تعتبر غرينلاند أكبر جزيرة على الأرض وأقل البلدان كثافة سكانية، يبلغ عدد سكانها 57000 نسمة فقط أغلبهم من الإسكيمو . توجد أغلب الأماكن المأهولة على طول الساحل الغربي، يغطي الغطاء الجليدي السميك المناطق الداخلية من البلاد. يزداد قلق العلماء من أن الاحتباس الحراري يذيب الجليد بسرعة.
جغرافيًا
تقع غرينلاند في شمال المحيط الأطلسي إلى الشمال الشرقي لكندا، تغطي الجزيرة حوالي 2.17 مليون كيلومتر مربع أو حوالي ثلاثة أضعاف مساحة تكساس. فقط حوالي 410000 كيلومتر مربع من مساحتها خالٍ من الجليد. تُعد الطبقة الجليدية الضخمة أحد أبرز المعالم الجغرافية في غرينلاند، وتغطي أكثر من 80 في المئة من مساحة البلاد، أي حوالي 1.8 مليون كيلومتر مكعب.
يُعتبر نهر جاكوبشافن الجليدي نهرًا جليديًا كبيرًا في غرب غرينلاند، يتحرك حوالي 30 مترًا في اليوم؛ ما يجعله النهر الجليدي الأسرع في العالم وفقًا لـ Smithsonian Ocean Portal. يستنزف جاكوبشافن 6.5 بالمئة من الغطاء الجليدي في غرينلاند، وينتج حوالي 10 بالمئة من مجموع الجبال الجليدية في البلاد (حوالي 4 مليار طن من الجليد تدخل البحر)، وهو مصدر الجبل الجليدي الذي أغرق التايتانيك.
تكوّن الأراضي المتبقية الخالية من الجليد المناطق الساحلية لغرينلاند وهي عبارة عن أراضي مرتفعة. تمتد سلاسل الجبال على طول السواحل الغربية والشرقية للبلاد، ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة فيها 3700 متر في جبل جونبجورن في الجنوب الشرقي. يتعرض شمال غرينلاند (المنطقة الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية) لضوء النهار الدائم أو شمس الصباح الباكر لمدة شهرين في الصيف، بينما يتعرض لليل القطبي أو الظلام الدائم بالشتاء.
الدائرة القطبية الشمالية هي خط وهمي يحيط بالكرة الأرضية عند 66 درجة، 34 دقيقة شمالًا. وهي تشير لخط العرض الذي لا تغيب فوقه الشمس عند الانقلاب الصيفي، وإلى خط العرض الذي لا تبزغ عنده الشمس عند الانقلاب الشتوي، وذلك وفقًا للمركز الوطني لبيانات الثلج والجليد.
الدولة والناس
غرينلاند هي واحدة من ثلاثة بلدان مكونة لمملكة الدنمارك، البلدان الآخران هما الدنمارك وجزر فارو. تعد غرينلاند جزءًا مستقلًا عن المملكة مع حكم ذاتي محدود، وتمتلك مجلسًا للنواب ورئيس وزراء خاصًا بها. بحسب World Factbook، حوالي 12 بالمئة من سكان غرينلاند دنماركيون، و88 بالمئة من شعب الإسكيمو ، وهم السكان المحليون في المنطقة.
يعيش حوالي ثلث سكان الجزيرة في (نوك) وهي العاصمة وأكبر مدينة. وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، فإن حوالي ثلثي إيرادات الميزانية تأتي من الدنمارك، ويأتي الباقي بشكل أساسي من الصيد.
التاريخ
سُكنت غرينلاند ولأول مرة منذ حوالي 4500 سنة مضت، عندما أتى أشخاص من ما يُعرف الآن بكندا. ومع ذلك، اختفى هؤلاء السكان من 3000 سنة مضت لأسباب غير معروفة، وفقًا لموقع Countries and Their Cultures. تبعتهم مجموعة أخرى من العصر الحجري دُعوا بثقافة الخزف، واستمر شعب دورسيت (الخزف) من حوالي 600 قبل الميلاد إلى 200 ميلادي قبل أن يختفوا أيضًا.
بعد ذلك وفي القرن العاشر، انتشرت حضارة ثول في جميع أنحاء غرينلاند، التي طورت الزوارق الجلدية (زوارق شعوب الإسكيمو )، ومزالج الكلاب، والرماح. اتفق علماء الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) أن شعوب الإسكيمو الجديدة في غرينلاند ينحدرون من ثول. The Kalaallit هم شعوب الإسكيمو المحليون الذين يقطنون في المنطقة الغربية من الجزيرة، وسميت هذه المنطقة ببلد Kalaallit Nunaat (أرض Kalaallit).
في القرن العاشر أيضًا، بدأ المستوطنون النرويجيون بالسكن في الجزء الجنوبي من الجزيرة. نُفي والد الفايكنج النرويجي Erik Thorvaldsson (إيريك الأحمر) من أيسلندا لجريمة القتل التي ارتكبها فأبحر معه غربًا، وفي عام 982 وجد صدفة وديانًا خصبة ومناطق طبيعية رائعة فقرر الاستقرار فيها. وبعد أربع سنوات عاد إلى أيسلندا، وأخبر الجميع عن هذه الأرض الجديدة واصفًا إياها بالأرض الخضراء آملًا اجتذاب المزيد من المستوطنين.
تشير الأبحاث إلى أن مناخ الجزيرة كان أكثر دفئًا والجزيرة أكثر اخضرارًا مما هي عليه اليوم لذلك لم تُستبعد تلك التسمية. في عام 986، غادر إيريك أيسلندا مرة أخرى متجهًا لغرينلاند، ولكن هذه المرة قائدًا لـ 25 سفينة، وفقًا لدليل غرينلاند. كان هناك 500 رجلًا وامرأة على متن السفن، ومن أصل 25 سفينة 14 سفينة فقط وصلت لغرينلاند.
أسس الفايكنج Brattahild وقريتين صغيرتين هما Vesterbygden وOsterbygden. حوالي عام 1000، وصل عدد السكان لـ 3000 نسمة بالإضافة لعدد من المزارع بلغ عددها من 300 لـ 400 مزرعة وفقًا لدليل غرينلاند، ولمدة قدرها 500 سنة عاش الفايكنج جنبًا إلى جنب مع شعب الأسكيمو. بعد ذلك، بدا أن مجتمعات الفايكنج بدأت بالاختفاء في أواخر القرن الخامس عشر، وما حدث بقي لغزًا.
يقترح بعض الناس أن الفايكنج خضعوا لعصر جليدي مصغر أو لظروف معيشية قاسية أخرى، وتركوا خلفهم العديد من القطع يدوية الصنع (قطع أثرية) لتقديم معلومات وأدلة عن أوضاعهم المعيشية وطريقة عيشهم. عاد الأوربيون لغرينلاند في عام 1721، وعدّت الدنمارك الجزيرة مستعمرة في عام 1775. في عام 1953، جعل دستور دنماركي جديد غرينلاند قسمًا من مملكة الدنمارك، وفي عام 1979 مُنحت غرينلاند مكانة كأمة مستقلة ضمن المملكة.
المناخ
حقيقةً، يُعتبر اليوم اسم الجزيرة غرينلاند (الأرض الخضراء) اسمًا خاطئًا إلى حد ما؛ لأن 80 بالمئة من الجزيرة مغطى بالجليد. بحسب Climates to travel، يعد المناخ على طول الساحل الشمالي الرئيسي قطبيًا، وهذا يعني أن درجات الحرارة أثناء الصيف تقارب التجمد (32 درجة فهرنهايت أو 0 درجة مئوية). يصبح المناخ أكثر اعتدالًا باتجاه الجنوب.
في نوك، المدينة الأكثر سكانًا والواقعة في الجنوب، ووفقًا لـ Weather spark، الصيف بارد، الشتاء صقيعي وجليدي، ثلجي، عاصف ومتلبد بالغيوم. تراوح درجة الحرارة في المدينة ما بين 11 – 50 درجة فهرنهايت (11 – 10 درجة مئوية تحت الصفر) ونادرًا ما تنخفض تحت 1 درجة فهرنهايت تحت الصفر ( 18 درجة مئوية تحت الصفر) أو ترتفع أعلى من 55 درجة فهرنهايت (12 درجة مئوية).
بما أن الرطوبة منخفضة، تُعتبر غرينلاند أحد أفضل البلدان من حيث نقاوة الهواء، والرؤية الواضحة والممتازة. فحتى الجبال البعيدة تبدو أقرب مما هي عليه في الحقيقة، وبما أن الهواء جاف فإنه لا يُشعر بالبرد كما يتوقع الشخص.
طلائع التغير المناخي
وفقًا للمركز الوطني لبيانات الثلج و الجليد ، يمتد الغطاء الجليدي في غرينلاند لحوالي 1.7 مليون كيلومتر مربع مغطيًا معظم جزيرة غرينلاند. يغطي الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا ما يقارب 14 مليون كيلومتر مربع، وكلا الغطائين الجليديين السابقين يذوبان بمعدل 1 ميليمتر في السنة الواحدة. إذا ذاب كامل الغطاء الجليدي في غرينلاند (والذي تبلغ سماكته ما يقارب 3 كم) سيرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 7 أمتار.
يقلق العلماء من أن الهواء الدافئ و الجليد الرقيق يسمح لأعداد كبيرة من الطحالب المظلمة بالنمو على الجليد ، تمتص هذه الطحالب المزيد من حرارة الشمس؛ ما يؤدي إلى ازدياد سرعة ذوبان الجليد بشكل كبير. وفقًا لبعثة ناسا OMG، تذيب مياه المحيط الدافئ جليد غرينلاند بشكل أسرع مما كان يعتقد في السابق.
الحيوانات
بحسب VisitGreenland، تعد غرينلاند موطنًا لأصناف كثيرة من الثدييات والطيور، بما فيها الدببة القطبية، الرنة (وتدعى أيضًا كاريبو)، ثيران المسك، الثعالب القطبية، النسور، طائر الترمجان (طائر من رتبة الدجاج)، الأرانب البرية، الأرنب القطبي (حيوان من القوارض يقطن في الأماكن القطبية) والذئاب القطبية.
وفقًا لـ 10000birds.com، يوجد في غرينلاند ما يقارب 235 صنفًا مختلفًا من الطيور، معظم هذه الطيور مهاجرة، ويتكاثر حوالي 60 صنفًا منها على هذه الجزيرة. تشمل بعض الأنواع الأكثر شيوعًا خطاف البحر القطبي الشمالي، النسور ذات الذيل الأبيض، الفلمار الشمالي، الغلموتات السوداء، البط الشائع وطائر الترمجان.
تمتلئ المياه القطبية المحيطة بغرينلاند بالحيتان، وتحوي أيضًا على كركدن البحر، الحوت المحدب، حوت العنبر، الحوت الأزرق، الحوت الأبيض، الحوت المزعنف. تعتبر الفقمات أيضًا شائعة للغاية ويبلغ عددها حوالي 2 مليون، وغالبًا ما يوجد حصان البحر على السواحل الشمالية والشرقية.
تصطاد الدببة القطبية في غرينلاند الفقمات والطيور من جليد البحر أثناء السنة، وفي بعض الأحيان وأثناء الصيف، تأتي للشاطئ من أجل التهام النباتات، مع العلم أن الدببة القطبية لا تدخل غالبًا بسبات أثناء فصل الشتاء. تحتوي الجزيرة أيضًا على أكبر حديقة وطنية في العالم تقع في شمال شرق جزيرة غرينلاند وهي أكبر بحوالي 100 مرة من حديقة يلوستون الوطنية.
وتغطي مساحة تقدر بـ 972000 كيلومتر مربع مع 18000 كيلومتر من الخط الساحلي. بحسب VisitGreenland، تعد الحديقة موطنًا لأصناف عديدة من حيوانات القطب الشمالي، وتتميز بالمناظر الفريدة والمثيرة، بما في ذلك أعلى أجزاء الغطاء الجليدي الأكبر في نصف الكرة الشمالي، بالإضافة للمنطقة الموجودة في أقصى شمال الأرض.
وفقًا لموقع Nationalparkstraveler، نظرًا لصعوبة الوصول للحديقة، فإن الحديقة الوطنية بغرينلاند ليست حديقة وطنية بالمعنى الحرفي. تتطلب زيارة الحديقة الكثير من التخطيط المسبق، وعدد قليل من الناس يسكنون تلك المنطقة (معظمهم من الباحثين وموظفي القوات المسلحة)، وفقط صيادو الإسكيمو يصلون لتلك الحديقة. ونظرًا للأعداد الكبيرة من الحيوانات القطبية التي تعيش هناك، نجت العديد من حضارات الإسكيمو المختلفة في هذا المناخ القاسي منذ آلاف السنين.
جغرافيًا
تقع غرينلاند في شمال المحيط الأطلسي إلى الشمال الشرقي لكندا، تغطي الجزيرة حوالي 2.17 مليون كيلومتر مربع أو حوالي ثلاثة أضعاف مساحة تكساس. فقط حوالي 410000 كيلومتر مربع من مساحتها خالٍ من الجليد. تُعد الطبقة الجليدية الضخمة أحد أبرز المعالم الجغرافية في غرينلاند، وتغطي أكثر من 80 في المئة من مساحة البلاد، أي حوالي 1.8 مليون كيلومتر مكعب.
يُعتبر نهر جاكوبشافن الجليدي نهرًا جليديًا كبيرًا في غرب غرينلاند، يتحرك حوالي 30 مترًا في اليوم؛ ما يجعله النهر الجليدي الأسرع في العالم وفقًا لـ Smithsonian Ocean Portal. يستنزف جاكوبشافن 6.5 بالمئة من الغطاء الجليدي في غرينلاند، وينتج حوالي 10 بالمئة من مجموع الجبال الجليدية في البلاد (حوالي 4 مليار طن من الجليد تدخل البحر)، وهو مصدر الجبل الجليدي الذي أغرق التايتانيك.
تكوّن الأراضي المتبقية الخالية من الجليد المناطق الساحلية لغرينلاند وهي عبارة عن أراضي مرتفعة. تمتد سلاسل الجبال على طول السواحل الغربية والشرقية للبلاد، ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة فيها 3700 متر في جبل جونبجورن في الجنوب الشرقي. يتعرض شمال غرينلاند (المنطقة الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية) لضوء النهار الدائم أو شمس الصباح الباكر لمدة شهرين في الصيف، بينما يتعرض لليل القطبي أو الظلام الدائم بالشتاء.
الدائرة القطبية الشمالية هي خط وهمي يحيط بالكرة الأرضية عند 66 درجة، 34 دقيقة شمالًا. وهي تشير لخط العرض الذي لا تغيب فوقه الشمس عند الانقلاب الصيفي، وإلى خط العرض الذي لا تبزغ عنده الشمس عند الانقلاب الشتوي، وذلك وفقًا للمركز الوطني لبيانات الثلج والجليد.
الدولة والناس
غرينلاند هي واحدة من ثلاثة بلدان مكونة لمملكة الدنمارك، البلدان الآخران هما الدنمارك وجزر فارو. تعد غرينلاند جزءًا مستقلًا عن المملكة مع حكم ذاتي محدود، وتمتلك مجلسًا للنواب ورئيس وزراء خاصًا بها. بحسب World Factbook، حوالي 12 بالمئة من سكان غرينلاند دنماركيون، و88 بالمئة من شعب الإسكيمو ، وهم السكان المحليون في المنطقة.
يعيش حوالي ثلث سكان الجزيرة في (نوك) وهي العاصمة وأكبر مدينة. وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، فإن حوالي ثلثي إيرادات الميزانية تأتي من الدنمارك، ويأتي الباقي بشكل أساسي من الصيد.
التاريخ
سُكنت غرينلاند ولأول مرة منذ حوالي 4500 سنة مضت، عندما أتى أشخاص من ما يُعرف الآن بكندا. ومع ذلك، اختفى هؤلاء السكان من 3000 سنة مضت لأسباب غير معروفة، وفقًا لموقع Countries and Their Cultures. تبعتهم مجموعة أخرى من العصر الحجري دُعوا بثقافة الخزف، واستمر شعب دورسيت (الخزف) من حوالي 600 قبل الميلاد إلى 200 ميلادي قبل أن يختفوا أيضًا.
بعد ذلك وفي القرن العاشر، انتشرت حضارة ثول في جميع أنحاء غرينلاند، التي طورت الزوارق الجلدية (زوارق شعوب الإسكيمو )، ومزالج الكلاب، والرماح. اتفق علماء الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) أن شعوب الإسكيمو الجديدة في غرينلاند ينحدرون من ثول. The Kalaallit هم شعوب الإسكيمو المحليون الذين يقطنون في المنطقة الغربية من الجزيرة، وسميت هذه المنطقة ببلد Kalaallit Nunaat (أرض Kalaallit).
في القرن العاشر أيضًا، بدأ المستوطنون النرويجيون بالسكن في الجزء الجنوبي من الجزيرة. نُفي والد الفايكنج النرويجي Erik Thorvaldsson (إيريك الأحمر) من أيسلندا لجريمة القتل التي ارتكبها فأبحر معه غربًا، وفي عام 982 وجد صدفة وديانًا خصبة ومناطق طبيعية رائعة فقرر الاستقرار فيها. وبعد أربع سنوات عاد إلى أيسلندا، وأخبر الجميع عن هذه الأرض الجديدة واصفًا إياها بالأرض الخضراء آملًا اجتذاب المزيد من المستوطنين.
تشير الأبحاث إلى أن مناخ الجزيرة كان أكثر دفئًا والجزيرة أكثر اخضرارًا مما هي عليه اليوم لذلك لم تُستبعد تلك التسمية. في عام 986، غادر إيريك أيسلندا مرة أخرى متجهًا لغرينلاند، ولكن هذه المرة قائدًا لـ 25 سفينة، وفقًا لدليل غرينلاند. كان هناك 500 رجلًا وامرأة على متن السفن، ومن أصل 25 سفينة 14 سفينة فقط وصلت لغرينلاند.
أسس الفايكنج Brattahild وقريتين صغيرتين هما Vesterbygden وOsterbygden. حوالي عام 1000، وصل عدد السكان لـ 3000 نسمة بالإضافة لعدد من المزارع بلغ عددها من 300 لـ 400 مزرعة وفقًا لدليل غرينلاند، ولمدة قدرها 500 سنة عاش الفايكنج جنبًا إلى جنب مع شعب الأسكيمو. بعد ذلك، بدا أن مجتمعات الفايكنج بدأت بالاختفاء في أواخر القرن الخامس عشر، وما حدث بقي لغزًا.
يقترح بعض الناس أن الفايكنج خضعوا لعصر جليدي مصغر أو لظروف معيشية قاسية أخرى، وتركوا خلفهم العديد من القطع يدوية الصنع (قطع أثرية) لتقديم معلومات وأدلة عن أوضاعهم المعيشية وطريقة عيشهم. عاد الأوربيون لغرينلاند في عام 1721، وعدّت الدنمارك الجزيرة مستعمرة في عام 1775. في عام 1953، جعل دستور دنماركي جديد غرينلاند قسمًا من مملكة الدنمارك، وفي عام 1979 مُنحت غرينلاند مكانة كأمة مستقلة ضمن المملكة.
المناخ
حقيقةً، يُعتبر اليوم اسم الجزيرة غرينلاند (الأرض الخضراء) اسمًا خاطئًا إلى حد ما؛ لأن 80 بالمئة من الجزيرة مغطى بالجليد. بحسب Climates to travel، يعد المناخ على طول الساحل الشمالي الرئيسي قطبيًا، وهذا يعني أن درجات الحرارة أثناء الصيف تقارب التجمد (32 درجة فهرنهايت أو 0 درجة مئوية). يصبح المناخ أكثر اعتدالًا باتجاه الجنوب.
في نوك، المدينة الأكثر سكانًا والواقعة في الجنوب، ووفقًا لـ Weather spark، الصيف بارد، الشتاء صقيعي وجليدي، ثلجي، عاصف ومتلبد بالغيوم. تراوح درجة الحرارة في المدينة ما بين 11 – 50 درجة فهرنهايت (11 – 10 درجة مئوية تحت الصفر) ونادرًا ما تنخفض تحت 1 درجة فهرنهايت تحت الصفر ( 18 درجة مئوية تحت الصفر) أو ترتفع أعلى من 55 درجة فهرنهايت (12 درجة مئوية).
بما أن الرطوبة منخفضة، تُعتبر غرينلاند أحد أفضل البلدان من حيث نقاوة الهواء، والرؤية الواضحة والممتازة. فحتى الجبال البعيدة تبدو أقرب مما هي عليه في الحقيقة، وبما أن الهواء جاف فإنه لا يُشعر بالبرد كما يتوقع الشخص.
طلائع التغير المناخي
وفقًا للمركز الوطني لبيانات الثلج و الجليد ، يمتد الغطاء الجليدي في غرينلاند لحوالي 1.7 مليون كيلومتر مربع مغطيًا معظم جزيرة غرينلاند. يغطي الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا ما يقارب 14 مليون كيلومتر مربع، وكلا الغطائين الجليديين السابقين يذوبان بمعدل 1 ميليمتر في السنة الواحدة. إذا ذاب كامل الغطاء الجليدي في غرينلاند (والذي تبلغ سماكته ما يقارب 3 كم) سيرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 7 أمتار.
يقلق العلماء من أن الهواء الدافئ و الجليد الرقيق يسمح لأعداد كبيرة من الطحالب المظلمة بالنمو على الجليد ، تمتص هذه الطحالب المزيد من حرارة الشمس؛ ما يؤدي إلى ازدياد سرعة ذوبان الجليد بشكل كبير. وفقًا لبعثة ناسا OMG، تذيب مياه المحيط الدافئ جليد غرينلاند بشكل أسرع مما كان يعتقد في السابق.
الحيوانات
بحسب VisitGreenland، تعد غرينلاند موطنًا لأصناف كثيرة من الثدييات والطيور، بما فيها الدببة القطبية، الرنة (وتدعى أيضًا كاريبو)، ثيران المسك، الثعالب القطبية، النسور، طائر الترمجان (طائر من رتبة الدجاج)، الأرانب البرية، الأرنب القطبي (حيوان من القوارض يقطن في الأماكن القطبية) والذئاب القطبية.
وفقًا لـ 10000birds.com، يوجد في غرينلاند ما يقارب 235 صنفًا مختلفًا من الطيور، معظم هذه الطيور مهاجرة، ويتكاثر حوالي 60 صنفًا منها على هذه الجزيرة. تشمل بعض الأنواع الأكثر شيوعًا خطاف البحر القطبي الشمالي، النسور ذات الذيل الأبيض، الفلمار الشمالي، الغلموتات السوداء، البط الشائع وطائر الترمجان.
تمتلئ المياه القطبية المحيطة بغرينلاند بالحيتان، وتحوي أيضًا على كركدن البحر، الحوت المحدب، حوت العنبر، الحوت الأزرق، الحوت الأبيض، الحوت المزعنف. تعتبر الفقمات أيضًا شائعة للغاية ويبلغ عددها حوالي 2 مليون، وغالبًا ما يوجد حصان البحر على السواحل الشمالية والشرقية.
تصطاد الدببة القطبية في غرينلاند الفقمات والطيور من جليد البحر أثناء السنة، وفي بعض الأحيان وأثناء الصيف، تأتي للشاطئ من أجل التهام النباتات، مع العلم أن الدببة القطبية لا تدخل غالبًا بسبات أثناء فصل الشتاء. تحتوي الجزيرة أيضًا على أكبر حديقة وطنية في العالم تقع في شمال شرق جزيرة غرينلاند وهي أكبر بحوالي 100 مرة من حديقة يلوستون الوطنية.
وتغطي مساحة تقدر بـ 972000 كيلومتر مربع مع 18000 كيلومتر من الخط الساحلي. بحسب VisitGreenland، تعد الحديقة موطنًا لأصناف عديدة من حيوانات القطب الشمالي، وتتميز بالمناظر الفريدة والمثيرة، بما في ذلك أعلى أجزاء الغطاء الجليدي الأكبر في نصف الكرة الشمالي، بالإضافة للمنطقة الموجودة في أقصى شمال الأرض.
وفقًا لموقع Nationalparkstraveler، نظرًا لصعوبة الوصول للحديقة، فإن الحديقة الوطنية بغرينلاند ليست حديقة وطنية بالمعنى الحرفي. تتطلب زيارة الحديقة الكثير من التخطيط المسبق، وعدد قليل من الناس يسكنون تلك المنطقة (معظمهم من الباحثين وموظفي القوات المسلحة)، وفقط صيادو الإسكيمو يصلون لتلك الحديقة. ونظرًا للأعداد الكبيرة من الحيوانات القطبية التي تعيش هناك، نجت العديد من حضارات الإسكيمو المختلفة في هذا المناخ القاسي منذ آلاف السنين.