نمو الذكاء الاصطناعي المتسارع يعزز توقّعَ أن العالم مقبل على ثورة في استخداماته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نمو الذكاء الاصطناعي المتسارع يعزز توقّعَ أن العالم مقبل على ثورة في استخداماته

    نمو الذكاء الاصطناعي المتسارع يعزز توقّعَ أن العالم مقبل على ثورة في استخداماته


    أنظمة الذكاء الاصطناعي تسيدت المشهد التكنولوجي في 2023.
    الأحد 2023/12/31
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    تطلعات كثيرة ومخاوف كبيرة

    انتشر استخدام الذكاء الاصطناعي في أكثر من مجال خلال العام الجاري، مع تزايد التوقعات -والعالم على مشارف الدخول في عام جديد- بأن تشهد أنظمة هذه التقنية تطورا كبيرا يعكسه حجم الاستثمارات المرجح تحقيقها في السنوات القادمة، مما قد يعزز الاقتصاد العالمي ويساهم في النهوض بعدة قطاعات على رأسها التعليم. لكن هذا يغذي في الآن ذاته المخاوف من أن يطغى الذكاء الاصطناعي على كل مناحي الحياة البشرية.

    إسطنبول - لا شك أن إحدى أبرز السمات التي طبعت عام 2023 هي انتشار استخدامات الذكاء الاصطناعي في أكثر من مجال وقطاع، وتمكنت شركات التكنولوجيا من استقطاب 50 مليار دولار من الاستثمارات في هذا العام، بنمو فاق 70 في المئة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

    ويتوقع تقرير لشركة الاستشارات الإدارية ماكينزي أن يضيف الذكاء الاصطناعي التوليدي ما يتراوح بين 2.6 و4.4 تريليون دولار للاقتصاد العالمي كل عام، ويعتقد أنه يمكن أتمتة نصف أنشطة العمل اليومي بين عامي 2030 و2060.

    ويؤكد هذا النمو المتسارع لشركات الذكاء الاصطناعي أن العالم مقبل على ثورة في استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بل إنه دخل فعلا وبخطى متسارعة في هذا المجال، إذ لا يكاد قطاع يخلو منه، حيث صار بإمكان كل القطاعات الاستفادة من خصائص الذكاء الاصطناعي بدءا من التعليم والصحة والبيئة والإعلام وصولا إلى القطاعات العسكرية والأمنية، ناهيك عن القطاعات الاقتصادية مثل النقل والتصنيع والزراعة.

    وتثير الثورة التكنولوجية الحالية الكثير من الآمال والتطلعات، لكن تحيط بها أيضا مخاوف كبيرة، فرغم خصائص الذكاء الاصطناعي المتميزة والتي من شأنها جعل حياة الناس أكثر يسرا، إلا أنه طرح عدة علامات استفهام حول استخداماته المثيرة للجدل خاصة ما تعلق بالمسائل العسكرية والأمنية، فضلا عن المساس بالحياة الشخصية للأفراد، ما جعل التركيز يتزايد حول أخلاقياته و”الاستخدام المسؤول والشفاف والمساءلة في تطبيقاته”.

    وفي مارس الماضي دعت منظمة اليونسكو بلدان العالم إلى تطبيق توصيتها الصادرة في عام 2021 لتنظيم الذكاء الاصطناعي بالكامل وعلى الفور، بعدما أطلق الملياردير الأميركي إيلون ماسك والمئات من الخبراء في مجال التكنولوجيا نداء يدعون فيه إلى الإيقاف المؤقت لتدريب أقوى نظم الذكاء الاصطناعي، بما فيها تطبيق شات جي.بي.تي، محذرين من “مخاطر كبيرة على البشرية”.

    وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي آنذاك في بيان “يحتاج العالم إلى قواعد أخلاقية أقوى للذكاء الاصطناعي، وهذا هو التحدي الذي نواجهه في وقتنا الحاضر”.
    إحداث ثورة في الحروب

    50


    مليار دولار من الاستثمارات تمكنت شركات التكنولوجيا من استقطابها في العام الجاري

    تعتبر عدة دراسات وتقارير أن أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في عام 2023 تجلت في القطاعات العسكرية والتعليمية وفي مجال البيئة.

    ويرى محللون أنه على غرار البارود والقنبلة النووية، يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على إحداث ثورة في الحروب، ما سيولّد نزاعات بشرية مختلفة على نحو لا يمكن تصوّره وأكثر فتكا.

    وتعد الحرب على غزة مثالا حيا على ذلك، حيث حولت إسرائيل القطاع إلى ميدان تجارب لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، إذ ضاعفت عدد الأهداف التي ضربتها بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي.

    وكانت الباحثة الفلسطينية العاملة في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي نور نعيم قالت في تصريحات سابقة إن “إسرائيل ضربت 15 ألف هدف باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي المسماة غوسبيل، في أول 35 يوما من الهجمات”.

    وأشارت إلى أن “هذا الرقم أعلى بكثير من عدد الأهداف التي تم ضربها في العمليات السابقة في المنطقة، حيث إن إسرائيل تمكّنت من ضرب ما يقرب من 6 آلاف هدف خلال الصراع الذي استمر 51 يوما في العام 2014”.

    وكشفت نعيم أن برنامج تحديد الأهداف التلقائي غوسبيل الذي استخدم لأول مرة في غزة “يمتلك القدرة على اتخاذ القرار، ويتمتع بخاصية القتل والتدمير بغض النظر عن عدد الأهداف، وبالتالي فإن عدد الضحايا يمكن أن يتراوح من صفر إلى مليون”.

    رغم خصائص الذكاء الاصطناعي المتميزة، والتي من شأنها أن تيسّر حياة الناس، فإن استخداماته ظلت مثيرة للجدل

    ويعكس حديث الباحثة الفلسطينية مدى خطر هذا البرنامج، بالإضافة إلى أنه يكشف إمكانية تسبب الذكاء الاصطناعي في مضاعفة عدد ضحايا الحروب، وجعلها أكثر مأساوية للشعوب وللإنسانية، وهذا أحد سلبيات استخدامه، خاصة إذا وقع في أيدي طرف يمارس “الإبادة الجماعية” ولا يخضع لأي رادع قانوني أو أخلاقي.

    وعلى الصعيد الأمني والاستخباراتي تشتعل حرب من نوع آخر بين المخابرات الأميركية ووزارة أمن الدولة الصينية، ميدانها التنافس على استخدام وتطوير الذكاء الاصطناعي لأغراض تجسسية.

    وبحسب تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز تقوم وزارة أمن الدولة الصينية (المخابرات الصينية) بتشغيل برنامج للذكاء الاصطناعي يتولى “إنشاء ملفات فورية عن الأفراد محل الاهتمام، من خلال تحليل البيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك كاميرات المراقبة، ولوحات أرقام السيارات، وسجلات الهاتف المحمول”.

    وتبذل وكالة المخابرات المركزية الأميركية جهودا لمواجهة التحدي الصيني من خلال العمل على “جمع البيانات عن الشركات الصينية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وغيرها من التقنيات المتقدمة”، وفق المصدر ذاته.

    وقامت واشنطن بإنشاء مركز مهمات صيني، ومركز استخبارات تكنولوجي تحت قيادة الرئيس الأميركي جو بايدن، وفقا لنائب مدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد كوهين.

    ويعزز هذا التوجه اعتبار بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي موضوع مهم بدأ يُحدث تغييرات في النزاعات المسلحة وفي المنافسة على الهيمنة العالمية، إذ يقول مراقبون إن بكين تستثمر بشكل هائل في الذكاء الاصطناعي إلى درجة أنها قد تتمكّن من تغيير ميزان القوى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وربما أبعد منها، وإن لذلك تداعيات جسيمة على النظام العالمي الذي هيمنت عليه لفترة طويلة الولايات المتحدة.
    تغيير في المفاهيم



    حرب غزة.. ميدان تجارب


    لم تقتصر سيطرة الذكاء الاصطناعي في العام 2023 على المجال العسكري فقط، بل شكل نقطة تحول في قطاع التعليم أثارت ومازالت تثير الكثير من الجدل، حيث يتوقع مراقبون أن يشهد الذكاء الاصطناعي في الأعوام القليلة القادمة ثورة في استخدامات تطبيقاته على نطاق واسع، خاصة في المدارس الدولية والجامعات.

    وما يجعل من قطاع التعليم من بين أكثر القطاعات استفادة من الذكاء الاصطناعي ظهور تشات جي.بي.تي الذي طورته شركة “أوبن أي.آي” في نوفمبر 2022 والذي أدى إلى إحداث تغيير في مفهوم البحث على الإنترنت الذي كانت شركة غوغل تهيمن عليه منذ 15 عاما، إذ يمكن لروبوت الدردشة المدعم بالذكاء الاصطناعي إنتاج إجابات شبيهة بإجابات الإنسان على أي سؤال تقريبا.

    ويعتمد البرنامج على الذكاء الاصطناعي التوليدي، أي يمكنه إنشاء محتوى بدلاً من مجرد تحليل البيانات الموجودة أو التصرف بناء عليها.

    ويتيح هذا البرنامج لمستخدميه الرد على أسئلة من مختلف المجالات، فضلا عن تأليف مقالات كاملة، وثمة نقاش مثار حول مدى تأثير هذه التقنية على التعليم على المدى البعيد.

    وأذهلت قدرات تشات جي.بي.تي العالم، ورغم المخاوف التي تلوح في الأفق بشأن فقدان الوظائف، فقد تم استقبال روبوت الدردشة بشكل جيد يظهر من خلال الإقبال عليه، حيث رأى الكثيرون أنه مساعد فعال للمهام البشرية.

    ودفع النجاح الذي حققه تشات جي بي تي شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت إلى التسابق على ابتكار برامج تعمل استنادا إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي.

    ومن جهة أخرى يرى بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي سيساهم في تحسين مستوى التعليم خاصة في الدول العربية التي تواجه تحديات في إصلاح منظومتها التربوية؛ إذ يتوقع أن يسمح الذكاء الاصطناعي بتعزيز طرق التدريس، وتقييم التلاميذ والطلبة وإرشادهم وتوجيههم، وتحليل التعلم، بل وحتى تطوير المناهج الدراسية. كما يمكن تخصيص دروس لكل طالب حسب مستواه، على مدار ساعات اليوم وأيام الأسبوع.

    وهذا ما قد يساعد على تحسين جودة التعليم، ويرفع من قدرات الطلبة ويمكنهم من التغلب على الصعوبات التي تواجههم، من خلال إنشاء تجارب تعليمية مخصصة وجذابة لهم، تحببهم في الدراسة، وتجعل عملية التلقين والفهم أسرع لديهم.

    كما يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانية التعلم عن بعد، دون الحاجة إلى السفر وإنفاق مصاريف باهظة للتعلم في الخارج مثلا، أو خلال الأوبئة مثلما حدث خلال جائحة كورونا.
    بيئة أكثر أمانا



    في ظل التغير المناخي الذي تتصاعد بشأنه مخاوف قادة العالم والناشطين في المجال البيئي على حد السواء، أظهر الذكاء الاصطناعي أيضا أن في وسعه أن يساهم في تقديم خدمات جليلة للبيئة، وأن يقلص التلوث البيئي، وحجم الحرائق، ما سيساعد على إنقاذ الكثير من الأرواح.

    ومن بين التجارب التي أظهرت فاعلية خلال أحداث هذا العام ما قام به فريق بحثي من جامعة فاخينينجن الهولندية، نجح في تطوير نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يستخدم صور الأقمار الصناعية للتعرف على المواد البلاستيكية العائمة.

    ويتوقع باحثون أن تساعد هذه التقنية في “الكشف عن البلاستيك المنتشر في المحيطات، وإزالته بشكل منهجي، كما سيساهم النظام الجديد في الكشف عن تراكمات القمامة على طول الشواطئ وفي البحار”، وفق ما تم تداوله في وسائل الإعلام.

    ومن شأن الذكاء الاصطناعي كذلك التخفيف من أضرار الحرائق ومكافحتها، لاسيما أنها تتسبب في خطف الكثير من الأرواح سنويا، إلى جانب قضائها على آلاف الهكتارات من الغابات.

    ولفتت عدة تقارير إعلامية إلى أنه يتم تزويد الكاميرات المدعومة بالذكاء الصناعي بأجهزة استشعار حرارية تُمكّنها من رصد النقاط الساخنة المرتبطة بالحرائق، فبفضل أنظمة التعلم الآلي يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الحرارية وتحديد أماكن اندلاع الحرائق حتى في الظروف المناخية الصعبة.

    وعلى سبيل المثال تستعين ولاية كاليفورنيا الأميركية التي طالما عانت من حرائق الغابات بأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث يتولّى برنامج معلوماتي بشكل مستمر مسح 1040 كاميرا، نشرتها جامعة سان دييغو في نقاط عالية من مختلف أنحاء الولاية، وتعمل على تنبيه رجال الإطفاء في الولاية حين ترصد دخانا.

    ومع هذا التوسع لأنظمة الذكاء الاصطناعي الذي تسيد المشهد التكنولوجي في العام 2023 وشكل بداية الانتشار الفعلي لها، يتوقع أن تتطور بسرعة لتصبح قابلة للاستخدام في مختلف القطاعات والمجالات، ما من شأنه تغيير نمط حياة البشر في مختلف النواحي، لاسيما أن أنظار عمالقة التكنولوجيا تتحول بشكل واضح إلى الذكاء الاصطناعي بما قد يعوض للشركات بعض المكاسب التي فقدتها جراء التقلبات الاقتصادية العالمية المعاكسة، حيث عزز الاعتماد السريع على الذكاء الاصطناعي التوليدي نشاط الأسواق هذا العام.

    ويرى خبراء القطاع أنه سواء كانت الشركة تبيع الإعلانات أو الهواتف الذكية أو الرقائق الدقيقة، فإنه يجب عليها كلها أن تثبت للسوق أنها في موقع متقدم في السباق نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما يعتبره مراقبون كثر منعطفا ثوريا.

    لكن هذه التكنولوجيا الآخذة في الازدهار، بقدر ما توفر ميزة تنافسية تتيح المزيد من الخيارات التي من شأنها إحداث تغييرات جذرية في عدة قطاعات بشكل يسهل الاستفادة منها، إلاّ أن مستقبلها ليس واضحا في ظل تزايد المخاوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي على حياة البشر ووظائفهم.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

  • #2
    طريقة معرفة وجود أسهم في بنك الرياض
    يتم إتباع مجموعة من الخطوات التي يتم من خلالها معرفة أنك تمتلك أسهم في بنك الرياض، ويتم من خلال التالي:
    فتح منصة إيداع الإلكترونية
    كتابة رقم الهوية الوطنية.تداولاتي استعلام
    كتابة المحفظة الاستثمارية.
    تسجيل اسم المستثمر.
    كتابة اسم الشركة.
    تسجيل الرقم السري.
    اختيار كلمة بحث.

    تعليق

    يعمل...
    X