الخنساء شاعرة الرثاء المخضرمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخنساء شاعرة الرثاء المخضرمة

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	تنزيل (35).jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	10.5 كيلوبايت 
الهوية:	159673

    تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السُّلمية، صحابية جليلة وشاعرة مخضرمة، اشتهرت بالوفاء وقوة الشخصية وصلابة الموقف، وعرفت بتشبيه لها بالبقرة الوحشية في حسن عينيها وارتفاع أرنبتيها، وولدت وعاشت في الجاهلية، وأدركت الإسلام واعتنقته فخلدها شعرها ومواقفها.
    المولد والنشأة


    لا يوجد للخنساء تاريخ ميلاد مضبوط يركن إليه، غير أن الثابت أنها ولدت بنجد في الجاهلية، وعاشت فيها أكثر عمرها، في كنف بيت سُلمي عُرف بالوفرة والمنعة.

    وكانت الخنساء وحيدة لأب عزيز وأخوين كريمين، وأحيطت بعناية كاملة ورعاية فائقة، فتربت على ما تتربى عليه فضليات فتيات العرب من الأخلاق، مثل عزة النفس ورعاية البيت وخدمة رجالهن، وزادت بالشعر فكانت من نوادر شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام.

    ولم تخرج الخنساء من كنف أهلها إلا إلى المحيط القريب، فرفضت الزواج من دريد بن الصمة الجشمي حتى تنال أحد أبناء عمومتها، وهو ما أدركته لاحقا حين تزوجها رواحة بن عبد العزيز السلمي، ومن بعده مرداس بن أبي عامر السلمي.

  • #2


    تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمية صحابية وشاعرة مخضرمة عرفت بالخنساء (شترستوك)
    تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السُّلمية، صحابية جليلة وشاعرة مخضرمة، اشتهرت بالوفاء وقوة الشخصية وصلابة الموقف، وعرفت بتشبيه لها بالبقرة الوحشية في حسن عينيها وارتفاع أرنبتيها، وولدت وعاشت في الجاهلية، وأدركت الإسلام واعتنقته فخلدها شعرها ومواقفها.
    المولد والنشأة


    لا يوجد للخنساء تاريخ ميلاد مضبوط يركن إليه، غير أن الثابت أنها ولدت بنجد في الجاهلية، وعاشت فيها أكثر عمرها، في كنف بيت سُلمي عُرف بالوفرة والمنعة.

    وكانت الخنساء وحيدة لأب عزيز وأخوين كريمين، وأحيطت بعناية كاملة ورعاية فائقة، فتربت على ما تتربى عليه فضليات فتيات العرب من الأخلاق، مثل عزة النفس ورعاية البيت وخدمة رجالهن، وزادت بالشعر فكانت من نوادر شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام.

    ولم تخرج الخنساء من كنف أهلها إلا إلى المحيط القريب، فرفضت الزواج من دريد بن الصمة الجشمي حتى تنال أحد أبناء عمومتها، وهو ما أدركته لاحقا حين تزوجها رواحة بن عبد العزيز السلمي، ومن بعده مرداس بن أبي عامر السلمي.
    إسلامها


    جاءت الخنساء ضمن وفد قومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثامنة من الهجرة، فأسلمت وحسن إسلامها وثبتت صحبتها.

    ولم تزل تدافع عن الإسلام وتحض أبناءها على الجهاد حتى استشهد 4 منهم في معركة القادسية.
    بلاغتها وشعرها


    عرفت الخنساء ببلاغتها وصدق عاطفتها ووضوح معانيها وجزالة عبارتها في النثر والشعر، فمن نثرها الخالد وصيتها لأبنائها الأربعة حين تأهبوا للغزو.

    فقالت لهم "إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية".

    ثم تلت قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران: 200)، وقالت "فإن رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة".

    تعليق


    • #3
      أقوال الشعراء والأدباء عنها


      يقول النابغة الذبياني "الخنساء أشعر الإنس والجن".

      ويقول جرير "أنا أشعر الشعراء لولا الخنساء".

      ويقول بشار بن برد "شعر المرأة يبين ضعفها إلا الخنساء، لأنها أقوى من الرجال".

      ويقول ابن قتيبة "مما لا شك فيه أن من تبع الخنساء من شعراء الرثاء وشواعره اغترفوا جميعا من بحرها الفياض بفيض العاطفة البشرية".

      ويقول المبرد "كانت الخنساء وليلى بائنتين في أشعارهما متقدمتين لأكثر الفحول".

      وقد عدها ابن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء من أصحاب المراثي بعد متمم بن نويرة.
      وفاتها


      بعد عمر مديد عاشت أوله في الجاهلية وآخره في الإسلام، وذاقت فيه حلو الحياة ومرها وتقلبت بين عسرها ويسرها، توفيت الخنساء ببادية نجد سنة 24 للهجرة.

      تعليق


      • #4
        نت تماضر بن عمرو بن الشريد الخنساء شاعرة مخضرمة أدركت العصر الجاهلية والإسلامية ، بعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها . أنها ولدت عام ٥٧٥م ، أي فى أواخر العصر الجاهلية .نشأت و ترعرعت فى أحضان النعمة والثروة فكان أبوها وأخواها معاوية وصخر من قبيلة مضر . تعدها من أبرز الشاعرت العربيات وخاصة فى فن الرثاء لقد زدته وأسهمت فيه مساهمة كبيرة ولكنها مع ذلك أبدعت فى شعرها ولونت فى تعبيرها وأصبحت من الشعراء البارزين قديما وحديثا . وأثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها .هى تزوجت مرتين ، تزوجت للمرة الأولى بعبد العزى كان شابا صاحب لهو وقمار ، ينفق ما بيده ولا يبقي شيئا وكانت الخنساء تلجأ إلى أخيها صخر ، وولدت له ابنها سمى عمرا وعرف بأبي شجرة . ومرة الثانية هى تزوجت بمرداس السلمي فولدت له أولاد عديدة أشتهر جميعهم بالفروسية .عرفت بقوة شخصيتها واعتزارها بأخوايها معاوية وصخر فوصفتهما فى غالبية شعرها بالكرم والجود ، وكانت تحبهما حبا جما . كان شعرها يغلب عليه البكاء والحداد والمدح والتكرار وإيقاع الحزن والبكاء ذرف الدموع ولقد نبغت شاعريتها بعد مقتل أخويها ، حيث أثر مقتل أخويها معاوية وصخر فى شاعريتها وزاد فى شهرتها الشعرية . دفعها هذا الحزن إلى حداد طويل جدا ، حيث استمرت فى ارتداء ملابس الحداد كدليل على إخلاصها لأخويها .

        تعليق


        • #5
          اسمها ولقبها
          قال ابن خلكان فى كتابه” وفيات الأعيان” : ( الخنساء ، اسمها تماضر ، بضم التاء المثناة من فوقها وفتح الميم وبعد الألف ضاد مكسورة معجمة وبعدها راء ، وهى ابنة عمرو بن الشريد السُلمى) . اسمها السيدةأم عمرو ، تُماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد الرياحية السُليمية من قيس غيلان من مضر ، من قبيلة سُليم التى نشأ فيها زهير بن أبي سُلمي الشاعر المعروف وسواه ، والخنساء لقبها الذي غلب على اسمها وقد لقوبها بالخنساء تشبيهًا لها بالبقرة الوحشية في جمال عينها أو هذا الاسم لقب غلب عليها وهى صبية[1] . ومعني تماضر ، البيضاء أو البياض و لقبت “بالخنساء” وهو مؤنس الأخنس ، ومن الخنس : تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل فى الأرنبة ، وهى صفة أكثر أبناء قبيلة سليم فى العصر الجاهلي وقد حافظوا على تقدمهم بين القبائل ، حتى فى ظل الإسلام . ويذكر ابن خلدون أن قبيلة الخنساء هاجرت إلى إفريقية بعد الفتح الإسلامي فاحتفظ أبناؤها بمكانتهم وحافظوا على نسبهم إلى زمنه مما جعل لهم شوكة وصولة حتى ذلك التاريخ.

          تعليق


          • #6


            مولدها و نسبها و نشأتها :

            يرجع المؤرخون أن مولدها كان عام ٥٧٥م ، وأن وفاتها ٦٦٤م ، إلا أن من المؤرخين من قال أنه لا يوجد تحديد للعام الذي ولدت فيه . وأن عام ميلادها المذكور جاء به المستشرق جبرييلي ، وتبعة العرب فى ذلك [3]. هى شاعرة المخضرمة (الشعرأء المخضرمون هم الذين أدركوا العصرين العصر الجاهلى و العصر الإسلامى ) و إحدى من الصحابيات الرسول الله صلى عيه وسلمو أعظم شواعر العرب ، معظم شعرها فى رثاء لأخويها صخر ومعاوية الذين قتلا فى الجاهلية وبعد قتلهماجلست الخنساء على قبرهما زمانا طويلا و تبكيهما وترثيهما و فيه جل مراثيهما ومعظم أبياتها فى مدح صخر وكثرة إحسانه ، وأيضا ترثى أولادها الأربعة الذين شهدوا فى الحرب القادسية ، تعتبر الخنساء من أشهر نساء العرب قبل مجئ الإسلام و بعده’ كما قيل لجرير من أشعر الناس ؟ قال أنا لو لا هذه الخبيثة (يعنى الخنساء ) قال بشار :لم تقل امرأة قط شعرا إلا تبين الضعف فيه ، فقيل له أوكذلك الخنساء ؟ قال تلك فوق الرجال[4].

            كانت الخنساء واحدة من أعظم الشاعرات فى العصر الجاهلي والإسلام تفوقت على العديد من الشعراء فى زمانها حتى قال عنها نابغة الزبياني ، أنها أشعر الجن والإنس ، عاشت قرابة السبعين عاما حتى أدركت الإسلام ، وأسلمت وحسن إسلامها وكانت فى جاهليتها تقول الشعر قليلا حتى ماتشقيقها صخر فتدفق الشعر على لسانها بقصائد رثاء خالدة فى أمهات كتب الأدب والشعر . لها ديوان معروف ، متوسط الجحم أكثره من الرثاء شرحه عدد من العلماء أشهرهم ابن السكيت ، ابن الأعربي ، والثعالبي وغير ذلك .

            كان ولدها سيدا من سادة قومه ذا نفوذ وثروة طائلة ، وكان شديد الإفتقار بولديه “صخر ، معاوية” فإذا حضر الموسم فى عكاظ سار بهما أمام الملأ وهو ينادي ، أنا أبو خيري مضر فلا ينكر عليه أحد من مضر أو غيرها من القبائل ، ويبدو أن الخنساء كانت أصغر من أخويها هذين ، لأن المستشرق غبريالي كان قد جعل مولد معاوية عام ٥٨٠م ، مستندا إلى رواية الأصمعي التي يذكر فيها خبر حضور والدها سوق عكاظ مع ابنه صخر ومعاوية فى السنة ٣٥للفيل ، فباعوا لهم أرضا فى يثرب إلى معمر بن الحارث جد الشاعر العذري جميل بثينة ، وأن عقد البيع بقى محفوظا لدى أبناء معمر إلى زمن هارون الرشيد . وبناء على هذه الرواية فإن زمن شبابهما يجب أن يقع فى حدود السنتين ٥٨٨و ٦٠٥ لأن عام الفيل لم يتقدم السنة ٥٨٠م ، ولم يتأخر سنة ٥٤٢ م[5] . تحدث الرسول الله صلى عليه وسلم عن نسب الخنساء تفاخرا به حينما قال :

            ” إن لكل قوم حرزا ، وإن حرز العرب قيس (بن عيلان ) ، وكان أيضا عليه الصلاة والسلام –يقول : أنا ابن العواتك من سليم وفيهم شرف وخير كثير ، و هم أصحاب الرايات الحمر .لذلك فقد اجتمعت للخنساء أسباب العزة ، وملكت عوامل الفخار من جاه ، ومال وجمال ونفوذ ، فكان لهذه الأسباب الأثر فى حياتها و فى تكوين شخصيتها ، وقد حافظت هذه الأسباب على مكانة الخنساء وهيبتها فلم يجرؤ أحد على التهجم عليها ، أو التحدث عنها ، وكذلك كانت للبيئة والمكان الذي تسكنه الأثر الواضح فى بناء شخصيتها كشاعرة ، فقد اشتهر أهم نجد بالبلاغة ، و ذهبوا بالشعر كل مذهب ، وظهر كثير من الشعراء فى هذا المكان[6].

            تعليق


            • #7
              الخنساء في شبابها
              تجمع الخنساء فى نفسها صفات عظيمة لا يمكن أن يمتلكها أي رجل أو امرأة أخرى ، فقد جمعت المروءة والفروسية والبطولة والولاء والإخلاص إلى جانب تفوقها فى الشعر وكذلك إيمانها العميق بعد إسلامها . كانت الخنساء حكيمة وحاذمة ، لم يجرؤ أحد على مهاجمتها أو التحدث عنها ، ولهذا لم يتحدث عنها أحد ولم يتفوه شاعر بشيء يمكن أن تحملة الألسنة . كما كتب حمدو طماس فى كتابه ” ديوان الخنساء” كانت الخنساء عاقلة حازمة ، حتى أنها قد عدت من شهيرات النساء ، ومثل هذه يخشاها المتغزلون ، فلا يجرؤ أحد على التهجم عليها أو التحدث عنها إلا لقي ما يسؤوه ، لذ لم يتكلم عليها أحد ، ولم يتفوة شاعر بشيء يمكن أن ينقل وتحملة الألسن .

              حتى كان يوم أناخ فيه جشم رواحلهم ، طلبا للراحة من عناء سفر طويل إلى مكة ، وكان منزلهم فى بادية الحجاز قريبا من منازل بني سليم . وتسوق الأقدار سيد بني جشم دريدا فينطلق على فرسه فى رياضة قصيرة فلفت نظره مشهد فتاة تهنأ بعيرا لها ، وقد تبذلت حتى فرغت منه ، فنضت عنها تيابها واغتسلت وهى لا تشعر به . وتمضي الحادثة ليسأل عنها فيعرف أنها تماضر بنت عمرو شقيقة صديقه الحميم معاوية . فيخطبها فترفض كل الوساطات في ذلك ولم تقبل بالزواج به . فنخلص إذا إلى أنه لا شك فى أن الخنساء مرت قبل دريد بتجربة زواج ، ففرضت على أبيها ألا يقطع برأي إلا بعد أن يستشيرها ودفعت منها ، فلم تتحرج حين نضت ثيابها ، ولا خجلت من أبيها حين كلمها فى الزواج ولا استحيت أن تبدي رأيها فيه [7]“.

              تعليق


              • #8
                رفضت الخنساء خطبة دريد بن الصمة:

                كان دريد بن الصمة ، فارس هوازن و سيد بني جاشم ، شارك فى قرابة مائة معركة لكنه فشل فى إحداها . وأصبح له من منعة ، كفلت له التبجيلو الشرف . وبينما هو فى رحلة قصيرة رأي منظر فتاة ترعى جملاً ، فسأل ، من هى ؟ قالوا له ، أنها تماضر بنت عمرو ، أخت صديقك العزيز معاوية سيد بني جشم ، سره هذا الخبر ، وقال :

                حيوا تماضر و اربعوا صحبي وقفوا فإن وقوفكم حسبي

                أخُناس قد هام الفؤادُ بكم وأصابه تبل من الحُب

                متبذلا تبدو محاسنُه ضعُ الهناء مواضع النقب

                ما إن رأيت ولا سمعت به كاليوم طاليأينق جُرب

                مُتحسِّرا نضحُ الهناء به ضحُ العَبير بريطةِ العصب

                فسليهمعني خُناسُإذا عضالجميع الخطب ماخطبي[8]

                فى اليوم التالي توجه إلى منزل صديقه معاوية بن عمرو ، واستقبله عمرو والد الخنساء بالترحيب . جلس دريد بن الصمة فى مجلسه وقال : جئت لأتقدم لخطبة ابنتك تماضر الخنساء

                قاله عمرو : مرحبا بك يا أبا قرة ، وانك لكريم لا يُطع فى حسبه ، والسيد لا يرد عن حاجته ، والفحل لا يقرع انفه . ولكن لهذه المرأة فى نفسها ماليس لغيرها . وأنا ذاكرلها وهى فاعلة . ثم دخل على ابنته ، وقال لها : يا خنساء ، أتاك فارس هوازن ، وسيد بين جشم دريد بن الصمة يخطبك وهو من تعلمين ….. قالت وكان دريد يسمع حديثهما : يا أبت : اتراني تاركة بني عمي مثل عود الرماح ، وناكحة شيخ بني جشم ؟ فخرج إليه أبوها فقال : يا أبا قرة قد امتنعت ، ولعلها تجيب فيما بعد . فقال دريد : قد سمعت قولكما . قالها وهو منصرف ، دون أن يزيد عليها ، يبدو أن أخاها معاوية ، اراد أن يجامل صديقة دريد ، فحاول إقناع الخنساء ولكنها اصرت على موقفها من الرفض ، وكان بجوارها صخراً بعطفه وحنانه . عرف فيها أبوها ، رجاحة العقل وأتزان الفكر ، فأبي إلا أن يكون زواجها بعد موافقتها ، ولم يكن ذلك حقا لكل ابنة ، وانما هو تكريم يمنح لمثيلات الخنساء . ولان الخنساء رفضت الزواج من غير بني عم فإن التاريخ ذكر أنها تزوجت من رجل من قبيلتها .

                قيل أيضا : أن دريد لما خطبها لها بعثت إليها خادمة وقالت إ انظري إليه إذا بال فإن كان بوله يخرق الأرض ويخر فيها ففيه بقية ، وإن كان بوله يسيح على وجهها فلا بقيه فيه ، فتعود إليها و أخبرتها فقالت : لميبق فى هذا ، فأرسلت إليه ، ما كنت لأدع بني عمي وهم مثل عوالي الرماح ، و أتزوج شيخا فقال يهجو الخنساء :

                لمن طلل بذات الخمس أمس عفا بين العقيق فبطن ضرس

                وقاك الله يا ابنة آل عمرو من الفتيان أمثالي ونفسي

                و قالتإنني شيخ كبير وما نبأتها أني ابنأمس

                فلا تلدي ولا ينكحك مثلي إذا ما ليلة طرقت بنحسِ.

                تعليق


                • #9
                  زواج الخنساء:
                  لقد تزوجت الخنساء رواحة بن عبد العزى من قبيلتها “سُليم ” الذي كان عبد العزى من مقامرا وقد ضحت فى سبيل الحفاظ عليه بالكثير من طبيترها وكبريائها كي تجعله يتعلق بها ، لكنه بالغ فى انحرافه واستغل حرصها عليه أسوأ استغلال ، وانتهز مالها ومال أخيها . حيث كانت تذهب لأخيها صخر تشكو له من حالها وما نالته من مشقة معيشته ، فيقسم صخر ماله إلى نصفين ويعطيها أفضل الاثنين ، حتى انفصلت أخيرا عن زوجها ، ولدت له ابنها سمى عمرا وعرف بأبي شجرة . ومرة ثانية هى تزوجت رجلا آخر من قبيلتها هو مرداس بن أبي عامر السليمي الملقب بالفيض لسخائه وكان مرداس بالإضافة لكرمه ، رجلا عملا بجد ولم يترك فرضة بل انتهزها ليوفر لأسرته وسائل العيش الكريم ، حتى مات فى إحدى مغامراته ، ورثت الخنساء زوجها مرداس لتكشف عن مدى الحزن والأسى لفراقه ، حيث كانت مرداس فى رأيها أفضل الناس من حيث الحلم والفروسية والشجاعة ، فولدت له أولادا عديدة ثلاثة بنين هم زيد، ومعاوية ، وعمرو روزقت ببنت اسمها عمرة وهى أصغرهم ، واشتهر جميعهم بالفروسة .

                  تعليق


                  • #10
                    اسلام الخنساء

                    وفدت الخنساء على النبي صلى الله عيله وسلم مع قومها بني سليم فى السنة الثامنة من الهجرة ، فأسلمت وهى فى سن متقدمة وتغلغل الإسلام فى قلبها ، فتحول شعرها من الرثاء والبكاء إلى شعر المنانحة عن الإسلام والمسلمين وعن الرسول الكريم الذي كان يستشعرها وييطلب منها إلقاء شعرها على مسمعه ويقول لها : هيه يا خنساء فى إشارة إلى إعجابه بشعرها لفظا وفصاحة ، وقد تأزرت الخنساء بلغة القرآن المجيد فى أشعارها بعد الإسلام ، فاستعارت بعض الألفاظ من القرآن حرفيا كقولها فى قصيدة إلا لعينك أم ما لها[10] :

                    فخر الشوامخُ من قتله و زُلزلت الأرض زلزالها

                    كما قالت الخنساء فى القصيدة نفسها :

                    فإن تصبر النفسُ تُلق السرور وإن تجزع النفسُ أشقى لها

                    و فى نهاية أيامها وفدت الخنساء عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وكات لا تزال تبكي على شقيقيها صخر ومعاوية ، فطلب أقاربها من عمر بن الخطاب أن منعها عن ذلك أن بلغ منها البكاء حدها وكان أثره على مآقيها مبلغ فقال له عمر ” اتقي الله وأيقني بالموت ، فأجابته أنها موقنة بالموت ولكنها تبكى سادة مضر بسبب موتهم على الشرك وهو ما وضحه انه قتيبة حين قال :قالت الخنساء كنت أبكي لصخر من القتل ، فأنا أبكي له اليوم من النار، وهذا دليل على عظمتها ورأفتها بأخوايها وفى الوقت ذاته تغلغل الإسلام وتمكنه من قلبها جعلها مدركة لخواتيهم العباد والجزاء فى الآخرة بناء على ما قدموه لأنفسهم فى الحياة الدنيا

                    تعليق


                    • #11
                      استشهد أبنائها الأربعة:

                      عصر الإسلام تحث أبنائها الأربعة على الجهاد دفاعا عن الإسلام وقد رافقتهم مع الجيش ، وهى تقول لهم ” إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتهم مختارين ، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولافضحت خالكم ، ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثوب الجزيل فى حرب الكافرين ، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية ثم يقول سبحانه وتعالى { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقو الله لعلكم تفلحون } فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وجللت نارا على أوراقها . فتيمموا وطيسها وجالدوا رسيسها تظفروا بالغنم والكرامة . فى الدار الخلد والمقامة ، فلما أضأء لهم الصبح باكروا مراكزهم فتقدموا واحدا بعد واحد ينشدون أراجيز يذكرون فيها وصية العجوز لهم حتى قتلوا عن آخرهم [12]“.استمع أبنائها إلى وصيتها ، فذهبوا للقتال واستشهدوا جميعا فى معركة القادسية ،ولما وصلت الخنساء نبأ وفاة أبنائها لم تفزع ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر ، ولكنها صبرت وقالت قولها المعروفة “الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم فى مستقر رحمته . وكان عمر بن الخطاب يعطيعها أرزاق بنيها الأربعة (وكان لكل منهم مائتا درهم ) حتى توفيت .

                      تعليق


                      • #12
                        مقتل أخيها معاوية:

                        الخنساء ذات حسب وجاه وشرف ، كان لها أخوان معاوية وصخر، كان صخر زين العشيرة وأولهم حلما وجودا وشجاعة وجمالا و قال بعض إن صخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد أخوها لأبيها ومعاوية بن عمرو أخوها لأبيها وأمها . قتل معاوية إثر تواقعه مع هاشم بن حرملة الغطفاني بسبب إحدى الجواري حيث روي صاحب الأغاني عن أبي عبيدة ” أن معاوية وافى عكاظ فى موسم من مواسم العرب ، فبينا هو يمشي بسوق عكاظ إذ لقي أسماء المرية وكانت جميلة ، وزعم أنها بغيا فدعاها إلى نفسه فامتنعت عليه فقالت : أما علمت أني عند سيد العرب هاشم بن حرملة ؟ فقال أنا والله لأقارعنه عنك قالت : شأنك وشأنه ، فرجعت إلى هاشم بن حرملة فأخبرته بما قال معاوية وما قالت له ، فقال هاشم فلعمري لا يريم أبياتنا حتى ننظر ما يكون من جهده ولما خرج الشهر الحرام وتراجع الناس عن عكاظ ، خرج معاوية بن عمرو يريد بني مرة وبني فزارة ، فى فرسان أصحابه من بني سليم حتى إذا كان بمكان يدعى ( الحوزة أو الجوزة )دومت عليه طير ، وسنح له ظبي ، فتطير منهما ورجع فى أصحابه ، وبلغ ذلك هاشم بن حرملة فقال ما منعه من الإقدام إلا الجبن ! . ولما كانت السنة المقبلة غزاهم حتى إذا كان فى ذلك المكان سنح له ظبي وغرب فتطير فرجع ، ومضي أصحابه وتخلف فى سبعة عشر فارسا لا يريدون قتالا فوردوا ماء فرأتهم إمراة من جهينة ، فأتت هاشم بن حرملة ….. فنادى هاشم فى قومه وخرج … فاقتتلوا ساعة وانفرد هاشم ودريد ابنا حرملة المريان لمعاوية ، فاستطرد له أحدهما فشد عليه معاوية وشغله ، واغتره الآخر فطعنه فقتله[13] .

                        ومما قالته الخنساء ترثى أخاها معاوية كما يلى :

                        ألا لا أرى فى الناس مثل معاوية إذا طرقت إحدى الليالي بداهية

                        وكان لزاز الحرب عند شُبُوبها إذا شمرت عن ساقها وهى ذاكية

                        و قواد خيل نحو أخرى كأنها سعال و عقبان عليها زبانية

                        فأقسمت لا ينفك دمعي وعُولتي عليك بحزن ما دعا الله داعيه.

                        تعليق


                        • #13
                          مقتل أخيها صخر

                          دخلت الأشهر الحرم ورد صخر على قوم هاشم بن حرملة فقال : أيكم قاتل أخى؟ فقال أحد ابني حرملة للآخر : خبره وهما دريد وهاشم بن حرملة ، فقال الجريح منهما : وقفت له فطعنني هذه الطعنة فى ذراعي وشدده عليه أخى فقتله فأين قتلت أدركت ثأرك إلا أنني لم نسلب أخاك قال : فما فعلته فرسه الشماء ؟ قال ها هى تلك خذها فأخذها ورجع . وفى العام التالي غزا صخر بني مرة قوم هاشم ودريد بن حرملة على ظهر فرسه الشماء مسودا غرتها كى لا يتعرفوا عليها ، فاقتتل معهم وقتل صخر دريد بن حرملة ، وفى هذا يقول صخر :

                          ولقد قتلتكم ثُناء وموحدا وتركت مرة مثل أمس المدبر

                          وفى يوم يقال له ذات الأثل أو اليوم الكلاب غزا صخر بني أسد وسبى نساءهم فتبعوه و اقتتلوا قتالا شديدا فطعن ربيعة بن ثور الأسدي صخرا فى جنبه فالتهب جرح صخر ومرض وطال به المرض وعاد قومه فكانوا إذا سألو ا امرأته سلمى عنه ، قالت : لا هو حي فيرجى و لا هو مات فينسى وصخر يسمع كلامها ولما أفاق من جرحه بعض الإفاقة عمد إلى زوجته فعلقاها بعمود الفسطاط حتى ماتت ، وقيل قال : ناولوني سيفي لأنظر كيف قوتي وأراد قتلها وناولوه فلم يطق السيف ، ولما طال عليه البلاء و ازداد جرحه التهابا نتأت قطعة من اللبد فى موضع الطعنة فقالوا له : لو قطعتها لرجونا أن تبرأ فقال شأنكم فأشفق عليه بعضهم فنهاهم فأبي وقال : الموت أهون على أنا فيه ، فأحموا شفرة ثم قطعوها فيئس من نفسه و مات[15] ، فأشدت الخنساء فى رثاء صخر تقول :

                          ألا يا صخر إن أبكيت عيني لقد أضحكتني دهراً طويلا

                          بكيتك فى نساء مُعولات وكنت أحق من أبدي العويلا

                          دفعت بك الجليل وأنت حيٌّ فن ذا يدفعُ الخطب الجليلا

                          إذا قبُح البُكاء على قتيل رأيت بُكاءك الحسن الجميلا

                          تعليق


                          • #14
                            وفاة الخنساء

                            بعد أكثر من سبعين عاما من التعب والبؤس قضت معظمها فى العصر الجاهلي وقليلا فى الإسلام ، ماتت الخنساء – رضي الله عنها – مسلمة صاحبية من صحابيات النبي صلى الله عليه وسلم فى عام ٢٤للهجرة ، وهو ما يوافق عام ٦٤٥م ، وقد أدركت الخنساء انتصار الإسلام فى حياتها ، و كانت الخنساء ذائقة الصيت ، فبدأت ببكائها ورثائها أخاها صخراً ورثائها على سادات مضر ، ثم استشهاد أبنائها الأربعة ، وقد خصص لها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فى فترة خلافته مئتي درهم لكل من أبنائها الذين استشهدوا فى القادسية حتى مات رضي الله عنها[17] .

                            تعليق

                            يعمل...
                            X