الفنانة أمامة قزيز: التشكيل والكتابة مرتبطان كثنائية متحدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنانة أمامة قزيز: التشكيل والكتابة مرتبطان كثنائية متحدة

    الفنانة أمامة قزيز: التشكيل والكتابة مرتبطان كثنائية متحدة


    كتابات ورسوم تهتم بالمرأة والرموز الدينية والاجتماعية.
    السبت 2023/10/14
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    فنانة تعتمد التشويق والإيجاز

    تعرف المغربية أمامة قزيز بهويتها الفنية من خلال أعمالها في الفن التشكيلي والأدب، فهي رغم أنها تتبع أسلوبين مختلفين باختلاف المجالين الإبداعيين إلا أنها تستمد أفكارها من التقاطع بينهما، وتوضح في حوار مع “العرب” أسلوبها في الكتابة والتشكيل باعتبارهما وسيلتين مختلفتين للتعبير عن الأفكار والمشاعر.

    أمامة قزيز هي أديبة وفنانة تشكيلية من مدينة تطوان، وتعمل في ميدان التعليم. لها إسهامات أدبية مميزة تشمل مجموعة متنوعة من الأعمال منها مجموعة قصصية للأطفال بعنوان “سحر ومعلمة جدها”، وهي إصدار نشرته مكتبة أم سلمى في عام 2020، كما أبصرت روايتها “أومادير؛ القربان المنفلت” النور من خلال دار بدوي الألمانية للنشر في عام 2022. وقدمت أيضا قصة مصورة مسلية للأطفال تحمل عنوان “سمورة وعمتها الديناصورة”، وتم نشرها عبر دار اللوتس المصرية في عام 2022.

    على صعيد آخر، قدمت رواية مشوّقة تحمل عنوان “نادي الخنافس المدرعة” والتي نُشرت عن طريق رابطة كاتبات المغرب فرع تطوان في عام 2021. وقبل ذلك، أبدعت في كتابة ديوان شعر رائع يحمل عنوان “تمائم سحر” في عام 2017. كما قامت بتقديم رواية مميزة أخرى بعنوان “رؤيا غوجين” في عام 2016.


    الكتابة والتشكيل هما وسيلتان مختلفتان للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وكل منهما يتطلب تقنيات خاصة لإيصال الرسالة بنجاح


    لا يمكن تجاهل الإنجازات الكبيرة التي حققتها، فقد حصلت أمامة على العديد من الجوائز الهامة منها جائزة كتارا للرواية والفن التشكيلي في عام 2022، وجائزة الاستحقاق الثقافي والفني لنساء ورجال التعليم في عام 2021.

    كما تم اختيارها ضمن اللائحة القصيرة لجائزة الدولة لأدب الطفل في قطر لعام 2020، كما حصلت على جائزة باديب للفن التشكيلي في القاهرة في عام 2018. زيادة على ذلك، نالت جوائز محلية وإقليمية وجهوية متعددة على مستوى المسرح المدرسي.

    في حوار مع صحيفة “العرب”، تقول أمامة إن “الكتابة هي فعل وجودي ينبع من الذات الواعية بالعالم المحيط بها. ينطلق الإنسان في رحلة الكتابة نتيجة لحاجته الماسة إلى التعبير عن ذاته وتسجيل أفكاره ومشاعره في وجه التحديات والمواقف المختلفة”.

    وتضيف أن “الكتابة والفن التشكيلي مترابطان.. في أعمالي أعتبر الكتابة والفن التشكيلي مترابطين بشكل لا ينفصم. فأحيانًا، أجد الإلهام للكتابة من خلال الأعمال الفنية التي أقوم بإنشائها، وفي أحيان أخرى، أستخدم الكتابة كوسيلة للتعبير عن أفكاري ومشاعري التي تظهر في أعمالي الفنية”.

    تحدثنا أمامة أن مصدر الإلهام الذي يجمع الرواية والقصة القصيرة واللوحات الفنية وتقول إن “هذه الفكرة تحيلني إلى العملية التي ألجأ إليها وأنا أخطط لوحات لأغلفة الكتب لشعراء وكتاب طلبوا مني ذلك، إذ غالبا ما أركز على العنوان كعتبة أساسية لولوج بيت القصيد من المحتوى النصي، ثم ألقي نظرة شاملة على الموضوع العام أو التيمة التي يشتغل عليها الكاتب قبل أن يستقر عزمي على تخطيط مناسب للرسمة المنشودة. هذا في ما يتعلق بأفكار لوحات أغلفة الكتب. أما في ما يتعلق بالروايات فموضوعها مرتهن بالظرفية الزمنية التي تولد فيها الفكرة، إذ لا أحبذ أن أكتب مباشرة خلال منشأ ظاهرة ما بل بعد فواتها واستطلاع كافة الحيثيات والنتائج التي تتمخض عنها”.

    وتضرب الفنانة مثالا على ذلك جل الكتابات التي طالعتنا خلال فترة الحجر الصحي في أثناء جائحة كورونا، لكنها تستدرك “هذا لا يعني أنني أنقص من قيمة الأعمال الأدبية التي صدرت خلال تلك المرحلة، غير أن رهاني الأساس يرتكز على كتابة ذات بعد قيمي وأخلاقي واستنتاجي، إذ كل ذلك يمنح للقارئ زبدة القول، أو خلاصة المعنى للحياة التي يحياها، وهذا ما نلمسه في العمل الخالد ‘حب في زمن الكوليرا’ لغابرييل غارسيا ماركيز”.

    أما الحديث عن القصة الموجهة للطفل، فهو حديث بسيط مركب، سهل وممتنع في الوقت ذاته. وملخص القول فيه هو قبل أن تكتب للطفل لا بد أن يكون الطفل بداخلك ما يزال على قيد الحياة.


    لا أحبذ أن أكتب مباشرة خلال منشأ ظاهرة ما بل بعد فواتها واستطلاع كافة الحيثيات والنتائج التي تتمخض عنها


    وتقول أمامة “هناك تأثير متبادل بين أعمالي التشكيلية والأدبية، وقد سبق وأجبت عن هذا من خلال سؤال ارتباط التشكيل بالكتابة كثنائية متحدة ذاتيا لدي. وهنا سألخص قول النقاد الذين قدموا قراءات في أعمالي، وهي أن موضوع المرأة حاضر بقوة في جل كتاباتي، وكذلك الرموز الدينية والاجتماعية أيضا”.

    وتنوه معبّرة “لجذب القراء إلى عوالم رواياتي وقصصي، أعتمد بشكل أساسي على التشويق والإيجاز في طرح الفكرة، وهذا يعتمد على المرحلة العمرية التي يتوجه إليها نصي. غالبًا ما أجمع بين الفن التشكيلي والكتابة في أعمالي، حيث يعتبران وجهين لعملة واحدة بالنسبة إلي. يمكن للفن التشكيلي أن يلهم الكتابة والعكس صحيح، وهذا يعتمد على الشخص والتجربة. للفنانين التشكيليين الذين يرغبون في دمج الكتابة في أعمالهم، ينصح بالانتباه إلى التمييز بين تقنيات الكتابة والرسم، حيث كل منهما له براعته الخاصة ويجب التعامل معها باحترافية”.

    وتضيف “هناك تقنيات مختلفة يمكنني استخدامها للتعبير عن أفكاري في النصوص الروائية بشكل مختلف عن أعمالي التشكيلية. في الأعمال التشكيلية، قد أعتمد على تقنيات ميكانيكية مثل التخطيط والترميد والمزج والتنقير، وقد تستخدم أدوات محددة مثل الفرشاة الجافة أو السكين، وأقوم بتجربة تقنيات مختلفة لتحقيق التأثير المرغوب”.

    وتستدرك “أما في الكتابة، فالتقنيات تختلف إلى حد بعيد. يعتمد الأمر على الغرض والمضمون والأسلوب الذي أرغب في تطبيقه. يمكنني استخدام تحبيك لغوي متين لنقل الأفكار والمشاعر بجلاء ودقة. كما يمكنني تنويع هياكل القصص واستخدام تقنيات مثل التناقض والرمزية لإضفاء عمق على النص. تصميم الحبكة وإدارة الأحداث والشخصيات بطريقة تثير اهتمام القارئ وتجعله يتفاعل مع النص هي أيضًا جزء مهم من تقنيات الكتابة الناجحة. يجب أن تكون القصة متناسقة ومثيرة للفضول، ويجب أن يتفاعل القارئ مع الشخصيات والأحداث بشكل طبيعي دون أي إكراه”.

    وتختم بالقول “في نهاية الأمر، الكتابة والتشكيل هما وسيلتان مختلفتان للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وكل منهما يتطلب تقنيات خاصة لإيصال الرسالة بنجاح”.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    عبدالرحيم الشافعي
يعمل...
X