهاشمية في العصر الحديث، فسلالة قريش هي أطول السلالات الحاكمة عمراً.
    إحسان النص
يعمل...
X