اشعاع التكعيبية ٤_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اشعاع التكعيبية ٤_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

    رجعي أما دیران ، فعلى العكس يريد أن يرتد ، وبعد ۱۹۱۸ قطع ما بينه وبين شبابه عمداً ، وراح يعارض أشد المعارضة الفن المتجدد الذي ساد في عصره. وهو لا يرى منفذاً للخلاص منه إلا في العودة الصريحة إلى فن المتاحف ولذلك طفق يقتدي بفناني مدينة بولونيا : بوستان » و « كورو » ، وبمصوري الطبيعة الصامتة الذين أنجبتهم هولندا في القرن السابع عشر ، بل أنه رجع إلى فناني روما وبومبيي .

    وبوجيز العبارة نقول أنه عاد فارتبط بالتقليد الواقعي مسلماً بكل القواعد المميزة له كالمنظور والمقولب ، واحترام التشريح . على أنه لا يرتضي طبعاً بنقل نماذجه ، فهو إذا صور وجهاً أو جسماً عارياً أو طبيعة صامتة أو مشهداً طبيعياً عمل بطريقته الخاصة به . فأحياناً ، يبدي استخفافاً وشيئاً من الخرق . وكأنما أن يظهر للناس الذين يبيحون لأنفسهم بعض التحرر من القواعد المدرسية . وهو يعرف أيضاً كيف يجد ألواناً غير عادية في مجموعة لونية صماء . فله عين بصيرة وهو ذو ذوق وثقافة . وقد يكون اليه من هذه الصفات أكثر مما يجب ، بينما لا يملك ما يكفي من الشغف والغريزة الخلاقة . وخلاصة القول ومهما كان الاهتمام الذي يظن البعض أن من الواجب إبداءه نحو مسلكه خلال الثلاثينات ، فإن القسم التقليدي من أعماله لا يعادل ما أبدعه أيام المذهب ( الوحشي ) . ولا ما نفذه بين ۱۹۰۸ و ١٩١٤ . وصحيح أن هذا القسم التقليدي يشهد له بالكثير من المهارة . إلا أنه يشهد أيضاً على قلة ثقته بإمكانيات التصوير المعاصر. كما يشهد على اختيارية لم تؤد قط في الفن إلا الى لوحات خالية من أنه من أولئك يريد العنفوان .

    موقفاً معارضاً كلياً للاتجاهات التجديدية فإنه وهو يقف موقفاً معاكساً تماماً للميول التجديدية لا يفكر قط في الرجوع إلى كبار الرسامين القدامى . وأكثر ما يفعله هو أن ينظر باتجاه « کوربه Courbet » : أي أن رؤياه هي رؤيا واقعية . بيد إيجازه في الرسم ووطأته في الصنع يعودان إلى القرن العشرين وقد ظهرت بواكيره قبل ١٩١٤ ، ومنذ ذلك الحين اتخذ لنفسه اتجاهاً معيناً . وان الكائنات البشرية التي يرسمها بين الحربين العالميتين ، والتي تمثل في الغالب بعض رجال البحر في قواربهم ، أو أشخاصاً عراة على شاطيء البحر . . هذه الكائنات البشرية تمتاز بالأجسام القوية والأعضاء الطويلة ، ولا تكاد لحومهم تتميز عن التربة أو عن جذوع الأشجار . وجملة القول أن كل شيء يرسمه يبدو وكأنه قد عجن من نفس الطينة الجافة إلى حد ما والمبرغلة : الوجوه ، والأيدي ، والأجسام ، والأقمشة ، والأرض وأوراق الشجر ، وحتى مياه النهر. وإنه ليجد لذة في إبراز الناحية المادية من تصويره. وإذا كان حريصاً على أن يكون للوحاته بناء قوي متين ، فإنما يفعل ذلك بشيء من الخشونة ، على طريقة الفلاحين الذين يضمون بعض العناصر إلى بعضها بعد أن يشذبوها بالمقص . وان مناخه قاس وتحت سماء رمادية ، يبدو جو مشاهده الطبيعية مكفهراً مثل يوم من الخريف أو من أواخر الشتاء . وحتى في جنوب فرنسا لا يكتشف سيجونزاك شيئاً باسماً . علاوة على ذلك فإن لوحاته ليست تلك الناجحة التي يستعمل فيها الألوان الحارة فهو يصور الألوان الترابية ، الألوان الصفراء ، والرمادية والخضراء . . . وإذا تناسى ذلك مرة تاه .

    شيء غريب هو أن هذا الفنان الذي يثقل لوحاته بكل هذا الثقل ، والذي يرسمها بالخطوط المتثاقلة نراه عندما ينفذ لوحة مائية أو يرسم بالريشة أو ينقش بعض النقوش فإن أعماله هذه تشف عن رقة تحملنا على التخمين أننا أمام فنان آخر ، وذلك رغم نفس المواضيع ورغم أنه يستعمل في الرسم المائي الألوان نفسها بيد أن الألوان هنا تصبح أكثر سيولة وشفافية وغاية في الخفة ويصبح الرسم كله ناعماً سريعاً وحاسماً . .

    ان العبرة في فن أمثال سيجونزاك وديران والإعجاب الذي ينالانه لدى الهواة ولدى النقاد ، قد أثرا على بعض الشبان الناشئين وحملاهم على التبصر والاعتدال فراحوا يؤكدون موقفهم بمهاجمة التكعيبية والتنديد بها ويقول « شابلان ميدي Chapelain Midy » إن التكعيبية في محاولاتها التجريدية الحتمية ، قد نسيت ما الغاية الحقيقية للفن ، وما هو معناه الإنساني ، وقال مستطرداً : « إن من واجب الذين يأتون بعد التكعيبية أن يمنحوا الفن ، ما لا يزال بحاجة إليه من الحقائق الروحية . وانه ، طبعاً ، برنامج جميل ولكن لا بد من الاعتراف بأن الأعمال الفنية التي حققت هذا البرنامج لم تكن بالمستوى الطموح الذي تدل عليه أقوال شابلان ميدي حتى عندما حملت هذه اللوحات توقيع فنانين مثل شابلان نفسه أو ( أودو ) أو ( كايار Caillard ، أو : براير Brayer ) إن كانت الغاية استدراك ما يعتري الفن المعاصر من نقص في الأصالة الداخلية كما يقولون فلا يكفي أن نغطي وجه ( الواقعية ) بقناع جديد ولا بد من التغلب على الخجل لبلوغ الأصالة المنشودة .

    وكذلك على الفنان أن يكون جسوراً لكي يخلد مضى زمن كاف لنتحقق من أن الفنانين الذين ظن الناس أنهم سوف يقضون على الفن الحديث لم يستطيعوا أن يوقفوا التطور لحظة واحدة . ولم يستطيعوا أن يغيروا اتجاه هذا التطور ، بينما كان يعمل إلى جانبهم نفر من الشبان الناشئين. ولم يحفل الناس بهؤلاء الشبان وقتئذ في حين أن أعمالهم ومحاولاتهم قد قدر لها أن تكون ذات مدى أكبر ، في تاريخ الفن . وما كادت تندلع نيران الحرب حتى فرضوا أنفسهم لا يعلنون انتماءهم إلى سيجونزاك أو ديران ، بل إلى بونار وهم وماتيس وبيكاسو وليجيه وكلي وكندنسكي .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.04 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	79.3 كيلوبايت 
الهوية:	143360 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.05_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	83.1 كيلوبايت 
الهوية:	143361 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.05 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	82.0 كيلوبايت 
الهوية:	143362 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.06_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	63.3 كيلوبايت 
الهوية:	143363

  • #2

    As for the reactionary D. Diran, on the contrary, he wanted to apostatize, and after 1918 he deliberately cut off between himself and his youth, and began vehemently opposing the renewed art that prevailed in his time. And he does not see an outlet for salvation from it except in an explicit return to the art of museums, and therefore he began to follow the example of the artists of the city of Bologna: Bostan and Coro, and the still-life painters who were born in the Netherlands in the seventeenth century, and he even returned to the artists of Rome and Pompeii.

    In short, we say that he reverted to the realistic tradition, accepting all the rules that distinguish it, such as perspective and stereotypes, and respect for anatomy. However, he is not satisfied, of course, with transferring his models. If he depicts a face, a naked body, a silent nature, or a natural scene, he works in his own way. Sometimes, he shows contempt and a bit of a breach. As if to appear to people who allow themselves some freedom from school rules. He also knows how to find unusual colors in a color-deaf group. He has an eye for insight and he has taste and culture. He may have more of these qualities than he should, while he does not have enough passion and creative instinct. In sum, whatever the concern that some people think should be shown towards his path during the thirties, the traditional part of his works is not equivalent to what he created during the days of the “Brutal” doctrine, nor what he executed between 1908 and 1914. It is true that this traditional section testifies to him with a lot of skill. However, he also testifies to his lack of confidence in the possibilities of contemporary painting, as well as to his voluntarism, which has never led in art except to paintings devoid of those he wants.

    A position totally opposed to the renewal trends, as he stands a completely opposite position to the renewal tendencies, never thinking of going back to the old senior painters. Most of what he does is look towards Courbet: that is, his vision is realistic. However, his brevity in drawing and his slowness in making go back to the twentieth century, and its early days appeared before 1914, and since then it has taken a certain direction for itself. And the human beings that he draws between the two world wars, which mostly represent some seamen in their boats, or naked people on the seashore. . These human beings are characterized by strong bodies and long organs, and their meat is hardly distinguished from the soil or from the trunks of trees. In short, everything he paints seems to have been kneaded from the same somewhat dry and granulated clay: faces, hands, bodies, fabrics, earth and leaves, even river water. And he finds pleasure in highlighting the physical aspect of his photography. And if he was keen to have a strong and solid structure for his paintings, he would do so with some roughness, in the manner of peasants who join some elements together after trimming them with scissors. And its climate is harsh and under a gray sky, the atmosphere of its natural scenes appears as gloomy as a day in autumn or late winter. Even in the south of France Segonzac finds nothing of a name. Moreover, his paintings are not the successful ones in which he uses warm colors, as he depicts earthy colors, yellow colors, grays and greens. . . And if he forgets that once lost.

    A strange thing is that this artist who weighs his paintings with all this weight, and who draws them with lumbering lines, we see him when he executes a watercolor Or he paints with a brush or engraves some inscriptions, for these works of his reveal a delicacy that makes us guess that we are facing another artist, despite the same topics and although he uses the same colors in watercolor painting, but the colors here become more fluid, transparent and very light, and the whole drawing becomes soft, fast and decisive . .

    The lesson in the art of the likes of Segonzac and Deran, and the admiration they attain among amateurs and critics, has affected some young men emerging and prompted them to foresight and moderation, so they began to confirm their position by attacking and denouncing Cubism. Chapelin Midy says that Cubism in its inevitable abstraction attempts has forgotten what the purpose is. The true nature of art, and what is its human meaning, and he said steadily: «It is the duty of those who come after Cubism to give art what it still needs
    Old Oudot to him of spiritual truths). And it is, of course, a beautiful program, but it must be recognized that the works of art that achieved this program were not at the level of ambition indicated by the words of Chaplin Midi, even when these paintings bore the signature of artists such as Chaplin himself or “Odo” or (Caillard, or: Briar Brayer) If the goal is to rectify the lack of inner originality that contemporary art suffers from, as they say, then it is not enough to cover the face of (realism) with a new mask, and shyness must be overcome in order to achieve the desired originality.

    Likewise, the artist must be brave in order to perpetuate the passage of enough time to verify that the artists who people thought would eliminate modern art were not able to stop the development for one moment. They could not change the direction of this development, while a group of emerging young men were working alongside them. People did not care about these young men at that time, while their works and attempts were destined to have a greater extent in the history of art. And as soon as the flames of war broke out, they imposed themselves not declaring their affiliation to Segonzac or Deran, but to Bonnar, and they, Matisse, Picasso, Leger, Klee, and Kandinsky...

    تعليق

    يعمل...
    X