أنواع الملفات التي تُحفظ بها الصورالرقمية..أوالصورالرقمية (الديجيتال)وصيغ حفظ الصور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنواع الملفات التي تُحفظ بها الصورالرقمية..أوالصورالرقمية (الديجيتال)وصيغ حفظ الصور

    الصور الرقمية والصيغ…

    سأحاول في هذه المقالة التحدث عن بعض أنواع الملفات التي تُحفظ بها الصور الرقمية. يتواجد اليوم الكثير من أنواع الملفات المخصصة لحفظ الصور الرقمية وتختلف بعضها عن بعض بالكيفية التي يتم حفظ معلومات الصورة بها. لذا، سيكون الحديث تقنيا بعض الشيء وبعيدا عن الكاميرا.
    لماذا قد يكون الأمر مهما للتعرف على هذه الأنواع؟ الإجابة على هذا السؤال متفرعة، ولكن ببساطة، على المصور التفكير مقدما بمستقبل الصور التي يلتقطها وكيفية حفظها الحفظ المناسب للاستخدام المستقبلي، لا سيما لأمور الطباعة إذا فكر المصور بذلك. والحقيقة إن الطباعة تعتبر النهاية الطبيعية للصورة، وليس التمثيل الرقمي لها على الشبكة والحواسيب. ولأن الطباعة يجب أن تكون أدق ما يكون فيما يتعلق بالألوان وعلاقة الألوان ببعضها (وكذلك نوع الطباعة ونوع الوسط المطبوع عليه)، لذا فإن الأساس الذي تنبثق منه هذه الصور، أي الملفات الرقمية بأنواعها، يجب أن يكون من محاور الاهتمام بالنسبة للمصور. ولكن لنبدأ من رحلة الصورة أولا في الكاميرا ذاتها.

    ج.ب.ج. أم سالب رقمي؟ (JPEG vs RAW)

    توفر الكاميرات الرقمية الحديثة الخيار للمصور بأن يختار بين التصوير بنظام الـج.ب.ج. أو بنظام السالب الرقمي (RAW)، وبين الجمع بين الاثنين؛ أي أن الصورة الواحدة تُسجل وتُحفظ بالنظامين. من المفيد جدا قبل التدرج في السرد عن أنواع وصيغ الملفات الرقمية، التكلم قليلا عن أسباب وأفضلية هذين النظامين المتواجدَيْن في الكاميرا الرقمية.
    لعل نظام الـج.ب.ج هو من أكثر الأنظمة شيوعا لتخزين الصور في الوقت الحالي، حيث أن المواقع الإلكترونية والشبكة بشكل عام تتألف على الأغلب من صور بهذا النظام. هذا النظام، والذي يستخدم عدة صيغ (أو تعرب أحيانا إلى «شوكلات») من أبرزها صيغة «.jpg»، يضغط الصورة ويساعد على تقليل حجمها بشكل جذري عن طريق تشفير المعلومات الرقمية المكوّنة للصورة، وكذلك تُقرأ الصورة عند فك هذا التشفير. ملفات من هذا النوع تعتمد في تركيبها على وحدة 8-بت (وسنشرح معنى هذا لاحقا).
    ومن جانب آخر، يمكن للمصور التصوير بنظام السالب الرقمي، وهو نظام رقمي متشابه في المبدأ للصورة السالبة التي تتكون على الشريط الحساس. يعتمد هذا النظام على تخزين أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة باللقطة لإتاحة فرصة التحسين للمصور بعد ذلك. هذه البيانات الرقمية التي تتكون منها الصورة تحتوي على معلومات جمة تتعلق بالإضاءة والأمور الأخرى مثل المستوى الأبيض وغيره من الأمور المضبوطة حين التقاط اللقطة. يمكن للمصور بعد ذلك تعديل الكثير من هذه القيم والمعالجات لتحسين الصورة بشكل يسير نسبيا (وإن صح التعبير، يمكن القول بأن المصور «يحمّض» الصورة بشكل رقمي). تختلف صيغ هذه الملفات باختلاف الكاميرا المستخدمة؛ فالكانون تستخدم صيغة «.cr2» أو «.crw» والنيكون تستخدم صيغة «.nef» وهناك الكثير من الصيغ المندرجة تحت هذا النظام، ولذا يتطلب الأمر أحيانا تخزين بعض الملفات في الحاسوب حتى يتمكن نظام الحاسوب من التعرف وقراءة هذا النوع من الملفات بحسب الكاميرا المستخدمة. أما الوحدة البنائية لهذا النوع من الملفات فتتراوح بين 12-بت إلى 14-بت، ولكن عند إجراء التعديلات في الحاسوب فإنها تُقرأ وتُدرج على أنها تتألف من 16-بت. يمكن بالطبع تحويل هذه الوحدة البنائية إلى 8-بت في وقت لاحق أو حتى قبل إجراء أي تعديل.
    لكل من هذين النظامين مميزات وعيوب ولهذا السبب فإن مصنعي الكاميرات يزودون الكاميرات الرقمية بهذه الاختيارات لتضعها تحت تصرف المصورين. لنرى ما هو السر وراء هذين النظامين.
    خيار اختيار التصوير بنظام السالب الرقمي (الراو) أو الـج.ب.ج. في كاميرا كانون إيوس 7د. يمكن اختيار التسجيل بالنظامين مع اختيار نوع النقاوة (أو الحجم) في كل من النظامين.
    يختار بعض المصورين التصوير بالنظامين في آن واحد لأغراض عدة، منها حفظ أرشيف بالصور بنظام الج.ب.ج. لنقله أو عرضه بسهولة مع الاحتفاظ بالسالب الرقمي للعمل وللتعديل لاحقا.

  • #2
    G B G
    1. ج.ب.ج.
    من أولى ميزات هذا النظام أنه يضغط بيانات الصورة وبالتالي ينخفض المدى المطلوب لتخزينها. علاوة على ذلك، سرعة تخزينها ونقل بياناتها. قد ينصح بعض مصوري الحركة والرياضة المحترفين باستخدام هذا النظام عند التصوير وذلك لزيادة سرعة التصوير (وهناك عوامل أخرى تتعلق بسرعة التصوير المتتابع)، حيث أنه وبسبب صغر حجم هذه الملفات نسبيا وضغطها فإن حاسوب الكاميرا نفسه يتداولها بسرعة ويكون جاهزا للعملية القادمة وهكذا. وقد يواجه المصور بعض المشاكل في التخزين (سعة التخزين في البطاقة أو الذاكرة غير كافية مثلا)، فإن هذا النظام سيكون بمثابة حلا مؤقتا مناسبا لمثل هذا الحالات.
    من عيوب هذا النظام أو هذه الصيغة هو صعوبة إجراء تعديلات جذرية لتحسين الصورة بعد التقاطها. فمثلاً، لو كان المستوى الأبيض للصورة غير متوازن أو مناسب، فإن المصور لن يمكنه تغيير هذا الأمر بسهولة نسبيا. أي نعم، ممكن تعديل الألوان في برامج أخرى مثل الفوتوشوب، ولكن لن يعدو هذا التعديل كونه تغييراً لبيانات الصورة على مستوى البكسل. علاوة على ذلك، فإن التعريض للصورة سيكون ثابتاً؛ أي لو كان هناك أي أمل في استخراج بعض التفاصيل من منطقة السواطع (Highlights، وتحدثنا عنها في مقالة سابقة عن المخطط الضوئي) فإنه تحت هذا النوع من الصور الرقمية لا يوجد أي أمل في استخراج هذه التفاصيل من الصورة. هناك كذلك بعض المشاكل المتعلقة بالطباعة ولكن لا يسع المجال لذكرها الآن، وإن كان الكثير من منظمي مسابقات التصوير يطلبون هذا النوع من الصور للطباعة على أية حال.

    تعليق


    • #3

      2. السالب الرقمي
      هذا النظام هو النظام الذي ينصح به المحترفون، وفي الحقيقة يعتبر نقلة نوعية من كون المصور هاوٍ إلى محترف أو شبه محترف. ذلك لأن هذا النظام هو، كما أسلفنا شبيه بالصورة السالبة التي تتطلب عملية تحميض وتثبيت على أوراق حساسة، ولكن العملية هنا تكون رقمية بحتة. يوفر هذا النظام الكثير من السيولة للمصور للتعديل الرقمي، ومهما تم تعديل الصورة فإن الصورة الأصلية تكون موجودة دائما (إلا إذا تم مسحها من الأساس طبعا). لهذا، فيمكن مثلا تعديل الصورة أكثر من مرة وإنتاج أكثر من نوع من الصورة الواحدة.
      السالب الرقمي هو ليس صورة بالمعنى الصحيح للكلمة، ولكنه مجموعة من البيانات التي يتم تشكيلها على هيئة صورة في لحظة فتح الملف على الحاسوب. ولهذا فإن هناك بعض الفروقات البسيطة بين البرامج المخصصة لقراءة وتعديل هذه الملفات (مثل الفوتوشوب أو فوتوبروفيشينال التابع لكانون)، ذلك لأن كل من هذه البرامج مجهز بخوارزميات وبروتوكولات معينة لقراءة هذه البيانات بطريقة تختلف عن البرامج الأخرى.
      تعتبر الوحدة البنائية للسالب الرقمي هي 16-بت (مع بعض التحفظ)، وهذه الوحدة البنائية توفر البيئة المناسبة لحرية العمل والإبداع بالصورة من حيث دقة الألوان وتعيين «فضاء الألوان» (Color Space) وهو موضوع هام يتطلب مقالة مفردة وله علاقة وطيدة بالطباعة. ومن جانب آخر، فإنه يمكن للمصور إرجاع بعض المعلومات المفقودة في منطقة السواطع من الصورة (أو الظلال) بحسب شدة فقدان التفاصيل في هذه المناطق من الصورة. بعد التعديل والتحسين يمكن للمصور حفظ الملف بنفس الدقة تحت صيغ معينة (أشهرها صيغة التيف TIFF) ويمكن كذلك خفض النقاوة إلى 8-بت إن تطلب الأمر؛ كل هذا مع وجود السالب الرقمي الأصلي وإمكانية الرجوع للصورة الأصلية مرة أخرى حتى قبل كل هذه التعديلات.
      الأمور السالبة في هذا النظام من الممكن غض الطرف عنها بعض الشيء. سرعة التسجيل والحفظ تكون أبطأ بعض الشيء، ولكن مع بطاقة حفظ جيدة الصنع وكاميرا ذات سرعة جيدة يمكن التغاضي عن هذا الأمر، وهذا بسبب ضخامة حجم الملف (الذي قد يصل إلى 3 أضعاف حجم ملف الج.ب.ج.). في بعض الكاميرات مثل كانون إيوس 7د فإنه يتواجد نظامان للتصوير المتتابع: عادي (بطيء) وسريع. الاختلاف بين هذين الإثنين يكمن في استراتيجية التخزين عند التصوير المتتابع؛ حيث يكون التخزين مباشر في الأول، أما الثاني فإنه يملأ ذاكرة الكاميرا نفسها ببيانات الصور الملتقطة بالتتابع ومن ثم تُبعث هذه البيانات ككم واحد للتخزين. لذلك فإنه عند استخدام التتابع السريع فإن الكاميرا تتوقف عن التصوير للحظات بعد التقاط عدة صورثم تتابع العمل بعد برهة. وجدير بالذكر أن بطاقات الذاكرة من نوع (Compact Flash, CF) تكون بالغالب أنسب وأسرع للتصوير السريع من بطاقات النوع (Secure Digital, SD)، ولكن المصنعون للنوع الثاني يحاولون دائما رفع كفاءة عمل هذه البطاقات حتى تقارب نفس السرعة.
      إن الأمور السالبة بخصوص السالب الرقمي ليست بالأمر الحساس كثيرا إلا في حالات معينة فقط. عدا ذلك فإنه ينصح دائما باستخدام هذا النظام في التصوير.

      تعليق


      • #4

        8-بت، 16-بت، 32-بت

        ماذا تعني هذه الأعداد؟ أعتقد بأن المشتغلين في علوم الحاسوب والبرمجة يعرفون معنى هذه الأمور تماما. ولكن لنناقش الأمر من ناحية فنية بحتة، أو بالأحرى، فنية رقمية إن صح التعبير. جدير بالذكر بأن الـ«بت» قد يعرب إلى «رقن»، وبحسب معلومات موسوعة الويكيبديا، فإنه كما أن البت (Bit) مشتق من كلمتي (Binary Digit) – فإنه يمكن اشتقاق التعريب من كلمتي (رقم ثنائي) فتكون على شكل «رقن». مع تحفظي بعض الشيء على هذا التعريب على أية حال، سأتابع استخدامي لمصطلح البت.
        خيار تغيير أنظمة الالوان في الفوتوشوب تحت قائمة (Image -> Mode)، حيث يبدو خيار تغيير نوعية الألوان (السهم الأخضر) وخيار تغيير عدد الالوان أو البت (السهم الأحمر).
        يرمز مصطلح «8-بت» ببساطة، ومن غير الدخول في متاهات البرمجة، إلى «82 » وهو ما يساوي «256». عندما نتعامل مع صور رقمية مندرجة تحت هذا النظام فإننا نعني بأن القنوات الأساسية للألوان (وهي: الأحمر، الأخضر، والأزرق) – كل منها يتألف من 256 درجة. يمكن رؤية هذا بوضوح عند التعامل مع برامج تحسين الصورة مثل الفوتوشوب حيث تكون الخانات المخصصة لكتابة الأعداد لكل لون من هذه لا تتسع لأكثر من 255، بحيث يكون «0» هو الأسود (أو نظريا من الممكن القول بأنه الدرجة الأغمق من اللون)، ويكون «255» الدرجة الأسطع من هذا اللون. في النهاية يكون عدد الألوان التي من الممكن تحصيلها من هذا النظام هو 8882 أي 216‘777‘16 لون! (ويقال بأن العين البشرية يمكنها التمييز بين 10 ملايين لون فقط). وجدير بالذكر بأن هناك أنظمة ألوان أخرى غير هذا الذي يعتمد على الأحمر والأخضر والأزرق (RGB) ولكن الاعتماد الأساسي (برمجيا) يعتمد على هذ النظام. ربما من الممكن تعريبه إلى (ح.خ.ز.)؟
        صندوق اختيار الألوان في برنامج الفوتوشوب. هناك عدة أنظمة للألوان، أكثرها شيوعا وأهمية هو نظام (ح.خ.ز.).
        هذا من ناحية نظام الـ8-بت. بنفس الطريقة يمكن سرد نفس الحكاية لنظام الـ16-بت، والذي يعتمد على وحدة 162 لبناء كل لون على حِدة. والخلاصة النهائية لعدد الألوان التي من الممكن تشكيلها بهذا النظام هو 281,474×1210؛ أي ما يقارب 281 مليون مليون لون! طبعا هذه الأعداد «الفلكية» هي أعداد نظرية وتمثل الدقة في تمثيل الألوان أكثر من العين البشرية. في برنامج الفوتوشوب نفسه لن يتغير مسلك البرنامج فيما يختص في اختيار الألوان على سبيل المثال؛ ستظل الخانات محدودة بالقيم الرقمية من «0» إلى «255». مدلول هذه الأرقام يُستوضح من الدقة في الطباعة وتناغم الألوان بشكل أفضل، حيث أن بعض درجات الألوان تكون عرضة لـ«التطبّق» (Banding)، والكلمة من تعريبي حيث لم أجد لها تعريبا مناسبا. التطبّق هو مشكلة تصيب الصور الرقمية بالأخص في أنظمة عرض الألوان الدنيا، مثل الـ8-بت، حيث تظهر الألوان في الصورة على شكل طبقات مميزة عن بعضها البعض بدلا من أن يكون التدرج في اللون ناعما وانسيابيا. من هنا تأتي أفضلية استخدام نظام الـ16-بت مع الكم الهائل من الألوان التي يمكن التعبير عنها في هذا النظام سواءً في العمل على الحاسوب أو عند الطباعة الممتازة. على أن العمل بنظام الـ8-بت ليس سيئا إلى هذا الحد، ويمكن الطباعة به بشكل ميسور نسبيا. إن مشكلة التطبق تظهر بشكل لافت في صور معينة يتواجد بها تباين أو تدرج شديد بين الألوان (خصوصا مناظر شروق الشمس وغروبها). لذلك يفضل دائما العمل بنظام الـ16، واستخلاص صورة بنظام الـ8 للاستخدامات الأخرى متى ما تطلب الأمر ذلك، وسأناقش هذا الأمر لاحقا فيما يتعلق بأسلوب العمل.
        Extraterrestrial (لا أرضي)
        روكينون 8مم عين سمكة، ب/8، 8 دقائق، ح100.
        المنطقة المشار إليها بالأسهم الحمراء تبين بعض التطبق الخفيف (ولو كانت الإضاءة أشد في هذه الناحية سيكون التطبق أشد).
        أما بالنسبة لنظام الـ32-بت، وهو ما يسمى أحيانا بنظام «النقطة العائمة» (Floating Point) للدلالة على استخدام الكسور العشرية لتوضيح الألوان – أما هذا النظام فهو قد يكون ملازما للعمل في بيئة الصور ذات النطاق العالي (HDR). تكلمنا عن هذا النوع من الصور في مقالات سابقة وأوضحنا كيف أن صورة النطاق العالي تتمتع بكم هائل من المعلومات عن الإضاءة التي تم التقاط الصورة فيها (نظرا لدمج أكثر من صورة يتم التقاط كل واحدة منها بتعريض مختلف). طبيعة هذه الصور تتطلب حيوية ومرونة في كيفية تقديم الألوان. هذا النوع من الصور لا يمكن عرضه بطريقة مباشرة بالشاشات أو بأي جهاز آخر لأنه لا يوجد أي جهاز بالقدرة التي توفر هذا الكم اللانهائي من الألوان (والإضاءة). يحكى بأن هناك شركة أميركية تمكنت من صنع جهاز تلفاز لعرض هذا النوع من الصور (حيث يبدو الأمر كأنك تنظر من خلال نافذة ما إلى المنظر أمامك لقربه من الحقيقة)، على أن هذا الجهاز تكلف صنعه 50 ألف دولار. فهو إذن غير مناسب للتسويق. يمكن للمستخدم في هذه الحالة عرض حالة معينة من التعريض (أو الإضاءة) لهذه الصور عند عرضها مع إمكانية تغيير مستوى الإضاءة. يدرس بعض العلماء كذلك استخدام هذا النوع من الصور لحفظ المعلومات المتعلقة بالأبحاث (المتعلقة بعلم الآثار بالذات) للحصول على صورة غنية بالتفاصيل بحيث يمكن دراسة الموضوع عن بعد. على كل، فهذا النظام من الألوان هو رقمي بحت، ولا يمكن طباعته كذلك. يُلاحظ عند العمل تحت هذا النظام في الفوتوشوب بأن عملية اختيار الألوان من الممكن أن تكون من «0» إلى «255»، أو يمكن للمستخدم إدخال قيم لا نهائية ما بين «0» و«1»، مع إمكانية اختيار عدد الخطوات (Stops) لتغيير الإضاءة للون والصورة ككل، صعودا أو نزولا.
        صندوق الالوان عند العمل بنظام 32-بت في برنامج الفوتوشوب. لاحظ كيف يمكن اختيار اللون بالطريقة التقليدية (السهم الأخضر)، أو بالطريقة المتقدمة المعتمدة على النقطة العائمة أو الكسور العشرية (السهم الأزرق). في الدائرة الصفراء يتواجد خيار تغيير الإضاءة للون المختار بحسب عدد الخطوات كأن التعامل يتم بطريقة مباشرة مع كاميرا ما.
        جميع هذه الأنظمة لتحديد الألوان ترتبط ارتباطا وثيقا بما يسمى بفضاءات الألوان (Color Space) ومدى الألوان (Gamut) ولا يسع المقام لشرح هذين المبدأين بالتفصيل، ولكن يمكن تبسيط الأمر الآن بالقول بانهما الفضاء الذي يستقي منه الحاسوب القيم الرقمية للألوان، وهما الوصلة ما بين العالم الرقمي للألوان، والعالم الفيزيائي المرئي للألوان.
        عند العمل بهذه الأنظمة يفضل (إذا دعت الحاجة) العمل بالنظام الأكثر تعقيدا، ثم الهبوط إلى الأقل تعقيدا، حيث أنه لا فائدة تذكر من العمل بنظام مبسط ثم التحول إلى الأكثر تعقيدا.

        تعليق


        • #5

          أسلوب العمل (Workflow)

          من الأمور التي على المصور ممارستها والتمكن منها هو «فن» أسلوب العمل، أو ترتيب العمل. يتعلق هذا المبدأ بالكيفية والترتيب الذان يجب على المصور أن يتعامل بهما مع الصور من لحظة التقاطها حتى لحظة حفظها بعد التعديلات. إن ترتيب الملفات للرجوع إليها في أي وقت أمر مهم للمصور، سواء الهاوي أو المحترف.
          كمبدأ، لا يوجد هناك طريقة أو نظام معين للعمل، فلكل مصور طريقته المثلى في التحكم بالصور، على أنه من المبادئ المتفق عليها في أي نظام للعمل هو الآتي:

          1. يجب أن تكون الصور مرتبة في الحاسوب بشكل روتيني يمكن للمصور الرجوع إليه بسهولة عند الحاجة. يفضل أن يكون الترتيب بحسب التأريخ.

          2. يجب أن يكون هناك صورة عالية النقاوة تكون هي الأصل (والأفضل أن تكون بنظام الـ16-بت)، ومنها يتم استخلاص الصور الأخرى الأقل نقاوة والأصغر حجما للاستخدامات الأخرى.

          3. يفضل أن يكون الملف الرئيسي الذي تمت عليه التعديلات محفوظا بطريقة تحفظ هذه التعديلات (على شكل طبقات أو شفافيات «Layers» إن صح التعبير). أبرز الصيغ التي تتقبل حفظ الطبقات في الفوتوشوب، صيغة «.psd» و«.tif». هذا ليكون هذا الملف بمثابة الأرشيف للمستقبل.

          4. يستحسن أن تكون الصور محفوظة في أرشيف خارجي (أي قرص صلب منعزل عن الحاسوب نفسه). هناك من المصورين من يتكلف العناء كذلك لحفظ نسختين من الصور الملتقطة مع وضع كل صورة في قرص صلب منعزل. ولو كان هذا العناء كثيرا بعض الشيء ولكن المصور مع بعض المشاكل التي قد تواجهه يتمكن من معرفة الأفضل له.
          مخطط أسلوب العمل الخاص بي، وهو قد يتغير طبعا بحسب الحاجة ولكن الموضح هنا هو الغالب.
          (1) تُرفع الصور من الكاميرا إلى الحاسوب وتصنف بحسب التاريخ.
          (2) تفرز الصور ويُمسح الغير صالح منها.
          (3) يتم تعديل الصور بنظام السالب الرقمي.
          (4) يُحفظ الملف بعد التعديل بصيغة تيف مضغوطة مع الاحتفاظ بطبقات التعديل بنظام 16-بت.
          (5) يحول ملف التيف إلى 8-بت (مع تحويل فضاء الألوان قبلا) ويحفظ الملف بصيغة ج.ب.ج. بنظام 8-بت. قد يتم التعديل مجددا في هذه المرحلة.
          (6) تُصغّر أبعاد صورة الـج.ب.ج. ويوضع التوقيع للاستخدام على الشبكة.

          تعليق


          • #6
            صيغ الحفظ

            هناك الكثير من صيغ حفظ الصور ولكل منها ما يميزه عن الآخر، ولكن سنتناول هنا أشهرها:

            1. ج.ب.ج. (.jpg): وهي أشهرها على الإطلاق في الوقت الحالي وهي صيغة تعمل بنظام الـ8-بت فقط. تعتبر هذه الصيغة الأكثر تداولا على صفحات الشبكة لكونها مضغوطة مما يجعل حجمها أصغر نسبيا، وكذلك لكون الكثير من البرامج (إن لم نقل كلها) التي تتعامل مع الصور يمكنها التعرف على هذه الصيغة.

            2. جي.آي.أف. (.gif): وهي من الصيغ القديمة ولا تستخدم كثيرا حاليا وذلك لمرونتها المحدودة؛ فهي تعمل بنظام الـ8-بت، مع توفير 256 لونا فقط. مع ذلك فإن هذه الصيغة يمكنها حفظ الملف مع المناطق الشفافة إن وجدت (صيغة ج.ب.ج تحول هذه المناطق إلى اللون الأبيض). لذلك فهي قد تناسب بعض استخدامات الشبكة. يمكن كذلك ضغط شرائح أو صور متتابعة تحت هذه الصيغة لتكوين صورة متحركة قصيرة. عدا ذلك، فهي ليست بالشيء الذي يفيد المصورين كثيرا.

            3. بي.أن.جي (.png): وهي صيغة تم تطويرها من الصيغة المذكورة سابقا، ولكنها تتمتع بمزايا أكثر فيما يختص بمجال الألوان مع انعدام إمكانية صنع صورة متحركة. هذه الصيغة غير مضغوطة ولهذا فإن حجم الملفات تحت هذه الصيغة تكون كبيرة بالنسبة إلى أبعاد الصورة، يمكن حفظ هذه الصورة تحت نظام الـ8-بت أو الـ16-بت.

            4. بي.أم.بي. (.bmp): لعل هذه الصيغة من أوائل الصيغ التي تم تطويرها لحفظ الصور الرقمية وهي ليست شائعة الآن مع العلم إنه من الممكن استخدامها في تصميم الصفحات على الشبكة ويمكن للمتصفح التعرف على هذه الصيغة كذلك. هذه الصيغة، أيضا، ليست مضغوطة.

            5. تيف (.tif): وهي أيضا تسمى TIFF وهي من الصيغ الشائعة في عالم التصوير. مع أن هذه الصيغة يمكن حفظها تحت نظام 8-بت و16-بت و32-بت، ولكن شاع استخدامها بنظام الـ16-بت. يمكن حفظ الطبقات المستخدمة في تعديل الصورة أو يمكن التخلي عنها حسب الطلب، ويمكن كذلك ضغط الملف عند الحفظ، وهذا الضغط هو للتخزين فقط؛ أي لا تفقد المعلومات في الصورة عند إعادة فتحها. هذه الصيغة لا تـُتداول بشكل مباشر على الشبكة ولا يمكن للمتصفح عرضها. المرونة في التخزين تجعل هذه الصيغة متداولة بشكل كبير. والحقيقة أن هناك أكثر من نوع من الملفات التي تحمل الاسم «تيف»، حتى أن بعض الكاميرات الرقمية تُحمّل السالب الرقمي لها بصيغة «تيف».

            6. بي.أس.دي. (.psd): وهي صيغة تم تطويرها من قِبل شركة الأدوبي (Adobe) المُنتجة لبرنامج الفوتوشوب وغيره. هذه الصيغة قد لا تختلف كثيرا عن التيف، حيث يمكن حفظها بالأنظمة الثلاث المذكورة، على أنها لا توفر ضغطا. شخصيا، قمت بحفظ بعض الصور بعد التعديل مع الشفافيات المعدِّلة بصيغة التيف المضغوطة وبصيغة البي.أس.دي، فلاحظت بأن حجم الملف كان أصغر بشكل ملحوظ بصيغة التيف المضغوطة. لهذا السبب أنا لا أستخدم صيغة البي.أس.دي كثيرا.

            7. بي.أس.بي. (.psb): وهي كسابقتها، ولكن في بعض الأحيان يتم اللجوء إلى هذه الصيغة للحفظ إذا كان حجم الملف المراد حفظه أكبر من 2 غيغابايت. عندئذ، سوف يُظهر البرنامج (الفوتوشوب مثلا) أن الملف كبير جدا ولا يمكن حفظه بصيغة التيف أو البي.أس.دي، والحل الوحيد هو صيغة البي.أس.بي.

            8. أتش.دي.آر. (.hdr): وهي أولى الصيغ المخصصة لحفظ صور النطاق العالي والتي تكون بنظام الـ32-بت.

            9. إي.أكس.آر. (.exr): وهي صيغة أخرى لحفظ الصور ذات النطاق العالي وتوفّر نوعا من الضغط للملفات بسبب الخوارزمية (algorithm) المستخدمة في تشفير الملف. عادة يكون حجم هذه الملفات أقل من حجم ملفات الأتش.دي.آر. ولكن ليس دائما. في الماضي القريب كان هناك الكثير من البرامج المخصصة لصور النطاق العالي التي لا تتعرف على هذا النوع من الملفات وإنما فقط النوع السابق، أما الآن فهذه الصيغة منتشرة. جدير بالذكر بأن هذه التقنية قد تم تطويرها من قِبل شركات الإنتاج التلفزيونية لتطوير أساليب التعديل والإنتاج لا سيما في الأفلام.

            10. دي.أن.جي. (.dng): وهو ملف من أنواع السالب الرقمي وقد طورته شركة الأدوبي ليكون حلقة وصل بين الأنواع المختلفة للسوالب الرقمية للكاميرات. تطور شركة الأدوبي هذه الصيغة من وقت لآخر لمواكبة آخر التطورات في هذا المجال. هناك عدد من البرامج التي يمكنها التعامل مع هذا النوع من الملفات مما يجعله مرنا في التعامل. يحفظ هذا الملف التغييرات التي تجرى على السالب الرقمي ويمكن نقل الملف لفتحه في أي برنامج يتقبل هذه الصيغة، من غير الحاجة إلى تخزين أي ملفات للتعريف بالكاميرا. أي مثلا، أستطيع تعديل ملف سالب رقمي للكانون وحفظه بهذه الصيغة ونقل الملف إلى حاسوب آخر وفتح الملف بغض النظر عن تعرف الحاسوب على كاميرا الكانون. والعكس أيضا صحيح، حيث أن هناك بعض البرامج التي تفتح ملفات السالب الرقمي من الكاميرا ومن الممكن أن تحفظ الملف بعد التعديل على شكل دي.أن.جي. (لا يمكن النسخ على ملفات السالب الرقمي الأصلية).

            الخاتمة

            هذه خلاصة الأفكار التي أمكنني طرحها لعزيزي القارئ في الوقت الحالي وأرجو ألاّ أكون قد نسيت أي نقطة مهمة. ليس لزاما على المصور معرفة هذه الأمور بتعمق، ولكن لا بد من معرفتها لاحقا عند التعامل مع أمور تتعلق بالطباعة السليمة أو حتى العرض السليم على الشاشة. هناك بعض الأمور التي ألمحت إليها وسوف أتركها لمقالات مخصصة لها بالمستقبل؛ مثل فضاءات الألوان، ومعايرة الألوان. مثل هذه الأمور مهمة كذلك إذا كان المصور يأخذ عملية الطباعة على محمل الجد. أرجو أن يكون عزيزي القارئ قد وجد الفائدة من هذه المقالة

            تعليق


            • #7

              إعدادات وخواص

              سأستعرض هنا بعض الخواص التي تهمنا كثيرا عند خلق أي صورة وسأحاول سرد بعض الشرح عن بعضها. على أية حال لن يمكنني تبيان كيفية ضبط هذه الإعدادات لأنها تعتمد على نوع الكاميرا. كل ما أريد توضيحه هنا هو بعض العوامل وتأثيرها.

              أ. الحساسية (iso)

              والمقصود هنا هو حساسية المستشعر للضوء. هناك بعض التحفظ على هذا التوضيح حيث أنه مادة المستشعر نفسها ليست هي التي تتحسس الضوء، ولكن هذا تعبير شائع ومجاز. يأتي هذا التعبير من التاريخ الطويل للتصوير الكلاسيكي حتى الوصول إلى المرحلة الرقمية. لقد كانت الأفلام المستخدمة في التصوير مادة كيميائية خالصة، وتحميضها كذلك كان عبارة عن عملية كيميائية خالصة. ماهية الصنع بين هذه الأفلام المتنوعة والمختلفة كانت تختلف في درجة حساسيتها للضوء وطريقة التفاعل معه. لهذا السبب، تم تعيير هذه الأفلام بأعداد معينة تحدد مدى سرعة تفاعلها مع الضوء، وبالتالي تكون سرعة الغالق المطلوبة عند استخدام هذه الأفلام سريعة نسبيا كلما زاد هذا العدد. هذا العدد كان (ولا زال) له علاقة ببعض العمليات الحسابية البسيطة التي تساعد المصور على التنبؤ بمقدار السرعة المطلوبة للغالق لتكوين صورة ذات إضاءة جيدة (بل إن بعض الشركات أصبحت تنتج بطاقات خاصة مجهزة بكل الأرقام المطلوبة لمساعدة المصورين). عند ابتكار الكاميرات الرقمية، فإن الصناع قد عملوا على معايرة وقياس هذه الحساسية مع ما يقابلها في المستشعر الإلكتروني (وتعمل بزيادة التيار الكهربائي المار بالمستشعر). النتيجة كانت هو ما يسمى بالـ (iso)، وهي ما سنسميه بالعربية هنا «حساسية المستشعر» (مع بعض التحفظ). يفضل دائما التصوير باستخدام أدنى حد ممكن من الحساسية، حيث أن زيادتها تزيد من الضوضاء الرقمية في الصورة، ولكن قد لا يكون هذا ممكنا بعض الأوقات (خصوصا تصوير حركة في الضوء الخافت، أو عند عدم وضع الكاميرا على حامل في الضوء الخافت). بالنسبة لي، فإن هذه الخاصية جيدة جدا عندما أقوم بالتعريض المطول ليلا حيث تساعدني على تحديد الوقت المطلوب لتحقيق إضاءة مناسبة. لربما تطرقنا إلى هذا الموضوع في وقت آخر.

              تعليق

              يعمل...
              X