حلم ظهيرة صيف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حلم ظهيرة صيف

    أتذكر:
    رائحتها.
    هناءة بيتها.
    اتساق أثاثه البسيط.
    برودته المتحالفة مع رائحتها، وهي تنزع عني قيظ الظهيرة كمعطف.
    رائحتها وهي تحنو عليّ.
    صوتها وهو يعبق برائحتها.
    بشرتها ومساماتها وهم في خضم رائحتها.
    رائحتها
    رائحتها
    منجاتي وبحة صوتي.

    في الطريق إلى بيتها، اشتريت باقة زنبق، ولم يدع لي بائع الورود ولو لمرة واحدة أن أقول "زنبق" من دون أن يتبعها - كما لو أنه يصحح لي - بـ "زنبق بحري".
    كانت باقة كبيرة، بيضاء، والشمس تسفعني وتسفعها، وأنا أتقوّى بها على ظهيرة أعرف أنها نقيض بيتها، وهو يلحق برقته وبرودته الحانية الهزيمة تلو الهزيمة بالقيظ والقسوة.
    استقبلتْها بضحكة كأنها "رفرفة ألف من الطيور البيضاء".
    لم تمضِ بضعُ دقائق حتى أصبح الزنبق لعنةً، وكرهتُ الزنبق البحري والرملي والأرقط والأزغب...
    يا للوقاحة!
    لقد داخل أريجُه رائحتها.
    *حلم ظهيرة صيف #زياد_عبدالله
    #استراقات
يعمل...
X