المسرح الملحمي(تعريف-مدخل) في كتاب فن الشعر لأرسطوطاليس ترجمة: أسامة سليمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسرح الملحمي(تعريف-مدخل) في كتاب فن الشعر لأرسطوطاليس ترجمة: أسامة سليمان

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1702020393128.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	46.2 كيلوبايت 
الهوية:	180481
    المسرح الملحمي(تعريف-مدخل)
    في كتاب فن الشعر لأرسطوطاليس وضع مسافة بين التراجيديا والملحمة ,بالرغم من قبوله أن بينهما الكثير مما هو شائع .فالفصل بين النوعين قد تم نغيبه بعد قرون .فالربط بينهما يكون مع ذلك شيئًا من التناقض الظاهري.فلقد تولد الربط بعد الحرب العالمية الأولى مع ممارسي المسرح الألماني الراديكالي الذين شعروا أن الحبكة الطولية والتركيز على السمة الفردية للدرامتورجية الأرسطوطالية كانتا من الأدوات غيرالملائمة لتقديمها صدام قوى اجتماعية واسعة .وهم أيضًا رفضوا الطبيعية كمزود فهو ذو زاوية محدودة الرؤية في الأوقات الثورية .
    ان مصطلح المسرح الملحمي قد تم تشكيله من قبل إيرين بسكاتور المخرج اليساري في أول عشرينيات القرن العشرين ,فبالنسبة له المفهوم الرئيسي للملحمة كان عن المقياس والحجم المجتمعي .ففي عمله ببرلين ـ في مسرح بروليتاريشي فولكسبهاني وعلى وجه الخصوص في بيته,مسرح نوليندورف(1927-1929)فلقد بحث عادة عن نصوص أقل من مثالية ,ليجعل الخشبة تستجيب للمعارك السياسية الآنية.فلقد اشتملت عروضه على التعامل مع مواد وثائقية وتعليمية .حتى يُظهر الإتصال بين الأحداث المنفصلة على نحو واسع أو ليزود بسياق تاريخي للفعل على الخشبة ,فقد صنع استعمالاً جريئًا للماكينة المسرحية.من مصاعد ومطاحن والخشبات المتعددة,وحتى الكرة الأرضية الهائلة قد فتحت لتكشف عن مناطق الفعل المسرحي بداخلها .فعلى وجه الخصوص ,كان بسكتور رائدًا في تقديم شرائح وأفلامًا كجزء متكامل من أداء الخشبة .فما يؤخد على محمل الجد,لم يكن عبقرية التكنيك لهذه الأدوات كرؤية اجتماعية مجلوبة إلى عروضه ..فإلتزامه بالدراما الواقعية قد عاد إلى السطح في الفترة الأخيرة من حياته ,عندما عمل من جديد في فولكسبهاني غرب برلين(1962-1966)
    أما بريخت على خلاف بسكتور فلم يكن فقط مخرجًا ,لكن أيضًا في المقام الأول كان كاتبًا مسرحيًا ومنظرًا قعد لمصطلح الملحمية في منتصف عشرينيات القرن العشرين ,فبالنسبة له المفهوم الأساسي لمصطلح المسرح الملحمي كان صيغة سردية (ففي تعريفه فقد رسم وحور بمنظور ماركسي على عمل جوتة وشيللر اللذين قد اشتركا في تسعينيات القرن الثامن عشر على اعادة صياغة مفهوم أرسطوطاليس حول الدراما والملحمة ,وهذا توجهًا من بريخت إلى العالم الحديث)فمسرحيات بريخت كانت قصصية بدلًا من أن تكون وثائقية ,فهي قصدت أن تكون نماذج(ذات حس مختبري)عن التفاعل البشري.فتكوينها لم يكن أرسطوطاليسي .بمعنى الإبتداء وعلى نحو بنائيًأ قريبة من الدراما الإليزابيثية أكثر من المسرحيات جيدة الصنع في القرن التاسع عشر بمسرح البرجوازية .فمنذ أن أراد لجمهوره أن تكون ردة فعلهم عقلانية لاعاطفية فقد بنى مسرحياته بلا خط طولي قصصي فكل مشهد يقف على نفسه ,بحيث جرت العادة لديه تجنب الذروة ,وهكذا فالمشاهدين قد تجنبوا التطهير الأرسطي (التنفيس)فلقد قدم بريخت لما يسمى بؤثر التغريب وقام بتوظيف أدوات تباعدية بعضها أستعير من مسرح الشرق الأقصى ,مثل المخاطبة المباشرة مع الجمهور ,أسلبة الحديث ,وتضمين نظم شعري,حر ومرسل وادراج الأغاني في انعكاس حاد على الحوار المسيج ,وتضمين حكاء أو جوقة ,وفن الإيماء والأقنعة .فهو كان يُظهر الخشبة مضاءة وينير الفعل المسرحي بضوء مبهر غير ملون ,فعلى نحو مفتوح يعرض مصدر(حي أو مسجل)موسيقي معرفًا المناظر بوسائل مثل:نقطة ما مسقطة أو إطلاق تعليقات عرضية واستعمال علامات تبويب نصفية (ستائر)ومن ثم فقط على نحو جزئي قد أخفى تغيير المناظر ,وهكذا يذكر الجمهور انهم كانوا في مسرح.
    وفي نهاية حياة بريخت أصبح في شك سواء هل المسرح المحمي كان بالفعل توصيف نافع أما لا فبالإمكان أن يكون منطبق بسهولة على على أنواع أخرى من المسرحيات غير الأرسطية ,كما لدى كلوديل وثورنتون وايلدر ,منمسرحيات ,التي لاتعتمد على الصدام الإجتماعي والصراع الطبقي .فقد كان قد حاول تغيير المصطلح الى المسرح الدياليكتيلي لكن لم يجد أبدًا الوقت لإستنباط النظرية المناسبة.
    فالمسرح الملحمي يعرض في نفس الوقت ابتكارات في الثيمة والتكنيك ,والعودة إلى بعض أنماط ما قبل الطبيعية في المسرح .فلو أنه لم يجلب ثورة تامة في المسرح التي ادعى أنصارها أنه سيقوم بها ,فقد أحدثت على صعيد ما تأثيرًا كبيرًا على دراما القرن العشرين ,والأداء على الخشبة.
    from George Brandt, The Continuum Companion to Twentieth-Century Theatre, ed. Colin Chambers (London, 2002).
    ترجمة أسامة سليمان
يعمل...
X