الزخرفة . ولقد تأثرت المباني القليلة المشيدة بالحجر المنحوت بالعمارة الكلاسيكية ، التي تعتمد على الأروقة والأعمدة وأوجدت أنواعاً مبتكرة من التيجان لهذه الأعمدة نخص بالذكر منها التاج المؤلف من رؤوس الثيران .
(ب) الخصائص العامة للفن الاسلامي
ظهر الاسلام في جزيرة العرب، في بيئة فقيرة حضارياً . ولم تكن بلاد الحجاز قد عرفت حتى ذلك التاريخ أعمالا عمرانية ذات شأن وأهم المباني التاريخية المعروفة بين ظهراني عرب الحجاز وقتئذ . الكعبة المشرفة ، وهي بناء بسيط لا يتوفر فيه أي فن معماري .
ولكن كانت هناك في أطراف الجزيرة العربية ، وفي بلاد الشام فنون معمارية مزدهرة . عرفنا في اليمن عمائر حضارة سبأ و معين ( سد مأرب وقصر غمدان ) ، وكانت التأثيرات الهندية والساسانية ظاهرة في الفنون المعمارية كانت اليمن عند ظهور الاسلام خاضعة لنفوذ الفرس ويحكمها وال فارسي ( ساتراب ) .
وكانت الامارات العربية في الشام وأطراف العراق ( الغساسنة والمناذرة ) تتذوق الفنون السائدة في ذلك العصر : الفن البيزنطي في الشام والساساني في العراق . إلا أنه لم يصلنا شيء من آثار قصورهم التي ذكرتها الروايات التاريخية كالخورنق والسدير في الحيرة ، والبريص ، قصر الغساسنة في دمشق .
ومع ظهور الاسلام ونشوء الحضارة العربية الاسلامية ظهر في العالم فن جديد هو الفن العربي الاسلامي ، أطول الفنون عمرا ، ساد خلال ثلاثة عشر قرناً ( بين القرنين السابع والتاسع عشر الميلاديين ) بلاد تمتد ما بين الصين وشمال اسبانيا . نشأ هذا الفن على أيدي الأمويين العرب المسلمين وترعرع في بلاد الشام موطن الحضارات والفنون العريقة . وكان لهذه المدرسة الفنية العالمية خصائص واتجاهات تميزها عن غيرها . ضمن اطارها الواسع مدارس عديدة تتميز عن بعضها بحسب المكان والزمان .
ولا بد قبل أن نتحدث عن الفن العربي الاسلامي في سورية وتطوره أن نجمل خصائص المدرسة الأم التي تنتمي اليها الفنون السورية طوال هذه القرون .
من الحق القول بأن العرب الفاتحين لم ينقلوا معهم إلى البلاد المفتوحة فنا عربياً من جزيرتهم ، وانما كان دورهم من نشوء الفن في البدء يتجلى في ميلهم للانشاء والتعمير وتشجيع الانتاج الفني وفي اهتمامهم بتجديد الأساليب وتطويرها لكي تنسجم مع أذواقهم وعقيدتهم وعاداتهم وتحقق رغباتهم. لاسيما وأن الفنون قديماً كانت تلبية لرغبات الحكام وخدمة الدين .
لقد أفاد الفن الاسلامي من الفنون التي استعرضناها ، وبشكل خاص الفنون البيزنطية والساسانية ، فأخذ عنها وتأثر بها ، شأنه في ذلك شأن فنون سائر الحضارات. وهنا نود أن نقول كلمة في موضوع الاقتباس والنقل الذي يريد كثير من مؤرخي الفن أن ينعتوا به الفن الاسلامي فمهما كان التشابه في الملامح العامة أو في العناصر المعمارية والزخرفية بين المنشآت والعمائر الاسلامية وبين تلك التي شيدت في العهود السابقة ، ومهما قيل عن استخدام العرب للفنانين من خارج المجتمع الاسلامي ، فان القرن الأول بعد الفتح شهد نتاجاً معماريا جديداً يتجلى فيه الابداع والفن الأصيل ، من حيث الانشاء والتكوين و من حيث أسلوب استخدام العناصر القديمة المقتبسة.
فقد تجلت قدرة الفنانين الأول في تطوير العناصر المقتبسة وتحويرها واستخدامها بأسلوب مختلف يتفق مع الذوق الجديد والثقافة الجديدة :
كما تجلت في التوفيق بين العناصر المستوحاة من مختلف الأماكن ، من أجل تكوين عمل في جديد يميزه من يراه عن كل ما سبقه من أعمال فنية .
هذا في دور التأسيس وخلال القرن الأول ، أما بعد ذلك فقد راح يبتعد النتاج الفني عن الأصول التي أخذ عنها كلما تقدم الزمن وكلما استمر التعديل والتجديد ، حتى زال التشابه بين العناصر المعمارية والزخرفية في الفن العربي وبين مثيلاتها في الفنون السابقة للاسلام . بدا ذلك واضحاً في القباب أو السقوف والأبواب وفي تيجان الأعمدة وفي العقود وفي النقوش الزخرفية جميعها ، فضلا عن الهندسة والتخطيط.
وكانت طبيعة المنشآت الجديدة ووظيفتها التي جاءت تلبية لحاجات وشرائط العقيدة الاسلامية والثقافة العربية من أهم أسباب ظهور الشخصية المتميزة والأصالة في الفن الاسلامي .
ومن الخصائص العامة التي اتصف بها الفن العربي الاسلامي في مجال العمارة والزخرفة . التنويع في الزخرفة ، مراعاة التناظر ، شمول الزخرفة وتغطيتها لكل فراغ ، تجنب تصوير الانسان والحيوان ، لاسيما في المباني الدينية، والتعويض عن ذلك بالمواضيع الزخرفية ، النباتية والهندسية ومشاهد الطبيعة .
إن مثل هذه الخصائص التي أعطت الفن الاسلامي شخصيته المميزة ، جعلت لنتاجه طابعاً عاماً ووحدة . ومما يؤكد هذه الوحدة أننا نستطيع التعرف على نتاجه أينما صادفناه ، بسهولة ويسر ، سواء شاهدناه في سورية أم في مصر ، أم في الأندلس . وسواء كان النتاج منفذا في القرن التاسع أم في القرن التاسع عشر .
ومرد ذلك بالطبع إلى وحدة العقيدة والحضارة والثقافة ، وإلى الوحدة السياسية ، عندما تكون هناك وحدة سياسية ، وإلى التشابه في الأقليم عامة وما يفرضه هذا الاقليم من شروط على الشكل والتخطيط وعلى نوعية الزخارف . هناك عوامل أخرى أسهمت في تحقيق الوحدة الفنية تتلخص في الصلات الدائمة بين أقطار العالم الاسلامي التي توثقت عن طريق الأسفار ومواسم الحج ، وتبادل السلع وارتحال الفنانين وتنافس الحكام على اجتذابهم .
على أنه لا يجوز أن نفهم من هذه الوحدة ، التطابق التام في الأعمال إذ لم تكن المنشآت التي تقام هنا وهناك وفي كل زمان تقليداً لنموذج معين ، مهما بلغ النموذج من الكمال والجمال ، ومهما نال من الاعجاب . فلقد أسهمت الأذواق والرغبات الفردية في تكوين المنشآت المعمارية وأسهمت معها كذلك التقاليد الموروثة ومواد البناء المتوفرة في كل اقليم وبلد . وأخيراً فان التيارات السياسية ، وما كانت تحمله معها من تأثيرات معينة كان لها أثر كبير في تغيير ملامح الفن السائد وتوجيهه في .. الأمر الذي أدى إلى وجود مدارس فنية عديدة داخل نطاق الفن الاسلامي ، المدرسة الأم ، فكان الفن الأموي والفن العباسي والفاطمي والسلجوقي والأيوبي والمملوكي والعثماني .
والملاحظ ان اسماء هذه المدارس الفنية ، تتوافق مع العهود السياسية البارزة في التاريخ. والسبب في هذا أننا نلحظ عهد سياسي أو لدى تولي أسرة حاكمة معينة ، ظهور اتجاهات وتأثيرات جديدة على ملامح الفنون والصناعات ، لا تلبث أن تتوضح شيئاً فشيئاً ، لتعطي نتاج ذلك العهد طابعاً مميزاً .
سندرس في الفصول التالية خصائص هذه المدارس ونتبع خط التطور المستمر لفن العمارة وعناصره المعمارية والزخرفية من خلالها .
(ب) الخصائص العامة للفن الاسلامي
ظهر الاسلام في جزيرة العرب، في بيئة فقيرة حضارياً . ولم تكن بلاد الحجاز قد عرفت حتى ذلك التاريخ أعمالا عمرانية ذات شأن وأهم المباني التاريخية المعروفة بين ظهراني عرب الحجاز وقتئذ . الكعبة المشرفة ، وهي بناء بسيط لا يتوفر فيه أي فن معماري .
ولكن كانت هناك في أطراف الجزيرة العربية ، وفي بلاد الشام فنون معمارية مزدهرة . عرفنا في اليمن عمائر حضارة سبأ و معين ( سد مأرب وقصر غمدان ) ، وكانت التأثيرات الهندية والساسانية ظاهرة في الفنون المعمارية كانت اليمن عند ظهور الاسلام خاضعة لنفوذ الفرس ويحكمها وال فارسي ( ساتراب ) .
وكانت الامارات العربية في الشام وأطراف العراق ( الغساسنة والمناذرة ) تتذوق الفنون السائدة في ذلك العصر : الفن البيزنطي في الشام والساساني في العراق . إلا أنه لم يصلنا شيء من آثار قصورهم التي ذكرتها الروايات التاريخية كالخورنق والسدير في الحيرة ، والبريص ، قصر الغساسنة في دمشق .
ومع ظهور الاسلام ونشوء الحضارة العربية الاسلامية ظهر في العالم فن جديد هو الفن العربي الاسلامي ، أطول الفنون عمرا ، ساد خلال ثلاثة عشر قرناً ( بين القرنين السابع والتاسع عشر الميلاديين ) بلاد تمتد ما بين الصين وشمال اسبانيا . نشأ هذا الفن على أيدي الأمويين العرب المسلمين وترعرع في بلاد الشام موطن الحضارات والفنون العريقة . وكان لهذه المدرسة الفنية العالمية خصائص واتجاهات تميزها عن غيرها . ضمن اطارها الواسع مدارس عديدة تتميز عن بعضها بحسب المكان والزمان .
ولا بد قبل أن نتحدث عن الفن العربي الاسلامي في سورية وتطوره أن نجمل خصائص المدرسة الأم التي تنتمي اليها الفنون السورية طوال هذه القرون .
من الحق القول بأن العرب الفاتحين لم ينقلوا معهم إلى البلاد المفتوحة فنا عربياً من جزيرتهم ، وانما كان دورهم من نشوء الفن في البدء يتجلى في ميلهم للانشاء والتعمير وتشجيع الانتاج الفني وفي اهتمامهم بتجديد الأساليب وتطويرها لكي تنسجم مع أذواقهم وعقيدتهم وعاداتهم وتحقق رغباتهم. لاسيما وأن الفنون قديماً كانت تلبية لرغبات الحكام وخدمة الدين .
لقد أفاد الفن الاسلامي من الفنون التي استعرضناها ، وبشكل خاص الفنون البيزنطية والساسانية ، فأخذ عنها وتأثر بها ، شأنه في ذلك شأن فنون سائر الحضارات. وهنا نود أن نقول كلمة في موضوع الاقتباس والنقل الذي يريد كثير من مؤرخي الفن أن ينعتوا به الفن الاسلامي فمهما كان التشابه في الملامح العامة أو في العناصر المعمارية والزخرفية بين المنشآت والعمائر الاسلامية وبين تلك التي شيدت في العهود السابقة ، ومهما قيل عن استخدام العرب للفنانين من خارج المجتمع الاسلامي ، فان القرن الأول بعد الفتح شهد نتاجاً معماريا جديداً يتجلى فيه الابداع والفن الأصيل ، من حيث الانشاء والتكوين و من حيث أسلوب استخدام العناصر القديمة المقتبسة.
فقد تجلت قدرة الفنانين الأول في تطوير العناصر المقتبسة وتحويرها واستخدامها بأسلوب مختلف يتفق مع الذوق الجديد والثقافة الجديدة :
كما تجلت في التوفيق بين العناصر المستوحاة من مختلف الأماكن ، من أجل تكوين عمل في جديد يميزه من يراه عن كل ما سبقه من أعمال فنية .
هذا في دور التأسيس وخلال القرن الأول ، أما بعد ذلك فقد راح يبتعد النتاج الفني عن الأصول التي أخذ عنها كلما تقدم الزمن وكلما استمر التعديل والتجديد ، حتى زال التشابه بين العناصر المعمارية والزخرفية في الفن العربي وبين مثيلاتها في الفنون السابقة للاسلام . بدا ذلك واضحاً في القباب أو السقوف والأبواب وفي تيجان الأعمدة وفي العقود وفي النقوش الزخرفية جميعها ، فضلا عن الهندسة والتخطيط.
وكانت طبيعة المنشآت الجديدة ووظيفتها التي جاءت تلبية لحاجات وشرائط العقيدة الاسلامية والثقافة العربية من أهم أسباب ظهور الشخصية المتميزة والأصالة في الفن الاسلامي .
ومن الخصائص العامة التي اتصف بها الفن العربي الاسلامي في مجال العمارة والزخرفة . التنويع في الزخرفة ، مراعاة التناظر ، شمول الزخرفة وتغطيتها لكل فراغ ، تجنب تصوير الانسان والحيوان ، لاسيما في المباني الدينية، والتعويض عن ذلك بالمواضيع الزخرفية ، النباتية والهندسية ومشاهد الطبيعة .
إن مثل هذه الخصائص التي أعطت الفن الاسلامي شخصيته المميزة ، جعلت لنتاجه طابعاً عاماً ووحدة . ومما يؤكد هذه الوحدة أننا نستطيع التعرف على نتاجه أينما صادفناه ، بسهولة ويسر ، سواء شاهدناه في سورية أم في مصر ، أم في الأندلس . وسواء كان النتاج منفذا في القرن التاسع أم في القرن التاسع عشر .
ومرد ذلك بالطبع إلى وحدة العقيدة والحضارة والثقافة ، وإلى الوحدة السياسية ، عندما تكون هناك وحدة سياسية ، وإلى التشابه في الأقليم عامة وما يفرضه هذا الاقليم من شروط على الشكل والتخطيط وعلى نوعية الزخارف . هناك عوامل أخرى أسهمت في تحقيق الوحدة الفنية تتلخص في الصلات الدائمة بين أقطار العالم الاسلامي التي توثقت عن طريق الأسفار ومواسم الحج ، وتبادل السلع وارتحال الفنانين وتنافس الحكام على اجتذابهم .
على أنه لا يجوز أن نفهم من هذه الوحدة ، التطابق التام في الأعمال إذ لم تكن المنشآت التي تقام هنا وهناك وفي كل زمان تقليداً لنموذج معين ، مهما بلغ النموذج من الكمال والجمال ، ومهما نال من الاعجاب . فلقد أسهمت الأذواق والرغبات الفردية في تكوين المنشآت المعمارية وأسهمت معها كذلك التقاليد الموروثة ومواد البناء المتوفرة في كل اقليم وبلد . وأخيراً فان التيارات السياسية ، وما كانت تحمله معها من تأثيرات معينة كان لها أثر كبير في تغيير ملامح الفن السائد وتوجيهه في .. الأمر الذي أدى إلى وجود مدارس فنية عديدة داخل نطاق الفن الاسلامي ، المدرسة الأم ، فكان الفن الأموي والفن العباسي والفاطمي والسلجوقي والأيوبي والمملوكي والعثماني .
والملاحظ ان اسماء هذه المدارس الفنية ، تتوافق مع العهود السياسية البارزة في التاريخ. والسبب في هذا أننا نلحظ عهد سياسي أو لدى تولي أسرة حاكمة معينة ، ظهور اتجاهات وتأثيرات جديدة على ملامح الفنون والصناعات ، لا تلبث أن تتوضح شيئاً فشيئاً ، لتعطي نتاج ذلك العهد طابعاً مميزاً .
سندرس في الفصول التالية خصائص هذه المدارس ونتبع خط التطور المستمر لفن العمارة وعناصره المعمارية والزخرفية من خلالها .
تعليق