يحدث الاعتدال الخريفي عادةً في 22 أيلول سبتمبر، حيث تكون الأرض في الزاوية المناسبة مع الشمس، وهكذا يكون النهار والليل متساويين، وفي هذا المقال سنضع الأمور في نصابها ونبين بعض الحقائق المتعلقة بهذا اليوم.
1. الاعتدال الخريفي لا يدوم طوال اليوم:
على الرغم من أنّ الاعتدال الخريفي يمكننا ملاحظته، وحتى بإمكاننا أن نحتفل به طوال يوم 22 سبتمبر، إلّا أنّه في الحقيقة هو مجرد لحظةٍ من الزمن، بدقةٍ أكثر أي عندما تعبر الشمس خط الاستواء السماوي – وهو خط وهمي في السماء فوق خط استواء الأرض – عادةً تدور الأرض مُشكِّلةً مع محورها زاوية 23.5 درجة، ولكن في هذه اللحظة لا يميل محور دورانها باتجاه الشمس ولا بعيدًا عنها.
في عام 2018 سوف يحدث ذلك في تمام الساعة 9:54 مساءً بحسب التوقيت الصيفي الشرقي المستخدم في الولايات المتحدة، بعد هذه اللحظة ستبدأ الشمس بالشروق متأخرةً وتغرب مبكرةً في نصف الشمالي للكرة الأرضية.
أما في نصف الكرة الجنوبي سيحدث العكس حيث يحدث الاعتدال الربيعي، وهو إشارة إلى أنّ وقت النهار سيصبح أطولًا.
2. الليل والنهار غير متساويين تمامًا:
لا تشير كلمة اعتدال الليل إلى أنّ طول الليل يساوي بالضبط طول النهار تمامًا يوم 22 سبتمبر، فسبب انحراف ضوء الشمس ستظهر الشمس فوق خط الأفق في بعض الأماكن وهي في الحقيقة تحته، كما أن المناطق البعيدة عن خط الاستواء سيكون فيها النهار أطول قليلًا لأن الشمس تستغرق وقتًا أطول للشروق وللغروب.
أما في الأيام القريبة من يوم الاعتدال، قد تكون الشمس مرئيةً لمدة تتراوح ما بين 12 ساعة و 6 دقائق و 12 ساعة و 16 دقيقة بحسب خط العرض.
وفي 22 سبتمبر 2018، ستشرق الشمس الساعة 6:55 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة وتغرب في الساعة 7:06 مساءًا، وهذا يعني تسع دقائقٍ إضافيةٍ للنهار.
3. يمكن أن يختلف تاريخ الاعتدال:
على الرغم من أنّ الاعتدال الخريفي عادةً ما يكون في 22 سبتمبر أو 23، إلاّ أنه قد يحدث في 21 أو 24 سبتمبر؛ وذلك لأنّ التقويم المستخدم في الغرب والمسمى بالتقويم الغريغوري والذي يُعرِّف السنة بمرور 365 يومًا، أو المدة الزمنية التي تستغرقها الأرض أثناء دورانها حول الشمس، ولكن تستغرق الأرض 365.25 يومًا لتدور حول الشمس.
هذا يعني أن الاعتدال في سبتمبر سيكون بعد ست ساعات عما كان عليه في العام الماضي – ولا بدَّ من الإشارة إلى إنّ إدراج سنةٍ كبيسةٍ يعيد ضبط التاريخ مرةً أخرى – ، في عام 2092 و 2096 سيكون الاعتدال الخريفي في 21 سبتمبر وآخر مرة حصل فيها الاعتدال في هذا التاريخ كانت عام 1000 ميلادية.
يمكنك الاطلاع على التواريخ الدقيقة للاعتدال الخريفي والربيعي وكذلك الانقباضات الصيفية والشتوية حتى عام 2025 في رابط المرصد البحري الأمريكي.
4. الاعتدال يسبب ظاهرة الشفق القطبي الشمالي:
الشفق القطبي هو عروض جميلة للضوء في سماء القطب أثناء الليل، حيث يشير الاعتدال إلى بداية الوقت الذي يمكنك رؤية الشفق فيه، ويستمر حتى نهاية شهر أكتوبر.
يحدث الشفق بسبب تفاعل الرياح الشمسية مع المجال المغناطيسي للأرض، والرياح الشمسية هي جسيمات البلازما التي تهرب من الشمس إلى الفضاء.
الاضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض – تسمى العواصف الجيومغناطيسية أيضًا – تكون أقوى في الربيع والخريف مقارنةً مع الصيف والشتاء، حيث تتصادم جسيمات البلازما التي تصل إلى المجال المغنطيسي للأرض مع ذراتٍ من الأكسجين والنيتروجين وعناصرٍ أخرى في الهواء لتعطي في النهاية فوتوناتٍ ذات أطوالٍ موجيةٍ مختلفةٍ وبالتالي ألوانًا مختلفةً.
5. الاعتدال سبب للاحتفال!
هناك العديد من الاحتفالات المرتبطة بالاعتدال الخريفي، فعلى سبيل المثال، هناك مهرجان نيوباجن في مابون، حيث يحتفل الناس بجمع المحاصيل وثروات الأرض.
أما في الصين وفي عدة دولٍ آسيوية أخرى يحتفل الناس بمهرجان القمر الذي يُقام دومًا في منتصف شهر سبتمبر عند قمر الحصاد، وقمر الحصاد هو القمر الأقرب إلى وقت الاعتدال الخريفي.