صدر ديوان: عندما يموت الضوء.للشاعر السُّوري جورج عازار-صبري يوسف:أديب وتشكيلي سوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صدر ديوان: عندما يموت الضوء.للشاعر السُّوري جورج عازار-صبري يوسف:أديب وتشكيلي سوري

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1694924038426.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	134.2 كيلوبايت 
الهوية:	159885
    صدر للشاعر والقاص السُّوري جورج عازار ديواناً شعريّاً، بعد إصدار مجموعتَين قصصيتَين، وقد حمل الدِّيوان عنوان: "عندما يموت الضوء" عن دار نشر صبري يوسف، وقد جاء في مستهل الديوان كلمة النّاشر، قراءة مكثّفة عن فضاءّات الدِّيوان:
    كلمة النّاشر
    [صبري يوسف - ستوكهولم]
    أصدرَ الشَّاعرُ والقاصُّ السُّوري جورج عازار المقيم في ستوكهولم، في العام 2022 مجموعتَهُ القصصيّةَ الأولى "من عبقِ الماضي" ومجموعتَهُ الثّانيةَ "زمنُ الذِّئابِ" في هذا العام 2023 عن دار نشر صبري يوسف، وأصدر هذا الديوانَ الشِّعريَّ "عندما يموتُ الضّوء" عَنِ الدَّارِ نفسِها، ولديهِ ديوانٌ آخرُ بعنوان: "ترانيم الرّوح" في طريقِهِ إلى النُّورِ قريباً.

    تضمّنَ هذا الدِّيوان 27 سبعاً وعشرينَ قصيدةَ نثرٍ، وقدْ تنوَّعَتْ مواضيعُ وفضاءاتُ القصائد، حيثُ يضعُ مبضعُ حرفِهِ على المراوغةِ الّتي تتمُّ بينَ البشرِ عبرَ العلاقاتِ القائمةِ على الخداعِ، وعندما تكونُ بعيدةً عَنْ المصداقيّةِ، سواءً بينَ الأصدقاءِ والمعارفِ والمحبّينَ، فيرى الشّاعرُ كيفَ تخلخلَتِ العلاقاتُ الاجتماعيّةُ وأصبحَتْ نفعيّةً إلى درجةٍ لا تُحتملُ، ويتساءَل الشَّاعرُ لِمَ كلُّ هذا الانجرافِ نحوَ فضاءِ الغدرِ والنِّفاقِ في علاقاتِ الكثيرينَ ممَّنْ يطرحونُ أنفُسَهم مِنْ أقربِ المقرِّبينَ!

    الحياةُ رحلةٌ قصيرةٌ مهما امتدَّتْ، فلماذا يرتكبُ الإنسانُ الموبقاتِ ما دامَ في الانتظارِ حفرةٌ صغيرةٌ، فهو يأتي إلى الحياةِ بالزّغاريدِ والأفراحِ لكنَّهُ يرحلُ على شهيقِ الآهاتِ والأنينِ؟ فلِمَ لا يجسّدُ أرقى ما لديهِ قبلَ أنْ يرحلَ في دكنةِ اللّيلِ ويغفو في عتمةِ القبورِ؟! يستوقفُهُ أنينُ الحياةِ، فيسلّطُ قلمَهُ على مَنْ عانوا مِنْ ضجرِ الحياةِ، وتاهوا في فضاءِ البحارِ، ولا يعلمونَ إلى أينَ سينتهي بهم المطافُ؟! يترجمُ مشاعرَهُ وفضاءَهُ الطُّفوليَّ، مسترجعاً الكثيرَ مِنَ الذّكرياتِ المعشّشةِ في أعماقِهِ، ومحتاراً مِنْ هواجسِهِ المتراقصةِ في أعماقِهِ.
    تركَ الزّلزالُ الذي وقعَ في سوريا أثراً بليغاً في قلبِهِ مرمِّزاً إيّاهُ بزائرِ اللّيلِ، فقدْ جاءَ هذا الزائرُ غيرُ المرغوبِ فيهِ ليسحقَ ما تبقّى مِنَ الجوعى، إضافةً إلى قانونِ قيصرَ، المفخّخِ بعقوباتٍ مريرةٍ، انعكسَ على جماجمِ المتضوّرينَ جوعاً وحرماناً، فلا يرى مَخرجاً مِنْ كلِّ هذهِ الآهاتِ والأحزانِ والمآسي سوى جموحِ الأحلامِ، تنقذُهُ مِنْ هولِ الحصارِ والدّمارِ، وترحلُ الضَّحايا في صمتٍ مريعٍ، والطُفولةُ في حالةِ أسىً، تتفاقمُ المآسي فوقَ خدودِ الأطفالِ بكلِّ براءَتهم، وللأمِّ حضورٌ في فضاءِ الكلمةِ وانبلاجِ مهجةِ الحرفِ، فهي اخضرارُ الحياةِ ومذاقُ القصيدةِ الأشهى!

    يخترقُ أصحابُ النُّفوذِ أجنحةَ الحقِّ، فتبقى القصيدةُ بكلِّ جموحِها في المرصادِ، تتهاوى طموحاتُ الشُّبَّانِ في أوجِ اخضرارِهم، مِنْ جرّاءِ كبحِ رؤاهم، وانزلاقِهم في أتونِ النّيرانِ، ويحترقُ العمرُ في رحلةٍ هوجاءَ، لا يتذوَّقُ المرءُ نكهةَ الحياةِ، تشمخُ الشَّامُ بكلِّ ما فيها مِنْ ذكرياتٍ مبهجةٍ للروحِ، فيسطعُ بردى في لجينِ الحنينِ ويرفرفُ بابُ توما عالياً وتهدهدُ معلولا منارةَ انبعاثِ القصيدةِ، ويرى الشَّاعرُ أحلامَهُ هاربةً ومبدِّدةً مِنْ غورِ الجراحِ ومِنْ تتالي أهوالِ الانكسارِ، غائصاً في تهويماتِهِ وهواجسِ الحنينِ إلى أزهى منعرجاتِ العمرِ!

    يرفعُ الشَّاعرُ جورج عازار رايةَ العشقِ عالياً، معتبراً وهجَ العشقٍ منارةَ فرحٍ وقدراً مرفرفاً فوقَ جبينِ الأحبّةِ، ولا بدَّ مِنْ أنْ يحلَّ الغفرانُ على المحبِّينَ للعودةِ إلى أصفى حالاتِ الوصالِ، ويزدهي القلبُ ألقاً مِنْ تجلِّياتِ حبورِ العناقِ. ولا ينسى الشَّاعرُ مرارةَ العنفِ وآثارَ الحروبِ فهي تودي بالأوطانِ إلى أهوالِ الجحيمِ!
    تنبلجُ دمشقُ مثلَ يمامةٍ مفروشةِ الجناحينِ في معراجِ الذّاكرةِ، فيهفو الشَّاعرُ إلى محطَّاتِ العمرِ الَّتي قضاها في ربوعِ دمشقَ، مستذكراً أجملَ الأيامِ والحاراتِ، فتتراقصُ الأزاهيرُ وتفوحُ عبقُ الأزاهيرِ وأريجُ الياسمينِ، ينظرُ إلى قبّةِ السَّماءِ فيرى عطايا الأعالي تنهمرُ خيراً فوقَ هضابِ الكونِ، ومروجِ الأرضِ، ويعودُ إلى جمرةِ العشقِ والحبِّ والتَّواصلِ مَعَ رضابِ العشقِ العميقِ، رغمَ ما يعتريهِ مِنْ شوائبِ هذا الزَّمانِ، تزدهي آفاقُ العشقِ ودفءِ العناقِ، ويموجُ في فضاءِ القصائدِ تأمُّلاتٌ مفعمةٌ بأحلامِ وارفةِ، وطموحاتٍ طافحةٍ بمذاقِ الحنينِ. وما بينَ قطبِ الشَّمالِ وورودِ الشَّامِ تموجُ الذِّكرياتُ في رحابِ الذَّاكرةِ وتجمحُ في آفاقِ الخيالِ محطّاتُ الوداعِ، وداعِ أجملِ الجميلاتِ، حبيبةِ الحبيباتِ، فيرسمُ مشاعرَ مرهفةً في شهقاتِ الوداعِ الأخيرة. ويتوارى ضياءُ العمرِ، ضياءُ الحياةِ، منْ خلالِ الصِّراعاتِ الّتي تنبجسُ في مرامي دنيانا، ولِمَ كلُّ هذهِ الصِّراعاتِ المدَمِّرةِ لكلِّ الأطرافِ، ولا ينسى الشَّاعرُ أنْ يتوقَّفَ عندَ ضياءِ السَّماءِ ونورِ الحقِّ والحياةِ.

    تولدُ القصيدةُ مِنْ رحمِ الكلمةِ، لأنَّ الكلمةَ كانتْ في البدءِ وستبقى مرفرِفةً في أقصى السَّماءِ حتّى الأزلِ!

    أدعوكَ عزيزي القارئ أنْ تقرأَ هذا الدِّيوان بتأنٍّ، وأنْ تُعيدَ قراءَتَهُ مِنْ جديدٍ، لعلَّكَ تغوصُ عميقاً فيما وراءِ السُّطورِ رغمَ أنَّ الأسلوبَ الَّذي صاغَ الشَّاعرُ فضاءَهُ الشِّعري سهلٌ وممتعٌ، وقدْ تميّزَ هذا الدِّيوانُ كما أشرْتُ في مستهلِّ كلمتي بتنوّعِ المواضيعِ الّتي كتبَ عنها قصائدَهُ، وبقي أنْ أشيرَ إلى أنَّ الأسلوبَ أو الشّكلَ الّذي كتبَ الشَّاعرُ فيهِ قصائدَهُ، يندرجُ في فضاءِ قصيدةِ النّثرِ، والسُّؤالُ هلْ تستوجبُ قصيدةُ النَّثرِ أنْ نكتبَ في فضاءاتِها أحياناً بعضَ القوافي أو ما يُشبِهُ القوافي ونُسكِّنُها أو نكسِرُها، فهي، أي القصيدة، تخرجُ في هذهِ الحالةِ عَنْ انسيابيّتِها، فتأتي القافيةُ قلقةً، لأنَّها تُصاغُ في غيرِ سياقِها الوزني الصّحيحِ، أو المتعارفِ عليهِ وزنيّاً، وبالتَّالي تخرجُ القصيدةُ كقصيدةِ نثرٍ في هذهِ الحالةِ عن سياقِها المتحرِّرِ كلِّياً من الوزنِ والقافيةِ، إلَّا إذا جاءَتِ القافيةُ أحياناً في سياقٍ عفويٍّ ومِنْ دونِ تسكينِها أو كسرِها لضرورةِ القافية، لأنَّ هذهِ الضُّروراتِ الوزنيّةَ لا تنسحبُ على قصيدةِ النّثرِ نهائيّاً، لهذا لا داعي للتسكينِ ما لم تكُنْ ساكنةً إعرابيّاً، لأنَّ البناءَ الفنِّي لقصيدةِ النَّثرِ يعتمدُ على إيقاعِ الكلمةِ المجنّحةِ في صورِها المتجدِّدةِ وانسيابيَّةِ تدفُّقاتِها الخلّاقةِ!
    ستوكهولم: 7. 6. 2023
    صبري يوسف
    أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
يعمل...
X