قرة بن شريك Karra ibn Sharik أميرٌ من الولاة، ولاّه الوليد بن عبد الملك ولاية مصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرة بن شريك Karra ibn Sharik أميرٌ من الولاة، ولاّه الوليد بن عبد الملك ولاية مصر

    قرة بن شريك
    (… ـ 96هـ/… ـ 714م)

    قرة بن شريك بن مرثد العبسي الغطفاني المضري القنسريني، أميرٌ من الولاة، ولاّه الخليفة الوليد بن عبد الملك ولاية مصر بعد أن عزل أخاه عبد الله ابن عبد الملك، وكان المصريون قد تشاءموا من ولاية عبد الله؛ فقد غلت الأسعار في عهده؛ وكانت هذه أول شدة رأوها، وزعموا أنه ارتشى، وعندما قدم عبد الله سنة 88هـ على أخيه الوليد قال زرعة بن سعد الله بن أبي زمزمة الخشني:
    إذا سارِ عبد الله من مصر خارجاً فلا رجعت تلك البغالُ الخوارجً
    أتى مصرَ والمكيالُ وافٍ مُغَرْبَلٌ فما سار حتى سار والمُدّ فالج
    قدم قُرة مصر يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 90هـ، وبدأ أعماله بأن أقرَّ عبد الأعلى بن خالد صاحب الشرط على عمله، وطلب إلى عبد الله بن عبد الملك الخروج من مصر، خرج عبد الله بما يملك من مال وذخائر، ولكن رسل الوليد بن عبد الملك اعترضوه عند وصوله إلى الأردن، واستولوا على ما معه من أموال، ولم توضح المصادر الأسباب التي دعت الوليد إلى مثل هذا الإجراء مع أخيه عبد الله.
    تُعد ولاية قرة بن شريك على مصر نموذجاً لسياسة الأمويين في اختيار أمراء مصر من بين الشخصيات المشهود لها بالولاء مع الكفاءة الإدارية العالية، فقد أثبتت الوثائق علو كعبه في ميدان الإدارة مع الإخلاص التام للبيت الأموي، وقد ساعدت أوراق البردي التي اكتشفت في قرية كوم أشقاو على إلقاء شعاع من النور على حكم الولاة في مصر في العهد الأموي وبوجه خاص في عهد قُرة بن شريك (90ـ96هـ)، وتضمنت أوراق البردي في تفصيل دقيق إدارة قرة بن شريك من حيث أسلوبه في إسناد المناصب، ومراقبة العمال، والإشراف على الشؤون المالية لولايته، ومن قوة الصلة بين الأمير في الفسطاط ورجال إدارته في سائر أرجاء البلاد وسرعة إصدار الأوامر، وسرعة تلبيتها في الوقت نفسه، كما تشير إلى أن الإدارة في الفسطاط كانت ساهرة على كل شيء على الرغم من أنها كانت تحاول أن تتفادى إزعاج السلطات المحلية في إدارتهم.
    في سنة 92هـ طلب الوليد من قرة بناء جامع مصر والزيادة فيه فبدأ البناء، وكان الناس يصلون الجمعة في قيسارية العسل حتى فرغ قرة من بناء الجامع، وفي سنة 93هـ أخذ بركة الحبش التي تنسب إلى قتادة بن قيس الحبشي، فأحياها، وغرس بها القصب، فأصبحت تعرف ببركة القصب أو اصطبل قرة بن شريك، وفي سنة 94هـ نصب منبراً جديداً في الجامع الذي بناه.
    عرف عن قرة أنه كان جبَّاراً صلباً؛ تعاقد نحو مئة من الشراة[ر] في الإسكندرية على قتله؛ وكمنوا له عند منارة الإسكندرية، ولكن أحد الرجال ويدعى أبا سليمان أبلغه عن الأمر، فأوقع بهم قرة بن شريك وقتلهم جميعاً، ومضى أحد الرجال الذين يرون رأي الخوارج إلى أبي سليمان، فقتله.
    تُوفِّي قرة بن شريك والحجاج بن يوسف الثقفي في الشهر نفسه؛ وهو شهر ربيع الأول.
    عبد الكريم العلي، نجدة خماش
يعمل...
X