تويت
فنان جزائري يرسم تفاصيل حي القصبة التاريخي باستخدام السكين
الفنان التشكيلي لخضر خلفاوي أبدع خلال مسيرته أكثر من سبعين عملا فنيا خصصها لإبراز جماليات حي القصبة العريق بالعاصمة الجزائر.
الثلاثاء 2023/08/29
حي عامر بالقصص والجمالعمر الخروصي
الجزائر- تشكل أعمال الفنان التشكيلي الجزائري لخضر خلفاوي أسلوبا فريدا كان معروفا من قبل وهو المدرسة الانطباعية التي ظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي، لكن هذا الفنان العصامي أضاف إليه بعدا تعبيريا، باستخدامه للألوان المشرقة، مع الكثير من الضوء والظلال المختلفة على سطح المشهد، ما يشبه اللمحة المتدفقة من الخيال.
ولا يكترث أسلوب خلفاوي للنظم المتعارف عليها في الاتجاه الانطباعي المعهود، والتي لا ترى في الطبيعة سوى تبدلاتها بحسب الضوء، والمناخ، والفصل، والساعة، وتقوم على رفض القانون الوضعي الذي جاء نتيجة ممارسة الأعمال الفنية التقليدية.
لخضر خلفاوي: أنا فنان متفرغ وعصامي أعمل على البحث الفني المتواصل
وأبدع هذا الفنان التشكيلي خلال مسيرته أكثر من سبعين عملا فنيا خصصها لإبراز جماليات حي القصبة العريق بالعاصمة الجزائر؛ وهي الأعمال التي تصلح أن تكون بطاقة تعريف لهذا الحي التاريخي، كونها سجلت بدقة أهم المعالم والعادات التي يزخر بها.
عن هذا الاهتمام الشديد بحي القصبة، يقول خلفاوي في حديث معه “علاقتي بحي القصبة قديمة جدا، تعود إلى الثمانينات، وهي الفترة التي اكتشفت فيها ذلك الزخم الهندسي البسيط والجميل، في آن واحد، الذي تتميز به العمارة في حي القصبة. وهذا الإعجاب جعلني أسارع إلى القيام بإنجاز رسومات تحاول محاكاة تلك البنايات التاريخية التي يشتهر بها حي القصبة، وشاركت بها في معارض جماعية قوبلت باستحسان كبير من قبل الجمهور، الأمر الذي جعلني أقبل على مغامرة أكبر لتجسيد معالم هذا الحي العريق، آخذا بعين الاعتبار أيضا كل الانتقادات والملاحظات التي كان يوجهها لي الجمهور عند مشاهدة أعمالي الفنية”.
ويضيف خلفاوي “خلال مسيرتي الفنية التي تواصلت على مدى سنوات طويلة، وجدت أن أفضل طريقة بالنسبة إلي هي الرسم باستعمال السكين، بدل الريشة التي أصبحت أستخدمها بصورة ثانوية، كما أنني توصلت إلى تركيبة خاصة بي في مزج الألوان”.
من جهة أخرى، يؤكد هذا الفنان على استقلاليته التي حاول المحافظة عليها منذ بداياته الأولى في الرسم، فيقول “لأنني فنان متفرغ، وعصامي التكوين، لم يكن أمامي من بد سوى البحث المتواصل، وعدم السماح للغرور أن يتسلل إلى نفسي، وأقبلت على تجسيد لوحات تصور أهم عادات ومعالم حي القصبة، محاولا أن أطوعها لتكون في خدمة أسلوبي الفني مخافة أن أنساق وراء التقليد والتقمص؛ لأن مرحلة ثمانينات القرن الماضي في الجزائر كانت تعج برسامين أثبتوا وجودهم، ونحتوا أسماءهم بجدارة في مدونة الفن التشكيلي محليا، وحتى على المستوى الدولي”.
◙ رسومات تحاول محاكاة تلك البنايات التاريخية التي يشتهر بها حي القصبة
ويشير خلفاوي إلى أن التركيز على رسم معالم حي القصبة التاريخي جعله أمام مسؤولية ثقيلة؛ لأن حي القصبة تراث خاص بالجزائر، وفيه من اللمسات المعمارية ما يجعله من “السهل الممتنع”. ولعل زائر هذا الحي، بحسب خلفاوي، ينتبه إلى تلك الأعمدة المتراصة التي تحمل الشرفات، وتمتد من بيت إلى بيت كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا في هيبة وشموخ.
ويضيف خلفاوي “الملاحظ على بنايات حي القصبة أنها عبارة عن مساحات بيضاء تحرك هدوءها تلك الأعمدة الساحرة، وبين نظرة وأخرى، غنائيات من موزاييك توقظ في النفس حب الحياة، وترتقي بالأحاسيس أيضا من خلال سكان القصبة وألبستهم المميزة، فضلا عن ‘الحايك’ الأبيض الذي ترتديه النسوة، فيصبحن أشبه بالحمام الأبيض وهن يجبن تلك الأزقة الضيقة التي بنيت بطريقة أشبه بالحصن، الداخل إليه بنية خبيثة، لا بد وأنه سيصبح مفقودا”.
وعلى الرغم من أن الفنان خلفاوي عاصر بعض أهم قامات الفن التشكيلي الجزائري أبرزهم محمد إيسياخم (1928 – 1985)، وإسماعيل صمصوم (1934 – 1988)، لكنه آثر ألا يسقط في مطب التقليد، إذ يقول “أرفض أن أعيش في جلباب الغير، فأنا لم أدرس الفنون، لذلك، لم تؤثر علي طرق هؤلاء الفنانين وأساليبهم”.
يشار إلى أن الفنان التشكيلي لخضر خلفاوي فنان عصامي محترف، يملك رواق فنون تشكيلية بمحافظة برج بوعريريج (شرق الجزائر)، وقد توج بالعديد من الجوائز، أبرزها جائزة الذكرى العشرين للاستقلال (1982)، وجائزة تقديرية بالبينالي السابع بالكويت (1981)، وجائزة رئيس الجمهورية الجزائرية (1987)، وسبق أن شغل منصب أمين وطني بالاتحاد الوطني للفنون التشكيلية (1982 – 1985).
ومن أهم المعارض الفردية التي أقامها معرض بقاعة محمد راسم بالجزائر (1980)، كما شارك في معارض جماعية خارج الجزائر في ليبيا، ومصر، وفرنسا، وروسيا.
الفنان التشكيلي لخضر خلفاوي أبدع خلال مسيرته أكثر من سبعين عملا فنيا خصصها لإبراز جماليات حي القصبة العريق بالعاصمة الجزائر.
الثلاثاء 2023/08/29
حي عامر بالقصص والجمالعمر الخروصي
الجزائر- تشكل أعمال الفنان التشكيلي الجزائري لخضر خلفاوي أسلوبا فريدا كان معروفا من قبل وهو المدرسة الانطباعية التي ظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي، لكن هذا الفنان العصامي أضاف إليه بعدا تعبيريا، باستخدامه للألوان المشرقة، مع الكثير من الضوء والظلال المختلفة على سطح المشهد، ما يشبه اللمحة المتدفقة من الخيال.
ولا يكترث أسلوب خلفاوي للنظم المتعارف عليها في الاتجاه الانطباعي المعهود، والتي لا ترى في الطبيعة سوى تبدلاتها بحسب الضوء، والمناخ، والفصل، والساعة، وتقوم على رفض القانون الوضعي الذي جاء نتيجة ممارسة الأعمال الفنية التقليدية.
لخضر خلفاوي: أنا فنان متفرغ وعصامي أعمل على البحث الفني المتواصلوأبدع هذا الفنان التشكيلي خلال مسيرته أكثر من سبعين عملا فنيا خصصها لإبراز جماليات حي القصبة العريق بالعاصمة الجزائر؛ وهي الأعمال التي تصلح أن تكون بطاقة تعريف لهذا الحي التاريخي، كونها سجلت بدقة أهم المعالم والعادات التي يزخر بها.
عن هذا الاهتمام الشديد بحي القصبة، يقول خلفاوي في حديث معه “علاقتي بحي القصبة قديمة جدا، تعود إلى الثمانينات، وهي الفترة التي اكتشفت فيها ذلك الزخم الهندسي البسيط والجميل، في آن واحد، الذي تتميز به العمارة في حي القصبة. وهذا الإعجاب جعلني أسارع إلى القيام بإنجاز رسومات تحاول محاكاة تلك البنايات التاريخية التي يشتهر بها حي القصبة، وشاركت بها في معارض جماعية قوبلت باستحسان كبير من قبل الجمهور، الأمر الذي جعلني أقبل على مغامرة أكبر لتجسيد معالم هذا الحي العريق، آخذا بعين الاعتبار أيضا كل الانتقادات والملاحظات التي كان يوجهها لي الجمهور عند مشاهدة أعمالي الفنية”.
ويضيف خلفاوي “خلال مسيرتي الفنية التي تواصلت على مدى سنوات طويلة، وجدت أن أفضل طريقة بالنسبة إلي هي الرسم باستعمال السكين، بدل الريشة التي أصبحت أستخدمها بصورة ثانوية، كما أنني توصلت إلى تركيبة خاصة بي في مزج الألوان”.
من جهة أخرى، يؤكد هذا الفنان على استقلاليته التي حاول المحافظة عليها منذ بداياته الأولى في الرسم، فيقول “لأنني فنان متفرغ، وعصامي التكوين، لم يكن أمامي من بد سوى البحث المتواصل، وعدم السماح للغرور أن يتسلل إلى نفسي، وأقبلت على تجسيد لوحات تصور أهم عادات ومعالم حي القصبة، محاولا أن أطوعها لتكون في خدمة أسلوبي الفني مخافة أن أنساق وراء التقليد والتقمص؛ لأن مرحلة ثمانينات القرن الماضي في الجزائر كانت تعج برسامين أثبتوا وجودهم، ونحتوا أسماءهم بجدارة في مدونة الفن التشكيلي محليا، وحتى على المستوى الدولي”.
◙ رسومات تحاول محاكاة تلك البنايات التاريخية التي يشتهر بها حي القصبةويشير خلفاوي إلى أن التركيز على رسم معالم حي القصبة التاريخي جعله أمام مسؤولية ثقيلة؛ لأن حي القصبة تراث خاص بالجزائر، وفيه من اللمسات المعمارية ما يجعله من “السهل الممتنع”. ولعل زائر هذا الحي، بحسب خلفاوي، ينتبه إلى تلك الأعمدة المتراصة التي تحمل الشرفات، وتمتد من بيت إلى بيت كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا في هيبة وشموخ.
ويضيف خلفاوي “الملاحظ على بنايات حي القصبة أنها عبارة عن مساحات بيضاء تحرك هدوءها تلك الأعمدة الساحرة، وبين نظرة وأخرى، غنائيات من موزاييك توقظ في النفس حب الحياة، وترتقي بالأحاسيس أيضا من خلال سكان القصبة وألبستهم المميزة، فضلا عن ‘الحايك’ الأبيض الذي ترتديه النسوة، فيصبحن أشبه بالحمام الأبيض وهن يجبن تلك الأزقة الضيقة التي بنيت بطريقة أشبه بالحصن، الداخل إليه بنية خبيثة، لا بد وأنه سيصبح مفقودا”.
وعلى الرغم من أن الفنان خلفاوي عاصر بعض أهم قامات الفن التشكيلي الجزائري أبرزهم محمد إيسياخم (1928 – 1985)، وإسماعيل صمصوم (1934 – 1988)، لكنه آثر ألا يسقط في مطب التقليد، إذ يقول “أرفض أن أعيش في جلباب الغير، فأنا لم أدرس الفنون، لذلك، لم تؤثر علي طرق هؤلاء الفنانين وأساليبهم”.
يشار إلى أن الفنان التشكيلي لخضر خلفاوي فنان عصامي محترف، يملك رواق فنون تشكيلية بمحافظة برج بوعريريج (شرق الجزائر)، وقد توج بالعديد من الجوائز، أبرزها جائزة الذكرى العشرين للاستقلال (1982)، وجائزة تقديرية بالبينالي السابع بالكويت (1981)، وجائزة رئيس الجمهورية الجزائرية (1987)، وسبق أن شغل منصب أمين وطني بالاتحاد الوطني للفنون التشكيلية (1982 – 1985).
ومن أهم المعارض الفردية التي أقامها معرض بقاعة محمد راسم بالجزائر (1980)، كما شارك في معارض جماعية خارج الجزائر في ليبيا، ومصر، وفرنسا، وروسيا.