الكاتب المسيحي : جرجي زيدان jurji-zaydan .. الذي جعل التاريخ الإسلامي… حكاية حب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاتب المسيحي : جرجي زيدان jurji-zaydan .. الذي جعل التاريخ الإسلامي… حكاية حب

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	jurji-zaydan.jpg 
مشاهدات:	21 
الحجم:	71.1 كيلوبايت 
الهوية:	1440

    جرجي زيدان: المسيحي الذي جعل التاريخ الإسلامي… حكاية حب
    “الأمين والمأمون”، “غادة كربلاء”، “فتح الأندلس”، “العباسة أخت الرشيد”، “عروس فرغانة”، “فتاة القيروان”، “استبداد المماليك”، “صلاح الدين الأيوبي”… عناوين من بين أخرى، أبدعها جرجي زيدان، ليبصم بها على كتابة مغايرة للتاريخ الإسلامي.
    كتابة، اعتمدت قصص الحب في سرد وقائع فترات من التاريخ الإسلامي، وأصر فيها على استخدام المصادر الأوربية أيضا، عوض الاعتماد على رواية أحادية للتاريخ… فكانت النتيجة، أن اتهم بالتزييف والتشويه والعمالة للغرب… وللماسونية.

    دانية الزعيمي
    21 يوليو 2021 م
    نتعرف في هذا البورتريه إلى جرجي زيدان؛ أحد أكثر الكتّاب العرب انتشارا وإثارة للجدل في القرن الذي مضى.

    وُلد جُرجي حبيب زيدان في بيروت/ لبنان، في الـ14 من دجنبر/كانون الأول 1861م.
    رأى النور في كنف أسرة مسيحية فقيرة… ألحقه الوالد، حبيب، بمدرسة غير نظامية ليتعلم القراءة والكتابة والحساب.

    درس اللغة الفرنسية كذلك، والتحق بمدرسة مسائية يتعلم الإنجليزية، ثمّ كان أن حقّق الوالد هدفَه:

    أن يساعدَه الابن جرجي في إدارة وضبط حسابات مطعمه في ساحة البرج ببيروت.

    لكنّ الأمّ، مريم مطر، لم تكن راضية.

    أوخذ على جرجي زيدان، ضمن اتهامات ومؤاخذات أخرى كثيرة، بعض تعابيره التي اعْتُبرت مسيئة للعرب، مثل ما جاء في روايته “عروس فرغانة” من أن… “العربي بمنزلة الكلب، اطرح له كسرةً واضرب رأسه”.

    أذعن الأب وعلّم جرجي صناعَة الأحذية. كان عُمره آنذاك لا يتعدى 12 عاما… وما لبث بعد عامين أن ترك هذه الحرفة، ذلك أنّها لا تروقه.
    كان جرجي يلتقي في مطعم أبيه بعدد من رجال الصّحافة وأهل الأدب، مثل يعقوب صروف، إبراهيم اليازجي، سليم البستاني…

    هؤلاء حقنوا جرجي بحبّ المعرفة والأدب… بعد سنوات، وبطريقة ما، نجح في امتحان القبول لتعلّم الطب بالجامعة الأمريكية في بيروت. كانت تحمل آنذاك اسم الكلية السورية البروتستانتية.

    … ولا راق الطبّ لجرجي! بعد عام، ترك دراسته واتجه للصيدلة؛ ويبدو أنه، بتخليه عن دراسة الصيدلة أيضا، كمن ضاقت به البلد.

    قرّر في الأخير أن يرحلَ إلى مصر، ليدرس الطب مرة أخرى. سَافر فعلاً إلى بلاد الكنانة وفي جيبه ستّ جنيهات اقترضها من جاره.
    في مصر، دفع عسر الحال جرجي إلى البحث عن عمل يسند به نفسه خلال دراسة الطب.

    التحقَ مُحرّراً بصحيفة “الزمان”، وكانت يومها الوحيدة التي تصدر في القاهرة، بعد أن أوقف المستعمر البريطاني العملَ الصحافي في البلاد.

    ثمّ أخذَ بعد فترة يعمل مُترجماً في مكتب المخابرات البريطانية في القاهرة.

    كان جرجي مِمّن رافقوا حملة بريطانيا إلى السودان لإنقاذ القائد “غوردن” من حصار جيش المهدي… دام مقامه هناك عشرة أشهر، عاد بعدها إلى بيروت.

    انضمّ للمجتمع العلمي الشرقي، ثمّ أخذ يتعلّمَ اللغتين العبرية والسريانية…
    الاطّلاع الواسع الذي أتاحه إتقان لغات عديدة لجرجي، مكّنه عام 1886م من تأليف أوّل كتاب في فلسفة اللغة العربية.

    أصدر الكتاب في طبعة جديدة مُنقّحة، عام 1904م، تحملُ عنوان “تاريخ اللغة العربية”.

    زار جرجي بعد ذلك بريطانيا، ثمّ عاد إلى مصر لينقطع إلى التأليف والصحافة…

    أدار في القاهرة مجلة المقتطف، لـ18 شهرا، ثمّ اشتغل في تدريس اللغة العربية… بعد عامين، اشترك مع الناشر اللبناني نجيب متري في إنشاء مطبعة.

    شراكةٌ سُرعان ما انفضّت، فاحتفظ جرجي بالمطبعة وأطلق عليها مطبعة الهلال… فيما أنشأ مطبعة أخرى أسماها مطبعة المعارف.

    عام 1892م، أصدر جُرجي العدد الأول من مجلّة الهلال… كان يحرّرها بنفسه، ثمّ ساعده ابنه إميل.

    سنةً تلو أخرى، حازت الهلال على نجاح باهر؛ صارت من أوسع المجلّات انتشارا، يكتب بها كبار المفكّرين والأدباء في المنطقة…

    كاتبٌ مثيرٌ للجدل
    قبل أن يختطّ لنفسه مساراً جديدا بإنشاء مجلّة الهلال، أصدر جرجي زيدان كتباً عديدة… إلّا أن هذه الكتب لم تلقَ نجاحا واسعا.

    عام 1889م، أصدر كتاب “تاريخ مصر الحديثة” في مجلّدين، وأعقبه بـ”تاريخ الماسونية والتاريخ العام”، وكان موجزاً في تاريخ قارتي آسيا وإفريقيا.
    ثمّ توالت كتب أخرى: “تاريخ إنجلترا”، “تاريخ اليونان والرومان”، “جغرافية مصر”، “طبقات الأمم”…

    كان جرجي، كما سبق، يُتقن أربع لغات أخرى إلى جانب اللغة العربية، وقد مكّنه ذلك من اطّلاع واسع، بخاصة في التاريخ، الذي كان يميل إليه.

    قبل أن ينشئَ مطبعته بعام، كان جرجي قد أصدر أولى رواياته التاريخية بعنوان “المملوك الشارد”.

    في مصر، دفع عسر الحال جرجي إلى البحث عن عمل يسند به نفسه خلال دراسة الطب. التحقَ مُحرّراً بصحيفة “الزمان”، وكانت يومها الوحيدة التي تصدر في القاهرة، بعد أن أوقف المستعمر البريطاني العملَ الصحافي في البلاد.

    نشر جرجي كثيراً من روايته الأولى على شاكلة فصول متفرّقة في مجلة الهلال… ويبدو أنّها حازت على اهتمام واسع.

    تتالت بعدها أعماله الروائية، حتى بلغت اثنين وعشرين عملا، تناول معظمها فترات بارزة من التاريخ الإسلامي.

    “الأمين والمأمون“، “غادة كربلاء”، “فتح الأندلس“، “العباسة أخت الرشيد”، “عروس فرغانة”، “فتاة القيروان”، “استبداد المماليك”، “صلاح الدين الأيوبي“… عناوين من بين أخرى.

    تخلّل انكباب جرجي على الرواية إصدار أعمال أخرى بين الفينة والأخرى، مثل “تراجم مشاهير الشرق”، و”تاريخ التمدّن الإسلامي” الذي يُعدّ أهمّ مصنّفاته.

    غير أن رواياته كانت صوته إلى المدى الواسع… حقّقت إقبالا هائلا، وتُرجمت إلى لغات عديدة.

    ولأنّها كذلك، نالت قسطها الوافر من النقد… لجأ جرجي في معظم رواياته إلى قصة حب نمطيّة لسرد الفترة التي يحكيها في التاريخ الإسلامي.

    لكنّ المشكلةَ لم تكمن أساساً في استخدام الحب في حبك رواية “إسلامية”.

    “كان زيدان أشبه ما يكون بهمزة الوصل بين الحركة العلمية العربية الناهضة، وحركة الاستشراق متدفقة النشاط في أوروبا وأمريكا”، كما زعمَ مثلاً المؤرخ المصري حسين مؤنس.

    جرجي أوخذ على استخدام المصادر الأوروبية في كتابته عن التاريخ الإسلامي.

    رأى آخرون أنّه التزم الحقيقة، لذا كانت رواياته جافّة إلى حدّ ما. لكنّ البعض الآخر أصرّ أن كتاباته تُخالف أصول الرواية التاريخية وتروي الأحداث من دون أي تحقّق.

    أوخذ أيضا على بعض تعابيره التي اعْتُبرت مسيئة للعرب، مثل ما جاء في روايته “عروس فرغانة”، من أن “العربي بمنزلة الكلب، اطرح له كسرةً واضرب رأسه”.

    مُختَصَر الاتّهامات، كما جاء في كتاب “نبش الهذيان من تاريخ جرجي زيدان”:

    “من أشهر من افترى وزيّف التاريخ الإسلامي في العصر الحديث… الذي استتر برداء العروبة وتوارى خلف الشعارات القومية… ومهّد له الإعلام الغربي ليلعب دوره الطبيعي في كتابة التاريخ الإسلامي مُشوّهاً ومبتوراً يزيّنه بأسلوب رقيق ممتع، ويغلّفه بعناوين زاهية برّاقة، ويقدّمه في صورة قصة غرامية أخّاذة”.
    هذه المؤاخذات، جاءت بحسب من قدّموها، لما تؤدي إليه روايات جرجي من تشويه للتاريخ الإسلامي، خاصة وأنّها تحظى بانتشار واسع.
    حتّى كتبه الأخرى لم تسلم من معاول النقد، وقد خُصّصت كتبٌ بأكملها للرد عليها، مثل “انتقاد كتاب تاريخ آداب اللغة العربية” للأديب المصري أحمد عمر الإسكندري.
    جرجي كان بالمناسبة أحد أوائل من اتُّهموا بـ”الماسونية”. تهمةٌ يبدو أنّها صارت اليومَ مبتذلة من فرط ما استخدمت.
    … وقد كان ليستمرّ مثيراً للجدل لوقت أطول، لولا أنّ الموت اختطفه من بين أوراقه عن 53 عاما… في الـ21 من يوليوز/تموز 1914.
    جرجي زيدان: المسيحي الذي جعل التاريخ الإسلامي… حكاية حب
    “الأمين والمأمون”، “غادة كربلاء”، “فتح الأندلس”، “العباسة أخت الرشيد”، “عروس فرغانة”، “فتاة القيروان”، “استبداد المماليك”، “صلاح الدين الأيوبي”… عناوين من بين أخرى، أبدعها جرجي زيدان، ليبصم بها على كتابة مغايرة للتاريخ الإسلامي.
    كتابة، اعتمدت قصص الحب في سرد وقائع فترات من التاريخ الإسلامي، وأصر فيها على استخدام المصادر الأوربية أيضا، عوض الاعتماد على رواية أحادية للتاريخ… فكانت النتيجة، أن اتهم بالتزييف والتشويه والعمالة للغرب… وللماسونية.

    دانية الزعيمي
    21 يوليو 2021 م
    نتعرف في هذا البورتريه إلى جرجي زيدان؛ أحد أكثر الكتّاب العرب انتشارا وإثارة للجدل في القرن الذي مضى.

    وُلد جُرجي حبيب زيدان في بيروت/ لبنان، في الـ14 من دجنبر/كانون الأول 1861م.
    رأى النور في كنف أسرة مسيحية فقيرة… ألحقه الوالد، حبيب، بمدرسة غير نظامية ليتعلم القراءة والكتابة والحساب.

    درس اللغة الفرنسية كذلك، والتحق بمدرسة مسائية يتعلم الإنجليزية، ثمّ كان أن حقّق الوالد هدفَه:

    أن يساعدَه الابن جرجي في إدارة وضبط حسابات مطعمه في ساحة البرج ببيروت.

    لكنّ الأمّ، مريم مطر، لم تكن راضية.

    أوخذ على جرجي زيدان، ضمن اتهامات ومؤاخذات أخرى كثيرة، بعض تعابيره التي اعْتُبرت مسيئة للعرب، مثل ما جاء في روايته “عروس فرغانة” من أن… “العربي بمنزلة الكلب، اطرح له كسرةً واضرب رأسه”.

    أذعن الأب وعلّم جرجي صناعَة الأحذية. كان عُمره آنذاك لا يتعدى 12 عاما… وما لبث بعد عامين أن ترك هذه الحرفة، ذلك أنّها لا تروقه.
    كان جرجي يلتقي في مطعم أبيه بعدد من رجال الصّحافة وأهل الأدب، مثل يعقوب صروف، إبراهيم اليازجي، سليم البستاني…

    هؤلاء حقنوا جرجي بحبّ المعرفة والأدب… بعد سنوات، وبطريقة ما، نجح في امتحان القبول لتعلّم الطب بالجامعة الأمريكية في بيروت. كانت تحمل آنذاك اسم الكلية السورية البروتستانتية.

    … ولا راق الطبّ لجرجي! بعد عام، ترك دراسته واتجه للصيدلة؛ ويبدو أنه، بتخليه عن دراسة الصيدلة أيضا، كمن ضاقت به البلد.

    قرّر في الأخير أن يرحلَ إلى مصر، ليدرس الطب مرة أخرى. سَافر فعلاً إلى بلاد الكنانة وفي جيبه ستّ جنيهات اقترضها من جاره.
    في مصر، دفع عسر الحال جرجي إلى البحث عن عمل يسند به نفسه خلال دراسة الطب.

    التحقَ مُحرّراً بصحيفة “الزمان”، وكانت يومها الوحيدة التي تصدر في القاهرة، بعد أن أوقف المستعمر البريطاني العملَ الصحافي في البلاد.

    ثمّ أخذَ بعد فترة يعمل مُترجماً في مكتب المخابرات البريطانية في القاهرة.

    كان جرجي مِمّن رافقوا حملة بريطانيا إلى السودان لإنقاذ القائد “غوردن” من حصار جيش المهدي… دام مقامه هناك عشرة أشهر، عاد بعدها إلى بيروت.

    انضمّ للمجتمع العلمي الشرقي، ثمّ أخذ يتعلّمَ اللغتين العبرية والسريانية…
    الاطّلاع الواسع الذي أتاحه إتقان لغات عديدة لجرجي، مكّنه عام 1886م من تأليف أوّل كتاب في فلسفة اللغة العربية.

    أصدر الكتاب في طبعة جديدة مُنقّحة، عام 1904م، تحملُ عنوان “تاريخ اللغة العربية”.

    زار جرجي بعد ذلك بريطانيا، ثمّ عاد إلى مصر لينقطع إلى التأليف والصحافة…

    أدار في القاهرة مجلة المقتطف، لـ18 شهرا، ثمّ اشتغل في تدريس اللغة العربية… بعد عامين، اشترك مع الناشر اللبناني نجيب متري في إنشاء مطبعة.

    شراكةٌ سُرعان ما انفضّت، فاحتفظ جرجي بالمطبعة وأطلق عليها مطبعة الهلال… فيما أنشأ مطبعة أخرى أسماها مطبعة المعارف.

    عام 1892م، أصدر جُرجي العدد الأول من مجلّة الهلال… كان يحرّرها بنفسه، ثمّ ساعده ابنه إميل.

    سنةً تلو أخرى، حازت الهلال على نجاح باهر؛ صارت من أوسع المجلّات انتشارا، يكتب بها كبار المفكّرين والأدباء في المنطقة…

    كاتبٌ مثيرٌ للجدل
    قبل أن يختطّ لنفسه مساراً جديدا بإنشاء مجلّة الهلال، أصدر جرجي زيدان كتباً عديدة… إلّا أن هذه الكتب لم تلقَ نجاحا واسعا.

    عام 1889م، أصدر كتاب “تاريخ مصر الحديثة” في مجلّدين، وأعقبه بـ”تاريخ الماسونية والتاريخ العام”، وكان موجزاً في تاريخ قارتي آسيا وإفريقيا.
    ثمّ توالت كتب أخرى: “تاريخ إنجلترا”، “تاريخ اليونان والرومان”، “جغرافية مصر”، “طبقات الأمم”…

    كان جرجي، كما سبق، يُتقن أربع لغات أخرى إلى جانب اللغة العربية، وقد مكّنه ذلك من اطّلاع واسع، بخاصة في التاريخ، الذي كان يميل إليه.

    قبل أن ينشئَ مطبعته بعام، كان جرجي قد أصدر أولى رواياته التاريخية بعنوان “المملوك الشارد”.

    في مصر، دفع عسر الحال جرجي إلى البحث عن عمل يسند به نفسه خلال دراسة الطب. التحقَ مُحرّراً بصحيفة “الزمان”، وكانت يومها الوحيدة التي تصدر في القاهرة، بعد أن أوقف المستعمر البريطاني العملَ الصحافي في البلاد.

    نشر جرجي كثيراً من روايته الأولى على شاكلة فصول متفرّقة في مجلة الهلال… ويبدو أنّها حازت على اهتمام واسع.

    تتالت بعدها أعماله الروائية، حتى بلغت اثنين وعشرين عملا، تناول معظمها فترات بارزة من التاريخ الإسلامي.

    “الأمين والمأمون“، “غادة كربلاء”، “فتح الأندلس“، “العباسة أخت الرشيد”، “عروس فرغانة”، “فتاة القيروان”، “استبداد المماليك”، “صلاح الدين الأيوبي“… عناوين من بين أخرى.

    تخلّل انكباب جرجي على الرواية إصدار أعمال أخرى بين الفينة والأخرى، مثل “تراجم مشاهير الشرق”، و”تاريخ التمدّن الإسلامي” الذي يُعدّ أهمّ مصنّفاته.

    غير أن رواياته كانت صوته إلى المدى الواسع… حقّقت إقبالا هائلا، وتُرجمت إلى لغات عديدة.

    ولأنّها كذلك، نالت قسطها الوافر من النقد… لجأ جرجي في معظم رواياته إلى قصة حب نمطيّة لسرد الفترة التي يحكيها في التاريخ الإسلامي.

    لكنّ المشكلةَ لم تكمن أساساً في استخدام الحب في حبك رواية “إسلامية”.

    “كان زيدان أشبه ما يكون بهمزة الوصل بين الحركة العلمية العربية الناهضة، وحركة الاستشراق متدفقة النشاط في أوروبا وأمريكا”، كما زعمَ مثلاً المؤرخ المصري حسين مؤنس.

    جرجي أوخذ على استخدام المصادر الأوروبية في كتابته عن التاريخ الإسلامي.

    رأى آخرون أنّه التزم الحقيقة، لذا كانت رواياته جافّة إلى حدّ ما. لكنّ البعض الآخر أصرّ أن كتاباته تُخالف أصول الرواية التاريخية وتروي الأحداث من دون أي تحقّق.

    أوخذ أيضا على بعض تعابيره التي اعْتُبرت مسيئة للعرب، مثل ما جاء في روايته “عروس فرغانة”، من أن “العربي بمنزلة الكلب، اطرح له كسرةً واضرب رأسه”.

    مُختَصَر الاتّهامات، كما جاء في كتاب “نبش الهذيان من تاريخ جرجي زيدان”:

    “من أشهر من افترى وزيّف التاريخ الإسلامي في العصر الحديث… الذي استتر برداء العروبة وتوارى خلف الشعارات القومية… ومهّد له الإعلام الغربي ليلعب دوره الطبيعي في كتابة التاريخ الإسلامي مُشوّهاً ومبتوراً يزيّنه بأسلوب رقيق ممتع، ويغلّفه بعناوين زاهية برّاقة، ويقدّمه في صورة قصة غرامية أخّاذة”.
    هذه المؤاخذات، جاءت بحسب من قدّموها، لما تؤدي إليه روايات جرجي من تشويه للتاريخ الإسلامي، خاصة وأنّها تحظى بانتشار واسع.
    حتّى كتبه الأخرى لم تسلم من معاول النقد، وقد خُصّصت كتبٌ بأكملها للرد عليها، مثل “انتقاد كتاب تاريخ آداب اللغة العربية” للأديب المصري أحمد عمر الإسكندري.
    جرجي كان بالمناسبة أحد أوائل من اتُّهموا بـ”الماسونية”. تهمةٌ يبدو أنّها صارت اليومَ مبتذلة من فرط ما استخدمت.
    … وقد كان ليستمرّ مثيراً للجدل لوقت أطول، لولا أنّ الموت اختطفه من بين أوراقه عن 53 عاما… في الـ21 من يوليوز/تموز 1914.
يعمل...
X