التجريد الشعري والفن اللاشكلي ٦_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التجريد الشعري والفن اللاشكلي ٦_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

    وفي آخر لوحاته التجريدية نجد أن البقع تحل محل الترسيم . غير أن البقع لاتلقى على اللوحة كيفما ارادت النزوات . وتوبي يعمل عملاً صبوراً في لوحاته ، ولا يكل قط في تحريه عن اللون الرقيق النادر ومن الواضح أنه يقترب كثيراً من بول كلي في بعض الأحيان . ومع ذلك فلا سبيل قط إلى نكران الطابع الشخصي لتعبيره الفني .

    وثمة تأثير آخر أسهم في اعداده ، هو تأثير الصين واليابان حيث أقام في عام ١٩٣٤ . وهذا التأثير ، بدون شك ، هو الذي جعله في أوروبا موضوع اعتبار مروجي الفن اللاشكلي ، أكثر أعماله الفنية التي تبعد كل البعد عن تلويحات الأيدي ، وعن الاهمال والتراخي . والواقع أن دعاة اللاشكلي يرجعون بطيبة خاطر إلى الشرق الأقصى . فهم يعلنون عن اهتمامهم بالبوذية ( زن ) ، و ( بالمناظر من عهد اسرة سونغ ) من وبالخطوط الكتابية الصينية واليابانية ، ولا مندوحة عن الاعتراف بأن هذا الاهتمام حقيقي وصادق ، في بعض الحالات . غير أن الذين يجاهرون بإعجابهم ببوذية ( زن ) بعيدون كل البعد في غالبية الأحوال عن أن يعيشوا عيشة الرهبان البوذيين. وأن الذين يريدون أن تكون لوحاتهم قريبة من لوحات المناظر الطبيعية في عهد سونغ ، أو من الكتابة الشرقية القصوى ، هم قليلو الاهتمام بروح هذه الفنون ، ولا يتمسكون منها إلا بالناحية الخارجية . هنا بضع بقع فاهية ، وهناك ترسيم منساب متعجل . وبالطبع لا يكفي أن القاء بضعة أحرف على لوحة لصنع خط كتابي فني بالمعنى الذي لهذا التعبير في الصين ، حيث تمثل العلامة فكرة ما أو شيئاً ما ... بيد أن ذلك ليس هو المهم ، لأن الأمر الأساسي في التصوير التجريدي في الغرب ليس الاتيان برموز مصطلح عليها . بل هو الاتيان بأشكال « ذات معنى بالنسبة لبعضها البعض » كما يقول فوسيللون Focillon : الأمر الجوهري هو أن يكون الخط حساساً وأن يكون معبراً .

    فهل هو كذلك لدى « ماتيو Mathieu » الذي يرسم على خلفية ذات لون واحد في الغالب عدداً كبيراً من الخطوط البيضاء أو السوداء المتشابكة ، وذلك عن طريق ضغط انبوبة الألوان فوق اللوحة ؟ إن الرسم عند هذا الفنان لا يسجل إلا حركة جسدية . فإذا ما طالبناه بأن يوحي ب جان دارك أو أوليفيه الثالث مقطوع الرأس أو معركة بوفين ، فإنما نطالبه بما هو فوق طاقته . ولا شك في أن ماتيوكان يعرف ذلك . ويبدو أن أسماء اللوحات التي يختارها طنانة رنانة لا يقصد منها على ما يبدو إلا اثارة الحيرة لدى الجمهور الذي يحفل بما له الوقع الكبير ، أكثر مما يحفل بما يثير العاطفة . وماتيو لا يبخل بما هو شديد الوقع . فهو ذو ميل شديد إلى العرض لا يقل عن ميل دالي إليه .

    وتكثر في زمننا هذا ، اللوحات التي يحاول أصحابها ستر فقرها تحت أسماء مفعمة بالادعاء . فكلما كان العمل أقل قدرة على التأثير فينا كعمل تصويري ، كلما ازداد اسمه تشبعاً بالأفكار والشعر . حتى أن بعضهم لم يعودوا يرون في الفن التجريدي إلا ذريعة لعرض آثار أدبية إلا أنه أدب غالباً ما يكون غير واضح ، لايزيد قيمة عن ذلك الأدب الذي كان المصورون الرسميون في القرن الماضي يستطيبونه .

    إلا أن الاغراق في الألوان ، وفي البهلوانيات الفوضوية الذي تردى فيه عدد كثير من اللاشكليين قد أثار ردة فعل لاتقل عنه تطرفاً ، قام بها عام ١٩٥٧ أصحاب مذهب اللون الواحد بقيادة « ايف كلين الذين أخذوا يعرضون علينا لوحات مغطاة كلها بصبغة واحدة . وقد كتبت العبارات الجميلة في تبرير هذا الاتجاه ويبدو بصورة خاصة أن دعاة هذا المذهب وهم قلة على كل حال ، انما يسعون إلى الكمال لا في سطح اللوحة بل في ماوراءه. ولنسلم بذلك ولكن كيف نستطيع عندئذ ألا نطرح على أنفسنا هذا السؤال : إذا كان الأمر كذلك ، فلم لا يوفر الفنان اللون الأوحد نفسه الذي بقي يستعمله ؟ وكيف لانطرح على أنفسنا هذا السؤال أيضاً : لماذا لاننظر بإعجاب أكثر لدهان البنايات الطيب وهو رجل مختص في استعمال اللون الواحد ، عندما يكسو بالدهان سقف غرفة ما أو باب مرآب ما ؟

    وكذلك يجب أن نصنف في عداد اللاشكليين المصورين الذين شكلوا حوالي عام ١٩٥٠ جماعة «كوبرا Cobra » وهذا الاسم الذي يحوي الحروف الأولى أسماء العواصم كوبنهاغن ، وبروكسيل ، و أمستردام يوحي بأن هؤلاء الفنانين مقيمون في المدن المذكورة ولكن لم تمض فترة قصيرة حتى جاء بعضهم : الفنان البلجيكي الكشنسكي Alechinsky والهولنديان ، آبل Appel و كورني Corneille » فاقاموا في باريز. كما أن الرسام الدنمركي و آسجر جورن Asger Jorn سكن في باريز في فترات متعددة .

    وإذا كنا نشتبه وراء الأشكال والألوان المخترعة لدى كورنيل بوجود مناظر طبيعية ، ومناظر طبيعية صامتة ، إلا أن لوحات المصورين الآخرين توحي لنا وجوهاً يرقانية مكشرة ، فيها شيء من الحيوان وشيء من المسخ ومن الشيطان ، من خلال الخطوط التي تعج بها، والألوان التي تبدو وكأنها تتخمر ... وبعبارة أخرى إذا استثنينا الصور الشخصية والصور العارية التي يصنعها آبل، نجد أننا أمام نوع من التصوير التشبيهي يبدو وكأنه نشأ : لقاء بالصدفة المجردة بين الخطوط والألوان أكثر مما يبدو نتيجة لقصد معين . وهذه الخطوط عصبية ومشددة بنفس الوقت لدى كورنيل ، ولكنها تجر نفسها متراخية لدى جورن والكشنسكي، بينما تتصالب وتتشابك في خرفشات عنيفة لدى « آبل » واللون عند هذا الأخير صارخ وعدواني إلى أقصى الحدود ، ومادته كثيفة دابقة أما الكشنسكي فيقابل هذه القسوة المبتذلة ، وهذه الكلمات المتحدية بفن أكثر ثقافة ، له من تألق وندرة بعض الألوان الزهرية والزرقاء ما يذكرنا بعض الشيء بتلوين مواطنه ( انسور . Ensor )

    وقد ذهب البعض إلى أن هؤلاء المصورين وبعض الآخرين ممن يعتبرون قريبين منهم قد ابتدعوا حركة تشبيهية جديدة . وفي الواقع إذا كان من الممكن مقارنتهم بدوبوفيه فإنهم ، بدون شك أقرب إلى فنان تعبيري مثل ( نولد Nolde ) ، وكثيراً ماتكون بعض أعمالهم أعماله واسلوبهم أكثر رخاوة من اسلوبه ، ومن جهة أخرى فإن مافي أعماله من رصانة ومهابة حل محله في أعمالهم التهكم والسخرية ، ولم يعد للكائن البشري في أعمالهم إلا مظاهر كاريكاتورية ، وهو في الغالب ذو قبح وحشي منفر .

    ولا شك في أن مرد ذلك يعود من جهة إلى مفهوم الحياة ، إلى الاعتقاد بأن الانسان أقل تطوراً وأقل ( انسانية ) وأقل تطميناً ، بدرجات كثيرة مما تحاول الحضارة الحديثة أن تو همنا به . ومرد ذلك يعود من جهة أخرى كما ذكرنا آنفاً إلى أن هذا التصوير التشبيهي لا يأتي دائماً نتيجة لتصميم سابق ، وانه لايكاد يخرج في نطاق التجريد إلا خلسة وأنه في قسم يظل غائصاً في هذه العجينة الملونة التي تميز التصوير اللاشكلي حيث يعتبر ادخال شكل محدد بوضوح فيه بمثابة تغيير في كبير منه الاسلوب .

    ألسنا نستطيع على هذا النحو نفسه أن نفسر الأشخاص والعرى التي صورها جيليه Gillet حديثاً بعد أن كان واحداً من ممثلي الفن التجريدي الأصلاء ؟ ؟ وصحيح أن هذه الصور للأشخاص والعاريات تبرز وتنفصل أو تحاول ذلك عن خلفية اللوحة . ولكن لا أجسامها ولا وجوهها ذات تركيب كاف بحيث تسمو عن الكتلة اللاشكلية الرخوة . ولذلك نجد هنا أيضاً مخلوقات مريبة تبدو وجوهها إن تجاوزت الرسيم ، مشوهة أو ذات مسحة بهيمية ، خائفة ومخيفة بآن واحد ، تجمع ملامحها بين الرعب والقرف .

    أما اللون فقاتم طيني . ولذلك يدعم في نفس الناظر هذا الانطباع ويسهم في تذكيره بصور كوانتا دل سوردو Quinta Del Sordo . غير أن التصوير عند غويا أكثر حزماً رغم مافي أسلوبه من سعة و اندفاع . كما أن انسانيته مهما كانت مشوهة ، أقل بدائية أكثر تأثيراً وإيلاماً . ومع ذلك كله فإن المرء يحس أن في جيليه قلقاً حقيقياً وأن لوحاته تؤثر فينا أيضاً بما فيها من مزايا هي وأقل قبحاً ، ولذا فهي تصويرية .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.25 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	86.7 كيلوبايت 
الهوية:	144632 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.25 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	84.0 كيلوبايت 
الهوية:	144633 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.26_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	70.5 كيلوبايت 
الهوية:	144634 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.26 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	104.6 كيلوبايت 
الهوية:	144635 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.27_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	82.7 كيلوبايت 
الهوية:	144636

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.27 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	78.0 كيلوبايت 
الهوية:	144639 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.28_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	32.7 كيلوبايت 
الهوية:	144640



    In the last of his abstract paintings, we find that stains replace demarcation. However, the stains are not thrown on the painting as the freaks wanted. Toby works patiently with his paintings, never tire of his investigation of the rare subtle color and it is clear that he comes very close to Paul Klee at times. Yet there can never be any denial of the personal character of his artistic expression

    Another influence that contributed to his preparation is the influence of China and Japan, where he resided in 1934. And this influence, without a doubt, is what made him in Europe the subject of consideration by the promoters of informal art, most of his artistic works that are far from the waving of hands, and from neglect and indolence. In fact, the advocates of amorphism willingly return to the Far East. They declare their interest in Buddhism (Zen), and (Scenes from the Song Dynasty » And in Chinese and Japanese calligraphy, it is necessary to admit that this interest is real and sincere, in some cases. However, those who profess their admiration for (Zen) Buddhism are far from most of the cases from living the life of Buddhist monks. And those who want their paintings to be close to the landscape paintings of the Song era, or to the extreme eastern writing, have little interest in the spirit of these arts, and they only cling to them in the external aspect. Here are a few flashy spots, and there is a hasty flowing delineation. Of course, it is not enough to throw a few letters on a board to create an artistic calligraphy in the sense of this expression in China, where the sign represents an idea or something... However, that is not the important thing, because the main thing in abstract painting in the West is not to come up with term symbols. on her . Rather, it is to come up with “meaningful” forms in relation to each other, as Focillon says: The essential thing is that the line be sensitive and expressive. :«

    Is it the same with Mathieu, who paints on a background of one color mostly a large number of intertwined white or black lines, by squeezing the color tube over the plate? The drawing of this artist does not record only physical movement. If we ask him to suggest Joan of Arc, or Olivier III beheaded, or the Battle of Bouvin, we are asking him for more than he can bear. There is no doubt that Mateokan knew that. It seems that the names of the paintings that he chooses are buzzing and resonant, apparently intended only to arouse confusion among the audience, which is full of what has a great impact.

    More than full of emotion. And Matthew does not skimp on what is severely impactful. He has a strong tendency to display no less than Dali's tendency to him.

    In our time, there are many paintings whose owners try to cover up their poverty under pretentious names. The less the work is able to influence us as a graphic work, the more its name is saturated with ideas and poetry. So that some of them no longer see in abstract art only a pretext to display (literary effects), but it is literature that is often unclear, no more valuable than that literature that the official photographers in the last century liked.

    Yves Klein However, the immersion in colors and chaotic acrobatics in which many amorphous people deteriorated has sparked a reaction no less extreme, which was carried out in 1957 by the mono-colourists led by “Yves Klein” who took to show us paintings covered all with one dye. Beautiful phrases have been written to justify this trend, and it appears in particular that the advocates of this doctrine, who are few in any case, seek perfection, not on the surface of the painting, but beyond it. Let us concede that, but how can we then not ask ourselves this question: If this is the case, why does the artist not provide the same single color that he continues to use? How can we not ask ourselves this question as well: Why do we not look with more admiration at the good painter of buildings, who is a man specialized in the use of one color, when he coats the ceiling of a room or the door of a garage with paint?

    Likewise, we must be classified among the non-formalists who formed the “Cobra” group around the year 1950, and this name that contains the initial letters of the names of the capitals (Copenhagen, Brussels, etc.) And Amsterdam (suggests that these artists reside in the aforementioned cities, but it was not long before some of them came: the Belgian artist Alechinsky »and the Dutch, Abel and Corneille »so they resided in Paris. Also, the Danish painter and Asger Jorn resided in Paris in Multiple periods d

    And if we suspect behind the shapes and colors invented by Cornell that there are landscapes and silent landscapes, the paintings of other photographers suggest to us grim larval faces, in which there is something of the animal and something of a monster and of the devil, through the lines that teem with them, and the colors that It seems to be fermenting... In other words, if we exclude the personal photos and nude photos that Apple makes, we find that we are facing a kind of analogy that seems to have arisen: a meeting of abstract chance between lines and colors more than it appears as a result of a specific intention. These lines are nervous and tense at the same time in Cornell, but they drag themselves lax in Gorn and Alchinsky, while they cross and intertwine into violent scribbles in “Abel.” The color in the latter is stark and aggressive to the extreme, and its substance is thick and sticky. With a more cultured art, it has the brilliance and scarcity of some pink and blue colors, which somewhat reminds us of the coloring of its compatriot «Ansor». Ensor

    Some have argued that these photographers and some others who are considered close to them have created a new analogy movement. Indeed, if they can be compared to Dubuffet, they are undoubtedly closer to Art is more violent than an expressionist artist such as «Nolde», and some of their works are often more lenient than his style, and on the other hand, what is in his works of sobriety and prestige has been replaced in their works by sarcasm and ridicule, and the human being in their works is no longer but caricatured aspects, which is Mostly with brutal ugliness repulsive.

    There is no doubt that this is due, on the one hand, to the concept of life, to the belief that man is less developed, less “humane” and less reassuring, to many degrees than what modern civilization tries to illusion us with. The analogy does not always come as a result of a previous design, and it hardly comes out in the scope of abstraction except by stealth, and in a section it remains submerged in this colored paste that characterizes informal photography, where the introduction of a clearly defined form in it is considered a major change in its C style.

    Can we not in the same way explain the figures and nudes that Gillet (recently) portrayed after he was one of the original representatives of abstract art? Of sufficient composition to transcend the soft, amorphous mass.Therefore, we also find here suspicious creatures whose faces, if they crossed the outline, appear deformed or have a bestial tinge, frightened and terrifying at the same time, their features combining terror and disgust.

    As for the color, it is dark and muddy. Therefore, in the same viewer, he supports this impression and contributes to reminding him of the Quinta del Sordo pictures. However, Goya's photography is more assertive (despite his style's broadness and impulsiveness). His humanity, no matter how distorted it is, is less primitive, more affecting and painful. Despite all of this, one feels that there is real concern in his generation and that his paintings also affect us, including Of the advantages, it is less ugly, and therefore it is graphic.


    تعليق

    يعمل...
    X