فنان تشكيلي يمني يحوّل الأشياء القديمة إلى رسائل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فنان تشكيلي يمني يحوّل الأشياء القديمة إلى رسائل

    فنان تشكيلي يمني يحوّل الأشياء القديمة إلى رسائل


    زكي اليافعي: عدة عوامل تمنع الفنانين العرب من بلوغ العالمية.
    الثلاثاء 2023/08/29
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    الفن ابن بيئته

    يواجه الفنانون التشكيليون العرب العديد من التحديات وعلى رأسها غياب سوق فني قوي يخول لهم تطوير تجاربهم والتفرغ للفن، ولكن رغم ذلك يتحدى الكثيرون منهم هذا الواقع ويواصلون ترسيخ تجاربهم. وهذا ما يؤمن به الفنان اليمني زكي اليافعي الذي كان لنا معه هذا اللقاء حول تجربته وآرائه في الفن التشكيلي اليوم.

    القاهرة- يقول الفنان التشكيلي اليمني زكي اليافعي إن الفنون التشكيلية ليست في المكانة التي تستحقها في بلدان العالم العربي، مشيرا إلى أن مستقبل الحركة التشكيلية العربية مرهون بارتفاع وتطور ثقافة التلقي.

    ويؤكد اليافعي في مقابلة معه أن تطور الفنون التشكيلية عربيا يرتبط بارتفاع قيمة الفن لدى الجمهور العربي، الأمر الذي سيحفز الفنان على توظيف كل قدراته لتطوير مهاراته والارتقاء بأعماله الفنية لتكون في مستوى ثقافة الجمهور، خاصة إذا كان هذا الجمهور قادرا على ممارسة النقد عن دراية واطلاع وثقافة.
    مكانة فنيّة


    يشدد الفنان على أن التشكيليين العرب يمتلكون الخامة والموهبة، لكن هناك غيابا للجانب الأكاديمي لدى البعض، معتبرا أن المهم هو مدى المكانة التي تتمتع بها اللوحة في ترتيب مقتنيات الإنسان بالوطن العربي.


    زكي اليافعي: لوحاتي بمثابة رسالة إلى العالم عن وطني الذي يعج بالتراث


    ويضيف أن الناس في المجتمعات الفقيرة مشغولون بأساسيات العيش، وأن المقتدرين لا تجد لديهم ميلا إلى الفنون البصرية، وإن كان هناك ميل لديهم فإنهم “يستخسرون السعر” حتى وإن كان العمل الفني يرتقي إلى العالمية.

    ويتساءل اليافعي “هل نسمع عن مزادات فنية في الدول العربية؟”، ويجيب قائلا “بالطبع لا”، موضحا أن مثل تلك المزادات تؤثر بشكل أو بآخر على النتاج الإبداعي للفنان التشكيلي العربي.

    وحول وجود فنانين عالميين عرب، يقول “العرب لديهم فنانون عالميون، ولكنهم بعيدون عن العالمية بفعل الوسط المحيط بهم”.

    ويضيف أن قلة قليلة من التشكيليين العرب تعيش من نتاج ممارستها للفن، وأن من يمتلك فنون التسويق هو الذي يستطيع الكسب وبيع أعماله حتى وإن لم تكن بقوة أعمال الآخرين ممن لا يمتلكون القدرة على التسويق.

    وحول رؤيته إلى مكانة المرأة في المشهد التشكيلي العربي، يقول اليافعي إن “الفنانة التشكيلية العربية تستطيع أن تكون حاضرة، وأن تكون ندّا للرجل، ولكن البيئة والعادات والتقاليد ومسؤولياتها المنزلية هي أمور تحول دون أن يحتل هذا ‘الكائن الرقيق الجميل’ المكانة اللائقة به في أغلب المجتمعات العربية”.

    ويتابع أنه “في مجالي التمثيل والغناء بوطني اليمن، من تظهر على الشاشات صاحبة المكانة الاجتماعية وليست الأكثر موهبة”، لكنه يردف قائلا “في مقابل ذلك فإن هناك نساء يمنيات استطعن كسر القيود وصرن من المشاهير، ومثلن المرأة والوطن أفضل وأرقى تمثيل”.

    ويضرب اليافعي مثالا على ذلك الدكتورة آمنة النصيري التي دخلت التحدي وجعلت الأهل واليمن كله يفخرون بها كفنانة وإنسانة.
    تجربة فنية


    حول مسيرته وتجربته الفنية، قال إنه منذ أن استطاع الإمساك بالقلم وهو شغوف برسم المشاهد التي تختزنها ذاكرته بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية مر بها، وأنه ظل يمارس هذا الشغف حتى كبر وذلك بتشجيع من المجتمع المحيط به مثل البيت والمدرسة، وكان يحقق نشوة إشباع رغباتهم بشيء من الدهشة.


    التشكيلي زكي اليافعي شغوف برسم المشاهد التي تختزنها ذاكرته بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية مر بها


    ويبيّن اليافعي أنه بعد ذلك تأثر بالموروث والبيئة اليمنية الغنية المحيطة به، وراح يرسم الواقعية ويعبر عنها ويعشق تفاصيلها ورسائلها الواضحة الجلية خاصة أنه يميل للوضوح ولا يجيد الإيحاء أو الرسائل المبطنة.

    ويشير إلى أنه عمل على الاطلاع على تاريخ الفنون، وتغذية ذاكرته البصرية بمشاهدة أعمال لكبار الفنانين العالميين، وعشق أساليب بعضهم وتكونت لديه الجرأة والخبرة وبدأ يرسم بالأسلوب التأثيري، بعد أن عرف أسرار اللون وخبايا الظل وبهاء الضوء.

    ويصف علاقته باللوحة والفرشاة والألوان، بأنها “علاقة محبة وشغف يصل إلى حد الهوس”، وأنه ينتظر اللقاء بلوحته بلهفة وينسى العالم وهو أمامها وكأنه يجلس إلى من يحب، وأنه حين يرسم يشعر بالجمال، ويشعر من حوله بجمال حضوره كإنسان.

    ويضيف أنه يحرص على اختيار موضوع لوحاته بدقة وعناية، مشيرا إلى أن ذلك من أول أسباب نجاح العمل الفني، خاصة حين يحمل هذا العمل رسائل جمالية وإنسانية ووطنية.
يعمل...
X