مخيلة تحت رحمة الخوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مخيلة تحت رحمة الخوف



    ضع مخيلة تحت رحمة الخوف وستقتلك لا محالة! دع لها أن تنسج سيناريوهات مما قد يحصل معك، أو مما يمكن أن يحصل، فيبدو المستحيل محطة في مسار لا ينتهي من الخيالات المرعبة. ولفعل ذلك بصرياً ستحتاج بشدة إلى عتاد سردي لا ينفد، وتنويعات تليق بالدخول بتلافيف الخوف ومتاهاته في الوعي واللا وعي، وحينها ستخرج عليك المخيلة بكائنات عجائبية أو عادية جداً أو رجل عارٍ يقتل كل من يصادفه أو امرأة حامل في غابة تعيش مع فرقة مسرح. ستجابهك مواقف لم تكن يوماً في الحسبان، كأن تكون في البانيو تنعم بوداعة الماء والصابون فترفع رأسك لتجد رجلاً وهو يتمسك بالجدران لئلا يقع عليك! فحين يعنون آري أستر فيلمه المرعب بجمالياته بـ "بو الخائف" Beau is Afraid فإنه يفتح أبواب الخوف على مصاريعها، يضع بو (خواكيم فينكس) على مسار لا ينتهي من النجاة تلو الأخرى، كما لو أنه لا نجاة من الخوف إلا بخوف أشد، مسخراً كل شيء لتصعيد ذلك، فنتازيا ومسرح وأنيماشن، وصولا ً إلى ما له أن يكون كوميدياً وبالتأكيد أوديبياً.
    وهذا مدعاة للتفكير بالخوف العربي، بخوف الإنسان العربي، الذي إن وضعته في هكذا مسار وتركت للواقع لا المخيلة أن تتولى تصعيده لوصل إلى اللامتناهي بقفزة واحدة، وهناك من قالوا "لقد سقط جدار الخوف" إبان ما عُرف بـ "الربيع العربي" فإذا بهم يزيدونه سماكة أضعافاً مضاعفة.... يزيدونه ترامياً ووحشية، ولا نجاة من الخوف إلا بمزيد من الخوف!

    زياد عبد الله
يعمل...
X