اللغةوالأدب في الفيليبين Philippines يتكلم سكان جزر الفيليبين أكثرمن ثمانين لغة ولهجة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللغةوالأدب في الفيليبين Philippines يتكلم سكان جزر الفيليبين أكثرمن ثمانين لغة ولهجة

    اللغة والأدب في الفيليبين

    يتكلم سكان مجموعة جزر الفيليبين ما يزيد على ثمانين لغة ولهجة محلية تنتمي إلى المجموعة الملاوية ـ البولينيزية Malayo-Polynesian من الأسرة اللغوية الأسترونيزية Austronesian. واللغات الأكثر انتشاراً هي تَغالوغ Tagalog وسِبوانو Cebuano وإلوكانو Ilocano وهيليغاينون Hiligaynon وبيكول Bicol وبمبانغان Pampangan وبنغاسينان Pangasinan ومَراناو Maranao. أما لغتا الدولة الرسميتان فهما الفيليبينية Filipino والإنكليزية، وتستند الفيليبينية في أساسها إلى التغالوغ مع كثير من المفردات المستعارة من لغات محلية أخرى بما فيها الإسبانية، والإنكليزية هي الأكثر استخداماً في مراحل التعليم الجامعي، كما أنها لغة الدواوين والتجارة. وتتصف اللغات واللهجات المحلية الفيليبينية بتضعيف reduplication مقطع في الكلمة وباستخدام السوابق واللواحق affixes لتحديد زمن الفعل وحالات الإعراب، ونظام التصريف فيها بالغ التعقيد. يتكلم بعض السكان ثلاث لغات، الفيليبينية ولغة محلية أخرى والإنكليزية، ولم يتبق سوى قليل ممن يتكلمون الإسبانية، على الرغم من حقبة الاستعمار الإسباني الطويلة (1565ـ1898). وهناك بعض السكان المسلمين يتكلمون العربية، إلى جانب قلة قليلة تتكلم إحدى اللهجات الصينية.
    تطور الأدب المحلي الفيليبيني بصورة رئيسية من التراث الشعري والسردي، إذ تناقل السكان جيلاً عن جيل الملاحم الشعرية والحكايات البطولية والخرافية والأمثال والأغاني والأحاجي، وذلك شفاهة، بمخلتف اللغات واللهجات المنتشرة في الجزر. وكانت الملاحم أعقد هذه الأنواع الأدبية القديمة، فقد كانت المجموعات القبَلية الكبرى تطور ملحمة قديمة تُغنى في مقاطع حكائية في أثناء المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الطقوسية. والموضوع المشترك بين هذه الملاحم هو غالباً بطل يحظى بدعم الأرواح الخيرة. وما تبقى من هذه الملاحم على مر العصور سجل مهم عن العادات والتقاليد القديمة في المجتمعات القبَلية قبل دخول الإسلام والمسيحية إلى الفيليبين.
    بعد الغزو الإسباني استخدم المبشرون الكاثوليكيون بعض السكان المحليين في عملية الترجمة فأوجدوا بذلك شريحة من ذوي اللسانين عُرفوا باسم «لادينوس» Ladinos، وكان بعضهم موهوباً شعرياً. ومن أشهرهم غَسبار أكينو دي بيلين Gaspar Aquino de Belen الذي نظم مع زملائه قصائد دينية بلغة تغالوع ولكن بحروف لاتينية. ومن ثم قدَّمت البلادة ballad الفروسية الإسبانية نموذجاً لشعر دنيوي جديد، فنُظمت قصائد حكائية ومسرحيات ملهاوية komedya عُرضت باللغات المحلية أمام الغالبية الأمية من السكان، كما كتبت في الوقت نفسه باللغات الرئيسية بالحروف اللاتينية، وهي من نوع المسرح الشعبي الترفيهي الذي تزامن مع عروض مسرحيات دينية في الكنائس، اقتبست غالبية موضوعاتها من المسرح الديني القروسطي في إسبانيا. وفي القرن التاسع عشر تبلور نوع من الوعي القومي الوطني المناهض للاستعمار الإسباني. ويعد فرَنْسيسكو بَلتَثار Francisco Baltazar أول شاعر مهم، نظم بلغة تغالوغ أعمالاً لافتة، أهمها «فلورانتِه ولاورا» Florante at Laura (نحو 1835) وهي قصيدة ملحمية تنتقد الطغيان الإسباني في صور لاذعة ومؤثرة. وقد ألهمت هذه الملحمة جيلاً من كتاب الفيليبين الشباب من الشريحة المتعلمة والمثقفة الجديدة، الذين سخّروا مواهبهم الأدبية للمطالبة بالإصلاح الاجتماعي والسياسي في ظل الاحتلال. ولاشك في أن أبرز هؤلاء كان الطبيب الشاعر خوسيه ريثال José Rizal ء(1861ـ1896) الذي نفته سلطة الاحتلال إلى جزيرة ميندَناو Mindanao بسبب كتاباته، وعندما اندلعت انتفاضة 1896 ضد الاستعمار اتهمته السلطة بالتآمر وحكمت عليه بالإعدام في العاصمة مانيلا Manila. كان ريثال يجيد الإسبانية، وقد شكلت أعماله فيها قوام أدب فيليبني راق أسهم في تكوين الهوية القومية في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر. نشر روايته الأولى «لاتلمسني» Noli me tangere عام 1886 في أثناء وجوده في برلين للدراسة، أما الرواية الثانية «الطاغية الهدام» El filibusterismo والتي تعد من حيث الموضوع تتمة للأولى، فقد نشرها في مانيلا عام 1891.
    كان من شأن انتقال الفيليبين في عام 1898 إلى سلطة الولايات المتحدة الأمريكية أن تسارعت عملية التعليم ومحو الأمية، مما أدى إلى تزايد الإنتاج الأدبي، فظهرت مجموعة متنوعة من المجلات الأدبية، إلا أن الروايات والقصص والقصائد الفيليبينية باللغة الإنكليزية لم تجد طريقها إلى النشر إلا منذ عام 1920 مع ظهور عدد من الكتاب المتميزين على هذا الصعيد. وقد تناولت أعمال هؤلاء مسألة الهوية القومية الثقافية في سياق موضوعات سياسية بامتياز، ويُذكر بين أهم هؤلاء الكتاب ن.ڤ.م. غونثالث Gonzalez في روايتيه «رياح نيسان/أبريل» Winds of April ء(1940) و«راقصو البامبو» Bamboo Dancers ء(1959)، وخوسيه غارثيا ڤييا José Garcia Villa في روايتيه «أصوات متعددة» Many Voices ء(1939) و«وصلتُ، ها أنا» Have Come, Am Hereء(1942)، وبينبِنيدو سانتوس Bienvenido Santos في قصصه «أيها الناس الرائعون» You Lovely People ء(1944) و«رائحة التفاح وقصص أخرى» Scent of Apples and Other Stories ء(1980)، والكاتبة روسكا نينوتشكا Rosca Ninotchka في مجموعتها القصصية «بلد مُرُّ وقصص أخرى» Bitter Country and Other Stories ء(1970)، وهناك أيضاً ممن يجدر ذكرهم كارلوس بولوسان Carlos Bulosan وكارمن غويريرو ناكبيل Carmen Guerrero Nakpil وإديث تييمبو Edith Tiempo.
    نبيل الحفار
    التعديل الأخير تم بواسطة Ali Abbass; الساعة 03-31-2022, 06:13 PM.
يعمل...
X