خاتمة .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خاتمة .. كتاب الفن في القرن العشرين

    خاتمة

    لقد تكلمنا كثيراً في هذا الكتاب عن الحرية والتحرر . والحقيقة التي لا مراء فيها أن الفن الحديث لم يستطع أن يصبح على ما هو عليه ، ولم تكن الأعمال الرائعة التي توقفنا عندها ممكنة التحقيق ، لولا أنه أحداث التحرر الخصبة . بيد أن الوقت قد حان لأن نميل أحياناً إلى التساؤل عما إذا كانت الحرية قد بلغت درجة جعلت الفن معها في خطر الهلاك كما حدث له أن كاد يختنق من جراء القيود المدرسية المعقمة . ولا سيما وأن البعض يرون أن ثمة تحريراً أخيراً يبدو اليوم يفرض نفسه ، وقوامه استبعاد حتى الاعتبارات الجمالية ، وحتى مفهوم الفن ذاته .

    وفي الحقيقة ، فمنذ بعض الوقت ظهر تيار واسع يمكن وصفه بأنه ضد التصوير . وضد النحت . . . وأخذ ينتشر في العالم ، وهو ضرب من الدادائية الجديدة وأهم مظاهره ، هو الفن الشعبي ( Pop Art ) الأميركي . وقد ساعدت دعاية دائبة على أن تؤمن له بسرعة نجاحاً لم يتح قط مثله للدادائية . والسبب في ذلك أن هذا النجاح نفسه يدل على على أن الاتجاه الجديد ، على الرغم مما في ظاهره من العادات والأذواق لدى جمهور غفير أقل مما يسايره . وعلى كل حال ، فإن دعاته يضعون أنفسهم في مستوى الناس . لأنهم لا يتطلبون أي قدر
    من الثقافة الفنية ، وإنما يقتصرون كيفياً على تجميع أشياء جعلتها الحياة الحديثة أشياء مألوفة لدى كل منا ، كصور مقتطعة من المجلات صور رجال السياسة ، وممثلات السينما ، وأحداث الساعة ، وكقطع من اعلانات ومنقولات عن لوحات وأشياء مختلفة عادية . وخلافاً لما كان يفعله التكعيبيون وواحد من الدادائيين هو ( شفيتزر ) في ملصوقاتهم، فإن أبطال هذا التيار الجديد لم يحاولوا ( أو لم يستطيعوا ) تمويه الأشياء الأمر أبداً إلى تبديل هويتها . وبعبارة أخرى نقول أنهم لم يكونوا يضعون الأشياء في صعيد الفن ما دام الفن إنما تحوير الواقع الخام بل تجاوزه .

    وبكل حال ، إذا كان للون نفسه نصيب في هذه التجميعات ليقوم بالربط بين العناصر المختلفة المتباينة أو » تتبيلها » فإنه يلفت النظر لما فيه من فقر وابتذال .

    ومادام أي شيء يمكن أن يكون مضاد للتصوير أو للنحت ، فباستطاعة أي انسان بدون شك أن يشعر بأنه مدعو لاتخاذ هذين المجالين حرفة له . . . ومن هنا نشأ تضخم عدد ( الفنانين ) . . . وليس هؤلاء في العديد من الحالات سوى جماعة من هواة ممارسة الأعمال اليدوية الصغيرة المتعجلين يعوزهم الكثير أو القليل من المهارة . . . ولا بد مع القول بأن هذا النوع من الفن ليس تماماً بالجديد . فقد ظهرت أيضاً في الماضي تجمعات غير متجانسة . وميكانيكيات بارعة . وكثيراً ما كانت هذه الأعمال تنم عن إبداع يفوق بكثير إبداع تلك التي تعرض علينا اليوم. والفرق بين الحالين هو أنهم كانوا فيما سبق يتحاشون الخلط بين الأمور. فلم تكن هذه الأعمال تظهر في المعارض الفنية ، في حين أنها تعرض اليوم بكثرة في هذه المعارض . وان ثمة الناس غير قليل ، يجدون هذه الأعمال أكثر قيمة من اللوحات الحقيقية والمنحوتات الحقيقية بداعي أنها أكثر غرابة وأكثر إثارة للدهشة . وعلى كل حال ، فنحن نجد أنفسنا في ذات الوضع الذي عرف في أواخر القرن التاسع عشر . فالمصورون الرسميون ، آنذاك ، بقصصهم التاريخية أو العاطفية ، كانوا هم أيضاً أكثر » طرافة » من سيزان ومن رنوار .

    وبوجيز العبارة ، نقول أننا نرى التجريديين والتشبيهيين على السواء ينتجون أعمالاً فنية هي المعادل المعاصر ( للفن الرسمي ) فيما مضى ، ولكنها في كثير من الحالات ، ذات مزايا تشكيلية أقل من مزايا أعمال ذلك الفن الرسمي . فهل نقول في ذلك أن فننا المتقدم هو المسؤول عن ذلك ؟ وان جرثومة الداء كامنة في هذا الميل الشديد إلى التخريب المغامر وفي هذه العبادة لكل ما هو جديد ، اللذين ظل الفن الحديث يجاهر بهما طوال تاريخه ؟ من السهل الجواب على ذلك بأن المصورين ( الرسميين ) ينحدرون أيضاً من مصورين ونحاتين لا شك بأصالتهم ، ولم يستطع هؤلاء الرسميون أن ينالوا من مكانتهم .

    ومهما يكن من أمر ، فإننا إذا مضينا في الأمور إلى بواطنها وجدنا أن مزايا الفن الحديث ذات نصيب كبير في إثارة ردة الفعل ، وإنها هي التي تعلل لنا لماذا لقي البعض تلك الردة بهذا الترحيب ! ان الفن الحديث قد نبذ كل ما هو خارج عن التصوير » وكل ما هو « خارج النحت » ، وأراد ألا يأتي تأثيره إلا من جوهره الفني الصافي إذ فعل ذلك ، إنما اختار أن يكون فناً كثير المتطلبات .

    وعلى طول المدة ، يفترض هذا الفن في مبدعه كثيراً من العمق ، وكثيراً من الابتكار والاختراع ، ويبدأ بتطلب جهد في التخيل ، ممن يريد أن ( يفهمه ) لأن هذا الفن لا يتصل مفهومه بالناس بمجرد مشاهدته . والواقع أن كل عمل فني إذ لا يخاطب إلا من يتحسسون بالمزايا الشعرية والتشكيلية التي في ( الشكل ) ، فإنه يبدو لأول وهلة لعامة الناس عملاً لا صدى له . وهو ، فوق هذا عمل لا يشجع المعلقين بل يضعهم في موقف صعب ، لأنه لا يفسح إلا مجالاً ضيقاً للشروح الأدبية . ولا تحيط الكلمة إلا بشكل ناقص . ولذلك يكثر الناس الذين يشاهدون مثل هذا العمل ، فلا يروي ظمأهم للفن . بل يجعلهم يشعرون بأنهم حرموا من المتعة . وغني عن البيان أن مثل هذا الوضع خلق ميلا إلى ترحيب النظارة بكل عمل يعرض صورة قابلة للشرح والتأويل ، أو أي شيء يمكن أن يلهم مباشرة تفكير هم المنطقي ( أو تفكير هم الهادي ) ، ولا يجبرهم على التأمل في هذا الشيء الغريب الذي يسبر غوره بصورة كلية ، ألا وهو العمل التصويري أو النحتي المحض .

    والواقع أنه يضاف إلى هذا كله ، الملل والاشمئزاز اللذان بعثهما تراكم التطرفات الجنونية ( اللاشكلية ) لأن هذا التراكم هو أيضاً مظهر من المظاهر التي تميز الحياة الفنية في عصرنا هذا . فمنذ أن يحرز اتجاه ما نجاحاً تجارياً ، يكثر متبعوه كثرة هائلة ، وراحوا يسعون إلى استثماره . فما يمض زمن قليل حتى يصبح هذا الاتجاه متعباً ومضايقاً حتى بالنسبة للذين دافعوا عنه بحماس .

    فهل معنى كلامنا هذا أننا نشهد الآن احتضار الفن التجريدي ؟ ان ثمة اشخاصاً يقولون بذلك مجاهرين ، ويؤكدون أننا الآن نشهد بأم أعيننا عودة صريحة إلى الفن التشبيهي ، إلا أن الحقيقة قد لا تكون بكل هذه البساطة. فمن جهة أولى ، ظللنا نسمع في العشرين سنة الأخيرة أن ثمة عودة إلى التشبيهي كما كانوا يعلنون قبل الحرب ، وبصورة دورية الرجوع إلى الواقعية . ثم تبدى أن هذه الأقوال إنما كانت تعبر عن أمنيات ولا تعبر عن واقع ، ومن جهة ثانية ، فإذا لم تعد النزعة اللاشكلية زياً رائجاً ، وإذا كانت تلقى ترحيباً أقل من ذي قبل ، وإذا كانت تظهر في المعارض على وجه أضيق مما سبق ، فكل ذلك يعني ، أول ما يعني ، أنها هجرت من قبل الأشخاص الذين كانوا يتبعونها دون إيمان ، وعادة دون موهبة . ولكن ، ليس هنالك ما يجيز لنا أن نؤكد أن الفن التجريدي قد تخلى عنه دعاته الأصيلون . وكما أن بعض الروائع التكعيبية قد أبدعت بعد زمن طويل من زوال التكعيب كحركة كذلك فإننا لا نزال نشاهد إنتاج أعمال تجريدية وغير تشبيهية رائعة .

    هذا وان تقلبات الأذواق أخذت تسلط من جديد ، أضواء اهتمام الساعة على التجريد الهندسي الذي كان حظه من اجتذاب الناس قليلاً جداً في السنوات الأخيرة. ففي نيويورك خلفت موجة الفن البصري ( L'Op Art ) موجة الفن الشعبي ( Pop Art ) . وسرعان ما عاد الاهتمام منصباً على الأشكال المنتظمة وعلى الأسلوب الواضح المغفل على أن أكثر منجزات الفن البصري ( Op Art ) الذي له أتباع كثيرون في فرنسا وغيرها ، وذلك منذ زمن طويل ولا سيما و فازارلي Vasarely تنجح في إثارة الشبكة البصرية وإهاجتها أكثر مما تأتينا بأضواء عميقة . . . وإذا تحرينا الدقة في الكلام ، قلنا أن تلك المنجزات محصورة في نطاق الفن التطبيقي ، ولن يكون لها معناها الكامل في معرض للتصوير ، بل في واجهة المخازن الكبرى أو في جناح من معرض تجاري . أو قاعة عرض للفنون التزيينية .

    وبعد هذا يجب الاعتراف بأن النزعات التشبيهية قد بدأت تتغلب عند الشبان ، ولكن التشبيهية المسماة جديدة لا تسعى مطلقاً إلى إرضاء أتباع الواقعية التقليدية ، ولا تدعي انتماءها إلى ماتيس أو إلى بيكاسو أو إلى لابيك أو بيينيون ، على الرغم أن ثمة عدداً . الفنانين الشبان يحوّرون الواقع مع مراعاة ما جاء به هؤلاء الفنانون . ان الفن « التشبيهي الجديد » في أيامنا هذه ينتمي إلى فوتريه و دوبوفييه وإلى التعبيريين وإلى جماعة كوبرا . وقد يحدث أن يقتدي هذا الفن بالفن الشعبي ( Pop Art ) وبالدعاية ، بل بالأفلام المرسومة للسينما . وللصحف وبكلمة واحدة ، يعرض علينا هذا الفن صوراً يغلب فيها السخف المضحك ، والتكشيرات ، والفظاعة ، وأحياناً الموت . وإذا شاء هذا الفن أن يكون روائياً فان اهتمامه بالرواية والقصة يفوق بكثير اهتمامه بالشكل وبعبارة أخرى ، فإننا نجد هنا مرة أخرى ، الموقف المبدئي للمصورين الرسميين في القرن الماضي ، ان لم نجد أسلوبهم . وإن المقارنة بينهما تفرض نفسها على الرغم من أن المصورين الرسميين كانوا يحترمون مثل المجتمع البورجوازي ، وان ( قصاصي ) هذه الأيام حريصون على الظهور بمظهر الوقاحة والعدوان .

    فهل يكون الفن التشبيهي الجديد » مجرد زي كتلك الأزياء الكثيرة التي سبقت ؟ وهل يكون مثلها عابراً ؟ أم أننا أمام تيار يستطيع حقيقة أن يسهم في خلق أسلوب جديد وأعمال أكثر إقناعاً من أكثر الأعمال التي أتيحت لنا مشاهدتها حتى الآن ؟

    ربما كان الأفضل لنا ألا نحاول التنبؤ بذلك ، كما أن من الأفضل ألا نحاول أن نتخيل وجه الفن كما سيكون في الغد . فمن كان قادراً عام ١٩٠٥ على التنبؤ بالتكعيبية ، وفي عام ١٩٤٦ بانتشار الفن التجريدي بهذا الشكل الفوري السريع ؟

    إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن نؤكده أن المستقبل هو دائماً ملك أولئك الذين يشيحون عن السهل والهين ، ويصرفون همهم ! إلى التجديد من جهة ، وإلى إبداع أعمال فنية تمتاز بحساسيتها ونكهتها ومتانتها .



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.52_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	66.3 كيلوبايت 
الهوية:	145218 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.52 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	75.5 كيلوبايت 
الهوية:	145219 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.53_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	77.3 كيلوبايت 
الهوية:	145220 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.53 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	80.7 كيلوبايت 
الهوية:	145221 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.54_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	82.3 كيلوبايت 
الهوية:	145222

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.54 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	79.8 كيلوبايت 
الهوية:	145224 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.54 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	40.6 كيلوبايت 
الهوية:	145225


    Conclusion

    We have talked a lot in this book about freedom and liberation. The indisputable fact is that modern art could not become what it is, and the wonderful works that we stopped at would not have been possible to achieve, had it not been for the fertile events of liberation. But the time has come for us to be inclined sometimes to ask whether freedom has reached such a degree that art is in danger of perishing, as it happened to be almost suffocated by the sterile scholastic constraints. Especially since some believe that there is a final liberation that seems to impose itself today, and it consists of excluding even aesthetic considerations, and even the concept of art itself.

    In fact, some time ago a broad movement emerged that could be described as against photography. against sculpture. . . And it began to spread in the world, and it is a kind of new Dadaism, and its most important manifestation is the American pop art. And tireless propaganda helped to quickly secure him a success the likes of which Dada had never had. The reason for that is that this success itself indicates that the new trend, despite what appears to be the habits and tastes of a large audience, is less than it is keeping up with. In any case, his advocates put themselves on the same level as the people. Because they don't require any amount
    They limit themselves qualitatively to compiling things that modern life has made familiar to all of us, such as pictures taken from magazines, pictures of politicians, movie actresses, and current events, and pieces of advertisements and quotes from paintings and various ordinary things. Contrary to what the Cubists and one of the Dadaists (Schweitzer) used to do in their posters, the heroes of this new trend did not try (or could not) camouflage things, rather than change their identity. In other words, we say that they did not place things on the level of art, as long as art is rather a transformation of raw reality, but rather a transcendence of it.

    In any case, if the color itself has a share in these assemblies to link the various disparate elements or “season” them, then it draws attention to its poverty and vulgarity.

    And as long as anything can be anti-painting or anti-sculpture, any man can undoubtedly feel called upon to take these two fields as his craft. . . Hence the inflated number of (artists). . . They are in many cases nothing more than a group of hasty amateurs practicing petty manual work with little or no skill. . . It must be said that this type of art is not entirely new. In the past, heterogeneous groups also appeared. Ingenious mechanics. Often, these works reflect creativity that far exceeds the creativity of those presented to us today. The difference between the two cases is that they used to avoid mixing things up in the past. These works were not shown in art exhibitions, while today they are widely displayed in these exhibitions. And that there are people, not a few, who find these works more valuable than real paintings and real sculptures because they are more strange and more surprising. In any case, we find ourselves in the same situation that was known in the late nineteenth century. The official photographers at the time, with their historical or emotional stories, were also more “funny” than Cézanne and Renoir.

    In short, we say that we see abstractists and analogists alike producing works of art that are the contemporary equivalent of (formal art) in the past, but in many cases, they have fewer plastic advantages than the advantages of the works of that official art. Do we say that our advanced art is responsible for that? And that the disease germ lurks in this intense tendency to adventurous sabotage and in this worship of everything that is new, which modern art has been professing throughout its history? It is easy to answer that the (official) photographers are also descended from photographers and sculptors whose originality is beyond doubt, and these officials could not underestimate their status.

    Whatever the case, if we go into the issues to their intrinsic content, we will find that the advantages of modern art have a great share in provoking a reaction, and that they are the ones that explain to us why some people received that reaction with such a welcome! Modern art has rejected everything that is outside of photography” and everything that is “outside sculpture,” and wanted its influence to come only from its pure artistic essence when it did so, but chose to be an art that has many requirements.

    Over the course of time, this art assumes a lot of depth in its creator, and a lot of innovation and invention, and it begins to require effort in imagination from those who want to “understand” it, because this art does not connect its concept to people once they see it. In fact, every work of art, as it only addresses those who are sensitive to the poetic and plastic advantages that are in (the form), it appears at first sight to the general public as a work that does not resonate. Moreover, it is a work that does not encourage commentators, but rather puts them in a difficult position, because it leaves only a narrow space for literary explanations. The word is not surrounded except in an incomplete manner. Therefore, many people watch such work, and their thirst for art is not quenched. It makes them feel deprived of pleasure. Needless to say, such a situation has created a tendency for viewers to welcome every work that presents an explainable and interpretable picture, or anything that can directly inspire their logical thinking (or their guiding thinking), and not force them to contemplate this strange thing that fully fathoms it. It is a purely pictorial or sculptural work.

    In fact, to all of this is added the boredom and disgust emanating from the accumulation of insane (non-formal) extremes, because this accumulation is also one of the aspects that characterize the artistic life of our time. Since a trend has achieved commercial success, its followers have multiplied enormously, and they have sought to invest in it. It is not long before this trend becomes tiring and annoying even for those who defended it enthusiastically.

    Does this mean that we are now witnessing the dying of abstract art? There are people who say this openly, and confirm that we are now witnessing with our own eyes an explicit return to analogy art, but the truth may not be so simple. On the one hand, we have been hearing in the last twenty years that there is a return to the analogy as they used to announce before the war, and periodically a return to realism. Then it became clear that these sayings were expressing wishes and not expressing reality, and on the other hand, if the informality is no longer a fashionable dress, and if it is less welcomed than before, and if it appears in exhibitions in a narrower way than previously, then all of this means First of all, she was abandoned by the people who followed her without faith, usually without talent. However, there is nothing that allows us to assert that abstract art has been abandoned by its original advocates. And just as some cubist masterpieces were created long after the demise of cubism as a movement, we still see the production of wonderful abstract and non-figurative works.

    Moreover, the fluctuations of tastes began to shed again, the lights of the interest of the hour on geometric abstraction, which had little chance of attracting people in recent years. In New York, the wave of visual art (L'Op Art) succeeded the wave of popular art (Pop Art). And soon the attention was focused on the regular forms and the clear style that was ignored, since most of the achievements of the visual art (Op Art), which has many followers in France and elsewhere, and that for a long time, especially Vasarely, succeed in exciting and agitating the visual network more than it brings us deep lights. . . . And if we are careful in our speech, we say that these achievements are confined to the scope of applied art, and they will not have their full meaning in an exhibition of photography, but rather in the storefront of major stores or in a pavilion of a commercial exhibition. Or an exhibition hall for decorative arts.

    After this, it must be recognized that simile tendencies have begun to prevail among young men, but the so-called new simile does not at all seek to satisfy the followers of traditional realism, and does not claim to belong to Matisse, Picasso, Labeck, or Bignon, although there are a number of them. Young artists transform reality, taking into account what these artists came up with. The "new analogy" art nowadays belongs to Vautrett and Dubovier, to the Expressionists, and to the Cobra group. It may happen that this art imitates popular art (Pop Art) and propaganda, or even films designed for the cinema. And for newspapers, in a word, this art shows us images in which ridiculous absurdity, grimaces, horror, and sometimes death prevail. And if this art wants to be a novelist, then its interest in the novel and the story far exceeds its interest in the form. In other words, we find here again the principled position of the official photographers in the last century, if not their style. And the comparison between them imposes itself even though the official photographers were respected like bourgeois society, and (Qassay) these days are keen to appear insolent and aggressive.

    Is the new analogy art a mere costume like the many costumes that preceded it? Is it transient? Or are we facing a current that can really contribute to creating a new style and works that are more convincing than the most works that we have seen so far?

    Perhaps it would be better for us not to try to predict it, just as it is better not to try to imagine the face of art as it will be tomorrow. Who was able in 1905 to predict cubism, and in 1946 the spread of abstract art in such an immediate and rapid form?

    The only thing we can assure is that the future always belongs to those who turn away from the easy and easy, and distract themselves! To renewal on the one hand, and to the creation of works of art characterized by their sensitivity, flavor and durability.

    تعليق

    يعمل...
    X