تويت
أفكار ....الفرد في المجتمع العربي محكوم بالآخر
الجحيم والفردوس المستعاد وجون ملتون.
جاكلين سلام-كندا
1
كتب جون ملتون في رائعته الخالدة "الفردوس المفقود" "العقل في مكانه، وبمحض ذاته يستطيع أن يجعل من الجنة جحيماً، ومن الجحيم جنة"
" The mind in its place, and in itself can make a heaven out of Hell, and a hell out of heaven" John Milton.
الفكرة طاقة لها ذبذبات ومدى، ولك أن تتحكم بأفكارك لأنها تؤثر على شعورك، وكي تكتب عليك أن تغوص في عمق مشاعرك، وهناك يكون الحزن والفرح والسلام والبغضاء.
اختر ما تراه مناسبا لحالتك واكتب من هناك، ليكون الصدق المشع من ذاتك، ملامساً لذات شبيهة لك في مكان ما من هذا العالم.
2
في الواقع المعاصر، يبدو أننا نعيش في قوالب جاهزة عتيقة وضيقة يفرضها المتحكم بالسياسة والإقتصاد وكلما كسرنا ضلعا من أضلاع القالب في هذه المنطومات أحدثنا ضجة مخيفة في منطومة الآخر فيشعر بالتهديد ويبدأ باطلاق أحكامه الأخلاقية ويذهب إلى ما هو أشرس. يأخذ الأفراد إلى الجحيم الذي له أشكال عدة على الأرض: منها السجن، التعذيب، التعرض للشخصية وانتهاك سمعة الفرد( رجلاً وامرأة). الشواهد لا تحصى في الإطار الاجتماعي والفني في الشرق الأوسط.
3
الفرد في المجتمع العربي محكوم بالآخر ويبحث عن طاقة للنجاة فرداً أو جماعة. ولا أمل في شفائنا من هذا الشقاء والداء إن لم نقم بكشف مع الذات والآخر ونقلب المفاهيم لتصبح البلاد أكثر حرية وعدلاً، وبموجبها يستطيع الجميع التوازن والعيش كما يليق بالإنسان في هذا العصر.
تخفف من أحكام الآخر، عش لفكرك واعرض تربة روحك للنور والنار كي تتطهر.
ولكننا نعرف أيضا أن كل خروج عن سجن الذات يشكل تهديدا للسلطات الهرمية: سلطة الحاكم، الدين والسلطة الذكورية، ثم سلطة الأعراف والتقاليد والوعي الجمعي الإزدواجي أخيراً.
4
هناك وجهات نظر وأفكار تدعم هذه الفكرة وهي أننا نستطيع أن نغير احداثيات وطبيعة الحالة الشعورية التي نحن فيها وذلك بتغيير طريقة تفكيرنا مع ذواتنا و مع الآخرين.
أفكارك ملكك، اعمل على تطهيرها من شوائب الآخرين،. افكارك غزيرة، وأنت فرد. اختر بوتقة الكتابة واذهب إليها بمحض اختيارك.
5
سيأتي زمن يحاول فيه الفرد الانزياح فيما تبقى من ذهنه وذبذبات فكره لخلق سجادة للحب والسلام بكل صوره وتمثلاته على هذه الأرض ونعول على هذا مع كل سنة وبعد كل خيبة ودهشة.
أنت كنت كئيبا قبل نهاية السنة، وبعد نهاية السنة، قبل الحرب، وبعد الحرب، وفي الهدنة ما بين حربين ومعارك. السر ذهنك وما يجول فيه من أحداث تجري في الجوار.
فهل يعجبك هذا الجحيم وتريد أن تستبدله ببعض الراحة الروحية والفكرية؟
نعم بإمكانك خلق البديل بدءاً من الفكرة إلى إطار الفعل الذي يقلب الحجيم جنة، أو بالعكس.
6
علاقتنا بذاتنا شائكة والعالم في وجهه المعاصر شرير، ممنهج وبيد قوى خارقة القبح والعدوانية.
ولكي ننتصر على أنفسنا، يلزمنا حداثة أخرى ومعارف وأساليب جديدة في البحث عن الذات لأننا في تلك البوتقة نعيش ونأكل ونشرب سواء كنا في أوربا أو في الشرق، محاطون بالرقابة، مهددون بالسجون والتصفيات الجسدية والمعنوية
7
المكتبة العربية فقيرة ولا يوجد فيها كتب للعناية بالروح والذات ومن خانة العناية الذاتية."
في العقد الأخير بدأت تنتشر ترجمة الكتب الروحانية وكتب البحث عن السلام الداخلي وطريق التشافي سواء بالموسيقى أو التأمل أو الرياضة، أو الانحياز إلى مرجعيات غير مقدسة الطابع ولا تتناقض مع المقدس في الآن ذاته. خطاب مغاير لا يستند إلى مرجعيات الثواب والعقاب. ولكن مثل هذه الكتب والأفكار تبدو مستعارة من الغرب ولم تلبس روحها الشرقية رغم أن الشرق منبع الروحانيات.
8
في الثقافة العربية تكون المرجعية الدينية الحازمة هي المسيطرة على العقل وربما فيها دعوة للصبر والشكر وقبول الوضع القائم وانتظار الموت والقيامة للذهاب إلى تلك الجنة الموعودة الغنية بالمغريات. وهذا يفقد الفرد متعة العيش على هذه الأرض بفرح واحتفاء بالزمن الراهن.
أنت بين مزدوجتين، ولكنك تملك الفكرة والأمل الذي لا يموت حتى يصل الإنسان إلى المحطة الأخيرة. الانتحاريون مسألة أخرى. إنهم الذاهبون إلى الفناء لأن جحيم أفكارهم الشخصية أكبر من طاقتهم على العيش بسلام في الحيز الراهن.
9
كل فكرة لها طاقة وذبذبة وجاذبية. وتلك الطاقة في المحصلة تحدد إحداثيات الجحيم والجنة، على هذه الأرض. كما أرد أن يصور لنا الشاعر جون ملتون في بداية المقال.
سواء أخذنا الشاعر إلى الفردوس نظريا أو تركنا في منتصف الحلم إليه، لا شك أن لدينا من الطاقة الداخلية ما لا ينضب كي نسير إلى الأمام مهما كان الدفع نحو الخلف قوياً وممنهجاً من قبل السلطات الأعلى.
سيقول أحدهم: هذه طوباوية لا تناسب همجية العالم الراهن.
أقول: يكفي أن تؤمن بما في داخلك حتى تتغير إحداثيات كثيرة في نطاق حياتك اليومية. ومن هناك ستستمد قوة الدفع لإحداث تغيير على نطاق أوسع من شبكة العلاقات الأسرية والمهنية والعائلية.
كل شيء يبدأ بفكرة، بكلمات تفكر بطلاقة.
10
ابحث عما فقدته في طفولتك، وابحث عما تركته منسيا بين جدران جسدك وذهنك في فترة الشباب وبدايات النضج. ابحث عن موهبتك المنسية والأشياء التي تدل عليك دون سواك، وهناك قد تجد طريقا للخلاص.
إذا كنت كاتباً، ابحث عن حلم راودك واتبع الأثر.
"Anyone who survived childhood has enough material to write for the rest of his life."
Flannery O'Connor
هذه المقولة ترجمتها نقلا عن كاتبة امريكية هي"فلانري اوكونر" "أي شخص نجا من الطفولة لديه ما يكفي من المواد للكتابة مدى حياته"
ما دمت حياً وتقرأ هذه الكلمات هذا يعني أنك نجوت من تلك الطفولة ولديك ما تقوله بطريقتك.
11
الكتابة من ركن الطفولة يستوجب موت الرقيب. الأطفال لا ينتظرون أوامر الرقيب بل يتصرفون بعفوية. عد إلى هناك ذهنيا واقتل الرقيب أو دعه يتنحى كي يمر الكلام بسلام دون مقصات من فمك إلى الكتاب بين يديك، إلينا.
كم رقيباً علينا أن نقتل كي نصل إلى تلك الجمرة، إلى بذور الأفكار التي نغرسها في تراب الخيال والحلم لتعطي ثمراً نتقاسمه مع سكان المجرة ونغتني بالعطاء.
....
خارج النص ...
من أجل تعذيب الخوارزميات
أو من أجل مزاجي بدون إملاءات الرقيب الطفيلي.
الجحيم والفردوس المستعاد وجون ملتون.
جاكلين سلام-كندا
1
كتب جون ملتون في رائعته الخالدة "الفردوس المفقود" "العقل في مكانه، وبمحض ذاته يستطيع أن يجعل من الجنة جحيماً، ومن الجحيم جنة"
" The mind in its place, and in itself can make a heaven out of Hell, and a hell out of heaven" John Milton.
الفكرة طاقة لها ذبذبات ومدى، ولك أن تتحكم بأفكارك لأنها تؤثر على شعورك، وكي تكتب عليك أن تغوص في عمق مشاعرك، وهناك يكون الحزن والفرح والسلام والبغضاء.
اختر ما تراه مناسبا لحالتك واكتب من هناك، ليكون الصدق المشع من ذاتك، ملامساً لذات شبيهة لك في مكان ما من هذا العالم.
2
في الواقع المعاصر، يبدو أننا نعيش في قوالب جاهزة عتيقة وضيقة يفرضها المتحكم بالسياسة والإقتصاد وكلما كسرنا ضلعا من أضلاع القالب في هذه المنطومات أحدثنا ضجة مخيفة في منطومة الآخر فيشعر بالتهديد ويبدأ باطلاق أحكامه الأخلاقية ويذهب إلى ما هو أشرس. يأخذ الأفراد إلى الجحيم الذي له أشكال عدة على الأرض: منها السجن، التعذيب، التعرض للشخصية وانتهاك سمعة الفرد( رجلاً وامرأة). الشواهد لا تحصى في الإطار الاجتماعي والفني في الشرق الأوسط.
3
الفرد في المجتمع العربي محكوم بالآخر ويبحث عن طاقة للنجاة فرداً أو جماعة. ولا أمل في شفائنا من هذا الشقاء والداء إن لم نقم بكشف مع الذات والآخر ونقلب المفاهيم لتصبح البلاد أكثر حرية وعدلاً، وبموجبها يستطيع الجميع التوازن والعيش كما يليق بالإنسان في هذا العصر.
تخفف من أحكام الآخر، عش لفكرك واعرض تربة روحك للنور والنار كي تتطهر.
ولكننا نعرف أيضا أن كل خروج عن سجن الذات يشكل تهديدا للسلطات الهرمية: سلطة الحاكم، الدين والسلطة الذكورية، ثم سلطة الأعراف والتقاليد والوعي الجمعي الإزدواجي أخيراً.
4
هناك وجهات نظر وأفكار تدعم هذه الفكرة وهي أننا نستطيع أن نغير احداثيات وطبيعة الحالة الشعورية التي نحن فيها وذلك بتغيير طريقة تفكيرنا مع ذواتنا و مع الآخرين.
أفكارك ملكك، اعمل على تطهيرها من شوائب الآخرين،. افكارك غزيرة، وأنت فرد. اختر بوتقة الكتابة واذهب إليها بمحض اختيارك.
5
سيأتي زمن يحاول فيه الفرد الانزياح فيما تبقى من ذهنه وذبذبات فكره لخلق سجادة للحب والسلام بكل صوره وتمثلاته على هذه الأرض ونعول على هذا مع كل سنة وبعد كل خيبة ودهشة.
أنت كنت كئيبا قبل نهاية السنة، وبعد نهاية السنة، قبل الحرب، وبعد الحرب، وفي الهدنة ما بين حربين ومعارك. السر ذهنك وما يجول فيه من أحداث تجري في الجوار.
فهل يعجبك هذا الجحيم وتريد أن تستبدله ببعض الراحة الروحية والفكرية؟
نعم بإمكانك خلق البديل بدءاً من الفكرة إلى إطار الفعل الذي يقلب الحجيم جنة، أو بالعكس.
6
علاقتنا بذاتنا شائكة والعالم في وجهه المعاصر شرير، ممنهج وبيد قوى خارقة القبح والعدوانية.
ولكي ننتصر على أنفسنا، يلزمنا حداثة أخرى ومعارف وأساليب جديدة في البحث عن الذات لأننا في تلك البوتقة نعيش ونأكل ونشرب سواء كنا في أوربا أو في الشرق، محاطون بالرقابة، مهددون بالسجون والتصفيات الجسدية والمعنوية
7
المكتبة العربية فقيرة ولا يوجد فيها كتب للعناية بالروح والذات ومن خانة العناية الذاتية."
في العقد الأخير بدأت تنتشر ترجمة الكتب الروحانية وكتب البحث عن السلام الداخلي وطريق التشافي سواء بالموسيقى أو التأمل أو الرياضة، أو الانحياز إلى مرجعيات غير مقدسة الطابع ولا تتناقض مع المقدس في الآن ذاته. خطاب مغاير لا يستند إلى مرجعيات الثواب والعقاب. ولكن مثل هذه الكتب والأفكار تبدو مستعارة من الغرب ولم تلبس روحها الشرقية رغم أن الشرق منبع الروحانيات.
8
في الثقافة العربية تكون المرجعية الدينية الحازمة هي المسيطرة على العقل وربما فيها دعوة للصبر والشكر وقبول الوضع القائم وانتظار الموت والقيامة للذهاب إلى تلك الجنة الموعودة الغنية بالمغريات. وهذا يفقد الفرد متعة العيش على هذه الأرض بفرح واحتفاء بالزمن الراهن.
أنت بين مزدوجتين، ولكنك تملك الفكرة والأمل الذي لا يموت حتى يصل الإنسان إلى المحطة الأخيرة. الانتحاريون مسألة أخرى. إنهم الذاهبون إلى الفناء لأن جحيم أفكارهم الشخصية أكبر من طاقتهم على العيش بسلام في الحيز الراهن.
9
كل فكرة لها طاقة وذبذبة وجاذبية. وتلك الطاقة في المحصلة تحدد إحداثيات الجحيم والجنة، على هذه الأرض. كما أرد أن يصور لنا الشاعر جون ملتون في بداية المقال.
سواء أخذنا الشاعر إلى الفردوس نظريا أو تركنا في منتصف الحلم إليه، لا شك أن لدينا من الطاقة الداخلية ما لا ينضب كي نسير إلى الأمام مهما كان الدفع نحو الخلف قوياً وممنهجاً من قبل السلطات الأعلى.
سيقول أحدهم: هذه طوباوية لا تناسب همجية العالم الراهن.
أقول: يكفي أن تؤمن بما في داخلك حتى تتغير إحداثيات كثيرة في نطاق حياتك اليومية. ومن هناك ستستمد قوة الدفع لإحداث تغيير على نطاق أوسع من شبكة العلاقات الأسرية والمهنية والعائلية.
كل شيء يبدأ بفكرة، بكلمات تفكر بطلاقة.
10
ابحث عما فقدته في طفولتك، وابحث عما تركته منسيا بين جدران جسدك وذهنك في فترة الشباب وبدايات النضج. ابحث عن موهبتك المنسية والأشياء التي تدل عليك دون سواك، وهناك قد تجد طريقا للخلاص.
إذا كنت كاتباً، ابحث عن حلم راودك واتبع الأثر.
"Anyone who survived childhood has enough material to write for the rest of his life."
Flannery O'Connor
هذه المقولة ترجمتها نقلا عن كاتبة امريكية هي"فلانري اوكونر" "أي شخص نجا من الطفولة لديه ما يكفي من المواد للكتابة مدى حياته"
ما دمت حياً وتقرأ هذه الكلمات هذا يعني أنك نجوت من تلك الطفولة ولديك ما تقوله بطريقتك.
11
الكتابة من ركن الطفولة يستوجب موت الرقيب. الأطفال لا ينتظرون أوامر الرقيب بل يتصرفون بعفوية. عد إلى هناك ذهنيا واقتل الرقيب أو دعه يتنحى كي يمر الكلام بسلام دون مقصات من فمك إلى الكتاب بين يديك، إلينا.
كم رقيباً علينا أن نقتل كي نصل إلى تلك الجمرة، إلى بذور الأفكار التي نغرسها في تراب الخيال والحلم لتعطي ثمراً نتقاسمه مع سكان المجرة ونغتني بالعطاء.
....
خارج النص ...
من أجل تعذيب الخوارزميات
أو من أجل مزاجي بدون إملاءات الرقيب الطفيلي.