لا يعجز المتداولون المحترفون عن إيجاد طرقهم الخاصة لتنمية أعمالهم وتطويرها، بصرف النظر عن كل التحديات والمخاطر وتقلبات السوق التي يواجهونها. يمكن نسب الفضل في ذلك بدرجة كبيرة إلى الإلمام بعلم النفس وتوظيفه الصحيح، إذ نرى كبار المتداولين بحالة ذهنية متوازنة دائمًا، متحكمين في عواطفهم حتى في أكثر الظروف إرهاقًا، ما يجعلهم يتخذون قرارات عقلانية، غير متأثرين بالمشتتات المحيطة بهم.
طالما افترض علماء الاقتصاد أن متعة الإنسان الأولى هي حصوله على المال، نظرًا إلى ما يمكنه تحقيقه بواسطته. بالعودة إلى مطلع الألفية، أجرى علماء من جامعة ستانفورد دراسة شملت 14 متطوعًا لفحص أدمغتهم بعد إكمالهم المهام التي قد تؤدي إلى ربحهم أو خسارتهم مبالغ صغيرة من المال بناءً على جودة أدائهم. وجد كل من بريان نوتسون وريتشارد بيترسون أن ربح المتطوعين المال بعد إتمام مهامهم، التي تحاكي عمليات التداول في نواحٍ عديدة، أدى إلى تنشيط مراكز المتعة في الدماغ لديهم. مناطق الدماغ المُثارة تلك هي ذاتها المناطق التي تتأثر عند رؤية وجه جميل.
يميل الناس عمومًا إلى الاعتقاد بأن التداول بأكمله قائم على القرارات العقلانية والتقييمات المنطقية فقط، لكن الكثير منهم لا ينكر تأثير التقلبات العاطفية في عمليات التداول، التي قد تتسم بالإثارة والتشويق أو الملل والقلق، وأهم من ذلك أنها تصبح عملية ممتعة للغاية إذا سارت الأمور على ما يرام.
وجدت دراسة استطلاعية أجرتها شركة إكسنس على 150 متداولًا أن نحو نصف المستطلعين (45%) قالوا إنهم شعروا بالحماس في أثناء التداول، في حين قال ما يزيد على الثلث بقليل (35%) إنهم شعروا بالسعادة في أثناء ممارستهم التداول. أما فيما يتعلق بالآراء المخالفة، قال ما يقرب من خمس المستطلعين (19%) إنهم شعروا بالملل عند التداول، في حين شعر نحو الثلث (31%) بمشاعر سلبية في أثناء التداول، مثل الإحباط وضعف الثقة بالنفس والخوف، كان أكثرهم من المستطلعين الذين اعتمدوا على التداول بوصفه دخلًا أساسيًا، ما جعلهم يشعرون بضغوط إضافية لحاجتهم إلى الربح من التداول من أجل دفع فواتيرهم والتزاماتهم المالية.
لماذا يُعد التداول نشاطًا مثيرًا؟
يعود ذلك إلى الطريقة التي تعمل بها عقولنا، لا شك أننا نحصل على جرعة من الدوبامين عندما تكون تداولاتنا رابحة، إلا أن تلك الجرعة الدورية المفاجئة، المصحوبة بخطر فشل التداولات، قد تضر بعقولنا مرة بعد أخرى، وهو السبب ذاته الذي يجعل كبار مهاجمي كرة القدم يواصلون اللعب حتى لو كانوا يمرون بفترة صيام عن تسجيل الأهداف، إذ إن جرعة الدوبامين التي تلي تسجيلهم الهدف تعوضهم عن أشهر سابقة لم يحالفهم الحظ فيها.
قد يكون لعواطفنا تأثير ضار على سير عملية التداول، كأن تجعلنا نتصرف باندفاع زائد أو تردد، أو تحثنا للقيام بمخاطرة في غير وقتها، يُعد إدراكنا لهذا التأثير وعواقبه من أساسيات التداول.
سلطت خبيرة الشطرنج أناستاسيا كارلوفيتش الضوء على أهمية السيطرة على المشاعر، بتعليم طلابها إدراك مشاعرهم في أثناء المباريات، بهدف تنحيتها جانبًا والتركيز على المباراة بالكامل. تقول كارلوفيتش: «إن كنت تريد المضي قدمًا، عليك أن تتحكم في مشاعرك. ينبغي لنا إدراك مشاعرنا وتقبلها كما هي. قد تسبب مشاعرنا حربًا كبرى بداخلنا. مهمتنا هي تهدئة أنفسنا والتركيز على ما هو قادم».
يرى حكم كرة القدم السابق كيث هاكيت، أن التشويق والإثارة في العمل ينبعان من عنصر المخاطرة الموجود فيه، تمامًا مثلما هو الحال في عملية التداول. يقول: «تقاس مدى جودتك بما هو قادم، لا بما مضى»، مشيرًا إلى وجود احتمال دائم أن يرتكب الحكم خطأً يشاهده الملايين، قد يغير من مجرى المباراة بالكامل.
إن تحلي الحكام بالهدوء والثقة والقدرة على ضبط المشاعر هي الطريقة المثلى للتعامل مع تلك الأحداث، وهي سمات يمكن تعزيزها بالخبرة وتقبل الأخطاء والاستفادة منها.
يضيف كيث هاكيت: «الأمر بسيط، تقل أخطاء الحكم كلما زادت جودته، والأمر الأهم هو الحفاظ على التركيز والهدوء والتحلي بالثقة، وهي أبرز سمات حكام النخبة».
طالما افترض علماء الاقتصاد أن متعة الإنسان الأولى هي حصوله على المال، نظرًا إلى ما يمكنه تحقيقه بواسطته. بالعودة إلى مطلع الألفية، أجرى علماء من جامعة ستانفورد دراسة شملت 14 متطوعًا لفحص أدمغتهم بعد إكمالهم المهام التي قد تؤدي إلى ربحهم أو خسارتهم مبالغ صغيرة من المال بناءً على جودة أدائهم. وجد كل من بريان نوتسون وريتشارد بيترسون أن ربح المتطوعين المال بعد إتمام مهامهم، التي تحاكي عمليات التداول في نواحٍ عديدة، أدى إلى تنشيط مراكز المتعة في الدماغ لديهم. مناطق الدماغ المُثارة تلك هي ذاتها المناطق التي تتأثر عند رؤية وجه جميل.
يميل الناس عمومًا إلى الاعتقاد بأن التداول بأكمله قائم على القرارات العقلانية والتقييمات المنطقية فقط، لكن الكثير منهم لا ينكر تأثير التقلبات العاطفية في عمليات التداول، التي قد تتسم بالإثارة والتشويق أو الملل والقلق، وأهم من ذلك أنها تصبح عملية ممتعة للغاية إذا سارت الأمور على ما يرام.
وجدت دراسة استطلاعية أجرتها شركة إكسنس على 150 متداولًا أن نحو نصف المستطلعين (45%) قالوا إنهم شعروا بالحماس في أثناء التداول، في حين قال ما يزيد على الثلث بقليل (35%) إنهم شعروا بالسعادة في أثناء ممارستهم التداول. أما فيما يتعلق بالآراء المخالفة، قال ما يقرب من خمس المستطلعين (19%) إنهم شعروا بالملل عند التداول، في حين شعر نحو الثلث (31%) بمشاعر سلبية في أثناء التداول، مثل الإحباط وضعف الثقة بالنفس والخوف، كان أكثرهم من المستطلعين الذين اعتمدوا على التداول بوصفه دخلًا أساسيًا، ما جعلهم يشعرون بضغوط إضافية لحاجتهم إلى الربح من التداول من أجل دفع فواتيرهم والتزاماتهم المالية.
لماذا يُعد التداول نشاطًا مثيرًا؟
يعود ذلك إلى الطريقة التي تعمل بها عقولنا، لا شك أننا نحصل على جرعة من الدوبامين عندما تكون تداولاتنا رابحة، إلا أن تلك الجرعة الدورية المفاجئة، المصحوبة بخطر فشل التداولات، قد تضر بعقولنا مرة بعد أخرى، وهو السبب ذاته الذي يجعل كبار مهاجمي كرة القدم يواصلون اللعب حتى لو كانوا يمرون بفترة صيام عن تسجيل الأهداف، إذ إن جرعة الدوبامين التي تلي تسجيلهم الهدف تعوضهم عن أشهر سابقة لم يحالفهم الحظ فيها.
قد يكون لعواطفنا تأثير ضار على سير عملية التداول، كأن تجعلنا نتصرف باندفاع زائد أو تردد، أو تحثنا للقيام بمخاطرة في غير وقتها، يُعد إدراكنا لهذا التأثير وعواقبه من أساسيات التداول.
سلطت خبيرة الشطرنج أناستاسيا كارلوفيتش الضوء على أهمية السيطرة على المشاعر، بتعليم طلابها إدراك مشاعرهم في أثناء المباريات، بهدف تنحيتها جانبًا والتركيز على المباراة بالكامل. تقول كارلوفيتش: «إن كنت تريد المضي قدمًا، عليك أن تتحكم في مشاعرك. ينبغي لنا إدراك مشاعرنا وتقبلها كما هي. قد تسبب مشاعرنا حربًا كبرى بداخلنا. مهمتنا هي تهدئة أنفسنا والتركيز على ما هو قادم».
يرى حكم كرة القدم السابق كيث هاكيت، أن التشويق والإثارة في العمل ينبعان من عنصر المخاطرة الموجود فيه، تمامًا مثلما هو الحال في عملية التداول. يقول: «تقاس مدى جودتك بما هو قادم، لا بما مضى»، مشيرًا إلى وجود احتمال دائم أن يرتكب الحكم خطأً يشاهده الملايين، قد يغير من مجرى المباراة بالكامل.
إن تحلي الحكام بالهدوء والثقة والقدرة على ضبط المشاعر هي الطريقة المثلى للتعامل مع تلك الأحداث، وهي سمات يمكن تعزيزها بالخبرة وتقبل الأخطاء والاستفادة منها.
يضيف كيث هاكيت: «الأمر بسيط، تقل أخطاء الحكم كلما زادت جودته، والأمر الأهم هو الحفاظ على التركيز والهدوء والتحلي بالثقة، وهي أبرز سمات حكام النخبة».