محمد علي قره فظلي Mehmet Ali Qara Fazli شاعر عثماني عاش في القرن السادس عشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد علي قره فظلي Mehmet Ali Qara Fazli شاعر عثماني عاش في القرن السادس عشر

    قره فظلي (محمد علي ـ)
    (…ـ 1563م)

    محمد علي قره فظلي Mehmet Ali Qara Fazli شاعر عثماني عاش في القرن السادس عشر، وكتب قصائده باللغة التركية. لا يُعرف من تفاصيل حياته سوى أنه كان التلميذ المفضل لدى الشاعر ظاطي Zatï، ويعود الفضل في شهرته إلى قصيدته الرمزية المطولة «الوردة والبلبل» Güll u Bülbül التي نظمها بين عامي 1552و1553 وفق تقاليد الشعر العربي العمودي التي تبناها العثمانيون كما الفرس، وقد بلغ عدد أبياتها ذات الشطرين (2200) بيت، قال فيها المستشرق والمترجم الألماني المعروف هَمَّرـ بورغشتَل J. von Hammer-Purgstall «إنها إحدى ألطف القصائد الرومنسية وأجملها في الأدب المشرقي». وهو الذي ترجمها إلى الألمانية؛ فعرَّف الغرب بالشاعر وإبداعه.
    لا تنحصر حكاية القصيدة بثنائي الوردة والبلبل ـ وكلاهما في الأصل التركي غير محدد الجنس (ذكر أم أنثى) ـ بل تظهر أيضاً ثنائيات عشق متعددة، كفصول السنة والرياح المتنوعة والورود والأزهار؛ شخصيات فاعلة. تبدأ الحكاية في قصر «شاه ربيع» حيث يقع الساقي «بلبل» في حب الأميرة/الأمير «وردة»، فيبثها عشقه في قصائد تنقلها إليها مراسيل الغرام الورود. وفي لحظة ظهور استجابة لمشاعره يضبطه «شاه ربيع»، ويرميه في السجن حيث يطويه النسيان، في حين تعيث الفصول الثلاثة الباقية صيف وخريف وشتاء الغازية فساداً في بلاد «شاه ربيع». وبعد أن يتمكن «شاه نوروز» حليف «شاه ربيع» من طرد الغزاة وإعادة الشاه المخلوع إلى عرشه يتذكران السجين، فيطلقان سراحه، ويعقدان رباطه على الوردة إلى أن يأتي هادم اللذات ومفرِّق الجماعات ليُسدل الستار على سعادتهما، مذكراً الشاعرُ الناسَ بذلك بزوال كل أمرٍ دنيوي. قد تبدو قصة الحب اللطيفة هذه بلا مغزى عميق حسبما يوحي سطح الأحداث، إلا أن الشاعر استهلّ قصيدته بمدخل يشكو فيه همومه المادية المقلقة ومجريات الزمن المؤرقة، ثم انهاها بخاتمة يشرح فيها استعاراته المجازية بحيث تكتسب رموزه المؤنسنة مغزى أبعد عمقاً:
    «فصاحب الجلالة «شاه ربيع» هو العقل الذي يجب أن يسود، وابنته الوردة هي الروح التي أنجبها العقل، والمدينة المسماة «مهاد الورد» هي الجسد المعروف بـ«فراش الشهوات»، والبلبل الصداح في «مهاد الورد» هو القلب التواق إلى الروح».
    وبالأسلوب ذاته تابع الشاعر معالجة صفات الإنسان وفضائله ورذائله الواحدة تلو الأخرى، حتى تنجلي صراعاتها الداخلية في نور الله، فتَشُف. وبهذا تندرج هذه القصيدة في نوع الشعر الصوفي الذي كثيراً ما اقتبَس مثل هذه الحكاية الخرافية وما يشبهها، وأعاد صياغتها لتناسب مقولاته. وغالباً ما كانت الصياغات الفارسية نموذجاً للشعراء الصوفيين العثمانيين، مثل «الوردة والنوروز» Güll u Navruz. أما حكاية «الوردة والبلبل» الفارسية الأصل فقد شهدت على يد الشاعر العثماني محمد علي قره فظلي معالجة فنية أصيلة تحتل المكانة الأولى بين مثيلاتها. فتحت تأثيره حاول ـ لاحقاً ـ عدد من الشعراء تناول الموضوع نفسه، مثل باقي Baqï وغازي غيراي Gazï Giray اللذين لم يبلغا مستواه الفني.
    إن لغة قره فظلي تحمل السمات الخاصة بما يسمى لغة الدواوين، وعلى هذا الصعيد في القرن السادس عشر فقدت اللغة التركية صفاءها الأصلي وبساطتها. إلا أن ما يميز هذا العمل من غيره من نتاج ذاك العصر هو الخيال الجميل ورشاقة النظم، وبهذا كُتب له البقاء.
    نبيل الحفار
يعمل...
X