بانه (عمرو محمد) Ibn Banah (Amr ibn Mohammad-)من المغنيين في عصر بني العباس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بانه (عمرو محمد) Ibn Banah (Amr ibn Mohammad-)من المغنيين في عصر بني العباس

    بانه (عمرو محمد)

    Ibn Banah (Amr ibn Mohammad-) - Ibn Banah (Amr ibn Mohammad-)

    ابن بانة (عمرو بن محمد ـ)
    (...ـ278هـ/...ـ891م)

    عمرو بن محمد بن سليمان، مولى ثقيف، المعروف بابن بانة، نسبة إلى أمّه بانة بنت رَوح القَحطَبية. من المغنين المجيدين في عصر بني العبّاس، وكان أبوه صاحب ديوان، ووجهاً من وجوه الكُتّاب.
    كان ابن بانة إلى جانب كونه من المغنّين، شاعراً صالح الشعر. أمّا صنعته ـ أي ألحانه ـ فكانت متوسِّطة، وسبب تقصيره في الصَّنعة أنه كان يغنّي مرتجلاً ـ أي لايستعين في غنائه بضرب على العود ـ ومع ذلك فإنّ له ألحاناً جيدة ولكنها قليلة، وعلى قلّتها كانت لاتقلّ جودة عن ألحان من كانوا من طبقته.
    ألّف كتاباً في الأغاني، مضاهاة لكتاب إسحاق الموصلي في الغناء، ويُعدّ كتاب ابن بانة أصلاً من أصول الغناء، وهو فيه يجاري إبراهيم بن المهدي في أصول الغِناء، ويخالف إسحاق الموصلي، وكان ابن بانة لإعجابه بابن المهدي يتعصب على إسحاق، ويجاهره بمخالفته، وبين الكتابين خلافٌ في بيان أصول الغناء، وكتاب إسحاق أوفى وأدقّ.
    وقد بيّن فيه أصول الغناء وطرائقه، ولم يكن إبراهيم بن المهدي من نظرائه في الصنعة، وقد جرى بين ابن بانة وإسحاق كلام فقال ابن بانة: «ليس مثلي يُقاس بمثلك، لأنك تعلَّمتَ الغناء تكسُّباً، وتعلّمتُه تطرُّباً، وكنتُ أُضرَب لئلا أتعلّمه، وكنت تُضرب حتى تتعلمه».
    كان ابن بانة من ندماء خلفاء بني العبّاس ومُغنّيهم، على بَرَصٍ كان فيه، وكانت له منزلة رفيعة عند المتوكل، وكان خَصيصاً به، وقد دخل عليه مرّة وسأله أن يأمر له بمنزل، لأنه لايملك منزلاً يسعه، فأمر المتوكل وزيره عبيد الله بن يحيى أن يبتاع له منزلاً، وجاء شهر الصوم فشُغل عبيد الله عن شراء المنزل، فدخل ابن بانة على المتوكّل بعد مدّة وغنّاه بشعر يقول فيه:
    مَلاَّك ربّي الأعيادَ تَخلُقها
    في طَول عُمْرٍ يا سيّد الناس
    دُفِعْتُ عن منزلٍ أمرتَ به
    فإنني عنه مُباعَدٌ حاسي
    فمُرْ بتسليمِهِ إليّ على
    رَغم عَدوّي بحُرمة الكاس
    أعوذُ بالله والخليفة أنْ
    يرجِعَ ماقلته على راسي
    فدعا المتوكل عبيد الله بن يحيى وأمره بابتياع المنزل، فابتاع له داراً بسُرَّ من رأى (سامراء)، فنزلها وفيها توفيّ.
    كان ابن بانة مليحَ الصوت، وكان معجباً بنفسه تَيّاهاً، ومن الأخبار التي تدل على تفوقه في الغناء أنّ عبد الله بن طاهر جمع بين المغنين وأراد أن يمتحنهم، وأخرج بَدرةَ دراهم جائزة لمن يتفوق على الآخرين، فحضره من المغنين مُخارق، وعَلّويه، وعمرو بن بانة، ومحمد بن الحارث بن بَسخُنَّر، فغنى ثلاثة منهم ثم غنى ابن بانة بشعر أوَله:
    يارَبْعَ سَلاّمةَ بالمنحنى
    بخَيْف سَلْعٍ جادك الوابلُ
    وكان إبراهيم بن المهدي حاضراً، فبكى طرَباً وقال له: أحسنتَ والله، واستحققت الجائزة، وقال لابن طاهر: أعْطِه البدرة وإلا فخذها من مالي، فقال ابن طاهر: من حَكمت له بالسَّبَق فقد حصل، وأمر له بالبَدرة.
    وكان ابن بانة بارعاً في تعليم الغلمان أصول الغناء، في حين كان إسحاق أبخل الناس في ذلك، فكلّ من أخذ عن ابن بانة أجاد الغناء، وكان ابن بانة كذلك بارعاً في محاكاة من أخذ عنهم الغناء، فإذا غنّى غناءهم أجاد المحاكاة حتى ليختلط الأمر على من يسمعه، أهو غناؤه أم غناء أستاذه.

    إحسان النص

يعمل...
X