النحت ٥_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النحت ٥_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

    وبصورة عامة ، فمنذ نهاية الحرب ، أخذ من ظلوا واقعيين . قليلاً أو كثيراً وممن هم ليسوا من الرعيل الثاني يميلون إلى التعبيرية ويعد جيمون Gimond الاستثناء الأكثر بروزاً لهذا الاتجاه فقد استمر في صنع تماثيل لاشخاص معلومين ، بهدوء الأحجام المتراصة كما تمتاز بقوة بنيانها . في حين أن « أوريكوست وهي تماثيل تمتاز Auricoste و کوتورییه Couturier » يتميزان بأنهما يعمدان إلى تبسيطات وقحة بل التشويهات الجذرية ، ف اكوتورييه» يمط الأجساد ليجعلها أكثر تعبيراً من جهة ، وليزيد في قيمتها التزيينية من جهة ثانية .

    على أن المنحوتات الأكثر متانة التي أنتجتها الواقعية التعبيرية منذ الحرب هي التي ندين بها لبيكاسو . فهذا الفنان ، الذي أبى مراراً إلا أن يتبع خياله صنع أيضاً ( الرجل والخروف ) ( ١٩٤٤ ) و ( امرأة حامل ) و « ماعز » ( ١٩٥٠ ) . وفي هذه المنحوتات ظل غير بعيد عن الواقع المرئي ، كما النعومة المفعمة بالرجولة.

    وتنتج عن ذلك كله واقعية لاصفار فيها ولاسقم ، وهي واقعية لاتشوه إلا لتحسين الاحاطة بالواقع وبالجوهر .

    أما جرمين ريشييه Germaine Richier فلا تنكب على تشويه الجسد والوجه البشريين بقدر ما تنكب على تقبيحهما والاساءة إليهما ، فهي تجرحهما ، وتثقبهما وتقطع أوصالهما ، وتنزع أجزاء منهما . وبالاختصار نقول من يرى منحوتاتها يخيل إليه أن هذه المنحوتات كانت دفينة زمناً طويلاً ، ثم أخرجت من باطن الأرض دون عناية من قبل نباشين غير مؤهلين . فقولبها فظ، وتبلغ أحياناً سطحية الأشكال حداً تبدو معه وكأنها بالكاد مرسومة وإلى جانب هذه الانسانية الجلفة المشؤومة التي لا تعرف إلا أكثر الغرائز بهيمية ، والاأكثر المخاوف ترويعاً ، تنحت جيرمين ريشييه تماثيل بعض الحيوانات ، كالخفاش ، والضفدع الذكر ، والعنكبوت والحشرة المسماة « الراهبة » أي حيوانات لا يحبها الناس بصورة عامة ويطيب للفنانة أن تعطيها مناظر منفرة أو قاسية أو مليئة بالتهديد .

    وكذلك نجد حيوانات قبيحة ، مضايقة في أعمال واحد من أشهر ممثلي النحت الحديث وهو ( سيزار بالداتشيني ) . كما نجد عنده الأجسام البشرية المشوهة ، من جذوع خربة متداعية ، وبطون ممزقة بالجراح العميقة ، يحملها بشكل يدعو إلى الشفقة ساقان متصلبان تعرتا من اللحم تقريباً .

    وهذه الأعمال الفنية قد صنعت بقطع من الحديد ، مقطعه بالحملاج . ثم ملحومة مما يزيد في بعد الشقة بينها وبين الصورة السليمة للحياة ، علماً بأن « سيزار Cesar » يعكف على إبراز هذه الشقة . كما يدأب على إعطائنا وعياً بالحياة يتراوح بين التسلية والألم ، كل ذلك بوحي مزاجه المرح اللاذع . والمنحوتات الأولى التي صنعها من الحديد حوالي عام ١٩٥٤ ، ظلت مفرغة تكشف عن العناصر المتباينة التي تشكلها . ففي منحوتة السمكة المسماة « حفش » يكتشف الناظر إليها من الحديد، ومن الصفيح والبراغي ومبرداً وحتى عازلين كهربائيين. ثم أصبحت المنحوتات أكثر تراصاً ، لكنها ظلت مؤلفة من بقايا أشياء مختلفة. وتبتعد بعض المنحوتات المصنوعة حديثاً عن التشبيهية وتقتصر على الجمع بين أشكال ذات سمت هندسي غير صريح وبعضها مقعرة أو محدبة ، وتقوم الخطوط بالجمع بينها ، أو بالفصل بينها ، وفجأة ، وبصورة غير متوقعة نرى أن هذه السطوح الخشنة المغطاة بالنتوءات ، والتي يمسها الضوء بطرق مختلفة ، تتخذ شكل كؤوس قربان ضخمة جداً ربما ميزنا فيها رصانة ومهابة أكثر مما نرى فيها مزاحاً أو تظرفاً . وفي مجال مناقشته لعمل المثال ، عرض سيزار أيضاً قبل بضع سنوات سيارات عادية مضغوطة في المصنع . وهذا معناه العودة إلى الدادائية. وهذا معناه أيضاً تكرار ما كان أقدم عليه مارسيل دوشان عندما عرض مصنوعاته الجاهزة المشهورة. بيد أن ثمة فارقاً بين الرجلين ، فارقاً ذا دلالة . فدوشان كان يريد إظهار القيمة الفنية الموجودة في منتوجات الصناعة الجديدة، أما سيزار فكأنه يدعونا إلى رؤية مفاتن الأشياء التي لم تعد صالحة للاستعمال ، وتلك الملقاة في المهملات وليس سيزار » الفنان الوحيد الذي يتخذ مثل هذا الموقف في أيامنا هذه فلم يحدث قط في الماضي أن لقيت الأشياء التالفة مثل هذه الحظوة في صالات العرض ، ولم يحدث قط في الماضي أن أحب مثل هذا العدد من الفنانين استعمال الأشياء التالفة الملطخة ، المصدأة ، التي أصبحت بطبيعة . الحال غير نافعة ومن الواضح الجلي أن في ذلك كله احتجاجاً على العالم المتصنع الذي نعيش فيه ، وتعبيراً عن استحالة التكيف مع متطلباته وجوه ، ومن الواضح الجلي أيضاً أن عدداً . الأعمال الفنية التي تعبر عن الموقف ليست في الحقيقة سوى تجميعات خرقاء ، وإنما تدل بآن واحد عن تخلي الإنسان ، والفنان عن ذاته . وبالطبع ، فإن هذه الأعمال قد تثير الاهتمام من حيث هي ظواهر سيكولوجية أو اجتماعية . غير أنها : من الوجهة الفنية المحضة ، ليس لها ، في نظرنا ، ما يبررها .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.45_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	67.8 كيلوبايت 
الهوية:	145202 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.45 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	73.5 كيلوبايت 
الهوية:	145203 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.46_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	71.5 كيلوبايت 
الهوية:	145204 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.46 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	68.6 كيلوبايت 
الهوية:	145205 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.47_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	74.3 كيلوبايت 
الهوية:	145206

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.48_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	38.4 كيلوبايت 
الهوية:	145208



    Generally speaking, since the end of the war, those who remained realists took over. A little or a lot, and those who are not of the second generation tend to expressiveness, and Gimond is the most prominent exception to this trend, as he continued to make statues of well-known people, with quietly compact volumes and characterized by the strength of their structure. While "Auricoste, which are statues that are distinguished by Auricoste and Couturier," are characterized by their resorting to rude simplifications and even radical distortions, while "Accuturier" stretches the bodies to make them more expressive on the one hand, and to increase their decorative value on the other hand.

    It is the most enduring sculptures produced by Expressionist realism since the war that we owe to Picasso. This artist, who repeatedly refused but to follow his imagination, also made (The Man and the Lamb) (1944), (A Pregnant Woman) and “Goats” (1950). And in these sculptures, a shadow is not far from the visible reality, as is the softness full of masculinity.

    All of this results in a realism that has no zeros or disease, and it is a realism that does not distort except to improve understanding of reality and essence.

    As for Germaine Richier, she does not so much mutilate the human body and face as she degrades and abuses them. In short, we say that whoever sees her sculptures imagines that these sculptures were buried for a long time, then they were taken out of the ground without care by unqualified diggers. Her moldings are coarse, and sometimes the forms are so shallow that they seem barely drawn. Alongside this blunt, ominous humanity that knows only the most bestial instincts and the most terrifying fears, Germaine Richier sculpts such animals as the bat, the male frog, the spider, and the insect called "the nun," i.e. Animals that people do not like in general, and the artist likes to give them repulsive, cruel, or threatening scenes.

    We also find ugly, harassing animals in the works of one of the most famous representatives of modern sculpture, Cesare Baldacchini. We also find in him mutilated human bodies, from crumbling, ruined trunks, and stomachs torn with deep wounds, pitifully carried by two stiff legs that were almost stripped of flesh.

    These works of art were made with pieces of iron, which were cut with a sledgehammer. Then it is welded together, which increases the distance between it and the sound image of life, bearing in mind that “Cesar” is working on highlighting this apartment. as Absolutely, he keeps giving us an awareness of life that ranges between amusement and pain, all of this inspired by his joyful and sour mood. The first sculptures he made of iron around 1954 remained hollow, revealing the disparate elements that make them up. In the sculpture of the fish called "sturgeon", the beholder discovers that it is made of iron, tin, screws, a file, and even electrical insulators. Then the carvings became more compact, but they were still composed of the remains of different things. Some of the newly made sculptures move away from analogy and confine themselves to combining shapes with an inconspicuous geometric feature, some of which are concave or convex, and lines combine or separate them, and suddenly, unexpectedly, we see that these rough surfaces covered with bumps, which light touches in different ways, They take the form of very large offering cups, in which we may distinguish sobriety and dignity more than what we see in them as joking or circumstance. Some of them are fla In his discussion of example work, Cesar also introduced a few minutes ago Years of normal cars pressurized in the factory. This means a return to Dadaism. This also means repeating what Marcel Duchamp did when he displayed his famous ready-made products. However, there is a significant difference between the two men. Duchamp wanted to show the artistic value found in the products of the new industry, while Cesar was inviting us to see the charms of things that are no longer usable, and those that are thrown in the trash. Damaged objects are so popular in galleries, and never in the past have so many artists liked to use damaged, stained, rusted, natural objects. The situation is useless It is evident that all of this is a protest against the artificial world This is who we live in, and an expression of the impossibility of adapting to its requirements and faces, and it is also evident that a number. The artworks that express the situation are not, in fact, nothing but clumsy assemblies, but indicate at the same time the abandonment of man and the artist of himself. Of course, these actions may be interesting in terms of psychological or social phenomena. However, from a purely technical point of view, it has no justification, in our view.

    تعليق

    يعمل...
    X