سقف الدين الأمريكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سقف الدين الأمريكي

    ما المقصود بسقف الدين؟


    سقف الدين هو أكبر مبلغ بإمكان الولايات المتحدة اقتراضه تراكميًا بموجب إصدار السندات.

    أُقِر سقف الدين بموجب قانون سندات الحرية الثانية الصادر عام 1917 ويُعرف أيضًا بحد الدين أو حد الدين القانوني.

    عند ارتفاع مستويات الدين العام الأمريكي فوق سقف الدين المحدد، يتوجب على وزارة الخزانة اللجوء إلى تدابير استثنائية أخرى لدفع الالتزامات والنفقات الحكومية إلى حين رفع سقف الدين مرة أخرى.

    رُفع سقف الديون وعُلق العمل به عدة مرات على مر السنين تجنبًا للسيناريو الأسوأ المتمثل في عجز الحكومة الأمريكية عن سداد ديونها.


    فهم سقف الدين


    كان للكونغرس الأمريكي حرية التحكم في شؤون البلاد المالية قبل إقرار سقف الدين عام 1917 خلال الحرب العالمية الأولى، لاحقًا وبهدف تحميل الحكومة الفيدرالية المسؤولية المالية للبلاد تم إقرار سقف الدين العام.

    مع مرور الوقت، كان يُرفع سقف الدين كلما اقتربت الولايات المتحدة من الوصول إليه؛ كون استغلال السقف كليًا والعجز عن دفع الفوائد لحاملي السندات يتسبب بتعثر الولايات المتحدة الأمريكية، وانخفاض تصنيفها الائتماني وارتفاع تكلفة ديونها نتيجة فوائد التأخر في السداد وما يتبعها من مصاريف قانونية، كذلك أثير الجدل حول دستورية سقف الدين؛ إذ ينص التعديل الدستوري الرابع عشر على ما يلي: «الدين العام في الولايات المتحدة شرعي ومفوض قانونيًا، ولا يجوز التشكيك في دستوريته».

    معظم الدول الديمقراطية لا تلتزم بسقف دين، وهذا يجعل الولايات المتحدة استثنائية.
    مميزات وعيوب سقف الدين


    إن تطبيق سقف الدين عملي؛ فهو يتيح لوزارة الخزانة الأمريكية إصدار سندات الدين بسهولة دون الرجوع للكونغرس في كل مرة تحتاج فيها الحكومة الفيدرالية إلى الاستدانة؛ فعملية الاستدانة كانت غالبًا مرهقة ومعقدة وقتما كان الكونغرس يتحكم في زمام الأمور، لكن بتبني سقف الدين أصبحت الموافقات المالية وعملياتها أكثر كفاءة.

    عمومًا، كان سقف الدين مرنًا ورُفع عدة مرات؛ ما أثار الكثير من الأسئلة حول مدى فعاليته، مع ملاحظة تسجيل الولايات المتحدة الأمريكية مستويات ديون عالية طوال الوقت.
    المميزات:
    • تمكين الدولة من السيطرة على وضعها المالي.
    • استخدام الديون لتمويل عمليات ومشاريع الحكومة الأمريكية.
    • تحسين كفاءة الدولة وقدرتها على دفع التزاماتها المتضمنة نفقات التأمين الاجتماعي والرعاية الصحية.
    العيوب:
    • عدم استقرار سقف الدين والحاجة إلى رفعه باستمرار كلما وصلت الديون إلى الحد الأعلى.
    • مخاطر التعثر والتوقف عن دفع الفوائد لحاملي السندات تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة وتزيد تكلفة ديونها.
    • استمرارية الجدل حول دستورية سقف الدين.
    سقف الدين تاريخيًا


    كان سقف الدين السبب وراء الكثير من المناظرات الحادة التي أدى بعضها إلى تعطل الحكومة عن العمل.

    عادةً ما يدور هذا الصراع بين البيت الأبيض والكونغرس حول حقيقة استخدام سقف الدين أداة رفع مالي لتعزيز بنود الميزانية العامة.

    مثلًا، هدد رئيس مجلس النواب الأمريكي عام 1995 نيوت جينجريتش بالنيابة عن الجمهوريين في المجلس بمنع رفع سقف الدين؛ للضغط على الحكومة ومفاوضتها للعدول عن تخفيضها المتزايد للنفقات الحكومية، لكن الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون رفض التهديد، ما أدى إلى تعطل الحكومة عن العمل.

    اتفق البيت الأبيض والكونغرس في نهاية الأمر على ميزانية متعادلة تضمنت تخفيضًا متواضعًا للنفقات الحكومية وزيادة في حجم الضرائب.
    سقف الدين خلال فترة إدارة أوباما


    واجه الرئيس أوباما إبان توليه المنصب قضايا مماثلة لما سبق ذكره؛ إذ طالب الجمهوريون في الكونغرس وفي أثناء أزمة سقف الدين عام 2011 بتخفيض عجز الموازنة مقابل موافقتهم على رفع سقف الدين، ما تسبب بفقدان ديون الخزانة الأمريكية تصنيفها الائتماني (AAA) الممنوح من شركة ستاندرد آند بورز، الذي حافظت عليه الولايات المتحدة لأكثر من 70 عام.

    في عام 2013، استمر تعطل الحكومة عن العمل مدة 16 يومًا؛ بسبب محاولة الجمهوريين المحافظين منع تمويل قانون الرعاية الصحية (الذي استحدثه الرئيس أوباما) عبر رفع سقف الدين، حينها توصل الطرفان إلى اتفاق على وقف العمل بقانون سقف الدين خلال يوم واحد وهو المدة المقدرة آنذاك لنفاذ أموال الخزانة في حال استمرت الأزمة.

    رُفع سقف الدين مرة أخرى في الأعوام 2014 و2015 وبداية 2017، ومع تجاوز ديون الولايات المتحدة 20 تريليون دولار لأول مرة في أيلول 2017؛ قدم الرئيس السابق دونالد ترامب مشروع قانون لتمديد سقف الدين حتى الثامن من شهر كانون الأول من نفس العام.

    عُلق العمل بسقف الدين لاحقًا مدة 13 شهرًا بموجب قانون سُن في شهر شباط من عام 2018، وفي شهر مارس من عام 2019 أُعيد تفعيل السقف ورُفع مرة أخرى عندما تجاوزت ديون الحكومة الأمريكية 22 تريليون دولار!

    في أغسطس 2019، أقر الرئيس السابق ترامب قانون موازنة الحزبيين للعام 2019 ،الذي عطل العمل بسقف الدين حتى نهاية شهر تموز 2021، ورفع هذا التشريع حجم مخصصات الانفاق الحكومي، مع ضمان قدرة الحكومة على تسديد التزاماتها قصيرة الأجل.

    أدى تعليق العمل بسقف الدين بهذه الطريقة إلى تقليل مخاطر التعثر في السداد مدة عامين آخرين وزيادة حد الإنفاق إلى 320 مليار دولار للسنتين الماليتين 2020 و2021.
    أسئلة متكررة حول سقف الدين

    ما هو سقف الدين الحالي؟


    علق الرئيس السابق ترامب العمل بسقف الدين حتى شهر تموز من عام 2021.

    حدد الكونغرس سقف الدين عند 28.4 تريليون دولار منذ بداية شهر أغسطس لعام 2021.
    كم مرة ارتفع سقف الدين؟


    وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، تعرض سقف الدين للرفع والتمديد والتعديل 78 مرة منذ العام 1960، بواقع 49 مرة في عهد رئاسة الجمهوريين و29 مرة في عهد الديموقراطيين.
    من الذي يحدد سقف الدين؟


    الكونغرس الأمريكي
    ماذا يحدث عند ارتفاع حجم الديون بصورة هائلة؟


    يؤدي الاستغلال الكلي لسقف الدين والتعثر في دفع الفوائد لحاملي السندات إلى عواقب اقتصادية وخيمة؛ ستتخلف حكومة الولايات المتحدة عن سداد ديونها؛ وعليه سينخفض تصنيفها الائتماني وترتفع تكلفة ديونها، ما سيؤدي إلى تدهور الاقتصاد الأمريكي.
    هل هناك حد لسقف الدين القومي؟


    سقف الدين هو أكبر مبلغ مالي مسموح للحكومة الأمريكية استدانته، حُدد السقف عند 28.1 تريليون دولار حتى تاريخ 8 أبريل 2021 وهو قابل للزيادة.
    الخلاصة


    أُقِر سقف الدين أول مرة في أثناء الحرب العالمية الأولى بهدف تنظيم نفقات الحكومة الأمريكية والحفاظ على مسؤولياتها المالية. منذ ذلك الحين، رُفع سقف الدين وعُدّل 78 مرة تجنبًا للتعثر في سداد الديون والحفاظ على استمرارية الاقتصاد الأمريكي، ودون وجود مؤشر لتبني الكونغرس خيارات أخرى تبقى التساؤلات حول سقف الدين قائمة.
يعمل...
X